الجيش السوداني يُسيطر على عاصمة ولاية الجزيرة
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
نجحت قوات الجيش السوداني في السيطرة على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، وذلك بعد أن انهارت دفاعات قوات الدعم السريع.
اقرأ أيضًا: جوزيف عون رئيسًا جديدًا للجمهورية في لبنان.. بالأغلبية
وجاء التطور الأخير فيما يخص دخول ود مدني، وذلك بعد أن سيطر الجيس أمس على محلية أم القرى في ولاية الجزيرة.
وتمكن الجيش من السيطرة على "أم القرى" بعد معارك دامية استمرت 3 أيام ضد قوات الدعم السريع.
وأكدت مصادر محلية سودانية على أن "عشرات الآلاف في بورتسودان والقضارف وكسلا وعطبرة ومناطق أخرى يحتفلون في الشوارع باستعادة الجيش وحلفائه السيطرة على ود مدني"، كما "احتفل أهالي ود مدني باستعادة الجيش السيطرة على المدينة".
وكان أبو عاقل كيكلة، قائد قوات درع السودان، المتحالف مع الجيش والمنشق عن قوات الدعم السريع، السيطرة على منطقة أم القرى "ودحر المليشيات"، فيما بثت منصات تابعة للجيش السوداني فيديو لانتشار الجيش في البلدة التي تبعد 40 كيلو متر عن ود مدني.
وأطلق الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه، عملية عسكرية في 8 يناير الجاري، تستهدف استعادة السيطرة على عاصمة ولاية الجزيرة ودي مدني.
وكانت قوات الدعم السيطرة قد أحكمت سيطرتها على الجزء الأكبر من ولاية الجزيرة في ديسمبر 2023، بما في ذلك عاصمة الولاية ودي مدني.
السودان يتمتع بأهمية سياسية وجيوسياسية وتاريخية كبيرة، تجعل منه نقطة ارتكاز في القارة الإفريقية والعالم العربي. من الناحية الجغرافية، يُعد السودان أكبر بلد في شمال شرق إفريقيا يربط بين شمال القارة وجنوبها، ويطل على البحر الأحمر الذي يُعتبر ممرًا حيويًا للتجارة الدولية. هذا الموقع يجعله محورًا استراتيجيًا في معادلات الأمن الإقليمي، خاصة مع قربه من منطقة القرن الإفريقي المضطربة وجواره لدول مثل مصر وإثيوبيا وتشاد وليبيا.
سياسيًا، يمثل السودان حلقة وصل بين العالمين العربي والإفريقي، حيث يشكل جزءًا من جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، مما يُكسبه دورًا مزدوجًا في التعامل مع قضايا الإقليمين. كما يمتلك السودان موارد طبيعية هائلة، أبرزها الأراضي الزراعية الخصبة والثروات المعدنية مثل الذهب، مما يجعله مركزًا للتنافس الإقليمي والدولي.
تاريخيًا، لعب السودان دورًا بارزًا في حركة التحرر الإفريقية والعربية، حيث كان من أوائل الدول التي نالت استقلالها عام 1956. كما يُعتبر السودان مهدًا للعديد من الحضارات القديمة، مثل مملكة كوش، التي أثرت في الحضارات المصرية والإفريقية. هذه الأهمية التاريخية والجغرافية تجعل السودان لاعبًا مهمًا في قضايا الأمن الإقليمي،
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قوات الجيش السودانى ولاية الجزيرة ود مدني بورتسودان درع السودان
إقرأ أيضاً:
هل اقترب الجيش السوداني من حسم الصراع عسكريا؟
الخرطوم- أثار التقدم المحرز للجيش السوداني واستعادته المتواصلة لعدد من المدن والبلدات المهمة في محاور القتال خلال الأيام الماضية التكهنات بشأن إمكانية حسمه عسكريا الحرب التي اندلعت يوم 15 أبريل/نيسان 2023، وذلك وسط ترجيحات قادة ميدانيين ومحللين عسكريين لهذا الاحتمال، في مقابل استبعادهم تمكن قوات الدعم السريع من تحقيق ذلك.
