سطات تستعد لانطلاق أشغال خط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
في إطار متابعة الأشغال المتعلقة بمشروع خط القطار فائق السرعة (L G V) بين القنيطرة ومراكش، الذي يمر عبر بعض جماعات إقليم سطات، ترأس إبراهيم أبوزيد، عامل إقليم سطات، يوم الجمعة 10 يناير 2025، اجتماعًا ضم مجموعة من المسؤولين المحليين والمركزيين، وذلك بهدف تتبع تقدم المشروع والإجراءات المتعلقة به.
وأكد العامل خلال الاجتماع على أن جميع الإجراءات القانونية والإدارية قد تم إنجازها بنجاح، مما يسمح بالشروع في أشغال بناء الخط الحديدي للقطارات ذات السرعة العالية.
وأشار إلى أن المشروع يمثل قفزة نوعية في بنية النقل والتجهيزات الأساسية بإقليم سطات، مع التأكيد على ضرورة العمل وفق المعايير التقنية العالمية العالية، وضمان تنفيذ الأشغال في أسرع وقت ممكن.
ويشمل المشروع بناء خط حديدي على مسافة 63.5 كيلومتر عبر جماعات سيدي العايدي، سطات، مزامزة الجنوبية، الحوازة، خميسات الشاوية، سيدي محمد بن رحال ومشرع بنعبو. حيث سيتم نزع ملكية حوالي 996 بقعة أرضية بمساحة 550 هكتارًا، وفقًا لمقتضيات القانون رقم 07.81 المتعلق بنزع الملكية للمنفعة العامة.
وقد تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة تسريع عملية تعويض المواطنين المتضررين من نزع الملكية، بما في ذلك تعويض الأضرار المتعلقة بالمزروعات، المغروسات، الآبار، وكذلك الأضرار المتعلقة بالعقارات. كما سيتم الشروع في التواصل مع المستفيدين من التعويضات في أقرب وقت ممكن، ضمن المسطرة الرضائية الخاصة بالتعويضات.
من جهة أخرى، تم الإعلان عن تكليف شركة مغربية بأشغال المقطع الرابع من المشروع، الذي يمتد على فترة 33 شهرًا وبمبلغ ملياري و362 مليون درهم، والذي سيشمل جماعات سيدي العايدي، سطات، مزامزة الجنوبية، والحوازة. في حين سيُنفذ الشطر الخامس من المشروع بواسطة شركة صينية بمبلغ مليار و529 مليون درهم، ويشمل جماعات خميسات الشاوية، سيدي محمد بن رحال، ومشرع بنعبو.
ويعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية المملكة الطموحة في تحسين وتطوير البنية التحتية وتعزيز شبكة النقل السككي، بما يساهم في تحسين التنقل بين مختلف المدن ويحقق تنمية اقتصادية واجتماعية للمنطقة.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: أشغال البنية التحتية القنيطرة تطوير تعويضات خط القطار فائق السرعة مراكش
إقرأ أيضاً:
اليوم.. الليلة الكبيرة لمحبي سيدي صالح الجعفري
يحتفل محبي سيدي صالح الجعفري رضي الله عنه، بالليلة الختامية اليوم الخميس الموافق 9/1/2025، فهو القطب صالح الجعفرى اسمه: صالح بن محمد بن صالح بن محمد بن رفاعي الذي تمتد سلسلة نسبه الشريف لتتصل بسيدنا جعفر الصادق بن سيدنا محمد الباقر بن سيدنا علي زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين- رضي الله تعالى عنه وأرضاه- بن الإمام علي بن أبي طالب- رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجهه، فالجدة الكبرى لمولانا الإمام الجعفري هي السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا ومولانا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم.
توافد المئات على مسجد السيدة نفيسة للاحتفال بمولدها .. صور من حي السيدة زينب إلى الشاشة.. كيف صار كمال الشناوي نجما؟ولد الشيخ صالح الجعفرى رضى الله تعالى عنه- ببلدة "دنقلا" من السودان الشقيق فى الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة 1328 هـ، وبها حفظ القرآن الكريم وأتقنه فى مسجدها العتيق.
رحلته والسفر إلى الأزهر الشريفالإمام الراحل الجعفري قال في وقت سابق: «وقبل مجيئي إلى الأزهر جاء أحد أهل البلد بأول جزء من شرح النووي على صحيح مسلم، فاستعرته منه، وصرت أذاكر فيه، فرأيت سيدي عبد العالي الإدريسي- رضي الله عنه- جالسًا على كرسي، وبجواره زاد للسفر وسمعت من يقول: إن السيد يريد السفر إلى مصر إلى الأزهر، فجئت وسلمت عليه وقبّلت يده، فقال لي مع حدَّة: «العلم يؤخذ من صدور الرجال لا من الكتب» وكررها فاستيقظت من منامي وقد ألهمني ربي السفر إلى الأزهر... »
وقد فهم الإمام الجعفري مغزى الإشارة التي وجهه فيها سيدي عبد العالي إلى السفر إلى الأزهر الشريف لتلقي العلم عن العلماء في مجالسهم، وكان توجهه إلى الأزهر لما فيه من العلوم والمعارف التي يعزُّ وجودها في مكان غيره، فهو جامع العلوم، وقد قص الشيخ في أحد كتبه أنه «رأى السيد أحمد بن إدريس وهو يقول له: الله معك اقرأ فقه المذاهب الأربعة» يقول الإمام الجعفري: فلما أصبحت قصصت الرؤيا على شيخ لي، فقال: إن صحت رؤيتك فتأويلها أنك ستذهب إلى الجامع الأزهر (حيث يدرس الفقه على المذاهب الأربعة) وقد حقق الله تلك الرؤيا.
