الأسبوع:
2025-01-11@13:04:15 GMT

هكذا نجنى بأيدينا انتهاك براءة أطفالنا

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

هكذا نجنى بأيدينا انتهاك براءة أطفالنا

في أعماق كل طفل، يولد معه احتياج فطري للأمان والحنان والاحتواء، وهو ما يجعله ينظر إلي والديه كملاذ أمن يحميه من قسوة ومجهول العالم الخارجي، فالآباء هم البوصلة الأولي التي توجه حياة الطفل، وهم المسؤولون عن بناء أسس شخصيته وثقته بنفسه منذ اللحظات الأولي، فيبدأ هذا الدور برعاية احتياجاته الأساسية، مروراً ليشمل تعزيز شعوره بالخصوصية، وصولاً لتأصل فيه احترامه لحقوقه واستقلاليته وثقته بنفسه بداية من طفولته حتي الكبر.

ويأتي الدور الهام لأعظم مخلوقة عند كل طفل وهي الأم، الملاذ الحقيقي والحضن الدافئ والحائط السد المنيع لأي انتهاكات تحدث للطفل، فهي غالباً الحضن الأول لطفلها عندما يشعر بالخوف أو الحاجة إلي الطمأنينة، دورك لا يقتصر علي الرعاية الجسدية فقط، بل يمتد ليشمل حماية خصوصية طفلك من أي انتهاك أو استغلال، فأنت الصوت الذي يدافع عنه ضد أي محاولة للتعدي علي براءته أو التنمر عليه أو تسليط الضوء من قبل جميع طوائف المجتمع عليه وتعرضه لانتقادات وسخرية من كل من هب ودب، فالطفولة ليست مادة قابلة للتداول، بل هي أمانة ومسئولية تستحق الاحترام والحفاظ عليها بكل السبل الممكنة.

عندما يستخدم الطفل كأداة لتحقيق المكاسب المادية او الشهرة يتحول الطفل البريء إلي ( نجم صغير ) يتوقع من تقديم محتوي جذاب ومستمر، هذا الضغط المستمر قد يدفع الطفل للشعور بالإرهاق النفسي والعاطفي مما يحرمه من عيش طفولة طبيعية بريئة مليئة بالحرية واللعب.

والآثار السلبية لهذه الظاهرة على الأطفال تتمثل 1) فقدان الخصوصية وبمجرد أن تنشر حياتهم على الإنترنت، يفقد الأطفال حقهم في خصوصيتهم، فالصور والمقاطع قد تظل متاحة للأبد وتستخدم بطرق غير أخلاقية من قبل الغرباء، 2) ضغوط الشهرة قد يجبر الأطفال على التظاهر بالسعادة أو أداء مشاهد معينة مما يسبب لهم توتراً وضغوطاً نفسية، 3) مشكلات مستقبلية عندما يكبر هؤلاء الأطفال قد يواجهون صعوبة في تقبل الطريقة التي تم استغلالهم بها وقد يؤثر ذلك على علاقتهم مع والديهم والمجتمع ككل، 4) التنمر فبمجرد نشر المحتوى يكون الأطفال عرضة للتعليقات السلبية والتنمر مما يؤثر على تقديرهم لذاتهم.

فيجب أن تكون هناك قوانين تنظم استخدام صور الأطفال ومقاطع الفيديو ومشاركتهم في المحتوى الرقمي، وتعزيز الوعى بين الآباء حول مخاطر نشر محتوى أطفالهم وتأثير ذلك على حياتهم المستقبلية، ويجب أن يركز الآباء على حماية طفولة أبنائهم وترك الحرية لهم لتحديد هويتهم بعيداً عن ضغوط الكاميرات.

إن استغلال الأطفال لتحقيق مكاسب مادية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعد انتهاكا صارخ لحقوقهم الإنسانية، فالأطفال ليسوا أداة لتحقيق الشهرة والارباح، بل هم أفراد يستحقون الحب والأمان والرعاية ومنحهم الخصوصية لهم في مراحل أعمارهم الأولي حق أصيل لابد أن يحصلوا عليه من جانب الآباء والامهات، فإذا كان ثمن الشهرة والتربح المادي ضياع الطفولة، فإن هذا الشعور المزيف والمؤقت بنشوة الشهرة والنجاح يكون سبب في تدمير الطفل والقضاء علي شخصيته ومحو براءته التي تكون سبب في نجاته في الكبر وإن حمايتهم من هذه الظاهرة ليست مجرد واجب قانوني بل هي مسئولية أخلاقية يجب أن يتحملها المجتمع بأسره.

