بوابة الوفد:
2025-01-11@16:47:38 GMT

أنواع الصدقات.. انشر الخير في جميع جوانب حياتك

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

الصدقة مفهوم إسلامي يعكس روح التضامن والعطاء، وهي ليست مقتصرة على تقديم المال للفقراء والمحتاجين، بل تتجاوز ذلك لتشمل كل ما يمكن أن يقدمه الإنسان من خير للآخرين أو حتى لنفسه، ويؤكد الإسلام على تنوع الصدقات وامتداد أثرها ليشمل العديد من الأفعال اليومية التي قد يغفل الإنسان عن قيمتها.

الصدقة على النفس وأفراد الأسرة


في الحديث الشريف الذي رواه المقْدَام بن معدي كرب رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ: «مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ» [رواه أحمد].

يوضح هذا الحديث النبوي الشريف أن الإنفاق على النفس وأفراد الأسرة، بما في ذلك الأبناء والزوجة والخدم، يُعد صدقة يحتسب أجرها عند الله. فالطعام الذي يقدمه الإنسان لنفسه أو لأسرته، والذي قد يُنظر إليه على أنه مجرد واجب أو عادة يومية، يتحول في الإسلام إلى عبادة وقربة.

الصدقة في المال والعمل والكلمة الطيبة


لا تقتصر الصدقة على الأمور المادية مثل تقديم المال، بل تشمل أيضًا الأعمال الحسنة والكلمات الطيبة. ففي الحديث الشريف: «كلُّ سُلامَى من الناس عليه صدقة كل يومٍ تطلع فيه الشمسُ: تعدلُ بينَ اثنينِ صدقةٌ، وتعينُ الرجلَ في دابَّتهِ فتحملُه عليها أو ترفعُ له عليها متاعَه صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ» [متفق عليه].

يتضح من هذا الحديث أن الإصلاح بين الناس، وتقديم المساعدة للآخرين، والتعامل بالكلمة الطيبة، كلها أشكال للصدقة. فالعمل الخيري يمكن أن يكون بأبسط الوسائل، مثل الابتسامة أو تقديم النصيحة.

الصدقة الجارية: أجر مستمر لا ينقطع


من أبرز أنواع الصدقات في الإسلام الصدقة الجارية، وهي ما يستمر نفعها حتى بعد وفاة صاحبها. وقد قال النبي ﷺ: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» [رواه مسلم].

تشمل الصدقة الجارية بناء المساجد، حفر الآبار، إنشاء المدارس، أو أي مشروع يستمر في تقديم النفع للناس. وهي فرصة عظيمة لكل مسلم يسعى إلى ترك أثر طيب يمتد حتى بعد رحيله.

أهمية الصدقة في بناء المجتمع


تلعب الصدقة دورًا محوريًا في تحقيق التكافل الاجتماعي، حيث تُسهم في تخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين، وتعزيز روح المحبة بين أفراد المجتمع. كما أنها وسيلة لتطهير النفس من البخل والأنانية، ونيل رضا الله ومغفرته.

الصدقة في الإسلام ليست مجرد التزام مادي، بل هي نمط حياة يُعبر عن الرحمة والإنسانية. من خلال الأفعال البسيطة، مثل الإنفاق على الأسرة، أو الكلمة الطيبة، أو العمل الخيري المستدام، يستطيع المسلم أن يحوّل كل تفاصيل حياته إلى طاعة وقربة لله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصدقة الصدقة الجارية الصدقات الصدقة في الإسلام

إقرأ أيضاً:

الخير في أمتي.. مشاهد إنسانية من شوارع الإسكندرية

 تتجلى في شوارع الإسكندرية وربوعها،  معاني الخير في أبسط صوره، حيث يجتمع الناس على فعل الخير ونشر البركة في مشاهد تنبض بالعطاء والمحبة كل  يوم جمعة، ومن كل أسبوع قبل وبعد الصلاة، يتحول يوم الجمعة إلى يوم استثنائي يشع فيه إطعام الطعام، أحد أسمى صور الصدقة، كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية.

ويظهر في سوق الجمعة،  "عم عماد"، المعروف بـ "عمادة إزالة"، وهو رجل ستيني العمر يدير مصنعًا للكراسي، لكنه يوم الجمعة يصبح رمزًا للعطاء، ويروي عم عماد للفجر "منذ صغري وأنا أتعلم إطعام الطعام من أبي وعائلتي، كنت أرافق والدي في توزيع الوجبات، واليوم أصبحت أستقبل المساعدات العينية من زملائي وأصدقائي الذين يتسابقون للمشاركة في هذا الخير". 

أثناء توزيع عم عماد لــ10 آلاف رغيف بسوق الجمعة

وأضاف أنه لا يقبل التبرعات النقدية، بل يعتمد على ما يقدمه الآخرون من وجبات يضيفها إلى جهوده الأسبوعية، مشيرًا إلى أن يوم الجمعة هو يوم خاص في حياته، حيث يترك البعض أعمالهم لمساعدته في تجهيز الوجبات.

ويقف في  مشهد آخر، بعد صلاة الجمعة في ساحة مسجد المرسي أبو العباس،  "عم سعيد"، الرجل السبعيني في العمر، الذي يوزع أكثر من 1000 رغيف طعمية، وهو يهتف بابتسامته المعهودة: "يلا كفتة الغلابة وصلت" ،ويلتف حوله المئات من المصلين والمارة، رجالًا ونساءً، أطفالًا وشيوخًا، وحتى زوار المسجد من الأجانب، في مشهد يتجلى فيه تكاتف المجتمع بكل أطيافه.

 وقال عم سعيد لـ "الفجر" في بث مباشر “إطعام الطعام هو بركة الحياة كل ما أنفقه يعود أضعافًا مضاعفة، ليس فقط في المال، بل في الصحة والسكينة ولقد شافني الله من أمراضي ببركة الإطعام ولقد علمني حب رسول الله أن العطاء لا ينقص المال، بل يزيده أضعافًا من حيث لا أحتسب".

 

وفي السنة النبوية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".

  وورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "اتقوا النار ولو بشق تمرة"، في دعوة مباشرة إلى الكرم والعطاء، حتى بأبسط الإمكانيات.

وتبقى في زمن تزداد فيه الأعباء على، العديد من الأشخاص، هذه المشاهد في الإسكندرية، وغيرها من المدن المصرية، شعاع أمل وتذكيرًا بأن الخير ما زال حيًا في النفوس، وأن العطاء مهما صغر يصنع فرقًا كبيرًا.

600

مقالات مشابهة

  • أنواع الظلم .. احذر من الوقوع فيه
  • حكم صيام وصدقة الشكرعلى النعم بالشرع الشريف
  • الخير في أمتي.. مشاهد إنسانية من شوارع الإسكندرية
  • أذكار المساء.. عبادة صغيرة بأثر عظيم في حياتك اليومية
  • آيات الشفاء من السحر والحسد.. اجعلها جزءا من حياتك اليومية
  • التأكيد على أهمية تعزيز الهوية الإيمانية وتجسيد مبادئ الإسلام في مختلف جوانب الحياة
  • مفهوم الصدقة الجارية ومصارف أنفاق الأموال
  • انعقاد مجلس الحديث الـ25 لقراءة "صحيح الإمام البخاري" من مسجد الإمام الحسين
  • وزير الخارجية والهجرة: مصر تواصل تقديم جميع أشكال الدعم للبنان