إيران والخيار المر : ترك “العراق”قبل أن تُقضَم من جهة أذربيجان! الجزء الثالث !
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا: نكمل اليوم وفي الجزء الثالث هذا مانشرناه في الجزء الاول والثاني وخصوصا حول أخطر تهديد مرتقب ومتصاعد ضد النظام الإيراني وتحديدا من جهة أذربيجان .وعلى ما يبدو ان ورائه جبهة تنسيقية تتألف من إسرائيل وتركيا والمايسترو الاميركي. فتركيا التي غنمت سوريا لن تترك ايران لتفكر بالعودة لسوريا وكذلك إسرائيل تُفكر بنفس التوجه .
ثانيا : وهناك الفرع الثاني من الخاصرة الأذربيجانية والذي يهدد إيران بشكل مباشر وخطير والمتمثل بمعبر او ممر ” زنغزور” والذي يعتبر ممرا استراتيجيا إلى دول اسيا الوسطى . ويتكون هذا المعبر من شريط بري يبلغ طوله 40 كيلومترا، ويمر عبر منطقة “زنغزور” الأرمنية، ويربط أذربيجان بإقليم نخجوان المتمتع بالحكم الذاتي و التابع لأذربيجان إداريا، والمنفصل عنها جغرافيا. والتي تريد أذربيجان فتحه لتصل إلى إقليم ” نخجوان” ومن ثم تتصل بتركيا .علما ان هذا الممر من أكثر القضايا الخلافية بين أرمينيا وأذربيجان ومنذ حربهما عام 2020، حيث تتهم أذربيجان أرمينيا بالتنصُّل من التزاماتها وفق الاتفاق المبرم بينهما، وتهدد أذربيجان بفتح الممر بالقوة،وحينها سيمتد الصراع ليشمل دولا إقليمية أخرى مثل تركيا وإيران وروسيا.
ثالثا:وممر زنغزور هو مشروع حيوي واستراتيجي تسعى أذربيجان لتنفيذه بهدف ربط إقليم نخجوان الذاتي بأراضيها الرئيسية عبر الأراضي الأرمنية، وتحديداً من خلال مقاطعة سيونيك بمحاذاة الحدود الأرمينية الإيرانية.و أن إيران تعارض فتحه لعدة أسباب منها خوفها من التأثير الجيوسياسي، إذ تعتبر أن استيلاء أذربيجان عليه يهدد بقطع اتصالها البري مع أرمينيا والقوقاز، مما يضعف روابطها مع أوروبا.كما تخشى إيران من تعزيز النفوذ التركي، إذ يؤدي المشروع إلى توسيع نفوذ تركيا في القوقاز، ما قد يؤثر على التوازن الإقليمي.وأخيرا، تشعر طهران بالقلق من تغيير الحدود الدولية ، فقد أكدت مراراً رفضها لأي تغيير في الحدود المعترف بها دولياً، معتبرة ممر زنغزور تهديداً لوحدة الأراضي الإيرانية .
رابعا: فعندما تنجح أذربيجان بالاستيلاء على ممر ” زنغزور”والوصول إلى الاقليم الأذري ” نخجوان” فسوف تفتح الطريق لتركيا ودول الاتحاد الأوربي واوربا نحو القوقاز ونحو دول اسيا الوسطى وسوف يصبح ممرا دوليا ( اي إعلان التمدد التركي والوصول إلى الجمهوريات الناطقة بالتركية) وهذا يعني تطويق إيران من جهة ،والوصول إلى ثروات بحر قزوين من جهة اخرى . لان هذا الممر يشكل أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لأذربيجان وتركيا لانه يعزز التجارة الإقليمية. أي يلعب دوراً حيوياً في التجارة الإقليمية وحركة النقل، ما يعزز من المكانة الاقتصادية لتركيا وأذربيجان على حساب إيران خصوصا عند الاستيلاء على هذا الممر سوف ينقطع الاتصال بين إيران وأرمينيا .وان التهديد الذي خرج من الرئيس الأذربيجاني ضد ايران قبل ايام قليلة شمل ارمينيا كذلك عندما قال عنها ( أرمينيا تشكل تهديدا «فاشيا» يتعين القضاء عليه. إما على يد القيادة الأرمينية أو على أيدينا. فلا يوجد أي سبيل آخر) وهنا باتَ واضحا ً ان الرئيس الأذربيجاني يمهد لجولة حرب جديدة ضد ارمينيا وسوف تشترك بها تركيا هذه المرة . لانه في الجولة الاولى من الحرب استعادت أذربيجان في سبتمبر (أيلول) 2023 السيطرة على كاراباخ مما دفع كل الأرمن في الإقليم، البالغ عددهم 100 ألف نسمة، إلى الرحيل جماعيا إلى أرمينيا
خامسا: إيران بدأت بالتحرك لحماية نفوذها ولكنه تحرك متأخر جداً . فلقد باشرت بإقامة رادارات حديثة ثلاثية الأبعاد (نذير) بمدى 800 كيلومتر في شمال البلاد. تُظهر الصورة 1 مدى تغطية هذه الرادارات، التي ترصد سماء أذربيجان و أرمينيا وجزءًا من سماء روسيا و تركيا.” وهو تحسب استباقي متأخر جدا لانها صبت تفكيرها وانشغالها على غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن . وبما انها خسرت غزة ولبنان وسوريا وفي طريقها لخسارة اليمن فتراهن على العناد وصنع الفوضى في العراق ولكن هذا سوف يكلفها لخسائر جسيمة من جهة أذربيجان ،وحتى من جهة القوميات الإيرانية الكبرى وصولا للتصدع الداخلي في إيران والذي سيمهد لأنتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام وهذا ما يريده النظام العالمي الجديد !
