الحياد.. أمل أوكرانيا الوحيد لإنهاء الحرب
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
قال المدير والزميل الكبير لبرنامج روسيا وأوراسيا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، يوجين رامر إن خسارة أوكرانيا للحرب ضد روسيا قد تكون مقبولة على نطاق واسع. وخلال أقل من ستة أشهر تحولت رواية الغرب من الحديث عن النصر إلى تجنب الهزيمة.
وأضاف "رفعت المكاسب المبكرة التي حققها الجيش الأوكراني في 2022 سقف أهداف الحرب لتصبح تحرير كامل الأراضي الأوكرانية التي احتلتها روسيا، ومحاسبة الأخيرة على جرائم الحرب التي ارتكبتها.لكن هذه الأهداف لم تعد واقعية. وأصبح الحديث السائد بين مؤيدي أوكرانيا الآن يدور حول إنهاء الحرب بشروط تحرم روسيا من تحقيق الانتصار الكامل". وتساءل "كيف يمكن جعل روسيا توافق على وقف إطلاق النار والتفاوض على نهاية لحرب تكسبها حاليا. ويمكن أن يقنع اقتراح جعل أوكرانيا دولة محايدة على المدى الطويل روسيا بالجلوس إلى مائدة المفاوضات". أوكرانيا لا تستطيع الوقوف أمام روسيا
وفي تحليل نشره موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي قال يوجين إن مع اقتراب الحرب من عامها الرابع، لا تستطيع أوكرانيا التغلب على تفوق روسيا شعباً واقتصاداً وأرضاً، رغم مساعدات الشركاء الغربيين لكييف. فروسيا تملك عدد سكان ضخم يتيح لها تجنيد المزيد من الرجال لمواصلة الحرب، واقتصادها يعادل نحو 10 أمثال اقتصاد أوكرانيا قبل الحرب. والآن بعد أن خسر اقتصاد أوكرانيا حوالي نصف تريليون دولار، وفي ضوء حجم الدولة أصبح من الصعب إن لم يكن المستحيلاً عليها استهداف منشآت البنية التحتية العسكرية الروسية بصورة فعالة.
وفي الوقت نفسه فإن حلفاء أوكرانيا مثل الولايات المتحدة وغيرها من دول حلف شمال الأطلسي ناتو، واليابان، وكوريا الجنوبية لا تشارك في القتال، في حين وصلت أوكرانيا إلى أقصى ما يمكن تحقيقه بمفردها على الأرض.
وتطلب أوكرانيا من شركائها ضمانات أمنية ومنها عضوية حلف ناتو، أو على الأقل مسار واضح وقصير للانضمام إليه شرطاً للتفاوض مع روسيا. ولكن أعضاء ناتو أكدوا بوضوح أنهم غير مستعدين لضم أوكرانيا. وحتى أكثر المؤيدين لانضمام أوكرانيا إلى ناتو أصبحوا يرغبون في تجنب دعوتها للانضمام قبل نهاية الحرب.
???? ???? نشرت وزارة الدفاع الروسية مشاهد لتدمير مركبة مزودة بمنظمة حرب إلكترونية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مقاطعة كورسك باستخدام طائرات دون طيار معززة بالواقع الافتراضي (FPV). pic.twitter.com/PgMea9cCRd
— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) January 11, 2025 ضربة قاصمةفي المقابل تعتبر روسيا أي تعهد من الحلفاء بضم أوكرانيا إلى الحلف ضربة قاصمة لأي مفاوضات لوقف إطلاق النار. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى أن عضوية أوكرانيا في ناتو نتيجة غير مقبولة على الإطلاق، وأوضح ذلك في مقاله في 2021 عن "الوحدة التاريخية" المزعومة بين روسيا وأوكرانيا، والتي طرح فيها رؤيته للحرب. وإلى جانب الرواية الكاذبة ولكن الراسخة في المؤسسة الأمنية الروسية بأن ناتو خالف وعده بمنع تمدده إلى الشرق، قال إن احتمال انضمام أوكرانيا إلى ناتو هو دعوة لروسيا لمواصلة حملتها القاتلة ضدها.
ويرى يوجين في التحليل الذي كان جزءاً من مبادرة مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي لتأمين مستقبل أوكرانيا وبرنامج واشنهايم للسلام والأمن، أن أمام كييف مسارين. الأول الذي تسلكه الآن هو معركة بطيئة ومضنية ومفتوحة النهاية في ظل الخطر المتزايد المتمثل في تحقيق الجيش الروسي اختراقاً كبيراً من شأنه ألا يكون أمامها سوى قبول شروط بوتين للمفاوضات.
والمسار الثاني هو تقديم تسوية لبوتين تلبي بعض، وليس كل، شروطه وتتيح له إعلان النصر مع الحفاظ على أوكرانيا دولة ذات سيادة.
ومع ذلك، لا أحد يعرف وربما بوتين نفسه، إذا كان الرئيس الروسي سيقبل بحل وسط. فجيشه يحقق مكاسب على الأرض، لكن هذه المكاسب تأتي بأثمان فادحة. والاقتصاد الروسي يحقق أداء يفوق التوقعات لكن معدل التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة تهدد بعرقلة النمو، وأصبحت البلاد تواجه نقصاً حقيقياً في القوة العاملة.
