لجريدة عمان:
2025-02-19@22:30:05 GMT

ربان ماهر ببصيرة نافذة

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

قُدر لي في العام ٢٠٢٠م أن أحضر العديد من الاجتماعات التي خُصصت حينها للنظر في الوضع الاقتصادي المتأزم للبلاد الذي كان يُعاني الأمرّين نتيجة تفشي جائحة فيروس كورونا وما تسببت به من ركود عميق وانخفاض في معدلات النمو العالمي وارتفاع معدلات البطالة.

كانت الصورة بالغة القتامة نظرًا لمحدودية الحلول القادرة على حمل البلاد على تخطي تلك المرحلة الحرجة مما جعل من خيار فرض إجراءات عاجلة واتخاذ قرارات ربما " مؤلمة " ضرورة لا مفر منها.

وفي خضم تلك العاصفة حيث السفينة أحوج ما تكون فيه إلى ربان ماهر يملك البصيرة النافذة والحكمة وشجاعة اتخاذ القرار.. في يوم الحادي عشر من يناير من العام ٢٠٢٠ م بدأت غيوم الأزمة تتبدد وتُشرق شمس نهضة عُمان المتجددة بتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم والذي أعلن منذ اليوم الأول عن انطلاق خطة الإنقاذ وبدء مرحلة التصحيح والبناء فأعاد السفينة إلى مسارها عبر رؤى وخطط محددة الأهداف تُغلِّبُ مصلحة الوطن والمواطن.

خلال فترة وجيزة من ذلك الحدث الاستثنائي في تاريخ سلطنة عُمان تم إقرار الكثير من الإجراءات أبرزها إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة تبعتها إجراءات أُخرى تمثلت في إطلاق برامج التنمية المختلفة والشروع في تحقيق "رؤية ٢٠٤٠م" بمحاورها الأربعة "مجتمع إنسانه مبدع" و" اقتصاد بيئته تنافسيه" و"بيئة مواردها مستدامة" و"دولة أجهزتها مسؤولة " ثم تم وضع النظام الأساسي للدولة الذي رسم تصورًا واضحًا للمستقبل وملامح المرحلة القادمة.

وقد عملت الحكومة جادة على تطوير وتحديث منظومة التشريعات والقوانين ودعمت كل ما يُحفز التنمية الاقتصادية بما يتسق وأهداف الرؤية الطموحة ويعزز من الأداء الحكومي ويضمن الاستدامة المالية التي اتكأت بصورة مباشرة على سياسة ترشيد الإنفاق وزيادة الإيرادات.

ومن الخطوات المهمة التي اُتخذت في هذا المسار إنشاء صندوقين للتقاعد يُعنى الأول بالقطاعين المدني والخاص فيما يُعنى الصندوق الثاني بمنتسبي الوحدات العسكرية والأمنية وإطلاق المبادرات التشغيلية وتوفير البيئة الداعمة للتعليم.

كما تم الشروع في تطوير المحافظات عبر توفير المشاريع والخدمات التنموية والعمل على تعزير الكفاءة والجاهزية الرقمية وتسريع وتيرة التحول الرقمي إلى الحكومة الإلكترونية ودعم دور الشباب وتطوير الجوانب الاجتماعية والتي كان أهمها تثبيت أسعار وقود المركبات وإلغاء حزمة من الرسوم المرتبطة ببعض الخدمات وتخفيض الكثير منها وإنشاء مظلة للحماية الاجتماعية.

كل هذا العمل الجبار لم يستغرق سوى أقل من خمس سنوات من عُمر الزمن حيث عاودت عجلة التنمية الدوران لتقدم بذلك دروسًا في الإرادة التي لا تُقهر والإدارة الرصينة التي لا تعرف المستحيل مستندة إلى فِكر جلالة السلطان المفدى -أعزه الله - المستنير وحصافة رؤيته وهو ما أشاد به أبرز الخبراء في المؤسسات الاقتصادية العالمية الذين عبروا عن دهشتهم للتحول الجذري المثير للإعجاب والذي بدأت نتائجه الإيجابية تظهر من خلال تصاعد مؤشرات الاقتصاد العُماني في زمن وجيز.

