ليبيا – الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية بين الانقسام السياسي والمآسي الإنسانية

الجريمة المنظمة والهجرة: تأثير الانقسام السياسي
قال الخبير العسكري عادل عبد الكافي، الموالي بشدة لتركيا، إن الانقسام السياسي والعسكري في ليبيا يخلق بيئة مثالية لعصابات الجريمة المنظمة. وفي تصريح خاص لموقع “إرم نيوز“، أشار عبد الكافي إلى أن هذه العصابات تستغل الهجرة غير الشرعية لاختطاف المهاجرين والمساومة بهم، إضافة إلى تهريب المخدرات عبر الحدود الجنوبية والسواحل الليبية.

وأوضح أن هذه العصابات ليست محلية فقط، بل ترتبط بشبكات دولية، مما يزيد من تعقيد التعامل معها. وشدد عبد الكافي على ضرورة وجود دولة موحدة وجيش قوي يمكنه مراقبة الحدود وملاحقة هذه الشبكات باستخدام تقنيات متقدمة مثل الطيران.

وأشار إلى أن مدينة الكفرة، الخاضعة لسيطرة قوات خليفة حفتر، تمثل تحديًا أمنيًا كبيرًا، حيث تفتقر حكومة عبد الحميد الدبيبة إلى السيطرة الأمنية والعسكرية في هذه المناطق الصحراوية الشاسعة. واختتم عبد الكافي بأن حكومة الدبيبة تنفذ عمليات أمنية وعسكرية في المناطق الغربية لملاحقة شبكات الجريمة المنظمة، بينما تظل التحديات قائمة في المناطق الجنوبية والشرقية.

المآسي الإنسانية والاتجار بالبشر
من جانبه، اعتبر الناشط الحقوقي والمحلل السياسي حسام الدين العبدلي، أن ظهور صور مؤلمة لشابة إثيوبية تُدعى نعيمة جمال معصوبة الفم ومقيدة بالحبال، إلى جانب عشرات المهاجرين، يُظهر حجم المأساة الإنسانية التي تواجهها ليبيا. وفي حديث لذات الموقع، أشار العبدلي إلى أن ما تقوم به عصابات الاتجار بالبشر أمر مخزٍ، لكنه لا يعكس صورة الشعب الليبي.

وأضاف أن المسؤولية لا تقع على ليبيا وحدها، بل تشمل القوى الغربية التي دعمت الانقسام في البلاد، إلى جانب الدول الإفريقية التي يتدفق منها المهاجرون. وتساءل العبدلي عن دور الأجهزة الأمنية في تلك الدول في منع تدفق المهاجرين.

وأوضح أن أغلب المهاجرين يسعون للوصول إلى طرابلس لتقديم طلبات اللجوء، ما يسبب أزمة إضافية للعاصمة والمدن الأخرى. كما تساءل عن سياسات المنظمات الدولية، وعلى رأسها مفوضية شؤون اللاجئين، في حصر تقديم الطلبات في طرابلس، مشيرًا إلى أن هذه السياسات قد تثير الشكوك حول نوايا هذه المنظمات.

واختتم العبدلي بالقول إن القضاء على ظاهرة الهجرة غير النظامية قد يكون مستحيلًا، لكن يمكن الحد منها عبر سياسات أكثر شفافية وفعالية.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الانقسام السیاسی الجریمة المنظمة عبد الکافی إلى أن

إقرأ أيضاً:

عهد بن غفير يقفز بمعدلات الجريمة في إسرائيل

أظهرت بيانات إسرائيلية رسمية قفزة كبيرة في معدلات الجريمة داخل إسرائيل خلال 2023، العام الأول من شغل وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير منصبه.

جاء ذلك في بيانات نشرتها الشرطة الإسرائيلية، أمس الأربعاء، لمعدلات الجريمة في البلاد خلال عام 2023، التي تأخر نشرها بسبب حرب الإبادة في قطاع غزة، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

ويتولى بن غفير منصبه منذ تولي حكومة بنيامين نتنياهو مهامها يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وفي يوليو/تموز 2024، اعترض بن غفير على معطيات نشرتها يديعوت أحرونوت بشأن تزايد معدلات الجريمة، ووصفها بأنها غير دقيقة، وقال إنه "فعل ما لم يفعله وزراء آخرون منذ 30 عاما".

لكن البيانات الرسمية، التي نشرتها الشرطة وهي تحت قيادته، تكشف مرة أخرى عن الوضع السيئ، حتى في الفترة التي سبقت الحرب، وفق المصدر ذاته.

302 ألف و946 قضية فتحت في عام 2023 بإسرائيل (الفرنسية) أغلبية القتلى عرب

ووفقا لبيانات الشرطة، فإن إجمالي عدد القضايا التي فتحت عام 2023، بلغ 302 ألف و946 قضية.

