تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع تزايد الأصوات داخل النظام الإيراني التي تدعو إلى التفاوض مع الولايات المتحدة، حذرت صحيفة بارزة من أن حوالي 50% من السكان يعيشون الآن تحت خط الفقر.

وأشارت صحيفة "آفتاب نيوز" إلى أنه "نظرًا لعودة ترامب واستمرار وجود فصيل داخل البلاد يعارض أي إصلاحات هيكلية أو مفاوضات لرفع العقوبات وتوسيع العلاقات العالمية، يتوقع بعض الاقتصاديين ظروفًا معيشية أصعب لغالبية الإيرانيين في عام 2025".

ونقلت الصحيفة عن نائب متخصص في قضايا الميزانية، الذي سلط الضوء على التحديات الاقتصادية الكبيرة التي يواجهها الإيرانيون العاديون. 

وفقًا للتقرير الذي نُشر يوم الثلاثاء، فإن متوسط الدخل الشهري لمعظم الإيرانيين هو حوالي 150 دولارًا، في حين أن الحد الأدنى من الميزانية اللازمة لبقاء أسرة صغيرة حوالي 450 دولارًا. 

وفي المدن الكبيرة، يتراوح الإيجار فقط بين 250 إلى 300 دولار شهريًا، مما يزيد من الضغط على الميزانيات الأسرية.

أما المحترفون والمسؤولون الحكوميون فيكسبون رواتب أعلى قليلاً، ولكن صحيفة أخرى أفادت بأن حتى الأطباء العامين يعانون الآن من صعوبة في تأمين قوت يومهم.

وتفاقم الأزمة مع تدهور العملة الإيرانية، الريال، التي شهدت انخفاضًا كبيرًا، إذ تراجعت من 600,000 إلى 800,000 ريال مقابل الدولار منذ سبتمبر، وهو ما يعادل انخفاضًا بنسبة 33%. هذا الانخفاض الحاد أثر فورًا على القوة الشرائية للمواطنين ذوي الدخل الثابت، حيث ارتفعت الأسعار بالتوازي مع تراجع العملة.

وتقدر الصحيفة، بناءً على هذه الأرقام، أن حوالي 50% من السكان الآن يعيشون تحت خط الفقر، الذي يُعرف على أنه الدخل الشهري الذي يقل عن 450 دولارًا.

بعد انقطاع دام ما يقرب من عامين، أعلنت البنك المركزي الإيراني مؤخرًا عن معدل التضخم السنوي، زاعمًا أنه انخفض إلى 36%، وهو أدنى مستوى له في السنوات الأخيرة. إلا أن بعض الخبراء الذين تحدثوا لوسائل الإعلام اعتبروا هذا الرقم مضللاً ويتناقض مع الحقائق الاقتصادية في البلاد.

وفي مقال آخر، أجرت "آفتاب نيوز" مقارنة بين إيران وبعض الدول الأفريقية، وخاصة المغرب، مشيرة إلى أنه في المغرب، الذي لا يمتلك ميزة الموارد النفطية والغازية، يبلغ متوسط الراتب الشهري حوالي 2000 دولار، أي أكثر من عشرة أضعاف الراتب المتوسط في إيران.

من المحتمل أن هذه المقارنة بين المغرب وإيران، خاصة في كون المغرب دولة إسلامية وملكية، لن تمر مرور الكرام من قبل الإيرانيين الذين يقرؤون المقال. العديد منهم يعكسون الآن الحنين إلى الماضي قبل الثورة، عندما كانت إيران تحت قيادة الشاه تُعتبر القوة الاقتصادية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط.

من جهتها، حذرت صحيفة "الجمهورية الإسلامية"، التي أسسها علي خامنئي قبل أربعة عقود، يوم الثلاثاء من أن إيران تواجه بيئة إقليمية معادية بسبب تغيير الحكومة في سوريا، ودعت السلطات إلى أن تظل على تواصل مع مشاعر الشعب.

