هل العالم مستعد لمواجهة كارثة صحية أخرى بعد تجربة «كوفيد 19»؟
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
تُعتبر الأوبئة من أبرز التحديات التي تهدد الأمن الصحي والاقتصادي في العالم، كما أنها تضع الأنظمة الصحية تحت ضغط هائل.
وقد أبرزت جائحة COVID-19 أهمية الاستعدادات العالمية لمواجهة الأوبئة المستقبلية بناءً على الدروس المستفادة من هذه الجائحة.
عملت منظمة الصحة العالمية (WHO) على تعزيز استراتيجياتها لتكون أكثر استعدادًا لمواجهة الأوبئة المستقبلية، من خلال تطوير آليات استجابة سريعة، تحسين التعاون الدولي، وتعزيز قدرات النظام الصحي العالمي.
من أهم الدروس المستفادة من جائحة COVID-19 هو ضرورة تحسين أنظمة المراقبة الوبائية على مستوى العالم.
تدرك منظمة الصحة العالمية أن الوقاية تبدأ بالكشف المبكر عن الأمراض المعدية.
وبالتالي، قامت المنظمة بتطوير نظام المراقبة العالمي للأوبئة الذي يتيح جمع وتحليل البيانات حول الأمراض المعدية الناشئة بشكل أسرع وأكثر فعالية.
يتم هذا النظام من خلال التعاون مع الحكومات والمؤسسات الصحية العالمية، مثل مراكز مكافحة الأمراض (CDC) في الولايات المتحدة، لتحديد بؤر تفشي الأمراض في مراحلها الأولى.
كما أُدخلت تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة (Big Data) لتحسين القدرة على التنبؤ بانتشار الأوبئة وتشخيص الأمراض قبل أن تتفاقم.
تحسين الاستجابة السريعة للأوبئةمن خلال تعزيز قدرة الاستجابة السريعة، سعت منظمة الصحة العالمية إلى تحسين التنسيق بين الدول المختلفة في حالات الطوارئ الصحية.
إحدى المبادرات المهمة في هذا الإطار هو برنامج التأهب للطوارئ الصحية العالمية (Health Emergency Programme).
يهدف هذا البرنامج إلى تجهيز البلدان ببروتوكولات واضحة للتعامل مع الأوبئة، وتوفير الموارد اللازمة مثل الأدوية والمعدات الطبية في حالات الطوارئ.
تعمل المنظمة أيضًا على تطوير مراكز التنسيق الوطني في كل دولة لتمكين الاستجابة السريعة وتنسيق الجهود المحلية والعالمية.
كما قامت المنظمة بتوجيه دعم كبير نحو البحث والتطوير لتسريع إنتاج اللقاحات والعلاجات في حالات الطوارئ الصحية.
تعزيز القدرة على التصنيع المحلي للقاحات والأدويةأحد أبرز التحديات التي واجهت العالم خلال جائحة COVID-19 كان تفاوت الوصول إلى اللقاحات والعلاجات بين الدول، حيث تفوقت الدول الغنية في الحصول على كميات كبيرة من اللقاحات في حين كانت الدول الفقيرة تواجه صعوبة في ذلك. لذا، تعمل منظمة الصحة العالمية على تعزيز التصنيع المحلي للأدوية واللقاحات في الدول النامية من خلال مبادرات مثل كوفاكس، التي تهدف إلى ضمان توزيع عادل للقاحات بين جميع الدول، بغض النظر عن مستوى دخلها.
كما أن المنظمة تسعى إلى بناء القدرات المحلية في مجال التصنيع الحيوي في البلدان التي تحتاج إلى تعزيز أنظمتها الصحية لمواجهة الطوارئ المستقبلية.
تعزيز التعاون الدوليلقد أظهرت جائحة COVID-19 أن التعاون الدولي هو أمر حاسم في مواجهة الأوبئة، لذلك، تواصل منظمة الصحة العالمية تعزيز الشراكات العالمية بين الدول، والمؤسسات الصحية، والقطاع الخاص.
على سبيل المثال، تعمل المنظمة بشكل وثيق مع التحالف العالمي للقاحات والتطعيم (GAVI) و مرفق ابتكار التأهب للأوبئة (CEPI) لتنسيق الجهود العالمية في تطوير وتوزيع اللقاحات والعلاجات.
إضافة إلى ذلك، تسعى المنظمة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان التمويل الكافي للأبحاث والتطوير، وأيضًا لتحفيز الابتكار في طرق التصدي للأوبئة.
تحسين الاستعداد في النظم الصحية الوطنيةتُركز منظمة الصحة العالمية على تحسين الأنظمة الصحية الوطنية لتكون أكثر قدرة على مواجهة الأوبئة المستقبلية.
تتضمن هذه الجهود تدريب القوى العاملة الصحية على التعامل مع الأزمات الصحية، وتعزيز البنية التحتية للأعمال الصحية الأساسية مثل المستشفيات والعيادات، وتحديث البروتوكولات الصحية بشكل دوري لضمان التوافق مع أحدث التطورات العلمية.
