بعد الاستحقاق الرئاسي...استقرار سياسي حتى موعد الانتخابات النيابية!
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
لم يكن انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية جوزاف عون خارجاً من السياق العام للتسوية التي تترتب بشكل تدريجي في المنطقة لتُستكمل حتماً بعد وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى البيت الأبيض وبدء ولايته الرئاسية. من هُنا فإنّه من الواضح أنّ وصول العماد جوزاف عون رئيساً الى قصر بعبدا، يعكس التوازنات الجديدة في لبنان والمنطقة.
بحسب مصادر سياسية مطّلعة، فإنّ التحالف الخليجي وتحديداً السعودي - الاماراتي اضافة الى الولايات المتحدة الاميركية قرّر تحصين لبنان من الأتراك والقطريين الذين انتصروا في سوريا، وهذا يدلّ على أن واشنطن لم تكن ضمن سياق التطورات في الداخل السوري وربما وغير راضية عن طبيعة المسار فيها.
وتجيب المصادر بالنّفي عن سؤال عما إذا كان وصول عون ممكناً لولا تراجع "حزب الله" بعد الضربات العسكرية التي تلقّاها خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان، حيث أنه كان من غير الممكن وصول رئيس مدعوم أميركياً، لكن هذا لا يعني أن هذا الرئيس سيذهب باتجاه مواجهة مع "حزب الله" لأنه سيسعى الى إرساء الاستقرار ضمن التوازنات الحالية في لبنان.
وترى المصادر أن المرحلة المقبلة ستشهد دعماً صلباً للدولة اللبنانية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي والمالي، الأمر الذي سيُصار الى ترجمته بشكل عملي وعلني، في الوقت الذي لن يكون فيه "حزب الله" عائقاً أمام كل هذه التطورات، إذ إنه سيتجاوب بشكل كبير مع المسار الذي ستفرضه المرحلة. في المقابل ووفق المصادر، لن تسعى دول المنطقة المناوئة "للحزب" الى محاربته بل على العكس فهي قد تعمل على تقريب وجهات النظر معه.
يبدو أن هذه الفترة الراهنة ستسودها أجواء من الاستقرار العام حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، بحيث يصبح المشهد واضحاً لجهة التوازنات الجديدة في المجلس النيابي وعلى أساسها قد يعود الصراع السياسي ليشتعل من جديد ضمن حدود معيّنة، لكنّ المؤكد أن الخيار بالاستقرار هو حازم ومتوافق عليه بين مختلف الدول المعنية بالملف اللبناني، كفرنسا والولايات المتحدة الاميركية أو حتى إيران والمملكة العربية السعودية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين
قال الدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن الإمام أبو حنيفة النعمان كان من أبرز الأئمة الذين أسسوا الاجتهاد الفقهي وساهموا في تيسير الفقه الإسلامي بما يتناسب مع واقع الناس وحياتهم اليومية.
وأوضح أبو هاشم، خلال تصريحات له، أن الإمام أبو حنيفة، ولد في الكوفة عام 80 هـ، ونشأ في بيئة علمية، حيث تتلمذ على يد كبار العلماء مثل عامر الشعبي ونافع مولى ابن عمر، حتى أصبح من أبرز فقهاء عصره، معتمدًا على الرأي والحجة في اجتهاداته.
ولفت إلى أن المذاهب الفقهية الأربعة لم تخلق دينًا جديدًا، بل اجتهد أصحابها في فهم النصوص الشرعية، مما يسر على المسلمين تطبيق الشريعة في حياتهم اليومية، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه."
واشار إلى بعض اجتهادات الإمام أبي حنيفة التي أثرت في حياتنا اليوم، مثل جواز الوضوء من الصنبور، وهو ما كان موضع خلاف عند ظهوره، حتى أقره الإمام أبو حنيفة، ومن هنا جاء اسم "الحنفية" المستخدم حتى اليوم.
وأكد أن المحاكم الشرعية في مصر تعتمد على مذهب الإمام أبي حنيفة في قضايا الزواج والطلاق، حيث اشترط أن يكون الشاهد مسلمًا فقط دون الدخول في تفصيلات العدالة التي قد تُعسر الأمر على الناس.
وبين أن الإمام أبو حنيفة توفي عام 150 هـ ودُفن في حي الأعظمية ببغداد، حيث ظل مذهبه من المذاهب المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة، داعيًا الله أن يوفق المسلمين لما يحبه ويرضاه.
حفظ الإمام أبي حنيفة، القرآن الكريم في صغره، وحجّ البيت الحرام وهو ابن ستّ عشرة سنة مع أبيه، ويروى أنّ والده ثابت قد عاصر عليًّا بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- فدعا له بالخير ولذريّته كذلك، وقد أخذ العلم عن شيوخ بلغوا أربعة آلاف شيخ، منهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، ومن بقي منهم من تابعي التابعين، وقد أخذ الفقه عن حمّاد بن أبي سلمة.
ومن شيوخه أيضًا عطاء بن أبي رباح والشعبي وعمرو بن دينار ومحمّد الباقر -والد الإمام جعفر الصادق- وابن شهاب الزُّهري، وأخذ عنه العلم خلق كُثُر منهم القاضي أبو يوسف ووكيع -شيخ الإمام الشافعي- وعبد الرزاق بن همام شيخ الإمام أحمد بن حنبل.
محنة الإمام أبي حنيفة
تعرّض الإمام أبو حنيفة النعمان لمحنة في عهد الدولة الأموية وأخرى في عهد دولة بني العباس، وقد عاصر الإمام الدولتين وكانت معظم حياته أيّام الأمويّين، ففي أيّام الأمويين طلب ابن هُبيرة -وكان والي الكوفة وقتها- من الإمام أبي حنيفة أن يتولى قضاء الكوفة، فرفض الإمام أبو حنيفة النعمان ذلك، فجلده ابن هبيرة مائةسوط ورفض الإمام ولم يلِن، فعندما رآه ابن هبيرة كذلك خلّى سبيله، ثمّ لمّا ولِيَ أبو جعفر المنصور خلافة العباسيين طلب من الإمام أبي حنيفة أن يكون قاضي القضاة، وهذا منصب له أوزار كثيرة كما يرى الإمام أبو حنيفة النعمان، فرفض ذلك، فأقسم المنصور أن يكون أبو حنيفة القاضي، وأقسم أبو حنيفة النعمان ألّا يستلم ذلك المنصب، فحبسه المنصور وأذاقه من الويلات في سجنه ما لا يحتمله من هو في ريعان الشباب بل أن يحتمله ابن السبعين عامًا، فتوفّي -رحمه الله- في سجنه، وكان ذلك سنة 150هـ بعد أن قضى حياته عابدًا صائمًا ساجدًا راكعًا وقد حجّ خمسًا وخمسين مرّةً، وكان يختم القرآن في كلّ يوم مرّة، وعندما مات صلّى عليه النّاس ستّ مرّات لشدّة ازدحامهم عليه.