رحلة الشيخ الأولى إلى الأزهر الشريفلقد صحَّ العزم مِن الشيخ صالـح الجعفري- رضي الله عنه- على أن يُجاهد في سبيلِ العلمِ ، فشمَّر عن ساعدِ الجدِّ، وبدأ رحلته إلى مصر- بلد الأزهر الشريف- وقد كانت رحلة شاقة، وذلك لطول المسافة ووُعورة الطريق بين مصر والسودان آنذاك، وقد أشار شيخنا الإمام الجعفـريُّ- رضى الله عنه- إلى هذه الرحلة الطويلة في قصيدته التي مدح فيها آل البيت- رضي الله عنهم أجمعين- وأسماها "البُـردَة الحَسَنِيَّـةُ الحُسَيْنِيَّـة" في مدح آل خير البرية فقال:
سَـرَيْتُ مِنْ بَـلَـدٍ أَسـعَى إلى بَـلَـدٍ
حتَّى أَتيتُ إلَيهِمْ في دِيَـارِهِمِ
وبِتُّ في جَبَـلٍ مِنْ بَعـدِهِ جَبَـلٌ
أرجو الإلـهَ شُهُودًا في جمالهم
وهكذا كانت رحلة الإمام الجعفري إلى مصر، وكان عمره آنذاك عشرين عامًا تقريبًا، وكان قد أنجب ولدًا هو سيدي عبد الغني، وبنتًا هي السيدة «فتحية»، ولما وصل إلى مصر التحق بالأزهر الشريف ولازمه ملازمةً تامةً، فَمِنْ أجلِ طلبِ العلمِ هاجرَ مِن بلده وموطنه وترك أهله وولده، فلم يكن ليضيع لحظة بغير استفادة علم أو معرفة من علماء الأزهر الأعلام في ذلك الوقت.
وقد وصف الإمام الجعفري بنفسه صورة ليومٍ من أيامِ حياتِهِ في الأزهر فقال: «كان الشيخ يوسف الدجوي- رحمه الله- يقرأ الدرس في الأزهر من بعد صلاة الفجر إلى الساعة السابعة والنصف، وكنا نحضر عليه، وبعد انتهاء الدرس نخرج من الأزهر ونذهب إلى مسجد سيدنا الإمام الحسين، فنجد الشيخ محمد السمالوطي جالسًا يدرّس فنجلس عنده حتى الثامنة، وبعد انتهاء درسه نعود مرة أخرى إلى الأزهر حيث تبدأ دروس الفقه، وفي فترة الأجازة كنا نحضر دائمًا عند الشيخ السمالوطي في مسجد الإمام الحسين.
بداية عمله في الأزهرولم يقتصر الإمام الجعفري- رضي الله عنه- على واجبات وظيفته، بل قام بالتدريس والوعظ في جنبات الأزهر، وجذب إليه القلوب بما أفاض الله- تعالى- عليه من العلم النافع، والموعظة المخلصة الصادقة فأقبل عليه طلاب العلم من داخل الأزهر وخارجه،إلى أن جاءت مناسبة أظهرت جدارة الشيخ العلمية، واستحقاقه لهذه المكانة العظيمة..
كان ذلك عند وفاة شيخه العلاّمة الشيخ يوسف الدجوي سنة 1365هـ، وقد اجتمع أبناء الأزهر وكبار العلماء لتوديع عالمهم الجليل، فاحتشدوا في موكب مهيب، ولكن تعالوا بنا نستمع إلى ما حدث من أحد شهود العيان، وهو عالم من كبار علماء البيان، وعَلم يُشارُ إليه بالبنان، ذلكم الدكتور محمد رجب البيومي -رحمه الله - أستاذ الأدب والبلاغة بجامعة الأزهر يقول: «ومن مواقفه التي بلغ التأثير فيها روعته الخالبة موقفه في رثاء أستاذه الكبير الشيخ يوسف الدجوي- رضي الله عنه- فقد كنا طلابًا في كلية اللغة العربية، ونادى الناعي منذرًا بوفاة الشيخ الكبير، ومحددًا ميعاد الجنازة، فسارعتُ إلى توديعه، وكان المشهد مؤثرًا، تتقدمه جماعة كبار العلماء برئاسة أستاذهم الأكبر مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر الشريف، وحين بلغ الموكب نهايته عند القبر انتفض الشيخ صالح خطيبًا، يرثي أستاذه، فبدأ مرثيته مستشهدًا بقول رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم أفاض في إيضاح منزلة العالِم الفقيد، وأشاد ببعض مواقفه الجريئة أمام المبتدعة والملاحدة، وما أن انتهى الخطيب من مرثاته، حتى سأله عنه الأستاذ الأكبر معجبًا، ثم بادر بتعيينه مدرسًا في الجامع الأزهر. وارتقى الشيخ صالح الجعفري - رضى الله عنه - منبر الجامع الأزهر الشريف خطيبًا، إلى جانب عمله كمدرسٍ للعلم بالأزهر.