الـNew York Times: ضعفت قبضة حزب اللهفهل طوى لبنان صفحة قديمة؟
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
ذكرت صحيفة "The New York Times" الأميركية أنه "على مدى عقود من الزمان، كانت قبضة حزب الله على لبنان مُحكمة للغاية. وبفضل ترسانته الضخمة، كان الحزب أقوى من الجيش، فقد سيطر أو فرض هيمنته على البنية الأساسية الحيوية للبلاد، مثل الحدود مع سوريا والميناء التجاري. ولم يكن من الممكن اتخاذ أي قرارات سياسية كبرى تقريباً دون دعمه، ولم يكن بوسع أي حزب سياسي أن يتحدى بجدية أي خطوة يتخذها الحزب أو راعيته إيران.
وبحسب الصحيفة، "لقد تركت أربعة عشر شهراً من القتال ضد إسرائيل حزب الله في حالة من الضعف. فقد أطاح المتمردون بحليفه الرئيسي في سوريا المجاورة، بشار الأسد. كما تجد إيران نفسها الآن ضعيفة بعد أن تعرضت هي وحلفاؤها لضربات شديدة من قبل إسرائيل. وفي حين لا يزال حزب الله يتمتع بالقوة، فلا يزال لديه آلاف المقاتلين ويحظى بولاء معظم المسلمين الشيعة في البلاد، يقول المحللون إن هناك شيئاً واحداً واضحاً: يبدو أن عصر هيمنة حزب الله وإيران التي لا تتزعزع في لبنان قد انتهى. وقال مهند الحاج علي، وهو زميل بارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: "إنها حقيقة سياسية جديدة. وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتكشف هذه الحقيقة الجديدة، ولكن ما رأيناه حتى الآن يكفي لإظهار أن الأمور تحولت"."
ورأت الصحيفة أن "هذه الرمال السياسية المتحركة انكشفت يوم الخميس، عندما انتخب المجلس النيابي رئيساً جديداً، متغلباً بذلك على سنوات من الجمود السياسي الذي عزاه العديد من المنتقدين إلى جهود حزب الله لعرقلة أي محاولة للحل. في لبنان، رأى كثيرون أن انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون، يوم الخميس الماضي، يشكل خطوة حاسمة نحو جلب الاستقرار إلى البلاد. كما اعتبره البعض تنازلاً من جانب حزب الله، وقال بعض المحللين إنه بمثابة اعتراف بأن الحزب لم يعد في وضع يسمح له بشل الدولة. منذ تأسيس لبنان، تنافست العديد من الفصائل والطوائف من أكثر من اثنتي عشرة جماعة دينية في البلاد على السلطة والنفوذ. ويعتمد النظام السياسي الهش في لبنان على الاتفاقات بين الأحزاب والطوائف، فضلاً عن داعميها الأجانب. وقد حافظ هذا النظام على تماسك البلاد بخيط رفيع بينما كانت تترنح من أزمة إلى أزمة منذ انتهت الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا في عام 1990".
وتابعت الصحيفة، "على مدى العقود الثلاثة الماضية، نجح حزب الله في التفوق على أعدائه المحليين وعقد تحالفات استراتيجية لتعزيز مكانته باعتباره القوة الحقيقية التي تدعم الدولة الضعيفة والمنقسمة في البلاد. وبينما كانت الحكومة تكافح من أجل إبقاء الكهرباء والمياه جارية، نجح حزب الله في بناء شبكة واسعة من الخدمات الاجتماعية لأنصاره الشيعة في الغالب، ولكن على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، تعرض الحزب لسلسلة من الضربات المدمرة. لقد أدت حرب حزب الله مع إسرائيل إلى القضاء على كبار قادته، وتدمير أجزاء كبيرة من ترسانته، وتركت البلاد مع فاتورة بمليارات الدولارات لإعادة الإعمار. كما حطمت هزيمته المؤلمة وعد حزب الله للبنانيين بأنه وحده قادر على الدفاع عن لبنان من إسرائيل. ثم في الشهر الماضي، فقد الحزب جسره البري الرئيسي للأسلحة والأموال، فضلاً عن حليف سياسي، عندما أطاح المتمردون السوريون، الذين قاتلهم حزب الله ذات يوم، بحكومة الأسد".
