الوحدة نيوز:
2025-02-11@17:52:41 GMT

محسن صالح*: هل ثمة فرصة حقيقية لصفقة الأسرى؟

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

محسن صالح*: هل ثمة فرصة حقيقية لصفقة الأسرى؟

تشير آخر المعطيات إلى أنّ ثمة تقدما في ملف صفقة الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس. وأعطت الأجواء السياسية والإعلامية الإسرائيلية مؤشرات إيجابية على جهود أكثر جدية في السعي لعقد صفقة قبل استلام ترامب الرئاسة الأمريكية في 20 كانون الثاني/ يناير 2025؛ وأنّ نتنياهو أعطى وفده المفاوض إلى الدوحة صلاحيات موسَّعة للوصول إلى صفقة، كما تناقلت الأخبار ترتيبات لالتحاق رئيس الموساد ديفيد بارنياع بالوفد المفاوض في الدوحة.

وأعطى اجتماع نتنياهو بأركان حكومته بمن فيهم بن غفير وسموتريتش للتداول حول الصفقة؛ انطباعا بأن نتنياهو يريد أن يتعامل مع الاستحقاقات المحتملة للصفقة وأن يذلل العقبات المتعلقة باعتراض الصهيونية الدينية على الصفقة.

وتناقلت الأخبار تفاؤلا أمريكيا ومصريا بقرب عقد الصفقة، ونقلت عن بلينكن وزير الخارجية الأمريكي قوله: “إننا قريبون جدا من صفقة الأسرى”. وأعطى وصول مستشار بايدن بريت ماكغورك (Brett McGurk) للدوحة انطباعا بوصول المفاوضات إلى مرحلة متقدمة، وبسعي الأمريكان للدفع باتجاه حلّ ما تبقى من مُعوقات.

كذلك، فإنّ موافقة حماس على قائمة من 34 أسيرا قدمها الاحتلال الإسرائيلي ليشملهم اتفاق التبادل في المرحلة الأولى، أعطى مؤشرات إيجابية من طرف حماس للسير قُدما في الاتفاق.

ودخلت المفاوضات في تفصيلات مرتبطة بعدد من سيتم إطلاق سراحهم من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي، وبتصنيفهم بين رموز وأصحاب أحكام مؤبدة أو ما دون ذلك؛ واشتراطات الاحتلال بترحيل أعداد منهم وعدم بقائهم في الضفة أو القطاع.

تفاؤل حذر ومعوّقات كبيرة:

في المقابل، لا يجب الاطمئنان تماما إلى أن الصفقة ستعقد قبل بداية ولاية ترامب؛ إذ ما زال ثمة فجوات كبيرة، كما أنّ سلوك نتنياهو في تعطيل الصفقات وإفشالها قُبيل التوقيع عليها، قد تكرر أكثر من مرة في الأشهر الماضية.

هناك مُعضلتان كبيرتان يضعهما نتنياهو لعقد الصفقة؛ الأولى عقد هدنة مؤقتة وليس إنهاء الحرب، والثانية بقاء الاحتلال الإسرائيلي في أماكن محددة في القطاع مثل شمال غزة ومحور نتساريم ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا). وهذا من شأنه أن يُفجّر أي صفقة كاملة لتبادل الأسرى، إذ لا يمكن للمقاومة أن ترضى أن يكون حصيلة جهادها وصمودها وتضحياتها بقاء الاحتلال أو استمرار العدوان.

من ناحية ثانية سيسعى نتنياهو، حتى لو وافق على إنهاء الحرب والانسحاب الكامل، إلى جعل ذلك تدريجيا، ووفق اشتراطات وضمانات تسمح له بآليات رقابة، وبضرب رموز ومواقع للمقاومة عندما يحلو له، تحت ذريعة وجود تهديد محتمل؛ كما سيسعى لفرض آليات حصار بدرجة أو بأخرى بحجة منع دخول أسلحة للمقاومة. وسيرفع نتنياهو سقفه فيما يتعلق بنزع أسلحة المقاومة، وبمنع حماس من حكم غزة بشكل مباشر أو غير مباشر.

يضاف إلى ذلك أن نتنياهو المسكون بنرجسيته الشخصية، وبرغبته في البقاء في الحكم، وبخوفه من إنهاء حياته السياسية وربما ذهابه للسجن، إذا فشل في تحقيق أهدافه المعلنة في حربه على غزة؛ فإنه سيسعى إلى إطالة أمد الحرب ما أمكنه ذلك، طالما أن أهدافه لم تتحقق. فبالرغم من المجازر والفظائع الوحشية والإبادة الجماعية التي ارتكبها، وبالرغم من الدمار الهائل الذي ألحقه بالقطاع؛ إلا أنه فشل في سحق حماس وقوى المقاومة التي ما زالت تواصل أداءها القوي والفعال. كما فشل في السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وفشل في استرجاع أسراه، وفشل في فرض تصوره عن مستقبل قطاع غزة، كما فشل في توفير الأمان للمستوطنات في “غلاف غزة”.