وقالت الصحيفة: "الطريقة الوحيدة لتجاوز مفترق الطرق الصعب الذي نواجهه حاليًا هي أن تعتمد الحكومة على دعم الشعب. هذا الدعم لا يمكن تأمينه إلا من خلال إعطاء الأولوية للشعب واحترام حقوقه في جميع الجوانب المادية والروحية".

وأصبح الفقر أحد أكثر القضايا الاجتماعية إلحاحًا في إيران، حيث تفاقم بسبب السياسات المثيرة للتوتر والإدارة غير الفعالة للنظام الحالي. إن اتساع فجوة الفقر ليس فقط علامة على سوء الإدارة الاقتصادية، بل أدى أيضًا إلى مجموعة من العواقب المثيرة للقلق، مثل ارتفاع معدلات الجريمة، وزيادة حالات التسرب المدرسي، وظهور طبقة تحتية تكافح لتلبية احتياجاتها الأساسية. 

وعلى الرغم من اعتراف المسؤولين الإيرانيين بانتشار الفقر، إلا أنهم لم يكشفوا بعد عن إحصائيات دقيقة حول مدى هذه الظاهرة.

في تصريح حديث، كشف إبراهيم صادقفر، رئيس معهد العمل والرعاية الاجتماعية، أن ما بين 22% و 27% من السكان الإيرانيين يعيشون في الفقر. هؤلاء الأفراد يواجهون صعوبات كبيرة في تلبية احتياجاتهم الأساسية. وأكد صادقفر أن الفقر في إيران قد تجاوز القضايا الهامشية وأصبح الآن واقعًا لا يمكن إنكاره بالنسبة للكثيرين.

وفي تقرير نشره موقع "جماران"، أشار صادقفر إلى أن نقص التعليم يعتبر من العواقب الرئيسية للفقر، لافتًا إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة أدت إلى زيادة عدد الأطفال الذين لا يستطيعون الوصول إلى التعليم. كما أشار المحللون الاقتصاديون إلى أن جزءًا كبيرًا من الطبقة الوسطى قد هبط تحت خط الفقر في السنوات الأخيرة، مع العديد الذين يعانون مما يُسمى "الفقر المدقع" – وهو وضع حيث لا يوجد دخل للفرد ولا يمكنه تحمل تكاليف الأساسيات.

وأكد وزير التعاونيات والعمل والشؤون الاجتماعية مؤخرًا أن حوالي 30% من سكان إيران، أي ما يعادل 25.4 مليون شخص، يعيشون الآن تحت خط الفقر، غير قادرين على تغطية حتى نفقاتهم المعيشية الأساسية. ومع ذلك، على الرغم من هذه الأرقام المثيرة للقلق، تشير المقارنات بين معدلات التضخم ومستويات الدخل إلى أن العديد من شرائح المجتمع الإيراني شهدت تراجعًا كبيرًا في مستوى حياتها.

وفي وقت سابق، حذر إبراهيم صادقفر من أن الفقر قد طال ما بين 22 إلى 27 في المئة من سكان البلاد، مع تدهور الوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءًا.

وقال إبراهيم صادقفر إن ما يقرب من واحد من كل أربعة إيرانيين يواجه صعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية.

وفي تقرير صدر في 17 نوفمبر، حذر مركز أبحاث غرفة التجارة الإيرانية من أن حوالي 32 مليون شخص في البلاد كانوا يعيشون تحت خط الفقر الغذائي بحلول نهاية عام 2021. 

وأشار التقرير إلى أن هذه الظاهرة تتسارع بسرعة بسبب التضخم الحاد في السنوات الأخيرة.

كما أفاد مركز الأبحاث البرلماني في 30 أكتوبر بزيادة في معدلات الفقر في عام 2023 إلى أكثر من 30 في المئة، وأضاف المركز، "في العام الماضي، لم يتمكن ما لا يقل عن ثلث السكان من تلبية احتياجاتهم الأساسية وعاشوا تحت خط الفقر."

