55 صورة فنية تسرد حكاية بهلا
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
أقام فريق التصوير الضوئي التابع لنادي بهلا مساء أمس المعرض الفني "سور" في نسخته الخامسة، وذلك في موقع بوابة بهلا المطلة على ولاية بهلا وقلعتها الشامخة، برعاية سعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي، وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل، وبحضور سعادة الشيخ سعيد بن علي النعيمي، والي بهلا، ويأتي افتتاح المعرض تزامنًا مع الاحتفاء بالذكرى الخامسة لتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد.
وسرد 35 مصورًا فوتوغرافيًا من منتسبي فريق التصوير الضوئي بنادي بهلا، ومدارس الولاية، والمهتمين بالتصوير من مختلف ولايات سلطنة عمان، 55 صورة فنية جسدت تاريخ وتراث الولاية العريق وتمسك أهلها بالحرف والصناعات التقليدية والموروث الفكري والحضاري.
وألقى المهندس عبدالله بن سعيد الربخي، رئيس فريق التصوير الضوئي بنادي بهلا، كلمة قال فيها: يعد معرض "سور" حدثًا تاريخيًا فريدًا، فبجانب تزامن تدشينه مع احتفالات البلاد بالذكرى الخامسة لتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، فهو باكورة الفعاليات التي تقام في بوابة بهلا، والمعرض يمثل امتدادًا لجهود منتسبي فريق بهلا للتصوير الضوئي الـ80 مصورًا ومصورة، ودورهم الريادي في الاهتمام بموهبة التصوير الفوتوغرافي، ومترجمًا لاستراتيجية نادي بهلا الثقافية واهتمامه بفن التصوير منذ إشهار الفريق تحت مظلته عام ٢٠١٧م.
وأشار الربخي في كلمته إلى أن الحدث الفني "سور" يعكس الرؤية الفنية في جعل ولاية بهلا وجهة ثقافية وسياحية رائدة بهوية راسخة، من خلال 55 صورة تمثل 55 عامًا من النهضة المباركة، تعرّف الزوار من المجتمع المحلي والمجتمعات الأخرى بإرث ولاية بهلا العريق الضارب في عمق التاريخ والمشهود له عالميًا، وبالمنجزات التي تحققت خلال 5 سنوات من عمر النهضة المتجددة من خلال الصور المشاركة التي تبرز جوانب بهلا الحضارية والتراثية والتاريخية المشرقة، إلى جانب التعريف بقلعتها الشامخة الضاربة في أعماق التاريخ، وبواحتها المحصنة بسورها العظيم المتناغم بجمال حاراتها وقراها الغناء وأوديتها الخصبة، والعريقة بسوقها الأثري وحصن جبرين الشهير وحرفها التقليدية، والفخورة بما تحقق من المشروعات الوطنية والمنجزات الحديثة، في قالب فني إبداعي احترافي يعكس الشراكة والتكامل الثقافي مع المؤسسات المحلية وثمار التعاون الملموس من قبل مكتب والي بهلا ودائرة البلدية ببهلا وشركة أوكيو لشبكات الغاز الراعي الحصري للمعرض.
كما ألقى سعيد بن ناصر الشعيلي، مسؤول الشؤون الخارجية في أوكيو لشبكات الغاز الداعم للفعالية، كلمة قال فيها: "نحن في أوكيو لشبكات الغاز، بصفتنا المالك والمشغل الحصري لشبكات أنابيب الغاز في سلطنة عمان، نفخر بدعم المواهب العُمانية ونعتز بشراكتنا مع فريق بهلا للتصوير الضوئي، الذي يُعد مركزًا متميزًا لصقل المواهب الشابة".
وأضاف: "إن دعمنا للمواهب في مختلف المجالات، سواء الفنية أو الرياضية، ينبع من إيماننا بأن الاستثمار في الشباب هو استثمار في الإبداع والابتكار، ويأتي دعمنا لفريق بهلا للتصوير ترجمة لالتزامنا بتعزيز قدرات الشباب وتمكينهم من التعبير عن رؤاهم الفنية من خلال توفير الموارد والتدريب اللازم، ونسعى لمنح المصورين الشباب الفرصة لتطوير مهاراتهم، واستكشاف أساليب جديدة، وابتكار أعمال فنية تعكس ثقافتهم وتجاربهم، وهذه الجهود لا تسهم فقط في إبراز المواهب الفردية، بل ترفد أيضًا المجتمع الفني بإبداعات جديدة، مما يجعل التصوير أداة حيوية ومؤثرة في نقل الرسائل والأفكار".
وتجول راعي المناسبة والحضور في أركان المعرض، للتعرف على الصور وما حملته من دلالات ومعاني، والكيفية التي رصدت بها عدسة المصور وجسدت سرد حكاية بهلا، كما تابع سعادته في المعرض على آلات التصوير وأنواعها ومراحل تطورها.
