صدى البلد:
2025-04-18@01:45:12 GMT

علي جمعة: طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان التوكل على الله يلزم منك الثقة بالله؛ ثق في الله أكثر مما تثق بما في يدك. والثقة بالله والتوكل عليه يقتضيان التسليم لأمره، أي الرضا بفعل الله. وهذا الرضا يجعلك هادئ النفس، ويجعلك تواجه الناس بقلبٍ مفتوح، وبصدرٍ رحب، وبابتسامة لا تغادر وجهك أبدًا.

 

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان مشايخنا -رضي الله تعالى عنهم- ممن منَّ الله علينا بإدراكهم، علمونا أنهم كانوا في حالة رضا وتسليم وتوكل على الله. فكان يأتي أحدهم ليشكو له ظلمه للناس ومعصيته، فلا يعنفه، بل يرشده ماذا يفعل من غير محاسبة، ويقوم من عنده وقد هدأت نفسه، وفُتحت له أبواب الرحمة. وقد يمنُّ الله سبحانه وتعالى عليه بالخير والهداية. وكان الشيخ يحفظ سره فلا يفضحه، وإذا ذُكر عنده بسوء لا يخوض فيه، لأنه من الممكن أن يكون الله قد هداه، فتتحول إلى غيبة ونميمة.  

لذلك، كان أحدهم -من المشايخ- يرى نفسه أسوأ الناس، ويقول: "أنا أسوأ الناس". وعندما يقال له: والذي كان عندك الآن، الذي لم يترك معصية إلا ارتكبها؟ يقول: "يمكن عند ربنا من كبار الأولياء. أنا لا أعرف! هل أنا الذي خلقته؟ أنا لا أعرف ما الذي حدث له.

أنا لا أعرف ماذا عمل الآن بعد ما خرج من عندي. أنا لا أعرف مكانته عند الله. يا ابني، هو أنا ربنا لكي أعرف الحكاية كلها؟".  

فقيل له: أليس من واجبك أن تُنكر المعصية؟ فقال: "يا ابني، أنا أُنكر المعصية ليل نهار، ولكن أنا لا أحكم على أحد. فإذا قلت لي سمعت، تكون "كذابًا". وإذا قلت رأيت، تكون "فاجرًا"، لأنك لم تستر على أخيك. وإذا شاركته، فأنت وهو سيان. فلماذا أتيت لكي تذكره بسوء؟".  

فكان مشايخنا -رضي الله تعالى عنهم- يعلموننا بسلوكهم أن "دع الخلق للخالق". ثانيًا: توكل على الله فتُسلِّم وتثق وترضى، فتهدأ نفسك؛ فتُعامل الخلق بمعاملة هي أقرب ما تكون إلى باب الهداية.  

رأينا في زماننا أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يريد أحدهم أن يدخل بينك وبين جلدك، وينظر إليك بتكبر وتعالٍ لأنه يرى نفسه أفضل منك. فمن وجهة نظره -القاصرة- أنه طائع وأنت عاصٍ. وهذا هو الكبر. وما دام الكبر قد دخل قلبه، فقد فسد. وإذا فسد القلب، فإنا لله وإنا إليه راجعون. قال سيد الخلق ﷺ: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ».  

إذًا، ربنا رب القلوب، فلماذا التدخل في خلق الله؟ «طوبَى لمن شغلَهُ عيبُهُ عن عيوبِ النَّاسِ». انعكست الأحوال، وإذ بهؤلاء يشغلهم، والعياذ بالله، عيوب الناس عن عيوب أنفسهم.  

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة التوكل على الله الثقة بالله المزيد أنا لا أعرف

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: أهل السنة هم أصحاب المنهج العلمي في الفهم والتوثيق

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، أن "أهل السنة" هم من اعتمدوا السنة النبوية منهجا لحياتهم.