وفي تصريحاته يوم الأحد، دعا رئيس معهد العمل والرعاية الاجتماعية، الذي يتبع وزارة العمل والرعاية الاجتماعية، إلى دراسة الأسباب الجذرية لتوسع الفقر في القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية.

وقال صادقفر إن الإحصاءات تظهر زيادة في حالات التسرب المدرسي بسبب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، مضيفًا أن هناك حاجة إلى دراسات لشرح سبب استمرار الفقر في إيران رغم وجود موارد النفط في البلاد.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: النظام الإيراني تحت خط الفقر فی إیران الفقر فی أن حوالی إلى أن

إقرأ أيضاً:

خالد حنفي: ندرس إنشاء برنامج مسؤولية اجتماعية تجاه القدس من خلال سهم خيري


شارك الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، في اجتماع مجلس أمناء صندوق تمكين القدس الذي عقد في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، برئاسة رئيس مجلس أمناء الصندوق الأمير تركي الفيصل، وبمشاركة  الشيخ مبارك الصباح، ورئيس مجلس إدارة صندوق وقفية القدس وعضو اللجنة الإدارية لصندوق تمكين القدس منيب رشيد المصري، ورئيس غرفة تجارة الأردن خليل الحاج توفيق، وذلك بمشاركة واسعة من رجال الأعمال وأعضاء مجلس أمناء الصندوق.
وناقش الاجتماع العديد من القضايا المدرجة على جدول الأعمال، والاطلاع على تنفيذ مشاريع الصندوق الخاصة بالقدس، والبدء في تنفيذ بعضها، وعرض البرامج المنبثقة عن برنامج (القدس - تمكين واستدامة( المعتمد من اللجنة الإدارية للمجلس .

491 مليون دولار .. 538 شركة مصرية تصدر أغذية مصنعة للسعودية في 2024نظم آمنة عالية الكفاءة.. مستهدفات قطاع النقل في مشروع خطة 25/2026


