ألغى الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته «جو بايدن» رحلة كان مقررا أن يقوم بها إلى إيطاليا بهدف التركيز على جهود مكافحة الحرائق المستعرة فى محيط لوس إنجليس وفق ما أعلنه البيت الأبيض مؤخرا. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية «كارين جان ــ بيار» فى بيان: (إن بايدن الذى توجه إلى لوس إنجليس قرر إلغاء رحلته المقبلة إلى إيطاليا من أجل التركيز على إدارة كل نواحى الاستجابة الفيدرالية فى الأيام المقبلة).
وبادرت السلطات باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتعامل مع الحرائق فأمرت سكان وسط منطقة هوليوود التاريخية بإخلاء منازلهم بعد اندلاع حريق جديد على بعد مئات الأمتار فقط من جادة هوليوود الشهيرة. وقالت مديرة الإطفاء فى «لوس أنجليس»: (إن الحرائق تشكل تهديدا فوريا للحياة بما يستدعى إصدار أمر قانونى بمغادرة المكان الآن، إذ إن المنطقة محظورة قانونا أمام العامة). وأرفقت أمر الإخلاء بخريطة تظهر فيها الأماكن الخطرة والتى يتعين عدم الاقتراب منها.
الحريق ضخم أجبر الآلاف على إخلاء منازلهم. وقال حاكم ولاية كاليفورنيا خلال مؤتمر صحفى إن السلطات أحصت عددا من المبانى التى دمرت بالفعل جراء الحريق، وأوضحت السلطات أنها أصدرت أوامر لنحو 30 ألف شخص لإخلاء مساكنهم بسبب خطر اندلاع النيران. إنه الحريق الضخم الذى يعد حريق الغابات الثانى الذى تؤججه الرياح فى لوس أنجليس الأمريكية، والذى خرج عن السيطرة مما أدى إلى صدور المزيد من أوامر الإجلاء لآلاف السكان لا سيما بالنسبة للمنازل الواقعة فى التلال المطلة على المدينة الأمريكية الكبيرة وفق ما أعلنته السلطات التى حذرت من أن النيران تنتشر بقوة بسبب الرياح العاتية. وقال مسئولون إن الحرائق طالت ما لا يقل عن 1262 فدانا فى منطقة «باسيفيك باليساديس» وجاء هذا بعدما تم التحذير من خطر جسيم لنشوب حرائق نتيجة رياح عاتية هبت عقب فترة طويلة من الطقس الجاف.
اتسعت رقعة الحريق سريعا مما زاد المخاوف من احتمال إجلاء مزيد من الأحياء. وأظهرت لقطات تلفزيونية ألسنة اللهب تلتهم منازل، جرافات تزيل مركبات مهملة عن الطريق كى تتمكن مركبات الطوارئ من المرور. وكانت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية قد أعلنت حالة تأهب لنشوب حرائق فى «لوس أنجليس» وذلك قبل نشوب الحريق فى معظم أنحاء المدينة، هذا بالاضافة إلى توقعات بهبوب رياح تتراوح سرعتها بين 80 و130 كيلومترا فى الساعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سناء السعيد الرئيس الأمريكى جو بايدن البيت الأبيض الرئاسة الأمريكية لوس أنجلیس
إقرأ أيضاً:
حرائق لوس أنجليس تشعل اشتباكات بين ترامب وحاكم كاليفورنيا
اشتبك الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وحاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، أمس الأربعاء، بشأن الحرائق التي خرجت عن السيطرة في منطقة لوس أنجليس، مما أدى إلى إدخال السياسة الوطنية في أزمة متنامية في المدينة.
ووفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، حث نيوسوم ترامب على عدم "ممارسة أي سياسة"، خلال "اللحظات الثمينة التي يتعين علينا إخلاؤها".
During a news conference, Newsom urged Trump not to “play any politics” during the “precious moments that we have to evacuate.” But as the fires forced tens of thousands of people to evacuate, Trump sought to pin the catastrophe on Democratic governance. https://t.co/dEwZJ58K1y
— The Washington Post (@washingtonpost) January 9, 2025لكن مع إجبار الحرائق عشرات الآلاف من الناس على مغادرة منازلهم، مخلفة 5 قتلى على الأقل، سعى ترامب إلى تحميل الحكم الديمقراطي مسؤولية الكارثة، وألقى باللوم على قرارات نيوسوم في إدارة المياه في الحرائق.
