تدخل "إيكواس" عسكرياً في النيجر.. عقبات وسيناريوهات
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
يواجه قرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، التدخل عسكرياً لاستعادة نظام حكم الرئيس محمد بازوم، بعد الإطاحة به في انقلاب عسكري نهاية تموز (يوليو) الماضي، عقبات عدة تتعلق بالمجموعة وظروف إقليمية ودولية.
وجاء قرار المجموعة بعد أيام من التشاور في اجتماعات ضمت مسؤولين سياسيين وعسكريين من الدول الأعضاء في المجموعة، إلا أنها لم تحدد موعداً لتنفيذ هذا التدخل.وقرر قادة المجموعة أيضاً تفعيل القوة الإقليمية الاحتياطية التابعة للمجموعة، دون توضيح ماهية ما يعنيه القرار على الأرض. خطوات مترددة ورغم التلويح بالخيار العسكري، أرسلت "إيكواس" وفداً يضم رئيس المجموعة إلى عاصمة النيجر نيامي، لإجراء محادثات مع المجلس العسكري، بحثاً عن حل دبلوماسي للأزمة.
كما التقى وفد "إيكواس" الرئيس محمد بازوم المحتجز منذ انقلاب 26 يوليو (تموز)، وفق ما افاد مصدر في المنظمة الإقليمية، لوكالة فرانس برس، مشيراً إلى أن بازوم "معنوياته مرتفعة".
#فرنسا تلقت طلباً لتحرير بازوم بعد الانقلاب https://t.co/6JTmV2yslI
— 24.ae (@20fourMedia) August 19, 2023 ويرى مختصون في تردد "إيكواس" بين الحلين العسكري والدبلوماسي، مؤشراً على تعقد المشهد في النيجر بعد الانقلاب، وما أفرزه من حالة اصطفاف بين دول إفريقيا وحتى القوى الكبرى مثل فرنسا وروسيا.وفي حين ترى فرنسا في الانقلاب استهدافاً لأحد أبرز الزعماء الأفارقة الموالين لها، ترى روسيا في المجلس العسكري الحاكم بعد الانقلاب حليفاً جديداً في القارة السمراء.
جبهة مضادة وزاد من تعقيد الظروف المحيطة بقرارا "إيكواس" بشأن التدخل لإنهاء الانقلاب في النيجر، وجود جبهة إفريقية معارضة للقرار، حيث وضعت النيجر إلى جانب مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، استراتيجية دفاعية مع "إجراءات ملموسة" للتعامل مع تدخل عسكري محتمل تنفذه "إيكواس".
وقال وزير دفاع بوركينا فاسو قسوم كوليبالي السبت، بعد اجتماع لممثلي الدول الثلاث في العاصمة النيجرية نيامي "نحن مستعدون لهجوم"، وهدد بانسحاب بلاده من مجموعة "إيكواس".
العلاقات عبر الحدود تهيمن على جهود حل أزمة #النيجر
https://t.co/66NzNJxv0X
كما انتقدت الجزاء "إعطاء الأسبقية للجوء إلى العنف في النيجر بدلاً من مسار الحل السياسي والتفاوضي، الذي يسمح باستعادة النظام الدستوري والديمقراطي بشكل سلمي"، مشددة على أن التدخلات العسكرية جلبت المزيد من المشاكل للمنطقة بدلاً من الحلول.
عقبات داخلية ويرى الخبير في الشؤون الإفريقية رمضان قرني أنه بالرغم من قرار "إيكواس" إعلان التدخل العسكري في النيجر، إلا أن هناك صعوبات وعقبات في اللجوء إلى الحل العسكري في أزمة النيجر.
وقال لـ24 إن "هذا كان واضحاً من خلال تصريحات إيكواس بأن الخيار العسكري هو الحل الأخير للأزمة في النيجر"، مشيراً إلى أن تطبيق هذا القرار يصطدم بواقع سياسي وأمني معقد.
وحول المعضلات المتعلقة بتطبيق القرار، قال قرني إن المعضلة الأولى متعلقة بأيكواس، حيث إن قرار التدخل العسكري أحدث ما يمكن وصفه بانشقاق داخلها، مضيفاً "حتى الآن لدينا أربع دول من أصل 15 دولة في المجموعة أعلنت رفضها صراحة للعملية العسكرية، هي مالي وبوركينا فاسو وغينيا والرأس الأخضر".
#مالي وبوركينا فاسو تتأهبان للدفاع عن #النيجر ضد "إيكواس"
https://t.co/nmRhvxLLPV
وأشار إلى أن الجانب الآخر المتعلق بـ"إيكواس" من الداخل مرتبط بأن الحل العسكري منوط بالأساس بدور نيجيريا باعتبارها القوة الأساس في المنظمة، وحتى الآن نيجيريا لديها عقبات.
وقال: "لم يفوض البرلمان النيجيري الرئيس تينوبو بالتدخل عسكرياً وفقاً للدستور، والأمر الثاني أن بعض الولايات النيجيرية ترفض التدخل العسكري لأن لها حدود مع النيجر وتخشى عمليات هجرة وإحداث قلاقل أمنية".