الخلاصة : فليس امام إيران خياراً إلا الخروج من العراق وبسرعة وقبل فوات الاوان . والتخلي عن جميع حلفاءها داخل العراق لانهم كانوا سببا ولازالوا بكراهية الشعب العراقي لإيران. وان فعلت ايران ذلك قد تحصل على مصالح جيدة بعد التغيير في العراق. وان قررت البقاء والمراهنة على الفوضى والمنازلة في العراق فنقول لها ستخسري المواجهة مع النظام العالمي. وحينها ستحلمي ان يكون لديك سفارة في العراق بعد التغيير !
سمير عبيد
١١ يناير ٢٠٢٥ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی العراق من جهة
إقرأ أيضاً:
تغيير المعادلة.. ما تداعيات عقوبات ترامب ضد إيران على العراق؟
على وقع العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على إيران، برزت العديد من التكهنات بخصوص مدى انعكاسها على الواقع في العراق، خصوصا أن قرارات الإدارة الأمريكية، أعطت في جزء منها مقاربة واشنطن تجاه بغداد.
وتضمن عقوبات ترامب ضد إيران، تحذيرات للأخيرة من محاولات تخطي ما فرض عليها عبر العراق، موجها في الوقت نفسه وزير الخزانة والوكالات الأخرى ذات الصلة، لـ"ضمان عدم استخدام طهران، النظام المالي العراقي للتهرب من العقوبات أو التحايل عليها".
وأشارت العقوبات ضمنا إلى إيقاف الولايات المتحدة الأمريكية للاستثناءات التي كانت تمنح للعراق لاستيراد الكهرباء والغاز من إيران، ونصّت على "مراجعة أي ترخيص عام أو سؤال متكرر أو أي إرشادات أخرى توفر لإيران أو أي من وكلائها أي درجة من الإغاثة الاقتصادية أو المالية".
تغيير المعادلة
وبخصوص مدى انعكاس إجراءات ترامب على العراق، قال رئيس مركز "التفكير السياسي" العراقي، إحسان الشمري، إن "العقوبات سيكون لها تداعيات سياسية تشمل بعض كيانات وزعماء فصائل مسلحة تمتلك أجنحة سياسية، لهم حضور في البرلمان والحكومة".
وأوضح الشمري لـ"عربي21" أن "هذا القوى الحليفة لإيران سيتأثر مستقبلها السياسي وهذه بداية تغيير بالمشهد، لأنه لن يتجرأ أي رئيس وزراء عراقي قادم على إشراك أي جهات مشمولة بالعقوبات الأمريكية".
وأشار الخبير العراقي إلى أن "تراجع المستقبل السياسي لهذه لجهات، قد يؤدي إلى تغيير المعادلة وتوازن القوى السياسية في العراق، كما حصل مع لبنان بإبعاد كل من له ارتباط بالسلاح عن المشاركة في الحكومات المقبلة".
وتوقع الشمري أن "تفرض الولايات المتحدة معادلة جديدة بأنه لا مستقبل سياسي للأطراف المسلحة في العراق، لذلك فإن واشنطن تريد هزيمة إيران بالعراق، وذلك من خلال إبعاد حلفائها المؤثرين".
وأعرب الخبير العراقي عن اعتقاده بأن "الحكومة العراقية المقبلة بعد انتخابات تشرين/ أكتوبر 2025، ستكون بعيدة عن إيران، خصوصا أن ترامب يبحث عن نصر حتى في العراق، بالتالي يريد القول إنه فرض معادلة جديدة وتمكن من إضعاف إيران وحلفائها هنا".