وفي الوقت نفسه يصعب أيضاً التنبؤ بشكل الحل الوسط المقبول. لكنه في أغلب الأحوال يجب أن يتضمن تنازلات أوكرانية عن أراض، بحيث تحتفظ روسيا بالأراضي التي استولت عليها. كما سيكون على أوكرانيا التعهد بتجنب السعي إلى استردادها بالقوة، وبالتخلي عن حلم الانضمام إلى ناتو والقبول بالحياد أو "رفض الانضمام إلى أي تحالف" والتي وصفها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة بـ"مبدأ أساسي".
أما ما لا يمكن أن يتضمنه أي حل وسط فهو فرض قيود على قدرات أوكرانيا على الدفاع عن نفسها في مواجهة أي عدوان روسي آخر.
ويقول يوجين إن هذه الشروط تبدو صعبة القبول من أوكرانيا، رغم أنها في الواقع لا تعني حرمان أوكرانيا من أي مكاسب متاحة أمامها. فاستعادة حدود 1991 أصبحت بعيدة المنال، وعضوية ناتو لم تعد مطروحة أيضاً.
وفي الوقت نفسه فإن الحياد لا يعني فقدان الأمن ولا الدوران في الفلك الروسي. ففنلندا والسويد ظلتا منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الحرب الروسية الحالية ضد أوكرانيا خارج ناتو. وقبلت فنلندا بخسارة 15% من أراضيها لصالح الاتحاد السوفيتي في نهاية الحرب العالمية الثانية. في الوقت نفسه احتفظت فنلندا والسويد بوجودهما دولتين مستقلتين ذاتي سيادة، ثم انضمتا إلى الاتحاد الأوروبي بعد الحرب الباردة وحققتا نهضة اقتصادية كبيرة.
ولكن هذا لا يعني أن أوكرانيا لابد أن تحذو حذو النموذج الفنلندي أو السويدي أو أي نموذج آخر في سياستها الأمنية بعد الحرب. فليس هناك نموذج واحد يمكن لأوكرانيا أن تتبعه، لأن السياسة الأمنية لكل دولة تتحدد وفق حجمها وموقعها الجغرافي وتاريخها واقتصادها وسياساتها. وبالتالي بوسع أوكرانيا أن تختار عناصر من نماذج مختلفة تناسبها على النحو الأفضل حسب يوجين.
نهاية حرب أوكرانيا تقترب مع استعداد ترامب للقاء بوتين - موقع 24أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أمس الخميس، أنه يحضّر لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لإنهاء" الحرب في أوكرانيا. وبناء على تجارب تلك البلدان، تستطيع أوكرانيا أن تضع سياساتها الأمنية، بحيث لا يمنعها الحياد أو عدم الانحياز من الاحتفاظ بقوات مسلحة مدربة وذات قدرات عالية ومجهزة تجهيزاً جيداً، مدعومة بمجموعة كبيرة من جنود الاحتياط المدربين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية فی الوقت نفسه أوکرانیا إلى
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأمريكي متفائل بمحادثات جدة لإنهاء حرب أوكرانيا
أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الاثنين، عن تفاؤله قبيل المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن إنهاء حرب أوكرانيا التي بدأتها روسيا قبل أكثر من 3 سنوات.
وقال روبيو إنه يشعر بالتفاؤل قبل المحادثات المقررة اليوم الثلاثاء في مدينة جدة السعودية.
وأضاف في حديثه لصحفيين مرافقين له خلال رحلته إلى جدة: "أشعر بالتفاؤل حيال ذلك، أعني أننا لم نكن لنأتي إن لم نكن كذلك".
وأوضح أن العامل الحاسم في الاجتماع سيكون مدى استعداد الأوكرانيين لاتخاذ قرارات صعبة، تمامًا كما سيكون على الروس فعل ذلك لإنهاء الحرب.
كما ألمح روبيو إلى إمكانية استئناف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا إذا سارت المحادثات بشكل جيد، مشيرًا إلى أنهم استأنفوا بالفعل تزويد كييف بالمعلومات الاستخباراتية لأغراض دفاعية.
ولم يستبعد الدبلوماسي الأمريكي لقاء غير رسمي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه أكد أنه لن يشارك في محادثات روبيو.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو - أ ف ب
وعندما سئل عما إذا كان لقاء غير رسمي مع زيلينسكي مطروحًا، قال روبيو: "ربما"، موضحًا أن ذلك ليس ضمن الخطة، لكنه ممكن.
وأكد روبيو أن كلا من موسكو وكييف "في حاجة إلى إدراك أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الوضع".
وأضاف أن الروس لن يتمكنوا من احتلال أوكرانيا بالكامل، وفي المقابل سيكون من الصعب جدًا على أوكرانيا إجبار روسيا على التراجع إلى حدود عام 2014.
واختتم تصريحاته قائلًا: "الحل الوحيد لهذه الحرب هو الدبلوماسية وإحضار الطرفين إلى طاولة المفاوضات".
وأشار إلى أن "الفرنسيين والبريطانيين قدموا دعمًا كبيرًا خلال الأسبوع الماضي وكانوا مفيدين جدًا، لذا نأمل أن نحظى باجتماعات مثمرة اليوم".