وفي العام نفسه، تم فتح ما لا يقل عن 274 قضية قتل جنائي، وهو ما يقرب من ضعف العدد مقارنة بكل سنة من السنوات السابقة.

وللمقارنة، في عام 2022، تم فتح 139 قضية قتل من هذا القبيل، وفي السنوات الثلاث التي سبقت ذلك، تراوح العدد من 135 إلى 161.

وتم فتح 227 من قضايا القتل عام 2023 في القطاع غير اليهودي (العربي)، مقارنة بـ104 في 2022، أي أكثر من الضعف.

وفقا للبيانات غير الرسمية، فإن 237 شخصا قتلوا في المجتمع العربي عام 2024، وفق الصحيفة الإسرائيلية.

إعلان

ويشكل العرب داخل الخط الأخضر نحو 21% من عدد السكان، لكنهم يقولون إن الحكومة الإسرائيلية تمارس سياسة التمييز ضدهم، ومن ذلك عدم التعامل الجدي مع جرائم القتل.

تصاعد عدد قتلى اليهود

ورغم أن الغالبية العظمى من الذين قُتلوا عام 2023 كانوا من العرب، فإن عدد اليهود الذين قُتلوا ارتفع أيضا بشكل ملحوظ.

وبين عامي 2019 و2022، تراوح عدد القتلى اليهود من 30 إلى 35 شخصا، في حين قفز العدد عام 2023 (السنة الأولى لبن غفير في منصبه) إلى 47 قتيلا، وفق معطيات الشرطة.

وفي 2023، قُتلت 33 امرأة، وهي زيادة كبيرة أيضا مقارنة بالسنوات الست السابقة، عندما تراوح عددهن بين 17 و29.

وبين 33 امرأة قُتلت عام 2023، 13 امرأة لقت حتفها على يد أزواجهن مقارنة بـ9 نساء في العام السابق.

واستمر هذا الاتجاه المثير للقلق داخل إسرائيل عام 2024، عندما قُتلت 35 امرأة، وفق معطيات غير رسمية.

تزايد ملحوظ في معدلات الجريمة في إسرائيل خلال عام 2023 (رويترز)

 

قضايا المنازعات

ووصلت قضايا الملكية (مثل المتعلقة بالمنازعات حول الشقق السكنية والأموال الموجودة في الحسابات المصرفية والمدخرات والودائع) التي تم فتحها في 2023 إلى 129 ألفا و379 قضية بزيادة قدرها 2% مقارنة بالعام السابق.

وشهدت جرائم سرقة السيارات قفزة كبيرة في عهد بن غفير، وفقا لبيانات الشرطة.

حيث تم فتح 22 ألفا و165 قضية لسرقة مركبة أو الاستخدام غير المصرح به لمركبات، بزيادة 21.7% عن العام السابق وأكثر من الضعف مقارنة بعام 2019.

وعام 2023، زاد معدل جرائم التعدي على الأراضي الزراعية في إسرائيل بنسبة 12% من 642 إلى 720.

وكانت هناك زيادة بنسبة 2% في القضايا المفتوحة لجرائم التهديد، وزيادة بنسبة 8% تقريبا في إجمالي عدد من تم القبض عليهم (من 48 ألفا و404 أشخاص إلى 52 ألفا و256 شخصا).

ودعت المعارضة الإسرائيلية مرارا إلى إقالة بن غفير على خلفية تزايد معدلات القتل منذ توليه مهام منصبه ضمن حكومة نتنياهو.

إعلان

ويدعو بن غفير، المعروف بعدائه للفلسطينيين، لاحتلال قطاع غزة ومواصلة الإبادة التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والتي خلفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • المستشار صالح: الانتخابات والمصالحة هما الحل لإنهاء الجمود السياسي في ليبيا
  • إنقاذ 101 مهاجر بينهم 29 امرأة وسبعة أطفال قبالة سواحل ليبيا
  • إنقاذ نحو 200 مهاجر قبالة سواحل ليبيا
  • معاناة إنسانية فادحة بمراكز الإيواء بمدينة الدّمازِين السودانية
  • الأمين: الثورة محاصرة والوضع السياسي في ليبيا يزداد تعقيدًا
  • عهد بن غفير يقفز بمعدلات الجريمة في إسرائيل
  • عكاشة: الانتخابات أقرب من التصعيد العسكري في ليبيا رغم استمرار الانقسام
  • عبدي يعلن اتفاقاً مع إدارة سوريا الجديدة على رفض مشاريع الانقسام
  • بعد معاناة لسنوات.. منطقة عراقية على موعد مع طفرة نوعية في الخدمات