سواليف:
2025-04-14@11:02:00 GMT

نبش الذاكرة

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

#نبش_الذاكرة

د. #هاشم_غرايبه

لم يكن مصطلح (التنسيق الأمني) بمعناه المتعارف عليه معروفا في العالم، قبل توقيع المعاهدات بين الأنظمة العربية والكيان اللقيط، والتي أطلق عليها للتمويه (معاهدات سلام)، فالسؤال البريء: على ماذا يتم التنسيق، إن كان سبب العداء بين الفريقين ما زال قائما؟.
لو سألت هذا السؤال لمسؤول عربي، لن يمكنه الإقرار بأن لا يمكن وجود أخطار مشتركة تتهدد طرفي متعاديين، فما يضر بأحدهما هو نفع للأخر، والعكس بالعكس.


لكن الحقيقة أن المعلومات التي يقدمها الطرف العربي هامة، وهي عن مقاومين رافضين للإحتلال وتتهدد الكيان، والمعلومات التي يقدمها الكيان هي عن معارضين للنظام الحاكم، وليست تتهدد الدولة العربية ذاتها، لأنه لا خطر عليها إلا من ذلك الكيان.
من الأمثلة على ذلك ما كشفته المحللة “جوانا بيندر” على القناة الإخبارية الفرنسية (i24) من أن هزيمة العرب في حرب عام 67، تعزى الى الدور الهام الذي قام به الملك الحسن الثاني، الذي كان له علاقات وثيقة مع هذا الكيان، وتمثل ذلك في تسليمه تسجيلات وقائع مؤتمر القمة العربية في الدار البيضاء عام 65، وقالت إن ذلك تم بعد أن حضر مجموعة من الموساد قبل يومين وحجز لهم الملك الطابق العلوي في الفندق، لكن يبدو أن هنالك من حذره من خطورة انكشاف ذلك فنقلهم، لكنه قام بتسجيل الجلسة السرية المخصصة لوضع خطة عسكرية لتحرير فلسطين، وسلمها لصديقه “مئيرعميت” رئيس الموساد، وكشف التسجيل فيها أن عبد الناصر يتوقع من الكيان شن عدوان، فطالب بوضع خطة هجومية لدرئه، فاعترض بعض الزعماء، فتعطلت الخطة.
في آذار 2015 سمحت الرقابة بنشر معلومات عن التنسيق بين الموساد والمخابرات المغربية في الستينيات، فنشر الصحفيان ” رونين بيرجمان وشلومو نكديمون” تقريرا استندا الى روايات “عميت” وآخرين، قالا فيه أن اطمئنان الكيان الى الخلافات العربية وعدم الإستعداد أو النية للهجوم كانت عاملا هاما في اتخاذ قرار بشن حرب عام 67.
ونظير هذه المعلومات الهامة، فقد رد “الموساد” الجميل بعد شهر، فكشف من خلال اختراقاته للداخلية الفرنسية، مكان المناضل المغربي “المهدي بن بركة” الذي كان مختفيا في فرنسا، فحضر وزير الداخلية “أوفقير” وتسلمه، ولما وجد أنه من الصعب تهريبه الى المغرب، قام بعد استشارة الملك بطعنه في كل أجزاء جسده وهو مربوط فوق اسفنج لتمتص دماءه، ثم صبوا عليه مادة مذيبة تسلموها من الموساد، ودفنوا البقايا في حديقة في باريس.
كان دور الشيطان الأكبر ومخلبه القذر (CIA) في هذه العملية أساسيا، لأن “بن بركة” كان على علاقة وطيدة مع مناضلين مثل تشي غيفارا، ومالكوم اكس، فوجّه الموساد لتولي التنفيذ، والذي كان له مكاتب ارتباط رسمية في المخابرات الفرنسية، حيث كانت تتعاون معه في تقديم المعلومات عن الثوار الجزائريين التي يجمعها جواسيهم اليـ.ـهود القاطنون في بلاد المغرب العربي، لذلك كان الموساد ينال رعاية ودعما رسميا.
طبعا، وكما في كل جرائم الموساد، تقيد الجريمة ضد مجهول، لكن عين الله التي لا تنام عن مراقبة هؤلاء، تقيّض من يكشف الأسرار، فعندما علم “ديغول” بما تم غضب و طرد هذه الأوكار الخبيثة، وقطع كل تنسيق مع الكيان اللقيط الذي كانت فرنسا أهم رعاته ومناصريه، لكن القوة العالمية الخفية تحركت ضده بكل قواها، وسرعان ما تمكنت من الإطاحة به بعد تنظيمها الاحتجاجات الطلابية عام 1968، فعاد الموساد يرتع في فرنسا من جديد.
العاقل من يقرأ التاريخ لكي يأخذ العبر والدروس، والأحمق من يتخذه روايات مسلية ولا يفهم مغزى الأحداث، لا يمكن اتهام الزعماء العرب بالحماقة، أو أنهم لا يتعلمون، بل هم يعون ما عليهم فعله، لكنهم يغلبون مصالحهم الفردية على المصلحة الوطنية.
في الماضي كان ذلك التنسيق سريا وعلى أضيق الحدود، ولكنه الآن بات مؤسسيا وعلنيا، وتحت مسمى… التنسيق الأمني.
أي تنسيق هذا الذي يجريه نظام حكم مع عدو وطنه وأمته؟ هل يمكن أن تكون المعلومات لحماية الوطن؟ أم هي مقتصرة على إخباريات عن معارضي حكمه المستبد؟، ولو كان حكمه وطنيا مستمدا من إرادة المواطنين هل كان يخشى المعارضة؟.
دائما علمنا التاريخ حقيقة: إما أن يخشى الحاكم على الكرسي أوعلى الوطن…فإمساك بطيختين بيد واحدة غير ممكن.