فبعد أقل من شهر على اندلاع الحرب، جرت عديد من المبادرات لإيقافها عبر التفاوض في منبر جدة، لكن جميع الجهود لاحتواء الصراع عبر التفاوض باءت بالفشل، وأصبح الخيار الراجح الآن هو الحسم العسكري الذي يمضي لصالح الجيش حسب التطورات الميدانية وإفادات الخبراء العسكريين، بينما لا تزال قوات الدعم السريع تُشكك في قدرة الجيش السوداني على الحسم العسكري على الأرض.
خيار الحسم العسكريفي السياق، أكد الفريق إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش السوداني في أثناء تفقُّده مواطني الخرطوم بحري، التي استعادها الجيش مؤخرا، أن "نهاية الحرب اقتربت بعد الانتصارات التي تحققت في كل المحاور بالعاصمة الخرطوم والولايات الأخرى".
وقال الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق للجزيرة نت إنه "بعد انهزام مليشيا الدعم السريع وفقدانها لإرادة القتال والقدرة علي الوقوف في وجه القوات المسلحة المدربة، والتي تعمل وفق خطط موضوعة بخبرات متراكمة، يتم تنفيذها بدقة وبفدائية وصبر وعزيمة الرجال، سيتم حسم العدو خلال الأيام القليلة المقبلة".
إعلانوأوضح هاشم أنه يتوقّع أن يتمكن الجيش السوداني من الحسم في الخرطوم الكبرى والجزيرة قريبا، ولكنه قد يتأخر في إقليم دارفور قليلا، ولكنه عاد ليجزم بأن "دارفور كذلك ستحسم قريبا بإرادة الرجال"، على حد تعبيره.
وفي الأثناء، قال الباشا طبيق، مستشار قائد الدعم السريع، في تغريدة على منصة إكس إن "الخرطوم ستكون نهاية لكل مغامرة فاشلة"، واصفا محاولة السيطرة عليها بالمحاولة الانتحارية، في إشارة إلى أن حسم الجيش للصراع عسكريا ما زال مستبعدا برأيه.
تمكن أشاوس قوات الدعم السريع في محور الكاملين(المسيد) صباح اليوم الخميس 6/2/2025 من وضع حد لمغامرة فاشلة قام بها الجيش وحركات الإرتزاق وكتائب البراء الإرهابية والمليشيات للتقدم نحو الكاملين والعبور إلى الخرطوم
ولكن تم سحقهم تماما" وتعرضوا لخسارة كبيرة في الأرواح والعتاد
والخرطوم…
— الباشا طبيق (@Elbashatbaeq) February 6, 2025
مسألة وقتيرى الخبير العسكري والعميد المتقاعد بالجيش السوداني جمال الشهيد أنه من المؤكد أن القوات المسلحة السودانية والقوات الأخرى المتحالفة معها استطاعت أن تفرض سيطرة كاملة علي جميع مسارح العمليات، إذ تقوم في هذا الوقت بمطاردة وحصار قوات الدعم السريع في كل تمركزاتها، وحققت نتائج ملموسة ولافتة علي أرض الواقع.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال إن "الجيش السوداني قد أفشل كل أوهام ومخططات آل دقلو للسيطرة على البلاد بنسبة عالية، مما يوحي بأن الحسم العسكري النهائي بات واضحا وأنه مجرد مسألة وقت".
وأقرّ الشهيد بأن الوضع في السودان معقد ومتغير، في ظل إصرار حلفاء الدعم السريع على إرسال الدعم لهم بشتى السبل، حيث تستمر الاشتباكات في مناطق مختلفة من البلاد.
وأضاف أن "المعركة ما زالت مستمرة، ولا يمكن القول بأن الحسم العسكري قد تحقق بعد، ولكن ستكون هناك أخبار سارة جدا في الأيام القليلة القادمة، من واقع الزحف الكبير للقوات المسلحة، والتراجع والانهيار الذي لحق بالمليشيا المتمردة الإرهابية".
