القاسم .. هذا ما يريده السوريون قبل كل شيء
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
هذا ما يريده #السوريون قبل كل شيء
د. #فيصل_القاسم
لا يسعك أحياناً إلا أن تضحك وأنت تقرأ مئات المنشورات والتغريدات والردود والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تطالب القيادة السورية في سوريا بتطبيق الديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية والحفاظ على حقوق كل المكونات. طبعاً ليس الهدف هنا الإساءة للديمقراطية ولا للعلمانية، أو الدولة المدنية، أو حقوق كل المكونات، لا أبداً، فكلنا يطمح لتحقيق الديمقراطية في سوريا وتطبيق كل ما يتفرع عنها من حقوق في أقرب وقت ممكن، لكن بالله عليكم، هل هذا وقت الاهتمام بهذه الأمور التي تبدو اليوم لعشرات الملايين من السوريين بمثابة رفاهيات ثانوية جداً؟
معاذ الله أن ندعو إلى التقليل من أهمية الدولة المدنية وبناء دولة لكل مواطنيها في سوريا الجديدة، فكلنا يريد الأفضل لبلدنا الخارج من تحت ركام الحرب والتاريخ معاً ولا بأس حتى أن نباشر بتطبيقها تدريجياً، لكن لدينا اليوم عشرات الأولويات التي يجب أن نوفرها لملايين المنكوبين السوريين، فكلنا يعلم أن هناك أكثر من خمسة عشر مليوناً بين لاجئ في الخارج ونازح في الداخل بلا مساكن ولا رواتب ولا أبسط أسس الحياة ومستلزماتها من ماء وكهرباء ودواء وخبز، وقد اعترفت الأمم المتحدة نفسها بأن أكثر من تسعين بالمائة من السوريين في حاجة لمساعدات أولية عاجلة، لأنهم يقبعون تحت خط الفقر.
لنبدأ بالأولويات والباقي لا شك أنه مهم جداً أيضاً لكنه يأتي تباعاً. ولا أعتقد أن السوريين سيسمحون بتأجيله إلى ما لا نهاية
مقالات ذات صلة بيان صادر عن مجموعة من الشخصيات الوطنية الأردنية حول قرار سجن الأستاذ أيمن صندوقة 2025/01/11دعونا نعترف أننا في سوريا الجديدة بقدر ما نحن سعداء جداً بانتهاء أقذر نظام عرفه التاريخ الحديث، فإننا نشعر في الآن ذاته بحزن شديد على الوضع البائس الذي يعانيه غالبية السوريين، فالكل يحتاج إلى رواتب وخدمات أساسية وتعليم وصحة وبنية تحتية، وكل ذلك مدمر أو شبه مدمر، فكيف إذاً نتجاوز هذا الوضع الكارثي ونبدأ بالحديث عن الرفاهيات السياسية؟ دعونا أولاً نؤمن أبسط مستلزمات الحياة للسوريين الذين كان يتفنن النظام الساقط بتجويعهم، وإفقارهم، وإذلالهم، وتهجيرهم. والمضحك في الأمر أن البعض يريد انتخابات في سوريا بأسرع وقت ممكن. لا أحد أبداً ضد إجراء انتخابات حرة ونزيهة لبناء نظام حضاري جديد، لكن كيف نجري انتخابات ونصف الشعب بين مهجر ومشرد داخلياً وخارجياً ولا عناوين بعد أن دمر بشار مدنهم وقراهم؟ كيف نجري انتخابات إذا كانت مخابرات الأسد الهارب قد أحرقت السجلات المدنية والعقارية في أكثر من محافظة؟ ألا نحتاج إلى وقت طويل لإحصاء السوريين أولاً كي تكون المشاركة في الانتخابات حقيقية وليست مزورة، أم تريدونها على الطريقة الأسدية البائدة حيث كان يشارك حتى الأموات في التصويت للقائد الهالك وابنه الهارب ليفوز بأكثر من مائة وعشرين بالمائة؟ وقبل أن نفكر بانتخابات مستعجلة، لماذا لا ننظر إلى التجارب الكارثية في المنطقة؟