علي جمعة: لفظ الجلالة الاسم الأعظم وهو أعلى مرتبةً من سائر أسماء الله الحسنىعلي جمعة: حب الله ورسوله وأهل بيته من أركان الإيمان

وتابع عضو هيئة كبار العلماء مفتي مصر الأسبق، خلال تصريح اليوم الثلاثاء: "أهل السنة، هم أولئك الذين اتخذوا السنة النبوية منهجًا لحياتهم، والسنة النبوية نقلها عن النبي عدد من الصحابة، فبحسب حديث أنس رضي الله عنه في حجة الوداع، فإن عدد من رأوا النبي في تلك المناسبة بلغ 114,000 صحابي، لكن الذين نعرف أسماءهم ويُوثق لهم الصحبة لا يتجاوزون 9,500، منهم 500 امرأة و9,000 رجل، كما ورد في كتب مثل (الإصابة في معرفة الصحابة) و(الاستيعاب)".

واستكمل: "لم يروِ الحديث عن النبي إلا نحو 1,700 صحابي فقط، بينما الباقي لم يروِ شيئًا، أما الإمام أحمد بن حنبل، فقد أخرج في المسند، لنحو 900 منهم، وفي صحيح البخاري لا نجد سوى روايات عن 254 صحابيًا، ومن بين الـ1,700 صحابي الذين رووا الحديث، هناك نحو 1,000 رووا حديثًا واحدًا فقط، بينما الـ700 الآخرون تفاوتت رواياتهم، فمنهم من روى حديثين أو ثلاثة أو أكثر، وتبقى قلة ممن أكثروا في الرواية وهم 15 صحابيا  مثل: أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وغيرهم، وهؤلاء يُسمّون بـ(المكثرين من الصحابة)".

وأردف: "عدد الأحاديث النبوية التي وردت عن النبي يتراوح حوالى 60 ألف حديث، نصفهم ضعيف ونصفهم الآخر مقبول، كده يبقوا 30 ألف مقبول، منهم ما يقارب 2,000 حديث فقط يتناولون الأحكام الفقهية والتشريعية، وهذا يعني أن 97% من السنة النبوية تدور حول القيم الأخلاقية، المتصلة بالعقيدة والإيمان والسلوك، مثل: (والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع)، (من غشّنا فليس من)، وكل  هذه أحكام أخلاقية".  

وأكد مفتي مصر الأسبق أن الانتماء إلى "أهل السنة" يقوم على أساس علمي متين، وهو الالتزام بالتوثيق والفهم والاستنباط الصحيح، وقد نشأت حول هذا المنهج أكثر من 21 علمًا للتوثيق، و15 إلى 16 علمًا للفهم، من بينها: أصول الفقه، والمنطق، واللغة، والبلاغة، وغيرها من أدوات العلم الشرعي.
وأضاف: "أهل السنة هم من آمنوا بالسنة وحافظوا عليها، واتبعوا المنهج العلمي الدقيق الذي أسسه العلماء الكبار، ولم يجعلوا أهواءهم معيارًا للحكم على الأشخاص أو القضايا".

وتابع قائلاً: "في المقابل، هناك من رفضوا هذا المنهج وقالوا: ما أشعر به هو ما أفعله، دون ضوابط أو قواعد، فصار الهوى عندهم هو المرجع، وهو أمر مرفوض شرعًا وعقلاً".

مقالات مشابهة

  • عالم بالأوقاف: الخرزة الزرقاء والتمائم تفتح باب الشيطان والشرك بالله
  • محمد مهنا: سر التربية النبوية في الامتثال لأوامر الله وترك نواهيه
  • لماذا نسبح الله آناء الليل وأطراف النهار ؟
  • علي جمعة: ابتُلي العالم الإسلامي بفتنٍ كقطع الليل المظلم
  • أمين الإفتاء: مجتمع بلا رحمة يفقد صلته بالله
  • مفتي تعز يحذّرُ المرتزِقةَ من الانخراط في قتال اليمنيين المساندين للشعب الفلسطيني
  • محمد حامد جمعة يكتب: المضاغطات
  • علي جمعة: أهل السنة هم أصحاب المنهج العلمي في الفهم والتوثيق
  • خالد الجندي: هذه الأمور تجعلك تستحي من ارتكاب ذنب صغير.. فيديو
  • علي جمعة: حب الله ورسوله وأهل بيته من أركان الإيمان