الأسبوع:
2025-05-02@20:11:42 GMT

هكذا نجنى بأيدينا انتهاك براءة أطفالنا

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

هكذا نجنى بأيدينا انتهاك براءة أطفالنا

في أعماق كل طفل، يولد معه احتياج فطري للأمان والحنان والاحتواء، وهو ما يجعله ينظر إلي والديه كملاذ أمن يحميه من قسوة ومجهول العالم الخارجي، فالآباء هم البوصلة الأولي التي توجه حياة الطفل، وهم المسؤولون عن بناء أسس شخصيته وثقته بنفسه منذ اللحظات الأولي، فيبدأ هذا الدور برعاية احتياجاته الأساسية، مروراً ليشمل تعزيز شعوره بالخصوصية، وصولاً لتأصل فيه احترامه لحقوقه واستقلاليته وثقته بنفسه بداية من طفولته حتي الكبر.

ويأتي الدور الهام لأعظم مخلوقة عند كل طفل وهي الأم، الملاذ الحقيقي والحضن الدافئ والحائط السد المنيع لأي انتهاكات تحدث للطفل، فهي غالباً الحضن الأول لطفلها عندما يشعر بالخوف أو الحاجة إلي الطمأنينة، دورك لا يقتصر علي الرعاية الجسدية فقط، بل يمتد ليشمل حماية خصوصية طفلك من أي انتهاك أو استغلال، فأنت الصوت الذي يدافع عنه ضد أي محاولة للتعدي علي براءته أو التنمر عليه أو تسليط الضوء من قبل جميع طوائف المجتمع عليه وتعرضه لانتقادات وسخرية من كل من هب ودب، فالطفولة ليست مادة قابلة للتداول، بل هي أمانة ومسئولية تستحق الاحترام والحفاظ عليها بكل السبل الممكنة.

عندما يستخدم الطفل كأداة لتحقيق المكاسب المادية او الشهرة يتحول الطفل البريء إلي ( نجم صغير ) يتوقع من تقديم محتوي جذاب ومستمر، هذا الضغط المستمر قد يدفع الطفل للشعور بالإرهاق النفسي والعاطفي مما يحرمه من عيش طفولة طبيعية بريئة مليئة بالحرية واللعب.

والآثار السلبية لهذه الظاهرة على الأطفال تتمثل 1) فقدان الخصوصية وبمجرد أن تنشر حياتهم على الإنترنت، يفقد الأطفال حقهم في خصوصيتهم، فالصور والمقاطع قد تظل متاحة للأبد وتستخدم بطرق غير أخلاقية من قبل الغرباء، 2) ضغوط الشهرة قد يجبر الأطفال على التظاهر بالسعادة أو أداء مشاهد معينة مما يسبب لهم توتراً وضغوطاً نفسية، 3) مشكلات مستقبلية عندما يكبر هؤلاء الأطفال قد يواجهون صعوبة في تقبل الطريقة التي تم استغلالهم بها وقد يؤثر ذلك على علاقتهم مع والديهم والمجتمع ككل، 4) التنمر فبمجرد نشر المحتوى يكون الأطفال عرضة للتعليقات السلبية والتنمر مما يؤثر على تقديرهم لذاتهم.

فيجب أن تكون هناك قوانين تنظم استخدام صور الأطفال ومقاطع الفيديو ومشاركتهم في المحتوى الرقمي، وتعزيز الوعى بين الآباء حول مخاطر نشر محتوى أطفالهم وتأثير ذلك على حياتهم المستقبلية، ويجب أن يركز الآباء على حماية طفولة أبنائهم وترك الحرية لهم لتحديد هويتهم بعيداً عن ضغوط الكاميرات.

إن استغلال الأطفال لتحقيق مكاسب مادية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعد انتهاكا صارخ لحقوقهم الإنسانية، فالأطفال ليسوا أداة لتحقيق الشهرة والارباح، بل هم أفراد يستحقون الحب والأمان والرعاية ومنحهم الخصوصية لهم في مراحل أعمارهم الأولي حق أصيل لابد أن يحصلوا عليه من جانب الآباء والامهات، فإذا كان ثمن الشهرة والتربح المادي ضياع الطفولة، فإن هذا الشعور المزيف والمؤقت بنشوة الشهرة والنجاح يكون سبب في تدمير الطفل والقضاء علي شخصيته ومحو براءته التي تكون سبب في نجاته في الكبر وإن حمايتهم من هذه الظاهرة ليست مجرد واجب قانوني بل هي مسئولية أخلاقية يجب أن يتحملها المجتمع بأسره.

