بعد حرائق كاليفورنيا.. ما الاستراتيجيات الدولية لمواجهة تأثيرات التغير المناخي على أوروبا والولايات المتحدة
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
تواجه الولايات المتحدة أكبر كارثة طبيعية في تاريخها، بسبب حرائق كالفورنيا التي بلغت قيمة خسائرها حتى الآن 150 مليار دولار.
وتستدعي هذه الأزمة الحديث حول الاستراتيجيات الدولية لمواجهة الكوارث وتأثيرات التغير المناخي على أوروبا والولايات المتحدة، حيث يُعد التغير المناخي من أكبر التحديات التي تواجه العالم، وتتفاوت تأثيراته على المناطق المختلفة، تعاني أوروبا والولايات المتحدة بشكل متزايد من تداعيات التغير المناخي التي تؤثر على البيئات الطبيعية والاقتصادات والمجتمعات.
تعاني أوروبا من ارتفاع درجات الحرارة بمعدل أسرع من المتوسط العالمي، مما يؤدي إلى تغيرات ملموسة في الأنظمة البيئية والزراعية.
تُعد موجات الحرارة المتزايدة والجفاف من أبرز التأثيرات، حيث تسبب تراجع المحاصيل الزراعية وزيادة خطر حرائق الغابات، خصوصًا في جنوب أوروبا.
تواجه الدول الأوروبية الشمالية تحديات متعلقة بارتفاع منسوب مياه البحار، مما يهدد المدن الساحلية مثل أمستردام الهولندية والبندقية الإيطالية.
كما تؤثر التغيرات المناخية على موارد المياه، حيث تعاني بعض المناطق من نقص حاد في المياه العذبة.
من ناحية أخرى، تسعى الدول الأوروبية للحد من التأثيرات عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة وتطبيق السياسات البيئية المستدامة، مثل "الاتفاقية الخضراء الأوروبية".
تأثيرات التغير المناخي في الولايات المتحدةتشهد الولايات المتحدة تأثيرات واسعة للتغير المناخي، تتراوح بين الأعاصير المدمرة والحرائق الهائلة.
تعاني الولايات الجنوبية والشرقية من زيادة قوة وتكرار الأعاصير مثل إعصار "كاترينا" و"إيان"، مما يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
في الغرب، تؤدي موجات الجفاف الطويلة وارتفاع درجات الحرارة إلى حرائق غابات ضخمة تهدد المجتمعات والأنظمة البيئية. كما يهدد ارتفاع منسوب البحار المدن الساحلية الكبرى مثل ميامي ونيويورك.
تواجه الولايات المتحدة أيضًا تحديات اقتصادية ناجمة عن التغير المناخي، حيث تتضرر قطاعات الزراعة والطاقة والبنية التحتية.
وتُعد الكوارث الطبيعية والإنسانية من التحديات الكبرى التي تواجه المجتمعات العالمية، حيث تتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة لذلك، تبنّت الدول والمنظمات الدولية استراتيجيات متكاملة للتخفيف من آثار الكوارث والاستعداد لها.
تعتمد هذه الاستراتيجيات على تعزيز القدرة على الصمود وتقليل المخاطر من خلال التنسيق بين الحكومات والمؤسسات والمجتمعات، والبحث في أسباب هذه الكوارث والتي يأتي على رأسها التغير المناخي.
ونستعرض في التقرير التالي أبرز الجهود العالمية لمواجهة الكوارث، بعد الدمار الهائل الذي واجهته الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية جراء الحرائق التي شهدتها ولاية كاليفورنيا.
التخفيف من التغيرات المناخيةنظرًا للدور الكبير للتغيرات المناخية في تفاقم الكوارث، تسعى الدول إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وزيادة استخدام الطاقة المتجددة.
وتسهم هذه الجهود في تقليل مخاطر الكوارث المرتبطة بالظواهر المناخية المتطرفة.
تعزيز أنظمة الإنذار المبكرتُعد أنظمة الإنذار المبكر من أبرز الاستراتيجيات العالمية لمواجهة الكوارث.
تتيح هذه الأنظمة مراقبة وتحليل البيانات المتعلقة بالكوارث المحتملة مثل الأعاصير والزلازل والفيضانات.
وتُستخدم التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي، لرصد التغيرات المناخية والجيولوجية، مما يسمح بإطلاق تحذيرات مبكرة تقلل من الخسائر البشرية.
بناء القدرات المؤسسية والمجتمعيةتعتمد العديد من الدول على تحسين جاهزية المؤسسات الحكومية والمجتمعات المحلية لمواجهة الكوارث، التي تشمل تطوير خطط طوارئ شاملة، وتدريب العاملين في مجالات الإغاثة والطوارئ، وتوعية السكان بكيفية التعامل مع الأزمات.
تسعى هذه الاستراتيجية إلى تعزيز الوعي المجتمعي وزيادة الكفاءة في الاستجابة.
