السلطان هيثم والمفتاح الذهبي!
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
د. محمد بن عوض المشيخي **
هناك أيام خالدة في حياة الشعوب يعتز فيها الوطن والمواطن، لأنها ارتبطت بإنجازات شامخة صنعها وخطط لها قادة عظام، انطلاقًا من مسؤولياتهم تجاه المجتمعات التي وضعت ثقتها بتلك القيادات والتي تعمل على مضاعفة الجهود الوطنية لتحقيق الرخاء والاستقرار من أجل الارتقاء بالأوطان وجعلها في مُقدمة الأمم التي تبحث لنفسها عن مكان بارز تحت الشمس.
ومن أصعب المعضلات التي تواجه من يتولى القيادة والزعامة في أي بلد في هذا الكوكب، وعلى وجه الخصوص، أن تكون على رأس هرم السلطة التنفيذية هو القدرة على إدارة شؤون الدولة بحكمة ورشد في اتخاذ القرارات، وقبل ذلك اختيار البطانة الصالحة التي يُفترض لها أن تكون مُخلِصة وصادقة وتمتلك مهارات إدارة أمور الوطن. ويجب التأكيد هنا أن القائد لا يُصنع؛ بل تتوافر فيه صفات القيادة بالفطرة. ومن حسن الطالع أن تقترن عُمان بثقلها التاريخي وتراثها العريق وشعبها العظيم بزعيم تكتمل فيه كل الصفات القيادية الرشيدة التي نادرًا ما تتوفر بزعيم في هذا الزمن الذي يُظهر لنا بين وقت وآخر دولًا فاشلة، ليس بسبب قلة مواردها، بل بسبب سوء الإدارة لتلك الموارد من الذين يتولون الأمر والسلطات في تلك الدول.
هنيئًا لنا في عُمان ذكرى يوم الحادي عشر من يناير، يوم تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في سلطنة عُمان، وقد اقترن هذا اليوم بفيض النهضة العُمانية المُتجدِّدة التي نجني ثمارها في مختلف الميادين، وناقلة بلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال الرؤية الثاقبة للحكومة الرشيدة التي تبذل جهودًا جبارة لتحسين حياة المواطن وتوفير الاحتياجات الضرورية وتطوير مُختلف القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية لهذا البلد.
في مثل هذا اليوم من أيام يناير قبل خمس سنوات، كتبتُ مقالا بعنوان "عُمان بين عهدين: من السلطان قابوس إلى السلطان هيثم"؛ حيث تحقق ما حمله ذلك المقال من طموحات وآمال لمستقبل مُشرق لعُمان وشعبها؛ بل زاد على توقعاتنا بكثير، من خلال الإنجازات الكبيرة التي تحققت لأبناء هذا الشعب خلال سنوات قليلة. وهنا أقتبس من المقالة السطور الآتية: "السلطان هيثم يملك مفاتيح النجاح التي تؤهله لتحقيق طموحات الوطن والمواطن في عُمان؛ فهو يحمل شهادة علمية عُليا من أعرق وأفضل جامعة في العالم: جامعة أكسفورد البريطانية، كما إنه كان الأقرب للسُّلطان الراحل؛ مما أتاح له ذلك الاطلاع على مختلف الأسرار والقضايا الكبرى التي مرَّت بالسلطنة منذ عدة عقود. وهذا هو المفتاح الذهبي الذي يفتح كل القلوب حول السلطان الجديد".