وبحسب الصحيفة، "كانت إيران، راعية حزب الله، في موقف دفاعي منذ الإطاحة بالأسد، وبسبب توتراتها المتصاعدة مع إسرائيل، بما في ذلك الصراع المباشر من خلال إطلاق الصواريخ. لقد تفككت شبكة إيران من الفصائل المعادية لإسرائيل، مما أدى إلى فقدان طهران للقدرة على فرض قوتها إلى أقصى الغرب حتى البحر الأبيض المتوسط وجنوباً إلى بحر العرب. وفي غياب هذه الركائز الداعمة، تضاءلت قدرة حزب الله على التأثير على السياسة اللبنانية، حتى مع محاولته وحلفائه تقديم أنفسهم باعتبارهم واضعي أجندة البلاد. وكان نفوذهم المتضائل واضحاً حتى قبل التصويت عندما انسحب المرشح الرئاسي المدعوم من حزب الله سليمان فرنجية من السباق في وقت متأخر من مساء الأربعاء".
وتابعت الصحيفة، "قال سامي نادر، مدير معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت، إن "رواية حزب الله فقدت صدقيتها بشكل خطير، وضعف جيشه بشكل خطير، وفي رأيي، سيضطر سياسياً إلى البدء في دفع الثمن". ويتفق معظم الخبراء على أنه حتى في حالته الضعيفة، يظل حزب الله القوة السياسية الأكثر هيمنة في لبنان، لكنهم يقولون إن هذا ليس دليلاً على قبضة الحزب على السلطة بل هو انعكاس للخلل السياسي والصراعات الداخلية في البلاد. وقد ظهر هذا الخلل بشكل كامل خلال التصويت البرلماني الخميس".
وختمت الصحيفة، "يقول المحللون إن انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية يوم الخميس يشكل الخطوة الأولى في تحديد خريطة سياسية جديدة للبلاد والمنطقة".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی البلاد حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن قتلها مسؤولا ميدانيا بـ"حزب الله" بغارة جنوب لبنان
قالت إسرائيل، الثلاثاء، إنها قتلت مسؤولا ميدانيا بـ"حزب الله" بغارة بمنطقة عيترون جنوب لبنان، دون تعقيب من الحزب أو الحكومة اللبنانية.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بأن "طائرة مسيرة للجيش نفذت هجوما في وقت سابق اليوم بمنطقة عيترون جنوب لبنان، وتم القضاء على قائد خلية في منظومة العمليات الخاصة في حزب الله".
ولم يعلن الجيش اسم الشخص المستهدف، فيما لم يعلق "حزب الله" أو الحكومة اللبنانية على الفور على بيان الجيش الإسرائيلي.
وبوقت سابق اليوم، أفادت وكالة أنباء لبنان بمقتل شخص وجرح ثلاثة جراء قصف مسيرة إسرائيلية سيارة في عيترون بمحافظة النبطية.
وذكرت لاحقاً، أن الغارة الإسرائيلية استهدفت سيارة نقل صغيرة في عيترون وأدت إلى مقتل شخص، دون تحديد هويته.
فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، مقتل شخص وإصابة 3 آخرين بينهم طفل جراء غارة من مسيرة إسرائيلية على سيارة جنوب البلاد.
تأتي هذه الاعتداءات في سياق سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية اليومية جنوب لبنان، لاتفاق وقف النار مع حزب الله وللقرار الدولي 1701.
وفي 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف القتال بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، ارتكبت إسرائيل أكثر من 1440 خرقا له، ما خلّف نحو 125 قتيلا و371 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات لبنانية رسمية.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا بينما تواصل احتلالها 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.