لقد تجلى عمل الحكومة المخلص الدؤوب في رفع التصنيف الائتماني وتحسن المؤشرات المالية والاقتصادية لأداء الاقتصاد العماني وفي ارتفاع مؤشرات التنافسية والحرية الاقتصادية وتراجع مستوى الدين العام وتعافي مؤشرات قدرة الحكومة على تحمل أعباء المديونية وجذب الاستثمارات الأجنبية وتحسن قطاعات النفط والغاز والمعادن والصناعة والأمن الغذائي والسياحة وفي كافة التفاصيل التي تمس حياة المواطن العماني.

النقطة الأخيرة..

تصريح معالي وزير المالية عقب الإعلان عن تفاصيل الميزانية العامة للدولة للعام المالي ٢٠٢٥ م الذي قال فيه: " نحن قادرون على تغطية مصروفاتنا بسعر ٦٨ دولارا للبرميل وهذا يعد إنجازًا كبيرًا في سياسة تقليل الاعتماد على النفط " تصريح يُثلج الصدر ويؤكد صحة المسار وتحول التطلعات التي كانت أحلامًا إلى واقع ملموس لا تُخطئه عين.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رئيس الحكومة استقبل رجي والبيسري وروداكوف

استقبل رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام قبل ظهر اليوم في السرايا ، رئيس الحكومة الاسبق الدكتور حسان دياب الذي هنأه بتشكيل الحكومة ، متمنياً له النجاح والتوفيق ، وكانت مناسبة تم في خلالها عرض المستجدات الراهنة.

واجتمع رئيس الحكومة مع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي وبحثا في شؤون تتعلق بوزارة الخارجية .

كما استقبل الرئيس سلام السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف الذي قال على الاثر: " زيارتي اليوم لرئيس الحكومة هي لتقديم التهنئة له بتشكيل الحكومة،  وسلمته رسالة من رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين بهذا الخصوص ، كما بحثنا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها".

و استقبل الرئيس سلام المدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وعرض معه الاوضاع الامنية في البلاد.

كذلك التقى رئيس الحكومة وفدا من الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا في لبنان برئاسة الدكتور زياد عاشور في حضور الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
بعد اللقاء قال عاشور:" مع اقتراب موعد الذكرى ٥٠ لاندلاع الحرب الاهلية قدمنا للرئيس سلام مذكرة تتعلق بالمفقودين والمخفيين قسرا في لبنان من ضمنهم حوالي ٧٠٠ شخص يرجح فقدانهم او إخفائهم في سوريا ، وطالبنا دولة الرئيس بإصدار المراسيم الملحة والضرورية لتأمين عمل الهيئة التي تنتهي ولايتها في ٣ تموز ٢٠٢٥".

 

مقالات مشابهة

  • شاهد ماذا قالت المذيعة الشهيرة تسابيح خاطر عقب الهجوم الذي تعرضت له مع زوجها من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركتهما في تشكيل الحكومة الموازية
  • وزيرة التنمية المحلية: تعاون كبير مع البنك الأوروبي لدعم عدد من المشروعات
  • رئيس الحكومة استقبل رجي والبيسري وروداكوف
  • برلمانية: دعم حقوق المرأة العاملة يعزز التنمية الاقتصادية
  • وزير قطاع الأعمال: صناعة الأسمدة ركيزة أساسية في التنمية الزراعية المستدامة
  • ندوة في صنعاء تناقش قانون الاستثمار الجديد وآفاق التنمية الاقتصادية
  • المدير العام لمجمع جيتكس لـ النهار: 4 ماركات جديدة لتعويض العلامات التي غادرت الجزائر
  • القوات: انتهى الزمن الذي كانت إيران تعتبر فيه بيروت إحدى العواصم التي تسيطر عليها
  • محمد بن زايد: الشراكة الاقتصادية الشاملة مع أوكرانيا نقلة نوعية في مسار التنمية
  • رئيس الوزراء: الحكومة مستمرة في دعم التنمية والاستثمار بالمحافظات