تقوم منظمة الصحة العالمية أيضًا بتقديم الدعم الفني والمالي للدول لتنفيذ خطط التأهب الوطني التي تشمل استراتيجيات الوقاية، والاستجابة، والتعافي من الأوبئة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمية كوفيد 19 كارثة صحية الأوبئة المستقبلية النظام الصحي العالمي المزيد منظمة الصحة العالمیة من خلال
إقرأ أيضاً:
قادة قطاع الصحة في العالم يستعرضون التحديات الملحة والحلول المبتكرة في القمة العالمية للحكومات
يبحث عدد من أهم الخبراء وممثلي المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالصحة، ورؤساء أكبر المستشفيات والشركات العالمية المتخصصة في الصناعات الدوائية والطبية، التحديات التي تواجه القطاع الصحي، والحلول المبتكرة التي تسهم في الارتقاء بصحة وسلامة المجتمعات، ويستعرضون ضمن محور تحولات الصحة العالمية، أحد محاور القمة العالمية للحكومات 2025، مستقبل القطاع والتحولات التي يشهدها في ظل التقدم التكنولوجي والتقني والتغيرات الديموغرافية.
وتركز القمة العالمية للحكومات، التي تعقد في دبي من 11 إلى 13 فبراير الجاري، على 6 محاور رئيسية، تشمل بالإضافة إلى محور تحولات الصحة العالمية، تعزيز وتيرة النمو والتغيير لحكومات فعالة، والذكاء الاصطناعي والآفاق المستقبلية الجديدة، والرؤية الجديدة للتنمية واقتصادات المستقبل، ومستقبل التعليم وتطلعات مجتمعات الغد، والاستدامة والتحولات العالمية الجديدة.
وتنظم القمة العالمية للحكومات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، النسخة الخامسة من منتدى الصحة العالمي الذي يبحث أولويات الصحة العالمية، وضرورة تبني الابتكار في مختلف مجالات الصحة، بما يضمن استشراف مستقبل الرعاية الصحية وجودة حياة المجتمعات.
وتركز محاور نقاشات المنتدى على تقاطع الأهداف بين الجاهزية والاستعداد الطبي وأولويات الصحة العالمية وأهمية ابتكار حلول جديدة لتعزيز مرونة وحيوية المدن والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
ويناقش المشاركون في المنتدى، التحولات الجذرية التي تشهدها المنظومة الصحية العالمية مدفوعة بالتقدم التكنولوجي والتغيرات الديموغرافية، بالإضافة إلى التحديات المستمرة التي تحملها الأمراض المعدية وغير المعدية، وضرورة تعزيز أنظمة الرعاية الصحية بحيث تتمكن من استشراف متطلبات المستقبل، والتحديات التي تحملها الأوبئة، وتحديات التوسع العمراني المتواصل، مع ضرورة تطوير قدرات المنظومة الصحية الحالية في مختلف أنحاء العالم لتكون قادرة على إدارة الأعباء التي تصحب الأمراض.
وتشهد القمة العالمية للحكومات مشاركة عدد من أهم قادة القطاع الصحي، يتقدمهم باسكال سوريوت، الرئيس التنفيذي لشركة “إسترازينيكا”، وبيتر فام، عضو مجلس الإدارة لشركة “ليكويد ديث”، ودانيال تشاي، الشريك الإداري لشركة “توريت كابيتال”، وجورج هبر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند أبوظبي، ودانيال جيتس، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”مايلويد ثيرابيوتيكس”، وجيف مارازو، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “سبارك ثيرابيوتيكس”، بالإضافة إلى بوبي شينغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”بورا فارماسيتيكالس”، وتوماس كاهيل، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”نيوباث بارتنرز”، وحسن جاسم النويس، الرئيس التنفيذي لشركة “إم42″، الشركة العالمية المتخصصة في تسخير التكنولوجيا لإعادة صياغة مستقبل الصحة، ومقرها أبوظبي، وكريستوف وستفال، المؤسس والمدير الشريك لشركة “لونجوود فند” شركة رأس المال الاستثماري في شركات الرعاية الصحية الجديدة.
ويناقش المنتدى سبل تعزيز القطاع الصحي وبناء نظام صحي عالمي مرن ومستدام، ودعم الابتكار والبحث العلمي، وتطوير قدرات المنظومات الصحية والبنية التحتية للقطاع، لتتماشى مع التغيرات العالمية السريعة، ويبحث التعاون بين مختلف القطاعات ذات الصلة لمواجهة الأزمات الصحية، وإيجاد حلول صحية فاعلة ترتقي بأداء الأنظمة الصحية وتعزز جودة الحياة للشعوب وتحقق رفاهيتها.
يذكر أن القمة العالمية للحكومات 2025 تشهد مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 140 وفداً حكومياً، وعدد من العلماء الفائزين بجائزة نوبل، ونخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين وبحضور قياسي يتجاوز الـ 6000 مشارك.
وسيتم عقد أكثر من 200 جلسة رئيسية حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها نحو 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء ورؤساء شركات عالمية ومنظمات دولية وصناع المستقبل، إلى جانب عقد أكثر من 30 اجتماعاً وزارياً وجلسة حوارية.
وتتميز القمة العالمية للحكومات 2025 بالتنوع الأكبر في حكومات الدول المشاركة وتضم المشاركات في دورة هذا العام حكومات دول من جميع قارات العالم.
ويمتد هذا التنوع إلى المشاركة الواسعة للقطاع الخاص من دول العالم في تمثيل شامل معظم المجالات الحيوية والقطاعات المؤثرة في رسم توجهات المستقبل.