لم يكن انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية جوزاف عون خارجاً من السياق العام للتسوية التي تترتب بشكل تدريجي في المنطقة لتُستكمل حتماً بعد وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى البيت الأبيض وبدء ولايته الرئاسية. من هُنا فإنّه من الواضح أنّ وصول العماد جوزاف عون رئيساً الى قصر بعبدا، يعكس التوازنات الجديدة في لبنان والمنطقة.



 بحسب مصادر سياسية مطّلعة، فإنّ التحالف الخليجي وتحديداً السعودي - الاماراتي اضافة الى الولايات المتحدة الاميركية قرّر تحصين لبنان من الأتراك والقطريين الذين انتصروا في سوريا، وهذا يدلّ على أن واشنطن لم تكن ضمن سياق التطورات في الداخل السوري وربما وغير راضية عن طبيعة المسار فيها. 

وتجيب المصادر بالنّفي عن سؤال عما إذا كان وصول عون ممكناً لولا تراجع "حزب الله" بعد الضربات العسكرية التي تلقّاها خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان، حيث أنه كان من غير الممكن وصول رئيس مدعوم أميركياً، لكن هذا لا يعني أن هذا الرئيس سيذهب باتجاه مواجهة مع "حزب الله" لأنه سيسعى الى إرساء الاستقرار ضمن التوازنات الحالية في لبنان. 

وترى المصادر أن المرحلة المقبلة ستشهد دعماً صلباً للدولة اللبنانية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي والمالي، الأمر الذي سيُصار الى ترجمته بشكل عملي وعلني، في الوقت الذي لن يكون فيه "حزب الله" عائقاً أمام كل هذه التطورات، إذ إنه سيتجاوب بشكل كبير مع المسار الذي ستفرضه المرحلة. في المقابل ووفق المصادر، لن تسعى دول المنطقة المناوئة "للحزب" الى محاربته بل على العكس فهي قد تعمل على تقريب وجهات النظر معه. 

يبدو أن هذه الفترة الراهنة ستسودها أجواء من الاستقرار العام حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، بحيث يصبح المشهد واضحاً لجهة التوازنات الجديدة في المجلس النيابي وعلى أساسها قد يعود الصراع السياسي ليشتعل من جديد ضمن حدود معيّنة، لكنّ المؤكد أن الخيار بالاستقرار هو حازم ومتوافق عليه بين مختلف الدول المعنية بالملف اللبناني، كفرنسا والولايات المتحدة الاميركية أو حتى إيران والمملكة العربية السعودية. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

اطمئنان لبناني لإلزام واشنطن إسرائيل بالانسحاب

يقف لبنان على مشارف عودة الاستقرار إلى جنوبه بانسحاب إسرائيل من البلدات التي تحتلها فور انتهاء مهلة التمديد الأول للهدنة في 18 شباط الحالي. ويراهن لبنان في هذا المجال على التزام نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، بتعهدها أمام الرؤساء الثلاثة بأن الانسحاب الإسرائيلي حاصل في موعده، رغم أن هناك من يخشى أنها يمكن أن تسعى من جديد إلى توفير غطاء سياسي لإسرائيل بطلبها تمديد الهدنة مرة ثانية.
ونقلت «الشرق الأوسط» عن مصادر وزارية أن نسبة التفاؤل لدى الرؤساء الثلاثة تتراوح بين التحفظ وبين الركون إلى التعهد الذي قطعته أورتاغوس أمامهم بأن لا تمديد للانسحاب الإسرائيلي. ويبدو أن سلام هو الأكثر تفاؤلاً، بحسب ما نقل عنه الذين التقوه في اليومين الأخيرين، إذ عد أن النبرة العالية التي استخدمتها المبعوثة الأميركية خلال تصريحاتها في لبنان لن تبدّل من إلزام واشنطن إسرائيل بالانسحاب فور انتهاء التمديد الأول للهدنة.
وقالت المصادر الوزارية إنه لا مبرر لعودة أورتاغوس إلى بيروت ما لم يكن في جعبتها تأكيد بأن الانسحاب الإسرائيلي حاصل في موعده. وأكدت أن عدم الانسحاب يعني، من وجهة نظر بيروت، وجود صعوبة بالانتقال بالبلد إلى مرحلة سياسية جديدة، وهو أمر يطرح سؤالاً عن مصير الضمانات التي تقدمها الإدارة الأميركية.
ولفتت المصادر نفسها إلى أنه لا مجال أمام واشنطن للتذرع، بالإنابة عن إسرائيل، بأن تباطؤ انتشار الجيش اللبناني يؤخر انسحابها. وقالت إن الجيش أكمل جهوزيته، باعتراف رئيس لجنة الرقابة الدولية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، مضيفة أن ثمة مخاوف، في حال استمر الاحتلال، من دخول أطراف على الخط لمقاومة الاحتلال ما يؤدي إلى عودة الوضع في الجنوب إلى المربع الأول.
وأكدت أن استقرار الوضع يبدأ من البوابة الجنوبية على قاعدة التزام لبنان بتطبيق القرار «1701» بكل مندرجاته، وأولها حصر السلاح بالشرعية اللبنانية، ولا مكان لأي سلاح آخر، خصوصاً أن الدخول في مرحلة جديدة يعني حكماً أن الطريق معبدة أمام إعادة الاعتبار لاستكمال تطبيق «اتفاق الطائف»، وتنقيته من الشوائب الناجمة عن سوء تطبيقه. وتابعت أن إحياء «اتفاق الطائف» باستكمال تطبيقه يلغي مفاعيل «اتفاق الدوحة» الذي خص «حزب الله»، ولو بطريقة غير مباشرة، بالثلث الضامن في الحكومة، وهو أمر كان وراء تعطيل الوزارات المتعاقبة منذ التوصل إليه عام 2008.
وتابعت المصادر أن «اتفاق الطائف» يضع الأطراف أمام مسؤولياتها، وتحديداً «حزب الله» الذي لا يترك مناسبة إلا ويؤكد التزامه بهذا الاتفاق، وهذا ما يشكّل له إحراجاً في حال أصر على التمسك بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» (في البيان الوزاري). وقالت إن البيان الوزاري للحكومة العتيدة لن يأتي على ذكر الثلاثية أسوة ببيان الحكومة السابقة التي غيّبته بالكامل.

وزادت المصادر أنه لم يعد من خيار أمام «حزب الله» سوى التموضع تحت السقف السياسي لخطاب القسم للرئيس عون ليكون في وسع الحكومة الانتقال بلبنان إلى المرحلة السياسية الجديدة، ووقف انهيار البلد، وهذا أمر يتوقف أيضاً على مدى التزام واشنطن بتعهدها إلزام إسرائيل بالانسحاب من الجنوب.

مقالات مشابهة

  • مشروع رفيق الحريري... الذي انتقم له التاريخ!
  • قراءة في بيان البنك المركزي الأخير الذي هاجم فيه الرئاسي والحكومة وكشف عن تقاعسهما.. 4 إشكاليات كبيرة
  • النقاش الانتخابي بدأ
  • الاستحقاق الحكومي الداهم :اسرائيل تمدّد الهدنة من جانب واحد وتلقي على 5 نقاط مراقبة
  • جونسون: فكرة ترامب بتهجير سكان غزة تهدد استقرار المنطقة
  • مواكبة فعلية داخلية للاجماع العربي
  • حزب الله غير متحمس
  • التحضير للانتخابات النيابية والتوازن لن يعود قبلها
  • اطمئنان لبناني لإلزام واشنطن إسرائيل بالانسحاب
  • بعد غزة.. هذه خطة ترامب للبنان!