وقفة مع تصريحات المنقوش في لقائها مع بن قنة
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
البداية في الحديث عن الظهور الإعلامي الأخير لوزيرة الخارجية السابقة، نجلاء المنقوش، مع الإعلامية بقناة الجزيرة، خديجة بن قنة، يكون مع دوافع هذا الظهور، وإذا ما كان مرتبا ويأتي في سياق حراك لإسقاط حكومة الدبيبة، فالمنقوش التزمت الصمت لما يزيد عن العام، ولأن حراكا محليا نشطا يسعى لإخراج الدبيبة من المشهد، واتجاها دوليا توجه لجعل التغيير الحكومي في مقدمة التسوية السياسية، فإن كثيرين رأوا أن ظهور المنقوش كان مبرمجا ويصب في هذا الاتجاه.
أقول إنه من غير اليسير الجزم بأن المنقوش بكسرها جدار الصمت بخصوص اللقاء مع رئيس دبلوماسية الكيان الصهيوني تحركت ضمن مخطط لإسقاط الدبيبة، فهذا لن يخفى عن القطريين وقناة الجزيرة الذين ربما لن يقاوموا توافقا محليا ودوليا للتغير الحكومي لكن لن يكونوا طرفا في تدابير محلية أو إقليمية لتسهيل هذا المسار.
ما يرجح عندي هو أن المنقوش واجهت خيبة أمل وأيقنت أن الموضوع لن يحل بأي شكل يخفف عنها الضغوط ويلقي عن عاتقها المسؤولية، فقررت الحديث، دون أن نستبعد تدخل بعض الشخصيات المقربة منها ممن يناصبون الدبيبة العداء على الخط في إقناع المعنية بعدم قبول إلصاق تهمة التواصل مع الكيان بها منفردة.
في مضمون اللقاء لفت نظري كلام نجلاء المنقوش عن العرض الذي وصلها بخصوص تولي منصب وزير الخارجية، والصدمة التي واجهتها وأنها غير معنية بالسياسة أو ما شابه، وكيف أن تولي المناصب العليا في الدولة تدار بطريقة خالية من المسؤولية والحكمة والتقدير الصحيح لمصالح الدولة في هذه الظروف العصيبة، فمنصب وزير الخارجية سياسي بامتياز، ويتطلب إلى جانب الوعي والتفكير السياسي المعمق وكذا الممارسة السياسية مهارات عالية في الإدارة والقيادة، فالعنصر الخارجي في الأزمة الليبية مؤثر تأثير كبير، ويستلزم وجود شخصية مخضرمة وقوية تتمتع بإمكانيات عالية للمساهمة في الحد من التدخل الخارجي أو التقليل من أثاره السلبية، هذا بالإضافة إلى القدرات اللازمة لتولي وزارة سيادية تواجه تحديات جمة في مقدمتها فوضى السفرات والقنصليات والتضخم الكبير في أعداد العاملين فيها، يضاف إلى ذلك الدور الحيوي ضمن رئاسة الوزراء والمساهمة في تبني سياسات واتخاذ قرارات فعالة في كافة المجالات الحياتية.
ما يرجح عندي هو أن المنقوش واجهت خيبة أمل وأيقنت أن الموضوع لن يحل بأي شكل يخفف عنها الضغوط ويلقي عن عاتقها المسؤولية، فقررت الحديث، دون أن نستبعد تدخل بعض الشخصيات المقربة منها ممن يناصبون الدبيبة العداء على الخط في إقناع المعنية بعدم قبول إلصاق تهمة التواصل مع الكيان بها منفردة.هذا التعجل وعدم التقدير الدقيق لطبيعة المسؤولية والتحدي الذي يكتنفها ربما هو الذي جر المنقوش إلى الاختبار الصعب الذي لا تحسد عليه، وأوقعها في المأزق الكبير الذي واجهته، وكان وقعه مرير عليها وعلى من هم حولها، وفي كلامها مع بن قنة ما يفيد أنها لم تستفد كثيرا من المحنة الشديدة التي عاشتها.
وفي حديثها عن علاقتها الجيدة مع الجميع، ولعبها دور وساطي إصلاحي بين أطراف النزاع في الغرب والشرق، يظهر الارتباك وعدم التقدير الصحيح لطبيعة مهامها الرئيسية كوزير خارجية، وتسطيح للتدافع بين الطرفين، والملاحظ أنها قد نسبت هذا التوجه لنفسها، ولو أنها قالت أنها كلفت من قبل رئاسة الوزراء للقيام بهذه المهمة الكبيرة لاختلف الأمر.
جاء ضمن تصريحات الوزيرة أن كل المسؤولين الليبين تواصلوا مع الكيان الإسرائيلي، وما أدري هل هذا يحسب على غياب الضبط وعدم التروي في الكلام والتدقيق في الألفاظ، أم أن عبارة "كل" التي تفيد العموم، أي عموم شاغلي المناصب السياسية العليا وغيرهم، مقصودة وتعبر عن يقين لدى المنقوش، وبالتالي فإنه ينبغي الوقوف على تصريحاتها تلك والتحقيق فيها من قبل جهات الاختصاص.
