مأساة وليمة الجامع الأموي.. من هو الشيف أبو عمر الدمشقي؟
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
وسط أجواء كان يفترض أن تحمل في طياتها رسالة إنسانية من المحبة والعطاء، تحولت وليمة أُقيمت في رحاب الجامع الأموي بدمشق إلى مأساة ألقت بظلالها على المدينة بأكملها وان كانت النية نبيلة، تهدف إلى إطعام الجياع وجمع الناس تحت مظلة الكرم والخير.
٤ وفيات وعشرات المصابين حصيلة كبرى لم يكن يسمع عن مثلها من قبل على موائد الطعام، لكن التدافع والفوضى التي عمّت وليمة الشيف «أبو عمر» في رحاب المسجد «الأموي» تركت خلفها مشهدًا مليئًا بالألم والحسرة، لم تعكس مجرد خطأ في التنظيم أو سوء تقدير، بل هي قصة تختزل معاناة مجتمع يعاني منذ سنوات.
شهد الجامع الأموي في دمشق يوم الجمعة 10 يناير حادثة مأساوية خلال وليمة طعام نظمها الشيف السوري المعروف بـ"أبو عمر الدمشقي"، واسمه الحقيقي مهند البغدادي أدت هذه الوليمة إلى تدافع كبير بين الحضور، مما أسفر عن وفاة أربعة أشخاص وإصابة 16 آخرين.
من هو الشيف أبو عمر الدمشقي؟مهند البغدادي، المولود في دمشق عام 1983، هو شيف سوري اشتهر بمشاركته وصفات الطبخ عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستجرام ويوتيوب.
غادر سوريا في عام 2015 بسبب الحرب نتيجة تصاعد وتيرة الحرب في سوريا بين نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد والمعارضة السورية، واستقر في إسطنبول حيث أسس مطعم "البيت الدمشقي" المتخصص في الأطباق السورية التقليدية.
ماذا حدث في وليمة الشيف أبو عمرأعلن الشيف أبو عمر عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي عن نيته إقامة وليمة خيرية في ساحة الجامع الأموي، داعيًا الناس للحضور وتناول الطعام، تعبيرا عن فرحته بنجاح الثورة السورية واطاحتها بنظام بشار الأسد.
تجمع المئات من الأشخاص في المكان المحدد، ولكن غياب التنظيم والتنسيق المناسبين أدى إلى تدافع الحشود بشكل عشوائي، مما تسبب في وقوع ضحايا وإصابات، وتدخلت قوات الأمن في محاولة للسيطرة على الوضع، حيث أطلقت النار في الهواء لتفريق التجمعات.
غياب التنسيق يغضب المتابعينأثارت الحادثة موجة من الغضب والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، اتهم العديد من النشطاء الشيف أبو عمر بالسعي وراء الشهرة دون مراعاة لسلامة الحضور أو التنسيق مع الجهات المختصة.
من جانبه، أكد محافظ دمشق، ماهر مروان، أن الحادث لن يمر دون محاسبة المقصرين، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا الجامع الأموي المزيد الجامع الأموی
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: المسلمون عبر تاريخهم لم يقاتلوا إلا دفاعا عن أوطانهم
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، فضيلة الدكتور عبدالفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والتي دار موضوعها حول حب الوطن غريزة متأصلة في الوجدان.
وقال الدكتور عبد الفتاح، خلال الخطبة، إن حب الوطن غريزة متأصلة في النفوس تملك الوجدان وتسيطر على القلوب مما يجعل الإنسان يستريح بالبقاء في الوطن الذي نشأ فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم من الأعداء، ويغضب له إذا انتقص من قدره أحد.
وكيل الأزهر والمفتي يتقدمان تشييع جنـازة والد رئيس جامعة الأزهر بكفر الشيخ | شاهد
بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف
وأضاف العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، أن الإسلام دين نمى هذه المعاني الراقية في النفس المسلمة إزاء وطنها الذي تعيش فيه، فأقسم بالبلد ومن حل فيها: ﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ﴾، إلا أن المجرمين من كفار مكة جعلوا هذا البلد الذي تعلق به فؤاد النبي ﷺ مكاناً يصعب العيش فيه، لكنه ﷺ رغم ذلك ظل شوقه لوطنه وحنينه إلى أرضه دافعا قويا ليعود إليه مرة أخرى، وهي رسالة من النبي ﷺ للتمسك بالأوطان والحفاظ عليها.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أنه عندما خرج النبي ﷺ من وطنه، وقبل أن يتوارى عنه، نظر إليه متألما، وفي هذا دلالة على مدى الحب الذي تملك على نفس سيدنا محمد ﷺ، وعلى مدى الحب الذي استغرق مشاعره ووجدانه وفؤاده.
وأوضح أنه لم يستقر قلب النبي ﷺ إلا بعد أن سمع الوحى يتلو عليه: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ﴾، وهي بشارة عودته لوطنه، كما أن تعامل النبي ﷺ مع أهل مكة عندما عاد إليها رسالة لكل إنسان أن يعلو فوق النزاعات الشخصية وأن يغلب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأن يعمل على تحقيق الوئام، لأن التناحر يضعف الوطن.
وبيَّن خطيب الجامع الأزهر، أن وحدة الأمة والجماعة تكمن في الاعتصام بحبل الله ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، كما أن القرآن نهى عن التنازع الذي يؤدي إلى الاختلاف، قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، فيها تصوير قرآني بعدم التنازع الذي يُذهب القوة ويؤدي إلى الفشل، وهذا أمر يعمل له العدو، ويخطط له، عن طريق إثارة النزاعات والخلافات والنعرات المذهبية والطائفية والقبلية ليتفتت الوطن فيصبح أمام العدو لقمة مستساغة.
وشدد على الحاجة الماسة إلى هذا الاعتصام، فنحن نعيش معتركا لا يخفى على أحد، تتكالب علينا فيه قوى الشر من كل حدب وصوب، كشروا عن أنيابهم فلا يقيمون لنا وزناً ولا يبالون بقيمنا وأخلاقياتنا وديننا وشرعنا، فحري بأمة الإسلام أن تنهض وتصحو من غفلتها.
وأضاف خطيب الجامع الأزهر أنه لمكانة الأوطان وعلو قدرها في الإسلام، شرع الجهاد وأمر المسلمون بالدفاع عن أوطانهم ضد كل من يحاول المساس بها أو بمقدراتها، لأن ضياع الأوطان يعني ضياع الكليات الخمس التي نصت الشريعة على حفظها والتي لا يمكن أن تحفظ إلا في وطن آمن مستقر.
وتابع المسلمون عبر تاريخهم لم يقاتلوا إلا دفاعا عن أوطانهم لأن الإسلام هو دين السلام ودين يحترم القيم الإنسانية، وما يحدث في غزة من إبادة جماعية لأصحاب الأرض الحقيقيين، هو تعد سافر على قيمة الوطن وتجاوز في حق الإنسانية التي يتغنى بها دعاة الحرية والديمقراطية، وعليهم أن يعلموا أن أرض المسلمين لا يمكن أن تكون لغيرهم مهما حاول البعض أن يدفع في طريقٍ غير ذلك.