الأمر الآخر، يضيف الشمري، أنه "إذا لم يلتزم العراق بالعقوبات الأمريكية ضد إيران، فإنها قد تفرض عقوبات اقتصادية عليه، لأن النظام المالي العراقي ذكر لأول مرة في نص مذكرة ترامب، وتحذيره من نقل الأموال إلى إيران، بمعنى أنه وضع تحت الضوء".
وشدد الشمري على أن "هذا الأمر من شأنه أن يؤثر على تدفقات الدولار وتعاملات العراق المالية، لأن البلد دولة ريعية وإذا قطعت الولايات المتحدة العملة الصعبة عنه، فإن وضعه يصبح في غاية الخطورة، خصوصا مع حديث اللجنة المالية النيابية بوجود أزمة مالية داخلية".
وتساءل الخبير العراقي، قائلا: "كيف إذا أوقفت الولايات المتحدة إرسال الدولار، وربما تصدر عقوبات تشمل النفط العراقي أيضا؟ بالتالي هذه المعطيات كلها ممكن أن يؤدي إلى بداية حراك رافض لإجراءات لم تُتخذ من أجل تجنيب العراق مثل هذه السيناريو".
وخلص إلى أن "العراق إذا لم يلتزم بتطبيق العقوبات الأمريكية ضد إيران، فإن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات أخرى عليه، وربما تقدم حتى على تفعل خيار استهداف إسرائيل للأراضي العراقية، وبذلك نكون أمام سيناريوهات خطيرة جدا على البلد".
"مجرد تكهنات"
وفي المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي، يحيى الكبيسي، إن "معظم المليشيات الحليفة لإيران في العراق تحصل على أموالها من الدولة العراقية، وليس تمويلا خارجيا، بالتالي هل ستقطع الحكومة هذا التمويل عنها؟".
وشكك الكبيسي في حديث لـ"عربي21" أن "تقطع الدولة العراقية التمويل عن المليشيات، لأن الأخيرة هي من شكلت الحكومة، وبالتالي هي فاعل أساسي في الدولة، لذلك فإن الحديث عن إمكانية أن تنسحب العقوبات الأمريكية على إيران إلى العراق، أمر مستبعد".
واستدرك الكاتب العراقي، قائلا: "إذا ضغطت الولايات المتحدة بشكل مباشر على العراق، فإنه بالفعل قد تكون هناك تداعيات، لكن هل لدى إدارة ترامب إرادة وقرار بفرض عقوبات على الحكومة العراقية في حال عدم قبولها ببعض الطروحات التي تطرح حاليا في الكونغرس".
وبحسب الكبيسي، فإن "كل ما نسمعه عن عقوبات أميركية على العراق حتى الآن يأتي في سياق التكهنات، ففي ولاية ترامب الأولى استثنى الجانب العراقي من العقوبات الإيرانية، ولاسيما استيراد الغاز والكهرباء، وحتى للتبادل التجاري الذي يصل حجمه إلى أكثر من 12 مليار دولار".
ولفت الكاتب إلى أن "هناك تكهنات وتمنيات وحتى أوهام حول ما سيجري في العراق، لكن حتى اليوم لا يوجد أي إجراءات أمريكية رسمية، رغم وجود تصريحات لبعض الشخصيات في الكونغرس ومطالبات أيضا بإجراءات تشمل الجانب العراقي".
وعن مستقبل تواجد القوات الأمريكية في العراق، أكد الكبيسي، أنه "من الصعب تماما التكهن ويتوقع خطوات ترامب وقراراته، بالتالي حتى اللحظة مازالت القوات في العراق، وأن هناك وجود اتفاق لإخراجها مع وجود حديث عن إبقاء مدربين قوات في شمال البلاد".
وأعرب الكبيسي عن اعتقاده بعدم انسحاب الولايات المتحدة بسهولة من العراق، بمعنى أنها "ستحاول إلى حد بعيد أن تبقي لها تواجدا قائما في العراق، حتى مع التواريخ التي جرى تحديدها للانسحاب من البلاد".
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، أن بغداد توصلت إلى اتفاق مع واشنطن بشأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق على مدى عامين، مؤكدا أنه "تم الاتفاق على إنهاء مهمة التحالف على مرحلتين".
وأوضح العباسي أن التفاهم بين واشنطن وبغداد يتضمّن مرحلة أولى من أيلول 2024 حتى أيلول 2025 تشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من أيلول 2025 حتى أيلول 2026 من كردستان العراق".