وهذه الفكرة سبق وعارضها خبراء المياه بشدة، وكتب ترامب في منشور على شبكته الاجتماعية (تروث سوشيال): "كارثة حقيقية".
الاستجابة للكوارثولفتت الصحيفة، إلى أن هجمات الرئيس المنتخب على نيوسوم، تعكس الخلافات حول الاستجابة للكوارث التي ميزت ولايته الأولى، ومواصلته لانتقاد المسؤولين الديمقراطيين بشدة، أثناء الكوارث الطبيعية في ولاياتهم القضائية.
وخلال ولايته الأولى، ألقى ترامب باللوم على نيوسوم في حرائق الغابات، مشيراً إلى أن كاليفورنيا كان ينبغي أن " تنظف " غاباتها بشكل أفضل.
وفي ذلك الوقت، انتقد نيوسوم تشكك ترامب في تغير المناخ، مما أدى إلى تفاقم وتيرة وشدة العديد من الكوارث الطبيعية، بما في ذلك حرائق الغابات .
وخلال حملته الانتخابية هذا العام، نشر ترامب معلومات مضللة حول استجابة الحكومة لإعصار هيلين، وهدد بحجب المساعدات الفيدرالية عن كاليفورنيا، ما لم تغير الولاية طريقة إدارتها للمياه.
انتقادات واتهاماتواتسمت تعليقات ترامب يوم أمس، بنبرة مماثلة. وقال: "نيوسوم رفض التوقيع على إعلان استعادة المياه، الذي كان من شأنه أن يحول المزيد من المياه إلى المنطقة".
ورد متحدث باسم نيوسوم بأن مثل هذه الوثيقة غير موجودة، وقال إن "الحاكم يركز على حماية الناس وليس ممارسة السياسة، والتأكد من حصول رجال الإطفاء على جميع الموارد التي يحتاجون إليها".
وعندما طُلب من المتحدثة باسم ترامب كارولين ليفات توضيح اتهامات ترامب، أشارت إلى مذكرة وقعها في عام 2020، بهدف توجيه المزيد من المياه إلى جنوب ووسط كاليفورنيا. ورفعت كاليفورنيا دعوى قضائية لمنع هذا الجهد، بحجة أنه قد يضر بالأنواع المهددة بالانقراض ولا مبرر له علمياً.
تكذيب الادعاءاتبدورهم، قال العديد من خبراء المياه لصحيفة "واشنطن بوست"، إن ادعاء ترامب بأن قرارات نيوسوم بشأن إدارة المياه كانت مسؤولة عن شدة الحرائق، لا تدعمه الحقائق.
وقال جيفري ماونت، وهو زميل بارز في معهد السياسة العامة في كاليفورنيا: "لا توجد علاقة بين إدارة المياه الفيدرالية والولائية، وشدة هذه الحرائق أو قدرة الناس على مكافحتها"، وأضاف أن نقص الأمطار والرياح الشديدة خلقا ظروفاً خطيرة.
وقال ماثيو هورتيو، خبير الغطاء النباتي الحرجي وأستاذ في جامعة نيو مكسيكو، إن "نباتات لوس أنجليس، القابلة للاشتعال بشكل كبير، تؤدي إلى تفاقم المشاكل الناجمة عن الظروف الجافة والرياح العاتية".
At least five deaths were reported and at least 1,000 structures destroyed, with flames driven by hurricane-force winds. https://t.co/8ja2OyFN8c
— The Washington Post (@washingtonpost) January 9, 2025 سوء إدارةوذكرت الصحيفة، أن ترامب لم يكن السياسي الوحيد الذي وجه انتقادات لاذعة للديمقراطيين الحاليين. فقد ندد ريك كاروسو، رجل الأعمال الملياردير والمرشح الخاسر في انتخابات عمدة لوس أنجليس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 ، بنقص المياه في صنابير مكافحة الحرائق.
وقال لقناة "فوكس 11 لوس أنجليس:" "هذا سوء إدارة مطلق من جانب المدينة. ليس خطأ رجال الإطفاء، بل خطأ المدينة". كما ركز حلفاء ترامب على غياب رئيسة البلدية الديمقراطية كارين باس، عن المدينة عندما اندلعت الحرائق.
ومن جهة أخرى، تمسك العديد من الساسة بالتعبير عن قلقهم بشأن الأشخاص المتضررين من الحرائق. وقال حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، إنه عرض المساعدة على حاكم كاليفورنيا، مضيفاً "عندما تقع الكارثة، يجب أن نتكاتف لمساعدة إخواننا الأمريكيين، بأي طريقة ممكنة".