وأشار إلى عامل آخر مرتبط بأن الجيش النيجيري منهك عسكرياً، كونه يقاتل داخلياً على أكثر من جبهة أمام داعش وبوكو حرام وبعض التنظيمات الأخرى. معضلات إقليمية وأوضح أن "المعضلة الأخرى متعلقة بالإطار الإقليمي والدولي، وأعني به الجزائر وتشاد، لأن الجزائر لها امتدادات جغرافية كبيرة مع النيجر وإعلانها رفض التدخل العسكري كان مهماً، وتشاد حتى الآن تقف على الحياد وتميل لرفض التدخل العسكري".
ولفت إلى العامل الدولي المرتبط بالدور الأمريكي التي أرسلت سفيرتها للنيجر، ورفضت حتى الآن أن تسمي ما حدث بأنه انقلاب لاعتبارات أمنية خاصة بالسياسة الأمريكية في النيجر ومنطقة الساحل.
انقلابيو النيجر يلعبون على الانقسام بين واشنطن وباريس https://t.co/8sXg34cOTn pic.twitter.com/8RkyGfFDOc
— 24.ae (@20fourMedia) August 16, 2023 وقال: "الولايات المتحدة لن تقبل أن تمس مصالحها الأمنية والاستراتيجية في النيجر".وتابع "الموقف الروسي كذلك لا يمكن تجاهله ويخشى بدرجة كبيرة بأن أي تدخل عسكري لإيكواس قد يدفع المجلس العسكري في النيجر للاستعانة بفاغنر، والارتماء في الحضن الروسي بشكل واضح".
وأشار الخبير في الشؤون الإفريقية إلى أن هناك عاملاً دستورياً قانونياً يتعلق بمواثيق الاتحاد الإفريقي، مضيفاً "حتى الآن مجلس السلم والأمن داخل الاتحاد رفض التدخل العسكري، وبالتالي طبقاً لمواثيق الاتحاد هناك ست حالات يمكن اللجوء فيها للتدخل العسكري، وبالتالي إيكواس بحاجة إلى تفويض من الاتحاد الإفريقي للتدخل في النيجر أو نشر وحداتها العسكرية هناك". سيناريوهات الأزمة وحول سيناريوهات الأزمة يرى الخبير قرني أن السيناريو المتوقع سيجمع بين أمرين، رغم أن التدخل العسكري سيظل مطروحاً، هما التفاهمات السياسية بين المجلس العسكري والولايات المتحدة وإيكواس، وتفعيل العقوبات الدولية على النيجر.
وقال: "أوراق اللعبة بدرجة كبيرة في يد الولايات المتحدة، ويكفي أن نعلم أن الوفد الأمريكي الدبلوماسي هو الوحيد الذي زار النيجر، وستلعب واشنطن دوراً كبيراً لخلق تفاهمات قد تفرز تحرير الرئيس محمد بازوم لأن المجلس العسكري يتعامل مع سلامته كورقة ضغط".
وأضاف "بالتوازي مع هذا المسار إيكواس ستحاول خلق مسار سياسي، خاصة بعد إرسال وفد المنظمة إلى نيامي وهو مؤشر إيجابي على فكرة التفاهمات السياسية".
وفد إيكواس يلتقي بازوم ويتحدث عن "مفتاح للأزمة"
https://t.co/Hnckv1sE9Z pic.twitter.com/O9M6ymOdfh
وختم حديثه بالقول: "خيار التدخل العسكري سيظل بعيداً، ولن يكون للرئيس بازوم أي دور في المشهد السياسي بالنيجر، لأن الانقلابات الثلاثة في مالي وبوركينا فاسو وغينيا تم قبولها كأمر واقع"، مشيراً إلى أن هذا هو السيناريو المرجح بالنسبة للنيجر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني النيجر إيكواس مالی وبورکینا فاسو التدخل العسکری المجلس العسکری فی النیجر حتى الآن إلى أن
إقرأ أيضاً:
مقتل نحو 18 عسكريا أوكرانيا باستهداف نقطة تمركز في مقاطعة سومي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن منسق مجموعات العمل السري في مقاطعة نيكولايف الأوكرانية "سيرجي ليبيديف"، اليوم /الاثنين/، مقتل 18 عسكريا وإصابة 30 آخرين؛ جراء استهداف نقطة تمركز للقوات المسلحة، بمقاطعة سومي.
وقال ليبيديف- في تصريح أوردته وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية- "تم استهداف المشارف الشرقية لمدينة سومي، والتقديرات تشير إلى مقتل نحو 18 عسكريا وإصابة 30 آخرين تم نقلهم بسيارات الإسعاف من مكان الهجوم".
وبدأت القوات الروسية شنّ هجمات على البنية التحتية الأوكرانية، في 10 أكتوبر، بعد يومين من الهجوم الأوكراني على جسر القرم.
وتستهدف الضربات الروسية، منذ ذلك التاريخ، منشآت الطاقة والصناعة الدفاعية والقيادة العسكرية والاتصالات في جميع أنحاء أوكرانيا.
ومنذ ذلك الحين، تدوي صفارات الإنذار جراء الغارات الجوية في المقاطعات الأوكرانية، كل يوم، وأحيانًا في جميع أنحاء البلاد.
وفي الوقت نفسه.. أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في مناسبات عدة، أن الجيش الروسي لا يهاجم المباني السكنية والمؤسسات الاجتماعية الأوكرانية.