ويقول وزير الاعلام الكويتي السابق سامي النصف في هذا السياق: «مع انتهاء الحرب الكونية الثانية عام 1945، احتاجت عملية هزيمة النازية وتطهير آثارها من النفوس لأربع سنوات تُبنى خلالها وتعزز المؤسسات الديمقراطية، وهي: سيادة القانون، وحرية الرأي والمعتقد، وحرمة الأملاك الخاصة، وحق التقاضي، وضمان المساواة والعدالة، وفصل الدين عن الدولة، وهي أمور تتطلب سلطة مطلقة عادلة تفرض وتنمِّي وترعى هذه القيم الخيِّرة التي لا تقوم الديمقراطية من دونها، ثم تأتي بعد ذلك انتخابات لمجلس تأسيسي يضع دستوراً دائماً تجرى الانتخابات العامة طبقاً لنصوصه». وإذا كانت أوروبا صاحبة التجارب الديمقراطية العتيدة قد انتظرت كل هذا الوقت لتفكر بإعادة إحياء العملية الديمقراطية، فكيف تريدون منا في سوريا أن نجري انتخابات في بلد مدمر ونصف شعبه مهجر ويفتقر حتى إلى أبسط أساسيات الديمقراطية؟ هل تريدون تكرار تجربة العراق بعد سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين عام ألفين وثلاثة؟
لقد أجرى العراقيون انتخابات بعد أقل من عام على سقوط النظام، فانتهى الأمر بالكارثة التي لا تصح تسميتها بالديمقراطية، كما تذكر الدكتورة الباحثة في معهد ويلسون للدراسات مارينا أتاوي، بل كانت عملية محاصصة طائفية جعلت من العراق اليوم واحداً من أفشل الدول في العالم. ولا ننسى أن وضع العراق المالي أفضل من السوري بعشرات المرات، فالعراق بلد نفطي غني جداً، ولديه ميزانيات سنوية بمئات المليارات من الدولارات، بينما لا تزيد الميزانية السورية على مدى السنوات القليلة الماضية عن مليارين أو أكثر قليلاً. كلنا نريد دولة حضارية لكل أبنائها البارحة قبل اليوم، ونريد أن نضع أسسها في أسرع وقت ممكن، لكن كما يقول المثل الإنكليزي: لا يمكن أن نعبر النهر قبل أن نصل إليه. دعونا نوفر البنية التحتية ككل الدول الخارجة من حروب وكوارث ثم ندخل العصر الديمقراطي من أوسع أبوابه. لنبدأ بالأولويات والباقي لا شك أنه مهم جداً أيضاً لكنه يأتي تباعاً. ولا أعتقد أن السوريين سيسمحون بتأجيله إلى ما لا نهاية.
كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: السوريون فيصل القاسم فی سوریا أکثر من
إقرأ أيضاً:
اليوم الأول.. 15 مرشحًا في انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين
بدأت اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين برئاسة جمال عبد الرحيم السكرتير العام، اليوم الأحد 9 فبراير 2025م، تلقي طلبات الترشح لمقعد نقيب الصحفيين، و6 من أعضاء مجلس النقابة.
وأعلن جمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة، رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات أن اللجنة تلقت 15 طلبًا للترشح، منها 4 على مقعد النقيب، و11 لعضوية المجلس على النحو التالي:-
المرشحون على مقعد النقيب:-
1- عبد الجواد محمود عبد الجواد محمود (عبد الجواد أبو كب).
2- خالد محمد زكي البلشي (خالد البلشي).
3- محسن محمد هاشم محمد (محسن هاشم).
4- السيد محمد إبراهيم الإسكندراني (سيد الإسكندراني).
