عربي21:
2025-01-11@15:57:00 GMT

وقفة مع تصريحات المنقوش في لقائها مع بن قنة

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

البداية في الحديث عن الظهور الإعلامي الأخير لوزيرة الخارجية السابقة، نجلاء المنقوش، مع الإعلامية بقناة الجزيرة، خديجة بن قنة، يكون مع دوافع هذا الظهور، وإذا ما كان مرتبا ويأتي في سياق حراك لإسقاط حكومة الدبيبة، فالمنقوش التزمت الصمت لما يزيد عن العام، ولأن حراكا محليا نشطا يسعى لإخراج الدبيبة من المشهد، واتجاها دوليا توجه لجعل التغيير الحكومي في مقدمة التسوية السياسية، فإن كثيرين رأوا أن ظهور المنقوش كان مبرمجا ويصب في هذا الاتجاه.



أقول إنه من غير اليسير الجزم بأن المنقوش بكسرها جدار الصمت بخصوص اللقاء مع رئيس دبلوماسية الكيان الصهيوني تحركت ضمن مخطط لإسقاط الدبيبة، فهذا لن يخفى عن القطريين وقناة الجزيرة الذين ربما لن يقاوموا توافقا محليا ودوليا للتغير الحكومي لكن لن يكونوا طرفا في تدابير محلية أو إقليمية لتسهيل هذا المسار.

ما يرجح عندي هو أن المنقوش واجهت خيبة أمل وأيقنت أن الموضوع لن يحل بأي شكل يخفف عنها الضغوط ويلقي عن عاتقها المسؤولية، فقررت الحديث، دون أن نستبعد تدخل بعض الشخصيات المقربة منها ممن يناصبون الدبيبة العداء على الخط في إقناع المعنية بعدم قبول إلصاق تهمة التواصل مع الكيان بها منفردة.

في مضمون اللقاء لفت نظري كلام نجلاء المنقوش عن العرض الذي وصلها بخصوص تولي منصب وزير الخارجية، والصدمة التي واجهتها وأنها غير معنية بالسياسة أو ما شابه، وكيف أن تولي المناصب العليا في الدولة تدار بطريقة خالية من المسؤولية والحكمة والتقدير الصحيح لمصالح الدولة في هذه الظروف العصيبة، فمنصب وزير الخارجية سياسي بامتياز، ويتطلب إلى  جانب الوعي والتفكير السياسي المعمق وكذا الممارسة السياسية مهارات عالية في الإدارة والقيادة، فالعنصر الخارجي في الأزمة الليبية مؤثر تأثير كبير، ويستلزم وجود شخصية مخضرمة وقوية تتمتع بإمكانيات عالية للمساهمة في الحد من التدخل الخارجي أو التقليل من أثاره السلبية، هذا بالإضافة إلى القدرات اللازمة لتولي وزارة سيادية تواجه تحديات جمة في مقدمتها فوضى السفرات والقنصليات والتضخم الكبير في أعداد العاملين فيها، يضاف إلى ذلك الدور الحيوي ضمن رئاسة الوزراء والمساهمة في تبني سياسات واتخاذ قرارات فعالة في كافة المجالات الحياتية.

ما يرجح عندي هو أن المنقوش واجهت خيبة أمل وأيقنت أن الموضوع لن يحل بأي شكل يخفف عنها الضغوط ويلقي عن عاتقها المسؤولية، فقررت الحديث، دون أن نستبعد تدخل بعض الشخصيات المقربة منها ممن يناصبون الدبيبة العداء على الخط في إقناع المعنية بعدم قبول إلصاق تهمة التواصل مع الكيان بها منفردة.هذا التعجل وعدم التقدير الدقيق لطبيعة المسؤولية والتحدي الذي يكتنفها ربما هو الذي جر المنقوش إلى الاختبار الصعب الذي لا تحسد عليه، وأوقعها في المأزق الكبير الذي واجهته، وكان وقعه مرير عليها وعلى من هم حولها، وفي كلامها مع بن قنة ما يفيد أنها لم تستفد كثيرا من المحنة الشديدة التي عاشتها.

وفي حديثها عن علاقتها الجيدة مع الجميع، ولعبها دور وساطي إصلاحي بين أطراف النزاع في الغرب والشرق، يظهر الارتباك وعدم التقدير الصحيح لطبيعة مهامها الرئيسية كوزير خارجية، وتسطيح للتدافع بين الطرفين، والملاحظ أنها قد نسبت هذا التوجه لنفسها، ولو أنها قالت أنها كلفت من قبل رئاسة الوزراء للقيام بهذه المهمة الكبيرة لاختلف الأمر.

