دمشق - الوكالات

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن صياغة إسرائيل لمفهوم عملياتي جديد في مواجهة التطورات في سوريا، معبرة عن غضبها من زيارات كبار المسؤولين في الغرب إلى النظام الجديد في دمشق.

وقالت الصحيفة العبرية إن خطة إسرائيل تتركز على "منطقة حيازة" للجيش الإسرائيلي على بعد 15 كيلومترا داخل سوريا و"منطقة نفوذ" مع سيطرة استخباراتية على عمق 60 كيلومترا.

ويقول مسؤولون كبار في إسرائيل إنه سيكون مطلوبا من تل أبيب الحفاظ على "مساحة حيازة" بطول 15 كيلومترا داخل الأراضي السورية حيث سيحتفظ الجيش الإسرائيلي بوجود لضمان عدم تمكن الموالين للنظام الجديد من إطلاق الصواريخ باتجاه الجولان، فضلا عن "مساحة نفوذ" بعمق 60 كيلومترا داخل سوريا حيث ستسيطر إسرائيل على الاستخبارات للتأكد من عدم تطور أي تهديد لها هناك.

وذكرت الصحيفة أنه ورغم تأكيد الإدارة السورية الجديدة في دمشق أنها ليست في صراع مع إسرائيل إلى أن تل أبيب لا تخاطر.

وفي إسرائيل يستغربون ما يسمونه "العمى" من جانب الغرب في مواجهة النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع، حيث أفادت الصحيفة بأن "الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا قاموا برحلة حج إلى الجولاني".

وهاجم أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين في اجتماع مجلس الوزراء السياسي الأمني الدول الغربية، وقال "لنتذكر أن خلفية هذه الأمور هي أن الغرب يرسل الآن ممثلين كبار إلى دمشق على أمل أن تتحقق بالفعل تصريحات الجولاني حول الاعتدال وتشكيل حكومة تحترم حقوق الإنسان.. سوريا تحت قيادته قد تتحرك نحو نظام ديمقراطي على الرغم من أن الجولاني نفسه قال إنه من غير المتوقع إجراء انتخابات في البلاد في السنوات المقبلة".

وأضاف "ألغت الولايات المتحدة بالفعل المكافأة البالغة قيمتها 10 مليون دولار التي كانت قد حددتها لمن يأتي برأسه في العقد الماضي.. كما خففت هذا الأسبوع بعض العقوبات المفروضة على سوريا".

وصرح أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين: "الغرب يريد أن يصبح أعمى عمدا لأن هؤلاء هم أخطر الناس في العالم.. أعضاء سابقون في تنظيم القاعدة.. من المدهش كيف وقع العالم في الفخ مرة أخرى.. العالم العربي من حولنا يفهم ذلك ويحذر الغرب لكنهم لا يستمعون.. لا شك أن سقوط الأسد والمحور الإيراني في سوريا أمر جيد.. لكن يتم خلق التهديدات".


 

وبحسب المسؤول، فقد أرسل المتمردون في سوريا رسائل إلى إسرائيل تفيد بأنهم لا ينوون الدخول في حرب معها، لكنه شكك في ذلك، حيث ذكر "قد يكون هذا صحيحا لمدة عام أو عامين أو ربما حتى 10 أو 20 عاما، لكن لا أحد يستطيع أن يضمن أنهم لن يلجأوا إلينا بعد ذلك وهؤلاء أشخاص خطيرون للغاية.. يريد الجولاني الآن رفع العقوبات عن سوريا حتى يتمكن من جلب الأموال من الخارج وعلى المدى الطويل سيتعين على إسرائيل الحفاظ على منطقة سيطرة ونفوذ في سوريا".

وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل تأمل أن يمنحها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعد تنصيبه في 20 يناير الدعم الكامل ضد سوريا ولبنان على مسافة 60 كيلومترا، حيث يمكن لتل أبيب ضمان عدم تطور أي تهديد لإسرائيل"، مردفا بالقول: "نحن نبني مفهوما تشغيليا للواقع الجديد".

وفي إسرائيل أيضا يشعرون بالقلق من قيام حماس والجهاد الإسلامي في سوريا، بينما يغضون الطرف عن الجولاني.