التعاون الدولييشكل التعاون الدولي ركيزة أساسية لمواجهة الكوارث. تقدم المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الدعم التقني والمادي للدول المتضررة.
على سبيل المثال، تُدير "الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث" (UNDRR) برامج عالمية لتعزيز قدرة الدول على التكيف مع الكوارث.
الاستثمار في البنية التحتية المرنةتعمل الدول على تصميم بنية تحتية قادرة على تحمل الكوارث، مثل إنشاء سدود مقاومة للفيضانات ومباني تتحمل الزلازل. كما يتم الاستثمار في تطوير أنظمة إدارة المياه والطاقة لضمان استدامتها في أوقات الأزمات.
الاستجابة الفورية والإغاثةتتطلب الكوارث استجابة فورية لتقليل الخسائر. يتم ذلك من خلال توفير فرق إغاثة متخصصة، وتوزيع المساعدات الإنسانية مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة التغير المناخي حرائق كاليفورنيا المزيد تأثیرات التغیر المناخی الولایات المتحدة لمواجهة الکوارث
إقرأ أيضاً:
كندا تسعى لتعزيز التجارة مع أوروبا لمواجهة تهديدات ترامب
ترغب كندا في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي والحفاظ على قواعد التجارة العالمية في مواجهة التهديد بفرض رسوم جمركية من الولايات المتحدة، حسبما نُقل عن وزيرة التجارة الكندية، ماري نغ.
ويستفيد الاتحاد الأوروبي وكندا من اتفاق التجارة الحرة المبرم عام 2017 ما عزز التبادل التجاري بينهما بنسبة 65%، كما أسسا شراكة في قطاع المواد الخام في عام 2021.
والتقت نغ مع مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش على مأدبة غداء أمس في بروكسل عقب اجتماعه مع المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونغو إيويلا في جنيف أمس الجمعة.
المعادن المهمةوقالت نغ خلال مؤتمر صحفي في بروكسل: "اتفاقات التجارة أحد الأمور، وقد رأينا أرقاما عظيمة، لكن ماذا يمكننا أن نفعل أكثر لمساعدة الشركات الكندية على الدخول في (أسواق) الدول الأعضاء الـ27.. وما هي الإجراءات الأخرى التي يتعين علينا اتخاذها في كندا لتحقيق الأمر ذاته؟".
وأضافت أن المعادن المهمة والشركات الصغيرة ستكون من بين مجالات التركيز مع الاتحاد الأوروبي، ويحرص الاتحاد الأوروبي، على وجه الخصوص، على إقامة شراكات لتوفير المعادن التي تشكل أهمية كبيرة للتحول في مجال الطاقة، وهي الكوبالت والليثيوم والنيكل، لتقليل اعتماده على الصين.
إعلانوتسعى كندا، كذلك، إلى تنويع صادراتها، ووضعت هدفا في عام 2018 بزيادة صادراتها إلى دول غير الولايات المتحدة بنسبة 50% بحلول عام 2025، وقالت نغ إن بلدها يسير على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف أو تجاوزه.
وهددت أوتاوا بفرض رسوم جمركية واتخاذ إجراءات قانونية أخرى ردا على قرار الرئيس الأميركي فرض رسوم على كندا والمكسيك قبل أسبوع، وذلك قبل أن يعلق دونالد ترامب تطبيق قراره لمدة 30 يومًا.
وإزاء العلاقة بالولايات المتحدة، قال ماري إنغ، إن بلادها ستستمر في محاولة إقناع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتخلي عن خطط الرسوم الجمركية جزئيا من خلال التواصل مع الولايات المتحدة التي تتمتع بعلاقات تجارية كبيرة مع جارتها الشمالية.
وأضافت في مقابلة مع وكالة بلومبرج أمس السبت "هذه الولايات التي تقوم بأعمال تجارية لها علاقات قوية مع كندا. وقد قمنا بهذا العمل لأنه من المهم أن نكون على تواصل مع هؤلاء الشركاء التجاريين على مستوى الولايات وعلى المستوى المحلي."
وأضافت: "من المهم حقا أن يصل الأميركيون أنفسهم إلى استنتاج مفاده أن الرسوم الجمركية ستجعل الحياة أكثر تكلفة بالنسبة للأميركيين."
وكان ترامب قد أعلن في الثالث من الشهر الجاري أن المنتجات الأوروبية ستكون "قريبا جدا" مستهدفة برسوم جمركية، وذلك عقب رسوم جمركية فرضها على منتجات من كندا والمكسيك والصين.
وقال ترامب حينها للصحافة "إنهم يستفيدون منا حقا كما تعلمون، لدينا عجز بقيمة 300 مليار دولار، إنهم لا يأخذون سياراتنا ولا منتجاتنا الزراعية، لا شيء تقريبا، ونحن نأخذ كل شيء، ملايين السيارات ومنتجات زراعية بمعدلات هائلة".
وأضاف "ليس لدي جدول زمني، لكن الأمر سيحدث قريبا جدا".
إعلان