تتعرض المرأة العربية في الوقت الراهن لعدة تحديات خطيرة نتيجة تصاعد ظاهرة الإرهاب وانتشار الفكر المتطرف في العديد من الدول العربية. إن هذا الوضع يؤثر بشكل سلبي على حقوق المرأة ويعتبر تهديدًا مباشرًا لمكتسباتها الإنسانية والاجتماعية.

تسعى الجماعات الإرهابية إلى سلب حقوق المرأة من خلال فرض أنماط حياة متشددة تروج لفكر تمييزي ضد النساء، مما يؤدي إلى تقييد حريتهن وتعزيز العنف ضدهن, وتعاني النساء في مناطق النزاع من انتهاكات جسيمة، بما في ذلك العنف الجنسي والاستعباد، مما يجعلهن ضحايا مزدوجات، حيث يُحرمن من حقوقهن الأساسية ويُستخدموا كأدوات لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية والأمثلة كثيرة وواضحة تتحدث عن نفسها في أكثر من دولة منها مؤخراً سوريا ومايحدث فيها من دخول للمليشيات المسلحة حيث أجبرت النساء خاصاً في المناطق الريفية بالألتزام بقوانيين صارمة تتعلق بالملابس والسلوك وتم أستهداف النساء النازحات بشكل خاص وانتهاك حقوقهن الأساسية

وفي السودان مثال أخر, حيث نشهده كل يوم على الشاشات من تعرض النساء السودانيات لأنتهاكات جسيمة ترتكب بحقهن في ظل النزاع الداخلى المسلح في غياب تام لأي نظام حماية وطني أو دولي .

ولا يختلف كثيراً عن ما تتعرض له المرءاة اليمنية في نظام الحوثي ومايمارسة من ترويع وقتل وأعتقال وسبى النساء والتهجير القسري في الجبال دون أي غطاء حماية للنساء ولحقوهن . ولا يختلف المشهد كثيراً في بلاد أخرى مايعانوه من تمييز وانتهاك لحقوهن الأساسية فكلهن شركاء في المعاناة في ظل توغل ظاهرة الارهاب والمليشيات المسحلة  في البلدان العربية مختلفة الأهداف والأيدولوجيات ولم تسلم حتى الدول غير العربية من وطأة الإرهاب.

فمع دخول نظام طالبان لحكم لأفغانستان بنفس الفكر العكسري والتمييزي حرمت الفتيات من حقهن في التعليم والعمل في ظل ظروف معيشية وأقتصادية وصحية متردية  كل هذا جعلنا نتسأل أين دور ومنهجية عمل قانون حقوق الانسان  ومنظمات الامم المتحدة المعنية وأين دور جامعة الدول العربية من قضية هامة تمس الكل سوء داخل مناطق النزاعات أو خارجها .

ورغم وجود معاهدات دولية مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ، إلا أن العديد من الدول العربية لم تلتزم بتطبيق هذه الاتفاقيات بشكل فعّال,

وهذا يتطلب من المجتمع الدولي مراجعة آليات التنفيذ وتقديم الدعم الفني والمالي للدول التي تعاني من انعدام الأمن.

وتأتي الأمم المتحدة بمنهجية كأحد الأطر للدفاع عن حقوق المرأة، حيث تنظم برامج ومبادرات تهدف إلى تعزيز الوعي بحقوق النساء وتقديم الدعم للدول في تطوير سياساتها. ومع ذلك، تبقى هذه الجهود عرضة للتحديات مرهونه بمجريات الامور على الأرض، إذ إن وجود قوانين دون تنفيذها على الأرض يجعلها غير فعالة حيث يتعين على الأمم المتحدة العمل بشكل أكثر فعالية على مستوى التنفيذ، من خلال فرض العقوبات على الدول التي تنتهك حقوق المرأة وتقديم الدعم للدول التي تتخذ خطوات إيجابية.