هذه الظاهرة تحتاج إلى وقفة جادة، مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعى برزت هذه الظاهرة وهى مشاركة الآباء لمقاطع فيديو وصور لأبنائهم بهدف التربح، ففي بداية الأمر بدأت بمشاركة عفوية لكنها سرعان ما تحولت إلى صناعة متكاملة، حيث أصبح الأطفال نجوماً صغاراً على السوشيال ميديا وتحولت حياتهم اليومية إلى محتوى مدر للأرباح، فكثيراً ما يسخر أولياء الأمور براءة الصغار لكسب المتابعين وجنى الأرباح فينشأ هؤلاء الأطفال وسط أضواء الكاميرات وعالم الرقمنة غير المحدود غير مدركين لتأثير هذا الاستغلال على خصوصيتهم وصحتهم النفسية.

بينما يبدو استخدام الأطفال في صناعة المحتوى على السوشيال ميديا طريقة سهلة لجنى الأرباح، فيطرح سؤال من المسئول عن حماية حقوق هؤلاء الأطفال الشخصية والنفسية، والتحدي اليوم هو تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وحماية براءة الأطفال من طغيان الجشع الرقمي، ففي الوقت الذى تبدو فيه السوشيال ميديا فرصة ذهبية للربح والشهرة يجب أن يتذكر الآباء أن أطفالهم أمانة بين أيديهم، الطفولة هي مرحلة لا تعوض، ومن واجب كل أب وأم أن يحموها من الاستغلال المادي والمعنوي قبل نشر أي صورة أو مقطع فيديو، فيجب أن يتذكروا أن نجاحهم الحقيقي لا يقاس بالأرباح بل بحماية طفولة أبنائهم، والقرار في النهاية ليس فقط بيد الآباء بل بيد مجتمع يسعى لحماية قيمه ومستقبله.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السوشيال ميديا تأثير السوشيال ميديا

إقرأ أيضاً:

الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي لدعم الطاقة المتجددة.. خبراء: تساهم في حماية البيئة من التغيرات المناخية.. وتُعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي إحدى الركائز الأساسية؛ لتعزيز التنمية المستدامة ودعم الاستقرار الاقتصادي في المنطقة وفي هذا الإطار.

جاء لقاء الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مع سيلين إيمارت، عضو البرلمان الأوروبي ومقررة الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالي الكلي، ليؤكد التزام الجانبين بتعميق التعاون في مختلف المجالات.

ركز اللقاء على مناقشة آليات الدعم الاقتصادي وبرامج التمويل، مع إيلاء اهتمام خاص بتمويل الطاقة المتجددة وتعزيز الاستثمارات الخضراء، مما يعكس رؤية مصر الاستراتيجية للتنمية المستدامة وتحقيق استقرار اقتصادي طويل الأمد.

وخلال اللقاء، استعرضت المشاط الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الحكومة المصرية خلال العام الماضي، والتي ساهمت في استقرار الاقتصاد الكلي وزيادة ثقة المستثمرين في السوق المصرية وأشارت الوزيرة إلى أن الناتج المحلي الإجمالي حقق نموًا بنسبة 3.5% خلال الربع الأول من العام المالي الجاري، مقارنة بـ 2.65% في نفس الفترة من العام السابق وأوضحت أن هذه الإصلاحات عززت نمو قطاعات رئيسية، مثل الصناعات التحويلية، النقل والتخزين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

كما تناولت المشاط تفاصيل المرحلة الثانية من آلية مساندة الاقتصاد الكلي، والتي تبلغ قيمتها 4 مليارات يورو، مشيرة إلى أن هذه المرحلة تركز على تحفيز القطاع الخاص وتشجيع الاستثمارات الخضراء لتحقيق التنمية المستدامة، وأكدت الوزيرة أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تمثل أولوية استراتيجية لمصر، حيث تسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفي إطار التعاون المشترك، ناقشت الوزيرة البرامج الممولة بالتمويل المختلط بين الجانبين، والتي تشمل قطاعات حيوية مثل النقل، المياه، الزراعة، الشركات الصغيرة والمتوسطة، الطاقة المتجددة، الحماية الاجتماعية، والحوكمة كما استعرضت الحزمة المالية الأوروبية الموجهة لمصر ضمن الشراكة الاستراتيجية، والتي تُوزع وفق ستة أولويات رئيسية تشمل تعزيز العلاقات السياسية، دعم الاستقرار الاقتصادي، تشجيع الاستثمار والتجارة، التعاون في قضايا الهجرة والتنقل، تقوية الأمن، وتنمية المهارات والتعليم.