جاء ضمن تصريحات الوزيرة أن كل المسؤولين الليبين تواصلوا مع الكيان الإسرائيلي، وما أدري هل هذا يحسب على غياب الضبط وعدم التروي في الكلام والتدقيق في الألفاظ، أم أن عبارة "كل" التي تفيد العموم، أي عموم شاغلي المناصب السياسية العليا وغيرهم، مقصودة وتعبر عن يقين لدى المنقوش، وبالتالي فإنه ينبغي الوقوف على تصريحاتها تلك والتحقيق فيها من قبل جهات الاختصاص.

الخطير في أصداء تصريحات المنقوش والجدل الذي دار حول التواصل مع مسؤولين بالكيان الإسرائيلي هو تشويه مبدأ رفض الكيان ومقاطعته ومنع التواصل مع مسؤوليه تحت أي ذريعة كانت، وجعل ملف التواصل معهم وسيلة للمناكفة السياسية والنيل من الخصوم، ومسألة قابلة للأخذ والرد والنقاش بل ضمها إلى نقاط الخلاف السياسي الذي لا يفسد للود قضية، فهذا لعمري مخيف، ويجعل ما يدور اليوم من تدافع بمثابة مرحلة للتقدم خطوات باتجاه التعاطي مع الإسرايليين تحت ذرائع عديدة، خصوصا وأن خطة كسر الحاجز مع عموم المنتظم العربي ستكون في مقدمة ترتيبات الإسرائيليين لمرحلة مع بعد حربي غزة وجنوب لبنان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نجلاء المنقوش تصريحات ليبيا تصريحات سياسة نجلاء المنقوش مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل مع

إقرأ أيضاً:

خطة «الكيان».. ضم الضفة الغربية!!