الخطير في أصداء تصريحات المنقوش والجدل الذي دار حول التواصل مع مسؤولين بالكيان الإسرائيلي هو تشويه مبدأ رفض الكيان ومقاطعته ومنع التواصل مع مسؤوليه تحت أي ذريعة كانت، وجعل ملف التواصل معهم وسيلة للمناكفة السياسية والنيل من الخصوم، ومسألة قابلة للأخذ والرد والنقاش بل ضمها إلى نقاط الخلاف السياسي الذي لا يفسد للود قضية، فهذا لعمري مخيف، ويجعل ما يدور اليوم من تدافع بمثابة مرحلة للتقدم خطوات باتجاه التعاطي مع الإسرايليين تحت ذرائع عديدة، خصوصا وأن خطة كسر الحاجز مع عموم المنتظم العربي ستكون في مقدمة ترتيبات الإسرائيليين لمرحلة مع بعد حربي غزة وجنوب لبنان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نجلاء المنقوش تصريحات ليبيا تصريحات سياسة نجلاء المنقوش مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل مع
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يتحدون : رفعنا الجاهزية وسوف نبادل حصار غزة بحصار الكيان الصهيوني
صنعاء (الجمهورية اليمنية) - أحمد الأغبري - تنتهي اليوم الثلاثاء المهلة التي منحتها جماعة “أنصار الله” لإسرائيل لفتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ما لم يتم استئناف العمليات العسكرية البحرية ضدها.
وفي تصريح لـصحيفة “القدس العربي” اللندنية ، قال المحلل السياسي والعسكري في دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع في صنعاء التابعة لحكومة “أنصار الله”، العميد أحمد الزبيري، إن “قوات صنعاء رفعت جاهزيتها العليا، وهي على استعداد تام لاستئناف العمليات العسكرية ضد إسرائيل، ابتداء من البحر، من خلال استهداف السفن المرتبطة بالعدو”.
وقال: “وعد “أنصار الله” يسبق فعلها، وإذا لم يتم فتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات فنحن على أتم الجاهزية لاستئناف وتنفيذ ما أعلنه القائد عبد الملك الحوثي، وسوف نبادل حصار غزة بحصار الكيان الصهيوني، وسيشهد العالم كله العمليات البحرية”.
وأضاف: “سيكون في هذه العمليات مفاجآت بكل تأكيد، ولم يتم إعلان المهلة إلا بعد أن تم الترتيب ورفع الجاهزية والاستعداد الكامل. هذه المرة التهديدات تزايدت، بدءًا من تهديد ترامب بأن يحول غزة إلى جحيم، ونحن نقول لهم سنحول البحر إلى جحيم عليهم”.
وكان زعيم “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، أعطى، يوم الجمعة الماضي، مهلة 4 أيام لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، موضحاً أنه إذا استمرت إسرائيل في منع إدخال المساعدات فسيتم استئناف العمليات البحرية ضدها.
وقال الحوثي، في خطاب متلفز: “سنعطي مهلة 4 أيام للوسطاء فيما يبذلونه من جهود”، مضيفاً: “سنعود لاستئناف عملياتنا البحرية ضد العدو إذا استمر بعد المهلة في منع دخول المساعدات إلى غزة والإغلاق التام للمعابر”.
واعتبر زعيم الحوثيين أنه “لا يمكن أن نتفرج على ما يحصل من تصعيد ومنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة والعودة إلى التجويع من جديد”، معتبراً أن “الموقف هو موقف الجهاد في سبيل الله تعالى ضد هذا العدوان والتصعيد والإجرام”.
واستهدف الحوثيون أهدافاً في إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسفنًا مرتبطة بإسرائيل وأمريكا وبريطانيا منذ أواخر العام 2023 وأوائل العام 2024، وذلك “تضامناً مع غزة” التي ظلت تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي لنحو 15 شهراً، ورداً على ضربات صاروخية وغارات جوية أمريكية بريطانية في العمق اليمني، حيث قال تحالف الدولتين إنه يستهدف مواقع للحوثيين، وذلك منذ 12 يناير/ كانون الثاني 2024.
وتوقفت كل العمليات مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
إلا أن إسرائيل تنصلت من المضي في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، وأمرت بإغلاق المعابر، ومنعت إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ مستهل الأسبوع الماضي.
وقبل ذلك تستمر إسرائيل في حربها المفتوحة في الضفة الغربية مستهدفة كل شيء، كما تعمل على فرض مزيد من القيود على المصلين في المسجد الأقصى مع استمرار إغلاق الجامع الإبراهيمي في الخليل، وتواصل عمليات هدم المباني وتشريد الفلسطينيين في طولكرم وجنين وغيرها، وعدم التوقف عن ممارسة التهويد في القدس ومواصلة الاستيطان.
Your browser does not support the video tag.