هذه الظاهرة تحتاج إلى وقفة جادة، مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعى برزت هذه الظاهرة وهى مشاركة الآباء لمقاطع فيديو وصور لأبنائهم بهدف التربح، ففي بداية الأمر بدأت بمشاركة عفوية لكنها سرعان ما تحولت إلى صناعة متكاملة، حيث أصبح الأطفال نجوماً صغاراً على السوشيال ميديا وتحولت حياتهم اليومية إلى محتوى مدر للأرباح، فكثيراً ما يسخر أولياء الأمور براءة الصغار لكسب المتابعين وجنى الأرباح فينشأ هؤلاء الأطفال وسط أضواء الكاميرات وعالم الرقمنة غير المحدود غير مدركين لتأثير هذا الاستغلال على خصوصيتهم وصحتهم النفسية.

بينما يبدو استخدام الأطفال في صناعة المحتوى على السوشيال ميديا طريقة سهلة لجنى الأرباح، فيطرح سؤال من المسئول عن حماية حقوق هؤلاء الأطفال الشخصية والنفسية، والتحدي اليوم هو تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وحماية براءة الأطفال من طغيان الجشع الرقمي، ففي الوقت الذى تبدو فيه السوشيال ميديا فرصة ذهبية للربح والشهرة يجب أن يتذكر الآباء أن أطفالهم أمانة بين أيديهم، الطفولة هي مرحلة لا تعوض، ومن واجب كل أب وأم أن يحموها من الاستغلال المادي والمعنوي قبل نشر أي صورة أو مقطع فيديو، فيجب أن يتذكروا أن نجاحهم الحقيقي لا يقاس بالأرباح بل بحماية طفولة أبنائهم، والقرار في النهاية ليس فقط بيد الآباء بل بيد مجتمع يسعى لحماية قيمه ومستقبله.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السوشيال ميديا تأثير السوشيال ميديا

إقرأ أيضاً:

كيف تؤثر حوادث التحرش على الأطفال؟ طرق الوقاية والدعم ‏النفسي (خاص)‏

حوادث تحرش الأطفال.. أثارت واقعة هتك عرض الطفل «ياسين» (5 سنوات) داخل إحدى مدارس اللغات الخاصة بمدينة دمنهور حالة من الغضب والقلق في المجتمع المصري، خاصة مع الاشتباه في تورط أحد المسؤولين في المدرسة، حيث أثار الحادث المؤلم ردود فعل واسعة أعاد تسليط الضوء على المخاوف المتزايدة من حوادث التحرش بالأطفال، فضلاً عن تساؤلات حول سبل الوقاية والحماية اللازمة.

في هذا الإطار، أكد الخبراء على أهمية الاهتمام بالصحة النفسية للضحايا، إلى جانب ضرورة فرض العقوبات القانونية على الجناة. فقد أوضح الدكتور أحمد فوزي صبرة، استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ«الأسبوع»، أهمية العلاج النفسي للطفل المتعرض للتحرش، مشيرًا إلى العلامات التي قد تشير إلى تعرض الطفل للتحرش الجنسي، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع هذه الحالات على المستويين النفسي والقانوني.

العلامات التي تدل على تعرض الطفل للتحرش الجنسي

قال الدكتور أحمد فوزي صبرة، إن أبرز العلامات التي قد تشير إلى تعرض الطفل للتحرش الجنسي هي تغييرات مفاجئة في سلوك الطفل، من هذه التغييرات التالي:

- أن يصبح الطفل منعزلًا أو سريع الغضب، كما قد يبدأ في الخوف من أشخاص أو أماكن كان يذهب إليها سابقًا دون مشكلة.

- يمكن أن يصاب الطفل باضطرابات مثل التبول اللا إرادي ليلاً، أو يتراجع في مستواه الدراسي.

- سلوكيات جنسية غير مناسبة لعمره أثناء اللعب أو الحديث تعد أيضًا من المؤشرات المقلقة.

- أحيانًا قد يشتكي الطفل من آلام في مناطق حساسة من جسده دون وجود أي سبب عضوي.

حوادث تحرش الأطفال كيفية التعرف على تعرض الطفل للتحرش في حالة صمته

وأوضح صبرة، أنه إذا كان الطفل لا يتحدث عن الحادث، يجب على الأهل الانتباه لأي تغيير مفاجئ في سلوكه أو شخصيته، ومن الأمور التي يجب الانتباه لها التالي:

- رفض الطفل التعامل مع شخص معين فجأة، أو خوفه من الخروج أو التواجد مع بعض الأقارب.

- يجب متابعة أي تغيرات في رسومات الطفل أو القصص التي يرويها، فقد تحتوي على إشارات غير مباشرة عن الحادث.

- لا بد أيضًا من ملاحظة إذا كان الطفل بدأ يرفض الاستحمام أو يرفض أي لمس حتى من الوالدين.

كيفية التصرف إذا اكتشفنا أن الطفل تعرض للتحرش

وأكد صبرة، أنه في حالة اكتشاف تعرض الطفل للتحرش، يجب على الأهل اتباع الخطوات التالية:

- أن يظلوا هادئين وألا يظهروا انفعالًا أمام الطفل.

- من الضروري أن يشعر الطفل بالأمان والاطمئنان.

- يجب الاستماع له جيدًا دون لوم أو إلقاء اللوم عليه.