وبناء على ذلك، فمن المرجح أن يسعى نتنياهو هذه الأيام لعقد صفقة جزئية لتبادل الأسرى على أساس هدنة لبضعة أسابيع أو ربما شهرين أو ثلاثة، وانسحاب من مناطق مع البقاء في مناطق أخرى، والسماح بعودة النازحين إلى معظم مناطق غزة، مع السماح بإدخال كميات “معقولة” من احتياجات أبناء القطاع.

وسيحاول نتنياهو أن يُظهر نفسه، وكأنه بذل ما في وسعه لإنجاز الصفقة، ليبدو وكأنّه قدَّم ما عليه قبيل قدوم ترامب؛ وسيحاول إلقاء اللوم على حماس في عدم الوصول إلى صفقة نهائية.

وهو ما سيوفر له مبرر استئناف الحرب في عهد ترامب، والبقاء على كرسي رئاسة الحكومة؛ وعدم دفع أثمان فشله في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وفشله في الحرب على غزة، والخسائر التي تسبب بها للكيان الإسرائيلي اقتصاديا وعسكريا وأمنيا وسكانيا، بالإضافة إلى تحوُّل دولة الاحتلال إلى كيان منبوذ عالميا.

ضغوط باتجاه الصفقة:

بشكل عام، فإن البيئة الإسرائيلية صارت أكثر “نُضجا” للقبول بصفقة كاملة حتى لو تضمنت إنهاء الحرب وانسحابا كاملا من القطاع؛ مدعومة برغبة أمريكية وإقليمية ودولية تصب في الاتجاه نفسه.

وقد عادت تقارير مسؤولين كبار في الجيش للتأكيد على الرغبة في الوصول إلى حلٍّ سياسي، ونقلت القناة 13 الإسرائيلية مؤخرا عن عدد منهم بأن العمليات البرية للجيش وصلت إلى “نقطة استنفاد”، بمعنى أنها استنفدت أغراضها ولم يعد لديها ما تنجزه. بل إن مهندس “خطة الجنرالات” جيورا أيلاند التي استهدفت سحق وتهجير أهل شمال غزة، اعترف بأن العمل العسكري لا يكفي، وأنه لا بدّ من مسارات اقتصادية وسياسية للتعامل الواقعي مع قطاع غزة. هذا، بالإضافة إلى اعترافات كثيرة طوال الفترة الماضية لقادة عسكريين وأمنيين وسياسيين وخبراء متخصصين بعدم إمكانية القضاء على حماس والمقاومة؛ وبضرورة “النزول عن الشجرة” للوصول إلى إنهاء الحرب على غزة.

ويبقى أن حسابات نتنياهو ستظلّ عائقا أمام صفقة كاملة. وبحسب الخبير والكاتب الإسرائيلي المعروف يوسي ميلمان (جريدة هآرتس، 9 كانون الثاني/ يناير 2025) فقد أصبح واضحا لكل شخص يتابع سلوك نتنياهو أنه كلما تم تحقيق تقدُّم، فإنه يطرح طلبا جديدا من أجل تعقيد الأمور، وذلك يقضي على إمكانية تحقيق الصفقة.

وأخيرا، فإن المقاومة تسعى بكافة الوسائل لإنهاء الحرب وإنهاء معاناة أهل غزة؛ غير أنها لن ترضى كما لن يرضى الشعب الفلسطيني أن يكون ذلك بمكافأة نتنياهو وجيشه على وحشيتهما، وباستمرار الاحتلال، وباستمرار العدوان، وبارتهان إرادة الشعب الفلسطيني في غزة بمزاج دولة الاحتلال. وما دامت المقاومة مستمرة فستُجبر نتنياهو وفريقه عاجلا أم آجلا على النزول على شروطها الأساسية في وقف الحرب والانسحاب الكامل وعودة النازحين وإعادة فتح المعابر (على الأقل ضمن معدلات ما قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر) وفتح المجال لإعادة الإعمار، مع صفقة مشرفة لتبادل الأسرى.

 

كاتب وباحث فلسطيني

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي إنهاء الحرب فشل فی

إقرأ أيضاً:

مظاهرات بإسرائيل تطالب بإكمال الصفقة وجدل حول نوايا نتنياهو

تظاهر محتجون وسط تل أبيب ليل الاثنين وأضرموا النار قبالة مقر وزارة الدفاع، رافعين شعارات تطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإتمام مراحل اتفاق تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسط جدل وتشكيك في موقفه إزاء استكمال المفاوضات.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المتظاهرين أشعلوا النار وأغلقوا طريق بيغين الرئيسي في كلا الاتجاهين للمطالبة بإتمام عمليات تبادل الأسرى والامتناع عن تعريض الصفقة للخطر.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات من قبيل "أعيدوهم جميعا الآن و"كفى حربا"، ورددوا هتافات من بينها "الحكومة الإسرائيلية نسفت الصفقة" و"نتنياهو نسف الصفقة".

وأصدرت هيئة عائلات الأسرى المحتجزين في غزة بيانا قالت فيه إنها توجهت للدول الوسطاء في الاتفاق، وطالبت بتسوية الخلافات مع حماس لاستئناف تنفيذ الاتفاق والتدخل فورا من أجل التوصل إلى حل فعال.