مصر تعمل بخطى متسارعة لتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة

وفي هذا السياق يقول الدكتور محمد عبد الفتاح، استشاري الاستدامة واستراتيجيات الطاقة المتجددة، إن الطاقة المتجددة تعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في أي دولة تسعى إلى بناء اقتصاد قوي ومتوازن ومستدام، فإلى جانب كونها طاقة نظيفة وصديقة للبيئة، تسهم مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر في تعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يخفف من الأعباء المالية الناتجة عن استيراد الطاقة التقليدية ويساعد في خفض الانبعاثات الكربونية التي تهدد البيئة وتفاقم ظاهرة تغير المناخ.

وأوضح «عبد الفتاح»، أن مصر تعمل بخطى متسارعة لتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة، حيث وضعت الدولة خطة طموحة تستهدف إنتاج أكبر قدر من احتياجاتها من الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2035، وقد أثمرت هذه الجهود عن إطلاق مشروعات كبرى مثل مجمع بنبان للطاقة الشمسية، الذي يُعد من أكبر المشروعات في العالم، فضلًا عن مشروعات طاقة الرياح في خليج السويس، كما تولي مصر اهتمامًا خاصًا بالشراكات الدولية لتعزيز هذا القطاع الحيوي، ومن أبرز هذه الشراكات التعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي الذي يعد شريكًا استراتيجيًا لمصر في مشروعات الطاقة المتجددة. 

وأشار إلى أن هذا التعاون يأتي من خلال دعم الاتحاد الأوروبي لبرامج تمويل مشروعات الطاقة النظيفة ونقل التكنولوجيا الحديثة وتبادل الخبرات في مجال إدارة الموارد المستدامة، موضحا أن الفترة الأخيرة قد شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات لتعزيز مشروعات الهيدروجين الأخضر وتطوير البنية التحتية الداعمة للطاقة النظيفة، بما يفتح المجال أمام تحول مصر إلى مركز إقليمي لتصدير الطاقة المتجددة إلى أوروبا وإفريقيا.

وأكد استشاري الاستدامة واستراتيجيات الطاقة المتجددة، أن تعزيز الطاقة المتجددة لا يدعم فقط الاقتصاد الوطني عبر خلق فرص عمل جديدة وزيادة الاستثمارات الأجنبية، بل يسهم أيضًا في تحسين جودة البيئة وحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، مما يضع مصر في مصاف الدول التي تقود التحول الأخضر عالميًا، ويسهم في تحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.

أهمية دعم برامج الطاقة المتجددة

وفي هذا السياق يقول الدكتور سامح نعمان، الأستاذ بكلية الهندسة وخبير الطاقة المتجددة، تعتبر الطاقة المتجددة من أهم الحلول المستدامة لمواجهة تحديات تغير المناخ واستنزاف الموارد الطبيعية موضحًا إن دعم هذه البرامج يساهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يحمي البيئة ويحد من تأثيرات الاحتباس الحراري كما أن الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، توفر بديلًا نظيفًا ومستدامًا عن الوقود الأحفوري.

وأضاف «نعمان»، يؤدي دعم برامج الطاقة المتجددة إلى تعزيز الاقتصاد من خلال خلق فرص عمل جديدة في مجالات التكنولوجيا الخضراء، الهندسة، والصيانة بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه البرامج فرصًا لتطوير البنية التحتية للطاقة في المناطق الريفية والنائية، مما يساهم في تحسين مستوى المعيشة وتقليل الفجوة التنموية بين المناطق.

مقالات مشابهة

  • حماية الطفل بالأقصر تعقد ندوة حول الزواج المبكر
  • الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي لدعم الطاقة المتجددة.. خبراء: تساهم في حماية البيئة من التغيرات المناخية.. وتُعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة
  • ما الفرق بين تأخر النطق ومشكلات اللغة لدى الأطفال؟
  • أستاذ في مدرسة فرنسية بالرباط يثير غضب الآباء بعد عرض مشاهد عنيفة على الأطفال عبر يوتيوب
  • خبراء اجتماع: الأب سر تفوّق الأبناء
  • ضغوط الأبوة والأمومة.. نصائح للتغلب على التحديات اليومية
  • صعوبات تعلم الأطفال
  • استشاري طب الأطفال: يجب تقسيم متطلبات أبنائنا لـ 3 مراحل أساسية
  • نصائح لتجنب الوالدان الضغوط عند الانتقال من طفل إلى طفلين