- من المهم أن نوضح للطفل أنه ليس هو من أخطأ، وأن ما حدث ليس ذنبه.

- يجب على الأهل التوجه إلى طبيب نفسي مختص للأطفال ليبدأ في مساعدته على التعافي نفسيًا.

- يجب قطع أي تواصل بين الطفل والجاني فورًا.

- لا ينبغي التهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية إذا كانت هناك أدلة تدين الجاني.

هل يمكن أن يتعافى الطفل بعد التعرض للتحرش؟

وأكد استشاري الصحة النفسية، أن الطفل يمكنه التعافي، ولكن هذا يستغرق وقتًا طويلًا ويحتاج إلى دعم نفسي مستمر. التعافي يعتمد على عدة عوامل، مثل:

- عمر الطفل وقت الحادث.

- هل الجاني كان من أقاربه؟

- هل تعرض الطفل لتحرش أكثر من مرة؟

- استجابة الأهل في دعم الطفل أو تجاهل الحادث.

وتابع أنه إذا تم التعامل مع الحالة بشكل صحيح ودعمه نفسيًا، يمكن للطفل أن يتعافى بشكل جيد.

العلاقة بين التحرش الجنسي في الطفولة والأمراض النفسية لاحقًا

وأضاف صبرة: «الأطفال الذين يتعرضون للتحرش في سن مبكرة قد يعانون لاحقًا من مشكلات نفسية كبيرة مثل الاكتئاب المزمن، القلق، وفقدان الثقة في الآخرين. قد يواجهون صعوبة في تكوين علاقات عاطفية ناجحة في المستقبل، بل وقد ينزلق البعض منهم إلى سلوكيات مدمرة مثل الإدمان. لذلك، من الضروري التدخل المبكر لتوفير العلاج النفسي والدعم المناسب للطفل».

حوادث تحرش الأطفال لماذا قد يشعر الطفل أنه هو السبب في التحرش؟

وقال استشاري الصحة النفسية في تصريحاته لـ «الأسبوع»: «الطفل قد يشعر بالذنب نتيجة للمواقف التي يتعرض لها، فالجاني قد يحاول التلاعب بالطفل عن طريق إقناعه بأن ما يحدث هو سر بينهما أو أنه قد وافق على ذلك. من الممكن أن يتداخل شعور الطفل بالمتعة الجسدية مع شعوره بالذنب. لهذا يجب توضيح الطفل أن ما حدث ليس خطأه وأنه كان ضحية للآخرين».

كيفية التوعية للأطفال لمنع التحرش؟

واختتم استشاري الصحة النفسية، ببعض النصائح لتوعية الأطفال لمنع التحرش، وهي:

- يجب على الأهل أن يبدأوا في التوعية من سن مبكرة بلغة مناسبة وسهلة.

- من المهم أن نعلم الطفل أسماء أعضاء جسمه الحقيقية وأنه لا يجوز لأحد لمس أي جزء من جسده إلا في ظروف معينة مثل زيارة الطبيب.

- يجب تعليم الأطفال أنه لهم الحق في قول «لا» إذا شعروا بعدم الارتياح أو إذا تعرضوا لمواقف مزعجة، وأنهم يمكنهم التحدث عن أي شيء يزعجهم دون خوف.

- يجب على الأهل أن يكونوا حريصين في مراقبة تفاعل أطفالهم مع الأشخاص الذين يحيطون بهم، حتى لو كانوا من الأقارب.

اقرأ أيضاً«مرعب ومفزع».. عمرو ياسين يعلق على التنمر بالطفل جان رامز

«شجاعة الأم» فجرت القضية.. مأساة الطفل ياسين من «هتك العرض» إلى «الحكم الرادع»

عاجل| جنايات دمنهور تقضي بالسجن المؤبد على المتهم بهتك عرض «الطفل ياسين»

مقالات مشابهة

  • بعد غضب وانسحاب.. الصدر لأنصاره: سكوتنا نطق وقلوب الفاسدين بأيدينا
  • تشغيل الأطفال تحت سن الـ 15 خط أحمر في قانون الطفل
  • سيف بن زايد يشهد في موسكو حفل تخريج برنامج «حماية الطفل»
  • كيف يربّي الدنماركيون أطفالهم.. ليصبحوا الأسعد بالعالم؟
  • سيف بن زايد يشهد تخريج «حماية الطفل» في موسكو
  • كيف تؤثر حوادث التحرش على الأطفال؟ طرق الوقاية والدعم ‏النفسي (خاص)‏
  • سلطان بن أحمد: حماية الطفل مسؤولية حضارية وإنسانية
  • اغتيال براءة طفل دمنهور.. نظر أولى جلسات محاكمة المتهم باغتصاب الطفل ياسين (تفاصيل)
  • لا تكن نجارا.. لماذا ينصح خبراء التربية بأسلوب البستاني؟
  • حدث وأنت نائم| اغتيال براءة الطفل ياسين على يد مسن.. وشاب يذبح زوجته في بور سعيد