جاء ذلك بعدما أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس أمس الاثنين تأجيل تسليم الدفعة السادسة من الأسرى المقررة السبت المقبل، حتى إشعار آخر، ولحين التزام الاحتلال ببنود الاتفاق.

واتهمت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب خروقات متكررة والمماطلة في تنفيذ البروتوكول الإنساني ضمن الاتفاق.

إعلان غضب الوسطاء

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن هناك حالة من الغضب تتملك الوسطاء في المفاوضات جراء تأجيل إسرائيل مباحثات المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأشارت الهيئة إلى أن وفد التفاوض الإسرائيلي عاد من الدوحة حيث بحث استكمال المرحلة الأولى بعدما تلقى تعليمات من نتنياهو بعدم التطرق إلى المرحلة الثانية.

وقالت الهيئة "كانت المهمة الرئيسية للوفد الإسرائيلي الحيلولة دون حدوث أزمة في المفاوضات، لكن كما رأينا في ضوء إعلان حماس لم تكلل هذه المحاولة بالنجاح".

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في مرحلته الأولى التي تمتد 6 أسابيع.

ويقضي الاتفاق -الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية مصرية أميركية- ببدء مفاوضات غير مباشرة بشأن المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم الـ16، على أن يتم إنجاز الاتفاق قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.

شروط نتنياهو

ومن المنتظر أن يعقد نتنياهو اليوم الثلاثاء اجتماعا للمجلس الوزاري الأمني السياسي (الكابينت)، يطرح خلاله شروط إسرائيل في مفاوضات المرحلة الثانية.

ووفقا لصحيفة معاريف، فإن هذه الشروط تشمل إبعاد قيادة حماس عن غزة وتفكيك الجناح العسكري للحركة ونزع سلاحه وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن وزراء بالحكومة أنهم وافقوا على أجزاء من المرحلة الثانية عندما وافقوا على الاتفاق مع حماس.

وأضاف الوزراء أن الاتفاق الأولي الذي تمت الموافقة عليه ينص على الانسحاب من غزة بعد 42 يوما.

وقالوا إن الوثائق تظهر أن الجيش سينسحب من محور فيلادلفيا جنوبي قطاع غزة بحلول اليوم الخمسين عكس ادعاء مقربين من نتنياهو.

وقد أجرى نتنياهو أمس الاثنين مشاورات أمنية على ضوء موقف حماس بتعليق تسليم الأسرى، وحضر جلسة المشاورات وزراء الدفاع والخارجية والمالية وعضو الكنيست أرييه درعي، وفقا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية.

إعلان

وأضافت الهيئة أن رئيسي الأركان، الحالي والمعين، شاركا في المشاورات مع نتنياهو بعد بيان حماس.

"رسالة إلى ترامب"

في تلك الأثناء، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إعلان حماس قد يكون ردا على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة.

ورأى المسؤول أيضا أن قرار حماس قد يكون إشارة إلى أنها تشك في دخول نتنياهو في مفاوضات جدية بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق.

وكذلك، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤول إسرائيلي أنه لا يعتقد أن حماس تريد نسف الصفقة.

وأضاف المسؤول أن موقف حماس "رسالة إلى ترامب أنك مخطئ إذا اعتقدت أنه لن تكون هناك مرحلة ثانية".

في السياق نفسه، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن بيان حماس "مقلق"، لكن إسرائيل ترى أن "الأزمة قابلة للحل".

وأضاف المصدر نفسه أن من "يريد إفشال الصفقة يفعل ذلك في آخر لحظة وليس قبل 5 أيام ويمنحها وقتا للحل".

ورأى المصدر أن بيان حماس يأتي لرغبة الحركة في تقديم مكاسب لسكان قطاع غزة، وللضغط على الوسطاء وواشنطن بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو ينهي اجتماعا استمر لساعات.. الحرب مرتبطة بدفعة أسرى السبت
  • عائلات المحتجزين تتظاهرأمام مكتب نتنياهو للمطالبة بتنفيذ مراحل صفقة التبادل
  • محتجون مؤيدون لصفقة التبادل يحاولون اقتحام مكتب نتنياهو
  • عائلات أسرى الاحتلال تغلق طريقا في القدس وتتهم نتنياهو بعرقلة الصفقة (شاهد)
  • مظاهرات بإسرائيل تطالب بإكمال الصفقة وجدل حول نوايا نتنياهو
  • قيادي بحماس: مشروعات الغرب وأمريكا وترامب إلى زوال
  • تفاصيل مطالب إسرائيل في المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار مع حماس
  • مصادر داخل الاحتلال: المستوى السياسي يحاول عرقلة صفقة تبادل الأسرى
  • سياسيون إسرائيليون يصرون على إتمام صفقة الأسرى.. لا وقت للانتظار
  • صدمة نفسية لـ نتنياهو ودولة الاحتلال بعد مشاهد تسليم المحتجزين | تقرير