والمرشحون لعضوية المجلس:-
1- محمد سعد عبد الحفيظ حسين (محمد سعد عبد الحفيظ).
2- عمرو منصور إسماعيل بدر (عمرو بدر).
3- عبير المرسي محمدين محمد (عبير المرسي).
4- أحمد عاطف السيد محمد (أحمد عاطف).
5- فيولا فهمي جرجس (فيولا فهمي).
6- إسلام أحمد أبازيد خضري (إسلام أبازيد).
7- إيمان محمد حسن عوف (إيمان عوف).
8- إبراهيم خليل محمد خليل الدراوي (إبراهيم الدراوي).
9- علاء محمد عمران علي (علاء عمران).
10- حسين حسن أحمد أحمد (حسين الزناتي).
11- شريف محمد سمير محمد شلقامي (شريف سمير).
وأعلن جمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة، ورئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات، أن اللجنة المُشكلة من أعضاء مجلس النقابة المستمرة عضويتهم، بمعاونة بعض أعضاء الجمعية العمومية تواصل صباح غدٍ الإثنين عملها في تلقي طلبات الترشح بقاعة أمين الرافعي في مبنى النقابة اعتبارًا من الساعة العاشرة صباحًا، وحتى الثالثة عصرًا، مشيرًا إلى أن اللجنة سوف تستمر في تلقي طلبات الترشح حتي الساعة الثانية عشرة ظهر الخميس المقبل 13 فبراير.
وأضاف أن اللجنة سوف تبدأ في تلقي طلبات التنازلات والطعون اعتبارًا من السبت 15 فبراير، ولمدة خمسة أيام -في نفس توقيتات تلقي طلبات الترشح- على أن تُعلن الكشوف النهائية للمرشحين عقب الانتهاء من فحص الطعون، واستبعاد المتنازلين.
وصرح السكرتير العام بأن شروط الترشح لمقعد نقيب الصحفيين، وعضوية المجلس كالتالي:
1) أن يكون مسددًا لاشتراك النقابة لعام 2024م.
2) يشترط فيمن يرشح نفسه لمركز النقيب أن يكون قد مضى على قيده في جدول المشتغلين عشر سنوات على الأقل.
3) يشترط فيمن يرشح نفسه لعضوية مجلس النقابة أن يكون قد مضى على قيده في جدول المشتغلين ثلاث سنوات على الأقل.
4) يشترط ألا يكون المرشح قد صدرت ضده أحكام تأديبية خلال الثلاث سنوات السابقة.
5) يجوز الترشيح لمركز النقيب، ولعضوية مجلس النقابة معًا لأي مرشح قد استوفى شروط المرشحين على أن يقدم المرشح طلبًا مستقلًا لكل منهما.
6) لا يعتبر الترشح صحيحًا ونهائيًا إلا بتصديق المرشح نفسه على الطلب قبل الموعد المحدد لقفل باب الترشح.
7) يلتزم المتقدمون للترشح بالتوقيع على إقرار بالالتزام بكل القواعد، التي ستُعلنها اللجنة المشرفة على الانتخابات، بشأن ضوابط الدعاية والسلوك الانتخابي.
وأكد السكرتير العام أن المجلس سوف يوجه الدعوة للجمعية العمومية للانعقاد يوم الجمعة 7 مارس 2025م، للنظر في جدول الأعمال وإجراء الانتخابات، وفي حالة عدم اكتمال النصاب القانوني بحضور نصف الأعضاء على الأقل من إجمالي مَن يحق لهم التصويت المسددين للاشتراكات يُؤجل اجتماع الجمعية العمومية إلى21 مارس 2025م، ويكون الانعقاد صحيحًا بحضور ربع عدد الأعضاء.
وأشار السكرتير العام إلى أن مجلس النقابة قرر إجراء العملية الانتخابية "التصويت - والفرز" تحت إشراف قضائي كامل.