تأتى العملية التى حدثت فى الضفة الغربية نتيجة الظروف الموضوعية الموجودة فيها، فهناك احتلال واستيطان للكيان الصهيونى فى الضفة الغربية، ومقاومة الاحتلال تأتى كجزء من المواجهة المفتوحة على مدار السنوات الماضية خاصة أن الكيان رفض خلالها إنهاء احتلال الضفة الغربية بالطرق السلمية من خلال المفاوضات أو التزامه بقرارات الأمم المتحدة بما فيها قرار محكمة العدل الدولية الأخير الذى رأى أن الكيان هو من يمنع حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، لذلك زرع الكيان هذا المنهج بمواجهته نتيجة احتلال الأرض والعمليات العسكرية التى يقوم بها فى القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية، ويتفاخر استيطان الكيان بذلك من خلال تصريح وزير الزراعة بأن هناك أكثر من 150 بؤرة استيطانية زراعية.
ويرتكب الكيان المجازر فى حق الفلسطينيين بأطنان من المتفجرات ويعتقل الفلسطينيين ويحتل الضفة الغربية ويمارس سلطاته على الفلسطينيين فيها، ثم يستهجن بعد ذلك كله العمليات التى تحدث، ويرى أن حماس هى السبب فى ذلك كله وأنها هى التى تعكر صفو الاستقرار النسبى الموجود فى الضفة الغربية خلال السنوات الماضية من وجهة نظره، وأن حماس هى التى تريد إفشال أى محاولة للسلطة الفلسطينية الحالية لسيطرتها مما اضطرها إلى أن تعمل على تكثيف أعمالها العسكرية فى الأسابيع الماضية فى شمال الضفة الغربية، لمحاولة الوقيعة بين حماس والسلطة الفلسطينية والتلويح بفقدان بفقدان السلطة السيطرة على الضفة الغربية.
أما من الناحية السياسية فحكومة الكيان اليمينية المتطرفة تريد الاستيلاء الكامل على الضفة الغربية كجزء من حلم الكيان، وتستنكر العمليات التى تحدث وتعتبرها إرهابية وتخريبية ضد مواطنى الكيان وتتطلب رداً سريعا عسكرياً للحفاظ على أمن مواطنيه، مع العودة لنغمة عدم وجود استقرار ووجود إرادة حقيقية للوصول لتسوية سلمية مع الفلسطينيين الذين لا يريدون إتمام هذه التسوية السلمية، وعدم تحميل الكيان أى مسئولية عما يحدث.
ويبدو فى رأى الكثير أن حماس حتى الآن لم تتعلم من طوفان الأقصى وما أحدثه للفلسطينيين من دمار كبير فى غزة وقتل وإبادة جماعية للشعب الفلسطينى، والحديث عن نتائج ميدانية عندما تم ضرب الكيان الصهيونى بطريقة أو بأخرى، وأسباب ذلك أن عدم وجود أمل لدى الفلسطينيين يؤدى إلى وجود هذه الحالة وإلى المقاومة المسلحة ومقاومة احتلال الكيان بأساليب مسلحة أيضا، وفقد الأمل لدى الفلسطينيين وخيبة الأمل الواسعة من المجتمع الدولى ووجود إحباط عام لديهم وظروفهم المعيشية فى الضفة الغربية سيئة للغاية، وأنه منذ سنوات الظروف مهيئة للانفجار منذ أن قطع نتنياهو المفاوضات التى كانت تجرى فى الأردن عام 2014 برعاية جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى فى ذلك الوقت، وأيضا الدول الراعية للمفاوضات الفلسطينية مع الكيان الصهيونى، لذلك تكون على مدار هذه السنوات الكثير من الاحباطات مع وجود حكومة يمينية متطرفة للكيان تريد إنهاء الوجود الفلسطينى نهائيا.
مع التسارع الكبير فى عمليات الاستيطان فى الضفة الغربية والدعوة لذلك من وزراء فى حكومة الكيان، مع وجود وزراء يعيشون فى مستوطنات فى الضفة الغربية، مثل سموتريتش وبن غفير ، وهى أراضى فلسطينية وفقاً للقرارات الدولية والاتفاقات الموقعة بين الفلسطينيين والكيان الصهيونى، لذلك المواجهة قادمة دون شك، ولكن مع اختلاف شكلها وطبيعتها.
وشكل المقاومة لا بد أن تكون شعبية واسعة، تشبه ما جرى فى الانتفاضة الأولى عام 1987 لمواجهة الاحتلال والمستوطنين لوجود مظهرين رئيسيين مهمين جدا.
أولا، الاستيطان والمستوطنين الذين يقومون بمهاجمة المواطنين الفلسطينيين فى شمال الضفة الغربية وفى القرى القريبة من المستوطنات..
ثانيا، جنود الاحتلال الصهيونى الذين يسيطرون ويهيمنون على حياة الفلسطينيين، فلا أحد يستطيع أن يمر فى الضفة الغربية من مدينة إلى أخرى أو من قرية إلى أخرى دون أن يصل إلى جنود الاحتلال وهم يسمحون أو يمنعون ذلك ويقطعون الطريق، لذلك فكل حياة الفلسطينيين اليوم فى جحيم، وإن لم يتدارك الكيان الصهيونى ما يتعلق بحياة الفلسطينيين، ربما تنفجر الأمور إلى أقصى ما يمكن.
كما أن هناك أمرا آخر مهم جدا وهو أن المنطقة التى جرت بها العملية يسيطر عليها جيش الاحتلال وهى المنطقة ج، وبالتالى فإن جيش الاحتلال لا يعمل لمصلحة المستوطنين ولا دولة الكيان، لذلك لا يتحمل الفلسطينيين المسئولية بقدر ما يتحمل الاحتلال وحكومة الكيان مسئولية هذه العملية وغيرها، لأنهم هم من يقومون بتويتر الأجواء فى الضفة الغربية للوصول لمرحلة الانفجار، وهو ما تريده حكومة نتنياهو بالنظر إلى تصريحات سموتريتش الذى يريد أن يجعل شمال الضفة الغربية كما هى فى جباليا من دمار هائل.

‏[email protected]

مقالات مشابهة

  • العقوري يدعو لمحاسبة المسؤولين عن اجتماع المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي
  • بعد لقاء المنقوش عبر منصة قطرية.. الدبيبة يعقد اجتماعا مع الدوسري
  • الدرقاش: حديث المنقوش هدفه إثارة الفوضى وإسقاط حكومة الدبيبة
  • خطة «الكيان».. ضم الضفة الغربية!!
  • المسؤولية الطبية والتنمية البشرية والبنية التحتية| نائب رئيس الوزراء يطلق تصريحات هامة
  • تصريحات وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش تثير غضب المجلس الأعلى للدولة في ليبيا
  • سميرة عبد العزيز: تعجبت عندما تم تعييني بمجلس الشيوخ.. و"معرفش الرئيس السيسي عرفني منين"
  • سميرة عبد العزيز تكشف لأول مرة سر لقائها بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر
  • بعد تصدرها التريند.. ما قصة وزيرة الخارجية الليبية السابقة نجلاء المنقوش مع إسرائيل؟