بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا: نكمل اليوم وفي الجزء الثالث هذا مانشرناه في الجزء الاول والثاني وخصوصا حول أخطر تهديد مرتقب ومتصاعد ضد النظام الإيراني وتحديدا من جهة أذربيجان .وعلى ما يبدو ان ورائه جبهة تنسيقية تتألف من إسرائيل وتركيا والمايسترو الاميركي. فتركيا التي غنمت سوريا لن تترك ايران لتفكر بالعودة لسوريا وكذلك إسرائيل تُفكر بنفس التوجه .

فلقد تكلمنا في الجزء الثاني عن الديموغرافية الاذرية داخل إيران والتي تتماهى قوميا مع أذربيجان وتتكون من 5 محافظات إيرانية يقطنها 20 مليون مواطن إيراني من اصل آذري يتأثرون بالسياسات الأذربيجانية .وكيف وان التصعيد الأخير ضد النظام الإيراني جاء على لسان الرئيس الأذربيجاني شخصيا. ويبدو أن هذا التصعيد مرتبط بمخطط الشرق الأوسط الجديد الذي تعمل عليه إسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية وبتمويل خليجي .فنستطيع القول ان طهران دخلت في فصل الخوف والرعب الحقيقي لأن الخاصرة الأذربيجانية وفي حال تفجرها سوف تحرك طموحات واماني القوميات الكبرى في إيران نحو الانفصال وهي ” القومية الكردية ، القومية العربساتية ، وقومية البلوش… الخ ” وهي القنبلة التي يرتجف منها النظام الايراني كونها بوابة لتقسيم ايران. لا سيما وان ثروات ايران المهمة تحت اقدام ابناء هذه القوميات!
ثانيا : وهناك الفرع الثاني من الخاصرة الأذربيجانية والذي يهدد إيران بشكل مباشر وخطير والمتمثل بمعبر او ممر ” زنغزور” والذي يعتبر ممرا استراتيجيا إلى دول اسيا الوسطى . ويتكون هذا المعبر من شريط بري يبلغ طوله 40 كيلومترا، ويمر عبر منطقة “زنغزور” الأرمنية، ويربط أذربيجان بإقليم نخجوان المتمتع بالحكم الذاتي و التابع لأذربيجان إداريا، والمنفصل عنها جغرافيا. والتي تريد أذربيجان فتحه لتصل إلى إقليم ” نخجوان” ومن ثم تتصل بتركيا .علما ان هذا الممر من أكثر القضايا الخلافية بين أرمينيا وأذربيجان ومنذ حربهما عام 2020، حيث تتهم أذربيجان أرمينيا بالتنصُّل من التزاماتها وفق الاتفاق المبرم بينهما، وتهدد أذربيجان بفتح الممر بالقوة،وحينها سيمتد الصراع ليشمل دولا إقليمية أخرى مثل تركيا وإيران وروسيا.
ثالثا:وممر زنغزور هو مشروع حيوي واستراتيجي تسعى أذربيجان لتنفيذه بهدف ربط إقليم نخجوان الذاتي بأراضيها الرئيسية عبر الأراضي الأرمنية، وتحديداً من خلال مقاطعة سيونيك بمحاذاة الحدود الأرمينية الإيرانية.و أن إيران تعارض فتحه لعدة أسباب منها خوفها من التأثير الجيوسياسي، إذ تعتبر أن استيلاء أذربيجان عليه يهدد بقطع اتصالها البري مع أرمينيا والقوقاز، مما يضعف روابطها مع أوروبا.كما تخشى إيران من تعزيز النفوذ التركي، إذ يؤدي المشروع إلى توسيع نفوذ تركيا في القوقاز، ما قد يؤثر على التوازن الإقليمي.وأخيرا، تشعر طهران بالقلق من تغيير الحدود الدولية ، فقد أكدت مراراً رفضها لأي تغيير في الحدود المعترف بها دولياً، معتبرة ممر زنغزور تهديداً لوحدة الأراضي الإيرانية .
رابعا: فعندما تنجح أذربيجان بالاستيلاء على ممر ” زنغزور”والوصول إلى الاقليم الأذري ” نخجوان” فسوف تفتح الطريق لتركيا ودول الاتحاد الأوربي واوربا نحو القوقاز ونحو دول اسيا الوسطى وسوف يصبح ممرا دوليا ( اي إعلان التمدد التركي والوصول إلى الجمهوريات الناطقة بالتركية) وهذا يعني تطويق إيران من جهة ،والوصول إلى ثروات بحر قزوين من جهة اخرى . لان هذا الممر يشكل أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لأذربيجان وتركيا لانه يعزز التجارة الإقليمية. أي يلعب دوراً حيوياً في التجارة الإقليمية وحركة النقل، ما يعزز من المكانة الاقتصادية لتركيا وأذربيجان على حساب إيران خصوصا عند الاستيلاء على هذا الممر سوف ينقطع الاتصال بين إيران وأرمينيا .وان التهديد الذي خرج من الرئيس الأذربيجاني ضد ايران قبل ايام قليلة شمل ارمينيا كذلك عندما قال عنها ( أرمينيا تشكل تهديدا «فاشيا» يتعين القضاء عليه. إما على يد القيادة الأرمينية أو على أيدينا. فلا يوجد أي سبيل آخر) وهنا باتَ واضحا ً ان الرئيس الأذربيجاني يمهد لجولة حرب جديدة ضد ارمينيا وسوف تشترك بها تركيا هذه المرة . لانه في الجولة الاولى من الحرب استعادت أذربيجان في سبتمبر (أيلول) 2023 السيطرة على كاراباخ مما دفع كل الأرمن في الإقليم، البالغ عددهم 100 ألف نسمة، إلى الرحيل جماعيا إلى أرمينيا
خامسا: إيران بدأت بالتحرك لحماية نفوذها ولكنه تحرك متأخر جداً . فلقد باشرت بإقامة رادارات حديثة ثلاثية الأبعاد (نذير) بمدى 800 كيلومتر في شمال البلاد. تُظهر الصورة 1 مدى تغطية هذه الرادارات، التي ترصد سماء أذربيجان‬⁩ و ⁧‫أرمينيا‬⁩ وجزءًا من سماء ⁧‫روسيا‬⁩ و ⁧‫تركيا‬⁩.” وهو تحسب استباقي متأخر جدا لانها صبت تفكيرها وانشغالها على غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن . وبما انها خسرت غزة ولبنان وسوريا وفي طريقها لخسارة اليمن فتراهن على العناد وصنع الفوضى في العراق ولكن هذا سوف يكلفها لخسائر جسيمة من جهة أذربيجان ،وحتى من جهة القوميات الإيرانية الكبرى وصولا للتصدع الداخلي في إيران والذي سيمهد لأنتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام وهذا ما يريده النظام العالمي الجديد !
الخلاصة : فليس امام إيران خياراً إلا الخروج من العراق وبسرعة وقبل فوات الاوان . والتخلي عن جميع حلفاءها داخل العراق لانهم كانوا سببا ولازالوا بكراهية الشعب العراقي لإيران. وان فعلت ايران ذلك قد تحصل على مصالح جيدة بعد التغيير في العراق. وان قررت البقاء والمراهنة على الفوضى والمنازلة في العراق فنقول لها ستخسري المواجهة مع النظام العالمي. وحينها ستحلمي ان يكون لديك سفارة في العراق بعد التغيير !
سمير عبيد
١١ يناير ٢٠٢٥