إعلانوفي غضون ذلك، أفاد طبيق -في لقاء مع الجزيرة مباشر- بأن "الواقع يكذّب الحديث عن سيطرة الجيش، وأن الحرب سجال وكر وفر"، وأضاف أن قواتهم ما زالت متماسكة في مواقعها.
فقدان السيطرةوالناظر لمجريات الحرب يجد أن هنالك تحولا ميدانيا كبيرا على الأرض لصالح القوات المسلحة السودانية، وشواهد هذا التحول تبدأ بمغادرتها لمحطة الدفاع التي وسمت الأداء العسكري للجيش لفترة طويلة، ولا تنتهي بالانتصارات في مختلف المحاور.
ووفقا لذلك، قال خبير عسكري للجزيرة نت -فضل عدم ذكر اسمه- إن القوات المسلحة اقتربت من حسم الصراع عسكريا، "بالنظر لتناقص رقعة سيطرة الدعم السريع الذي كان يتمدد في السابق على مدار اليوم والساعة، بمقابل ازدياد مساحات الانفتاح التعبوي للقوات المسلحة وسيطرتها على كثير من المدن والقرى والبلدات على نطاق واسع، يشمل الخرطوم والجزيرة وكردفان ودارفور، وهي مناطق كانت تسيطر عليها الدعم السريع في السابق".
وأضاف الخبير -الذي لديه اطلاع واسع بمجريات العمليات العسكرية الميدانية- أن "أكبر دليل على اقتراب الجيش من الحسم هو أن هذه السيطرة والحملة العسكرية التي يشنها جعلت المليشيا في شبه حصار، وقطعت عنها خطوط الإمداد، مع التأثير المباشر على منظومة القيادة والسيطرة، وفقدان زمام المبادرة، وإمكانية المناورة وتحريك القوات".
وأوضح أن عدم قدرة قوات الدعم السريع على استخدام حتى تكتيكات الدفاع أو الانسحاب المنظم أمام ما يستخدمه الجيش السوداني من تكتيكات الهجوم والمناورات التي لا تتقنها أو تجابهها إلا الجيوش المنظمة، هو ما جعلها أمام خيارات التراجع والهروب أو الهلاك، حسب وصفه.
طبيعة الحسمثار جدل كثيف في الأوساط السودانية عقب خطاب جماهيري لنائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، بمدينة بورتسودان يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، أكد فيه أن نصر الجيش السوداني بات قريبا، وأن جميع السودانيين سيعودون إلى مسقط رأسهم في مارس/آذار المقبل، إذ توقع البعض تسارع وتيرة الحسم العسكري بينما لم يستبعد آخرون طي الصراع بمفاوضات تضع حدا للحرب.
إعلانوقال الفريق أول هاشم عبد المطلب للجزيرة نت إن "مليشيا الدعم السريع أفسدوا في الأرض، وجزاؤهم أن يقتلوا ويصلبوا وينفوا"، وأضاف أن "التفاوض يأتي بعد أن ينتهي آخر شخص من حمل السلاح، ويجنحوا للسلام، وتضع الحرب أوزارها تماما، ويعترفوا بالهزيمة، من أجل إرجاع الحقوق ومحاسبة كل متسبب في الحرب".
وفي السياق ذاته، قال العميد جمال الشهيد للجزيرة نت إن قوات الدعم السريع أخذت فرصة كافية لحل المشكلة عبر منبر جدة، "لكنها تعنّتت واغترت بما لديها من قوة وتجاوزت كل ذلك، مما دفع الجيش السوداني إلى اللجوء للحسم العسكري وإخراجها من منازل المواطنين بالقوة، وذلك بأمر الشعب السوداني الذي لا يرغب في تفاوض مع المليشيا، بحكم الانتهاكات الكبيرة التي وقعت بحقه".