مقالات ذات صلة مستقبل الأعمار والاستثمار في سوريا 2025/01/11

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه الذی کان

إقرأ أيضاً:

مسيرات جماهيرية بمحافظة صنعاء تنديدا بجرائم الكيان في غزة

ورفع المشاركون في المسيرات التي أقيمت في مديريات مناخة وصعفان والحيمة الخارجية والحيمة الداخلية، العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين الشعارات المعبرة عن الغضب والاستنكار لتصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأكدوا استمرار التصعيد في مواجهة الهيمنة الأمريكية والتصدي لكل محاولات إضعاف موقف اليمن المناصر لفلسطين، وكذا استمرار عمليات القوات المسلحة حتى وقف العدوان على قطاع غزة.

كما أكدوا أن أبناء اليمن اليوم أكثر قوة وتلاحمًا، وأن الغارات الأمريكية ومؤامرات الأعداء، لن تزيدهم إلا يقينًا بصوابية موقفهم الداعم للأشقاء في غزة، وثباتًا وإصرارًا على مواصلة المواجهة.

وجدد المشاركون في المسيرات المضي في تنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، دون تردد، واستمرار التصعيد حتى كسر الحصار عن غزة وتحقيق النصر.

ولفتوا إلى أن توحد كلمة الشعب اليمني وتأييدهم لخيارات قائد الثورة في نصرة غزة، يعبر عن مستوى الوعي والإيمان بعدالة المعركة، وأن مواجهة أمريكا وإسرائيل باتت واجبة، مشيرا إلى أن اليمن وهو يخوض هذه المواجهة التاريخية، يؤكد أن مشروع المقاومة هو الخيار الوحيد القادر على تغيير المعادلات وكسر المؤامرات.

وأعلن بيان صادر عن المسيرات الثبات على نهج الجهاد في سبيل الله دون تراجع أو تخاذل.. مجددين العهد بعدم خذلان غزة وترك أهلها وحيدين تطبيقا للشعار الذي أطلقه قائد الثورة "لستم وحدكم".