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی العراق من جهة

إقرأ أيضاً:

“حلبجة” و”التربية” على طاولة البرلمان العراقي الاثنين

شبكة انباء العراق ..

أعلن مجلس النواب العراقي عن جدول أعمال جلسته السادسة، المقررة يوم الاثنين المقبل، الموافق 14 نيسان 2025، والتي تتضمن التصويت على مشروع قانون استحداث محافظة حلبجة، إلى جانب قراءة عدد من مشاريع ومقترحات القوانين الأخرى، بما في ذلك التعديل الاول لقانون وزارة التربية.

وذكرت الدائرة الإعلامية للمجلس في بيان ، أن جدول الأعمال يتضمن التصويت على مشروع قانون استحداث محافظة حلبجة في جمهورية العراق، والمقدم من لجنة الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة بإقليم بالتعاون مع اللجنة القانونية، ويتألف من أربع مواد.

كما يشمل الجدول التصويت على مقترح تعديل قانون أسس تعادل الشهادات والدرجات العلمية العربية والأجنبية رقم (20) لسنة 2020، المقدم من لجنة التعليم العالي والبحث العلمي.

وستشهد الجلسة أيضاً التقرير والمناقشة للقراءة الثانية من مقترح قانون حماية وتحسين البيئة، والمقدم من لجنة الصحة والبيئة.

ويتضمن جدول الأعمال كذلك مناقشة مشروع قانون انضمام العراق إلى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، وتحديدًا الجزء الحادي عشر منها، في قراءته الثانية، ويتكوّن من ثلاث مواد، وقدّمته لجنة العلاقات الخارجية.

كما ستُناقش خلال الجلسة القراءة الثانية لمقترح تعديل قانون مجلس النواب وتشكيلاته رقم (13) لسنة 2018، والمقدَّم من اللجنة القانونية.

ولاحقا قررت رئاسة المجلس إضافة فقرة القراءة الاولى لمقترح قانون التعديل الاول لقانون وزارة التربية رقم 22 لسنة 2011

user

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعيد بيع “الكهرباء والغاز العراقي” لبغداد
  • صدور الجزء الثالث من كتاب المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع
  • انشأتها للتعتيم على جرائمها في العراق.. ترامب يأمر بإغلاق قناة “الحرة” 
  • ايران: المباحثات مع الولايات المتحدة ستظل “غير مباشرة” بوساطة عمانية
  • ترامب: المفاوضات مع إيران “تسير بشكل جيد”
  • “هل مواعيد الامتحانات في العراق مجرد مسكنات أم بداية لحل حقيقي؟”
  • تفكيك مواقع “الحزب” والحكومة تصادق على قانون الودائع.. لبنان يستعيد الجنوب ويطلق إصلاح النظام المصرفي
  • “الخارجية” : المملكة ترحب باستضافة سلطنة عُمان للمحادثات بين إيران والولايات المتحدة
  • حزب بارزاني: علاقاتنا “ممتازة” مع الرئيس السوري (أحمد الشرع)
  • “حلبجة” و”التربية” على طاولة البرلمان العراقي الاثنين