وبالفعل على الرغم من التحديات التي ألقت بظلالها على المشهد العُماني في ذلك الوقت؛ كالأزمة الاقتصادية العالمية المتمثلة في هبوط أسعار النفط إلى ما دون قيمة تكلفة البرميل النفطي وبالتحديد في النصف الأول من عام 2020، وكذلك مديونية السلطنة التي تخطت العشرين مليار ريال عُماني، وكذلك جائحة كورونا التي ضربت شرقًا وغربًا وأكلت الأخضر واليابس. وبفضل من الله وحكمة جلالة السلطان وبُعد نظره، أصبحت تلك التحديات خلفنا، وهذا ليس بغريب على هذا القائد العظيم الذي تفتخر به عُمان من أقصاها لأقصاها؛ بل أصبح من الواجب أن تُفاخِر الأمة العربية قاطبةً من بغداد شرقًا إلى طنجة غربًا بمواقف السلطان هيثم الشجاعة والشعب العُماني في الدفاع عن ثوابت الأمة وقضيتها الأولى فلسطين في المنابر الدولية.
ومن المُفارقات العجيبة أن تكشف لنا الأحداث التاريخية الكبرى في أنظمة الحكم في العالم، أنه بين كل عهد وعهد جديد هناك أزمات طاحنة تُعد اختبارًا للقادة الجُدد، وتكشف لنا الأيام مدى قدرتهم على إدارة شؤون الدولة، على الرغم من وجود تلك الأزمات. وبالفعل نجح سلطان الفكر في تجاوز كل التحديات بحكمة واقتدار، ودافعه الأول هو حبه لشعبه وإخلاص أبناء عُمان له وولائهم المطلق لهذا الزعيم الذي يملك إرادة وعزيمة عظيمة لإسعاد شعبه وتحقيق غايات الوطن ورفع راياته إلى عنان السماء.
وفي الختام.. كم هي عظيمة عُمان بسُلطانها الهُمام صاحب المشروع الوطني الطموح الذي جعل من هذا البلد عنوانًا للمُنجزات العملاقة التي تُعانق السماء، وبهذه المناسبة العزيزة على قلب كل مواطن نزف أحر التهاني من القلب إلى مقام قائد النهضة العُمانية المتجددة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- أعزه الله- بمناسبة هذا اليوم المجيد الذي تولى فيه حكم البلاد، وكل عام وعُمان في سعادة وخير.
** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظ الأقصر.. يؤدي شعائر صلاة الجمعة بمسجد الشيخ الذهبي بمركز البياضيه
قام المهندس عبدالمطلب عماره، محافظ الأقصر، بأداء شعائر صلاة الجمعة بمسجد الشيخ الذهبي بمركز البياضيه، وذلك بحضور كلا من الدكتور هشام أبو زيد نائب محافظ الأقصر، واللواء دكتور هشام الشيمي سكرتير مساعد المحافظة، واللواء دكتور علي الشرابي رئيس مدينة الأقصر، والدكتور تامر صلاح وكيل وزارة التموين، وعبدالخالق حسين رئيس مدينة البياضيه، والعديد من أهالي مركز البياضيه.
و ألقى خطبة الجمعة فضيلة الشيخ محمد أبو دوح مدير ادارة الأوقاف بمركز البياضيه، والتي تحدث خلالها عن كلمة "أنا" التي تهدي إلى مكارم الأخلاق، وعن أخلاق رسول الله ﷺ، وكانت الخطبة الثانية عن التأثير الضار للمواد المخدرة على الإنسان، وكيف تدمر عقل الانسان وجسمه.
وعقب انتهاء شعائر الصلاة، التقى المحافظ بعدد من الأهالي واستمع إلى مطالبهم، التي وعد بدراستها والعمل على تلبيتها في أسرع وأقل وقت ممكن، في إطار القانون والإمكانيات المتاحة.
IMG-20250411-WA0065 IMG-20250411-WA0073 IMG-20250411-WA0076 IMG-20250411-WA0068 IMG-20250411-WA0066 IMG-20250411-WA0077 IMG-20250411-WA0075 IMG-20250411-WA0078 IMG-20250411-WA0070 IMG-20250411-WA0069 IMG-20250411-WA0080 IMG-20250411-WA0067 IMG-20250411-WA0072 IMG-20250411-WA0085 IMG-20250411-WA0087