وقال المصور هلال الخميسي أحد المشاركين في المعرض: جاء معرض "سور" بمشاركة مبدعي العدسة لنقل الصورة التي تنير جمال بهلا، وأقيم المعرض ببوابة بهلا لاستغلال هذا المنبر الذي يعد من أجمل المواقع في الولاية، أما المصورة رؤى الشعيلية فقالت: "فخورة جدًا بهذه المشاركة كوني عضوة في فريق بهلا للتصوير الضوئي، التي أعتبرها من أهم المشاركات في مسيرتي الفوتوغرافية لأنها تمثل الولاية التي نشأت فيها، وأعتبرها مصدر الإلهام الفوتوغرافي لي بما تحتويه من تراث وثقافة مميزة"، وقال علي الشعيلي، الطالب في الصف السابع في مدرسة المثنى بن الحارثة: "كوني أصغر مشارك في هذا المعرض، فأنا فخور جدًا أن تعرض أعمالي بجانب كبار المصورين، ويعطيني دافعًا قويًا في مسيرتي الفوتوغرافية، كما أنني في ولايتي العزيزة التي أفخر بها، وبما تحتويه من تراث عالمي يجعلنا نستلهم منها الإبداع الفني".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
كمكان يعود كما كان
تتيح لنا بعض الفعاليات الثقافـية الاطلاع على أمكنة ما كنا سنزورها لولا تلك المناشط والمناسبات، فـيتضاعف الشغف وتتحقق الأمنيات المجدولة على قوائم الزيارات. إذ حضرتُ الأسبوع الماضي فعاليات المؤتمر الدولي «السياحة والتراث والثقافة» المنعقدة فـي جامعة نزوى، وتمكنت خلال الإقامة فـي مدينة نزوى من زيارة مدينة بهلا التاريخية، وهي الزيارة الثانية لي بعد رحلة علمية طلابية لطلبة شعبة المهارات الحياتية بكلية التربية بصلالة (سابقا). جرت الزيارة فـي أكتوبر2001، لأول دفعة وآخر دفعة فـي تخصص المهارات الحياتية فـي السلطنة- كان الهدف من الزيارة التعرف على الأسواق الشعبية والمواقع التراثية والحرفـية فـي مناطق السلطنة. كانت الزيارة بإشراف الأستاذ الدكتور العروسي الميزوري - وزير الشؤون الدينية فـي حكومة الوحدة الوطنية التونسية 2011- تمكنا من زيارة مصنع الفخار والتعرف على مراحل وعمليات صناعة الفخار. ولم تتح لنا الفرصة لزيارة القلعة الخاضعة للترميم حينها، ونظرا لضيق الوقت لم نطلع على مسجد بهلا الأثري.
فـي زيارتي الثانية تمكنت من زيارة القلعة التي تعج بفعاليات ثقافـية وأنشطة ترفـيهية، أسوة ببقية ولايات السلطنة التي أولت التنشيط السياحي والثقافـي أولوية كبيرة لدفع عجلة الاقتصاد، وتوفير مواطن عمل للشباب والاستفادة من المواقع الأثرية فـي حركة السياحة والترفـيه. وتستحق هذه المهرجانات والملتقيات الإشادة والثناء للقائمين على هذه البرامج التي من شأنها تعزيز السياحة الداخلية والمساهمة فـي إيجاد تنمية مستدامة فـي حواضر الولايات، ونقل التجارب الناجحة إلى بقية الحواضر والمدن والقرى للاستفادة من الأفكار وتطويرها وتقييمها.
لم أتمكن من زيارة مسجد بهلا الأثري فقد كان مغلقا فـي الفترة المسائية، ولكن اللوحات الإرشادية على مدخله تدلل على حركة سياحية نشطة وأن الزيارة متاحة فـي الأوقات المحددة، ومسجد بهلا الأثري يستحق الزيارة نظرا لأهميته التاريخية والثقافـية فعلاوة على تاريخه القديم فإن اللمسات الإبداعية للإنسان مثل الخطوط المكتشفة على جدرانه ومنحوتات محرابه تستحق التأمل والمشاهدة. بالإضافة إلى ذلك فإن وجود المسجد والقلعة والسوق يعكس مخطط العمارة العُمانية التقليدية بشكل خاص والعمارة الإسلامية بشكل عام.
يتوسط القلعة والمسجد نُزل أثري ومقهى يستحق الزيارة واحتساء القهوة على سطحه، يحمل المكان اسما مستوحى من أحد الأمكنة التراثية فـي بهلا. أُعيد إحياء المكان بجهود شبابية وبرؤية عصرية تستند على التقنيات الحديثة فـي التحديث والترميم، ليتحول الموقع إلى مزار ومكان إقامة يتوسط أهم معالم الولاية، حيث تعج الحركة السياحية والأنشطة الترفـيهية فليس سهلا أنسنة الأمكنة وإحياؤها من جديد، ولكن عزائم الشباب وطاقاتهم تستطيع التغلب على التحديات والمعوقات التي تعترض سُبل النجاح. وقد آن الأوان لتعميم فكرة النشاطات الشبابية الناجحة ونقلها إلى مختلف مناطق السلطنة الزاخرة بالأمكنة الأثرية والمواقع السياحية التي يمكن توظيفها توظيفا ناجحا فـي الصناعات السياحية القائمة على تهيئة الأمكنة المهجورة والمباني المهملة إلى فضاءات تستضيف فعاليات ترفـيهية وثقافـية مثل الأمسيات الشعرية والجلسات الفنية وبعض الأنشطة الرياضية.
إن المتابع للمشاريع الشبابية الناجحة فـي المجال السياحي يجدها مستندة على تجارب سابقة ماثلة للعيان وتحديدا فـي حارة العقر فـي مدينة نزوى، مما يعني أن نجاح الفكرة فـي بعث مشاريع سياحية لا يتوقف على المكان بل على التجربة التي تستدعي الإشادة والتطوير والتعميم على بقية المناطق للاستفادة من التجربة مع إضفاء البصمة العُمانية عليها فـي الفكرة والتنفـيذ.