وفي السياق، أفاد المسؤول بأنهم "لن يسمحوا لهم بترسيخ وجودهم في سوريا، كما لم يسمحوا لإيران بترسيخ وجودها هناك"، متابعا بالقول: "نقدر أن الجولاني يفضل بقاءهم حتى يحاولوا العمل ضد إسرائيل، حتى لو كان هناك مجال للإنكار".

كما وفور الإطاحة بنظام الأسد في شهر ديسمبر 2024، سيطرت إسرائيل على المنطقة العازلة التي أنشئت بموجب اتفاقية فصل القوات مع سوريا بعد حرب "يوم الغفران" كما احتلت جبل الشيخ السوري.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته لجبل الشيخ السوري رفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس: "سنبقى في هذا المكان المهم حتى يتم التوصل إلى ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل وسنحدد الترتيب الأفضل الذي سيضمن أمننا".

كما أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ في أعقاب الإطاحة بنظام الأسد عملية قصف واسعة النطاق بهدف تدمير القدرات الاستراتيجية للجيش السوري ومنع وقوعها في أيدي الإدارة الجديدة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: فی سوریا

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي يتهم إسرائيل بارتكاب «أعمال إبادة» في غزة

جنيف (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مقترح أميركي جديد لتمديد «اتفاق غزة» 50 يوماً تحديات خطيرة تواجه إزالة الركام في غزة

أصدرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن الأرض الفلسطينية المحتلة تقريراً أمس، في جنيف، أكدت فيه أن إسرائيل استخدمت العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي ضمن جهود واسعة لتقويض حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، بالإضافة إلى ارتكاب أعمال إبادة جماعية من خلال تدمير مرافق الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.
ووثق التقرير مجموعة واسعة من الانتهاكات المرتكبة ضد النساء والرجال والأطفال الفلسطينيين في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة منذ 7 أكتوبر 2023 والتي تشكل عنصراً رئيساً في إساءة معاملة الفلسطينيين وجزءاً من سياسة الاحتلال غير القانوني واضطهاد الفلسطينيين.
وقالت نافي بيلاي، رئيسة اللجنة، إن الأدلة التي جمعتها تكشف حجم الانتهاكات المرتكبة ضد النساء والرجال والأطفال الفلسطينيين، وأن هذه الأعمال تمثل جزءاً من استراتيجية حربية تهدف إلى السيطرة على الشعب الفلسطيني وتدميره.
كما وثق التقرير أشكالاً من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي مثل التعري القسري في الأماكن العامة والتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب، وهي انتهاكات ارتكبتها قوات الأمن الإسرائيلية، كما أشار إلى إفلات الجناة من المساءلة بسبب عدم فعالية النظام القضائي العسكري الإسرائيلي.
ولفتت بيلاي إلى أن استهداف مرافق الرعاية الصحية الإنجابية، من خلال الهجمات على أقسام الولادة وعيادات الإخصاب في غزة، أدى إلى آثار جسدية ونفسية خطيرة على النساء والفتيات، بالإضافة إلى تأثيرات طويلة الأمد على الصحة النفسية والخصوبة.

مقالات مشابهة

  • تظاهرات في القامشلي وكوباني شمال شرق سوريا تنديداً بالم,جازر التي ترتكبها عصـ.ابات الجولاني ضد أبناء الطائفة العلوية
  • تقرير أممي يوثق ارتكاب إسرائيل جرائمَ حرب بحق الفلسطينيين
  • تقرير أممي يتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة في غزة
  • تقرير أممي يتهم إسرائيل بارتكاب «أعمال إبادة» في غزة
  • حزب الله العراقي يخلي مسؤوليته عن الإساءة للسوريين: علاقاتنا وطيدة لن يمحوها الجولاني
  • الجولاني يكرر ما كان يفعله الأسد.. مجلس سوريا الديمقراطية: دستور المرحلة الانتقالية غير شرعي
  • تقرير من تل أبيب: إسرائيل تصرّ على التطبيع مع لبنان
  • سوريا.. تقرير أممي يكشف مقتل عائلات بأكملها في عنف طائفي
  • معاريف: إسرائيل توسع نفوذها في سوريا وتنشئ منطقة عازلة على عمق 80 كيلومترا
  • هآرتس: الجيش الإسرائيلي يعتزم بناء قواعد عسكرية جديدة في سوريا بعمق 65 كيلومترا