وأشار إلى أن العدوان الأمريكي الذي يسعى لمنع الشعب اليمني من الوقوف مع إخوانه في غزة لن يثنيه عن هذا الموقف مهما ارتكب من جرائم، مؤكدا أنه وكما لم يستطع أن يفعل ذلك خلال السنوات الماضية الطويلة التي شن فيها مئات الآلاف من الغارات، لن يستطيع أن يثنيه الآن حتى لو شن أكثر منها ولو جلب وجمع كل شياطين الجن والإنس ضده لأن كيد الشيطان كان ضعيفا.

وأكد البيان أن استمرار العدوان الأمريكي وجرائمه لن يزيد أبناء الشعب اليمني إلا ثباتًا ويقينًا بأنهم على الحق وأن العدوان على الباطل.

وخاطب البيان أمريكا وإسرائيل "بأن عدوانكم فاشل سواء في غزة أو ضد اليمن، ففي غزة لم تستعيدوا أسيراً واحداً ولم تقضوا على المقاومة، وفي اليمن لم تمرروا سفينة واحدة ولم توقفوا عملياتنا، وهذا ليس لأن أسلحتكم ضعيفة ولا لأن أسلحتنا أقوى بل لأننا على الحق، ولأنكم على الباطل، ولأننا نتولى الله، بينما أنتم تتولون الشيطان، وهذا سبب قوتنا مع ضعف إمكاناتنا، وسبب ضعفكم مع ضخامة إمكاناتكم".

وأوضح أن الحرب النفسية التي يشنها العدو أيضا فاشلة وتتبخر في السماء أمام وعي شعبنا وثقته المطلقة بالله وتصديقه لوعوده، ومعرفته بأن تخويف الشيطان وحربه الإعلامية لن تؤثر إلا في قلوب أوليائه.

ودعا البيان إلى تفعيل كل قدرات وطاقات الشعب اليمني لدعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن الوطن أمام العدوان الأمريكي، ومن ذلك التعبئة العامة والتوجه إلى ميادين التدريب والتأهيل، وكذا الإنفاق في سبيل الله، وتفعيل حرب المقاطعة الاقتصادية، وتفعيل معركة الإعلام والثقافة والتوعية ومواجهة هجمات العدو الإعلامية والنفسية والثقافية.

كما دعا الأجهزة الأمنية والقضائية إلى التعامل بكل حزم وتطبيق أقسى العقوبات بحق كل من تسول له نفسه العمل لخدمة العدو الصهيوني أو الأمريكي ضد غزة وضد اليمن دون تهاون، مطالبين الجميع دون استثناء بالتحرك وبذل الجهود في مختلف المجالات، متوكلين على الله، ومعتمدين عليه، وواثقين به لإفشال العدو أكثر، وإسناد غزة أكثر، مستمدين العون من الله عز وجل.

مقالات مشابهة

  • اجتـماع أمـني رفـيع بين العـراق وتركيا لبحث التنسيق الأمني
  • الناطق العسكري لكتائب القسام: لا يزال إخوان الصدق في اليمن يصرّون على شلّ قلب الكيان الصهيوني وقوفاً إلى جانب غزة التي تتعرض لحرب إبادة شعواء
  • جيش العدو:إطلاق صاروخ من اليمن على وسط الكيان المحتل
  • جيش العدو:إطلاق صاروخ من اليمن على قلب الكيان الصهيوني
  • تركيا.. أحكام بالسجن تصل إلى 100 عام على خلية تجسس لصالح الموساد
  • بارزاني والسوداني يؤكدان على التنسيق بين الأطراف العراقية لتجاوز الأزمات والتحديات
  • 3 عادات سيئة تضعف الذاكرة
  • اجتماع أمني موسع في أوباري لتعزيز التنسيق المشترك
  • لا تُشوّهوا الذاكرة… ولا تُفرّطوا بالوطن
  • مسيرات جماهيرية بمحافظة صنعاء تنديدا بجرائم الكيان في غزة