وأكّد الدكتور خالد حنفي، خلال اللقاءات والاجتماعات على أنّ "القدس تعتبر رمزا ومحورا أساسيا في القضية الفلسطينية"، لافتا إلى أنّ "فلسطين تتعرض لمظلومية منذ عقود طويلة من جانب الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول تهويد القدس وسلخها من عروبتها الأصيلة".
وقال: "نرفض بشكل قاطع ما يتعرّض له الفلسطينيون من اعتداء ممنهج ومستمر على قطاع غزّة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث يتعرّض أهلنا في القطاع إلى حصار وقتل وتجويع وتشريد، في ظل صمت عالمي مريب، وهو ما يحمّلنا مسؤولية معنوية واخلاقية تجاه أهلنا في فلسطين، من أجل دعمهم والعمل على توفير مقومات صمودهم في أرضهم".
وأوضح الأمين العام أنّ «مجلس إدارة اتحاد الغرف العربية دائما ما يدرج على جدول أعماله موضوع دعم صندوق ووقفية القدس وهو ما يبيّن رؤية الاتحاد والقطاع الخاص في الدول العربية في توضيح دور الصندوق وجهوده المبذولة لدعم مدينة القدس الصامدة في وجه الاعتداءات الصهيونية وإعادة إعمارها".
ولفت إلى أنّ "اتحاد الغرف العربية، منذ نشأته عام 1951 بالإضافة إلى دوره الأساسي في تعزيز التكامل الاقتصادي العربي، ركّز جلّ اهتمامه على دعم القضية الفلسطينية سواء في المحافل العربية أو في المحافل الدولية".
ونوّه حنفي إلى "أننا في اتحاد الغرف العربية وبالشراكة مع صندوق تمكين القدس والبنك الإسلامي للتنمية، ندرس إنشاء برنامج مسؤولية اجتماعية اتجاه القدس من خلال سهم خيري أو وقفي حيث سيجري العمل على تعميمه على أعضاء الغرف".
بدوره أكد رئيس مجلس أمناء صندوق "تمكين القدس" وسمو الأمير تركي الفيصل، على أن القدس تستحق من الجميع الدعم لتمكين أهلها وتثبيتهم على أرضهم في وجه محاولات الاحتلال طمس هويتها العربية والإسلامية، مشددا على ضرورة الإسراع في تنفيذ المشاريع الخاصة بالمدينة والتي يعمل الصندوق على تنفيذها.
وأكد رئيس غرفة تجارة الأردن خليل الحاج توفيق، أن الأردن له خصوصية تاريخية تجاه المدينة المقدسة انطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات، مبينا أن خدمة مدينة القدس شرف للجميع، مشيرا إلى مواقف جلالة الملك المشرفة دفاعا عن القدس وتوفير كل ممكنات الدعم لصمود أهلها على أرضهم، والمحافظة عليها في ظل عمليات التهويد، وحماية المسجد الأقصى المبارك.
وثمن الدور النبيل الذي يضطلع به الصندوق لتمكين القدس ومساعيه في دعم الشعب الفلسطيني للتخفيف من معاناتهم، وذلك من خلال إقامة المشاريع والبرامج التنموية والخدمات الأساسية بالمدينة المقدسة.
تجدر الإشارة إلى أنّ صندوق ووقفية القدس هيئة مستقلة غير ربحية، تأسست بهدف تمكين وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في القدس، والعمل على تحقيق التنمية في القطاعات المختلفة في المدينة المقدسة، بما يحافظ على الهوية الوطنية والصمود الفلسطيني في القدس. 
ويساهم صندوق تمكين القدس منذ تأسيسه في تنفيذ العديد من المشاريع لتحقيق التمكين الاقتصادي للمقدسيين، وذلك من خلال تنفيذ مشاريع البنية التحتية، ومشاريع تثبيت الهوية ودعم الإسكان وتمكين الشباب وإعادة إعمار وترميم الممتلكات، بالإضافة إلى مشاريع كفالة الطلبة الجامعيين، ومشاريع دعم وقف الطفل العربي، ودعم تراخيص البناء في القدس، وبناء بيت للمسنين يتبع للهلال الأحمر في مدينة القدس، بالإضافة إلى غيرها من المشاريع الحيوية التي تساعد على تمكين أهالي القدس وتجذّرهم في أرضهم.
وينضوي صندوق تمكين القدس تحت مظلة البنك الإسلامي للتنمية. ويضم مجلس الأمناء 15 عضواً من الأردن، وفلسطين، والسعودية، والكويت، وقطر، والبحرين، وتونس، ومصر. وكان تمّ إطلاق الصندوق في ديسمبر/كانون الأول 2021 بالشراكة بين "صندوق ووقفية القدس" والبنك الإسلامي للتنمية ليساهم في دعم صمود المقدسيين وإنقاذ تراث مدينتهم ومقدراتها.

مقالات مشابهة

  • OpenAI تطور شبكة اجتماعية جديدة على غرار إكس
  • الوصفة الفعالة لوقف الاستنزاف في اليمن
  • خالد حنفي: ندرس إنشاء برنامج مسؤولية اجتماعية تجاه القدس
  • خالد حنفي: ندرس إنشاء برنامج مسؤولية اجتماعية تجاه القدس من خلال سهم خيري
  • عميد طب قصر العيني لـ"البوابة نيوز": لم يحدث إيقاف لأي طبيب امتياز.. والإدارة ليست جهة اختصاص
  • «اجتماعية الشارقة» تسلم الطفل الرابع للاحتضان
  • بناء المكتبات الفعالة ينطلق من شغف أمنائها ورؤيتهم
  • برلماني: السياسات الاقتصادية أدت لمعاناة الشعب المصري
  • التنظيم والإدارة: أعمال امتحانات وظائف معلم مساعد مستمرة في إجازة تحرير سيناء
  • مسعود بارزاني: على الدولة العراقية منع تكرار السياسات الشوفينية