لذلك أقول أن التحديات التي تواجه المرأة العربية ليست مجرد قضايا قانونية أو سياسية، بل هي قضايا إنسانية تتطلب تعاطفًا أكبر من المجتمع الدولي و يجب أن نعمل جميعًا على تغيير الصور النمطية والأفكار السلبية التي تعزز التمييز ضد النساء.

إن تمكين المرأة وتعزيز حقوقها هو استثمار للمستقبل فهن يمثلن نصف المجتمع، ومن دون مشاركتهن الفعالة لن نتمكن من تحقيق السلام والاستقرار المنشود.

 ولتحسين وضع المرأة العربية لابد مواجهة شاملة للفكر المتطرف، وتفعيل القوانين الدولية، وتعزيز دور المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية و يجب أن تكون حقوق المرأة في قلب بنود الدستور وكذلك السياسات العامة والمبادرات المحلية، لضمان تحقيق الأمان والكرامة لهن في جميع أنحاء العالم العربي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حقوق المرأة الفكر المتطرف المرأة العربية المزيد المرأة العربیة الدول العربیة حقوق المرأة

إقرأ أيضاً:

امرأة تهدد سائق أوبر بتهمة التحرش إن لم يصطدم بالسيارة التي أمامه.. فيديو

خاص

أثار مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في المكسيك جدلاً وغضبًا واسعًا، بعدما طلبت امرأة من سائق أوبر أن يقود بسرعة ويصطدم بإحدى السيارات حتى يفسحوا لهم الطريق.

‏وأظهر المقطع السائق وهو يتوقف ويطلب منها النزول لتهدده بأنه إن لم يقد السيارة فستتصل بالشرطة وتقول بأنه يتحرش بها، قائلة له: هل ستفعل ما تؤمر أم تريد قضاء 5 سنوات في السجن بتهمة التحرش.”

‏ورفض السائق القيادة فاتصلت بالشرطة وقالت إن سائق أوبر الذي ركبت معه يتحرش بها.

وشارك صاحب السيارة مقطع الحادثة التي وقعت قبل أسبوعين تقريبًا، ولكن المرأة لم تكن تعلم أن كل شيء كان مسجل بالصوت والصورة ولا أحد يعرف ماذا حدث بعد ذلك ولم تُصدر شركة أوبر بيان بالحادثة.

‏ويُشار إلى أن المقطع انتشر بشكل كبير بسبب اتهامات التحرش الزائفة التي ارتفع عددها في المكسيك، وتسببت في دخول أبرياء للسجن دون دليل ملموس.

‏والجدير بالذكر أن المرأة تعمل من ضمن طاقم طبي بأحد مستشفيات العاصمة المكسيكية، وكانت متأخرة عن دوامها لذلك هددت السائق بشكل وقح وكانت تريد الوصول للمستشفى بأسرع وقت دون اعتبار لأي قيم أو أخلاق.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/X2Twitter.com_kEQrzyFxWlnK_lUg_720p.mp4

مقالات مشابهة

  • قضايا المرأة تناقش التمييز ضد النساء في التشريعات المصرية
  • حقوق المرأة في السينما المصرية ضمن نقاشات ثقافة الفيوم
  • نساء تتلمذ على يديها كثير من العلماء في تاريخ الإسلام.. تعرف عليهن
  • رمضان 2025.. “أم 44” يسلط الضوء على تحديات النساء في منتصف العمر
  • النائبة أمل سلامة: نحتاج تغيير النظرة المجتمعية تجاه حقوق المرأة
  • امرأة تهدد سائق أوبر بتهمة التحرش إن لم يصطدم بالسيارة التي أمامه.. فيديو
  • جدل بتونس لحضور مسؤولة إيرانية ندوة حول المرأة
  • شمس الكويتية تفتح النار على المروجين لـالنسوية.. ماذا قالت؟ (شاهد)
  • الاثنين القادم .. مؤتمر يستعرض دور الفقه الإسلامي في تعزيز السلم الدولي
  • كندا تفرض عقوبات على كبار مسؤولي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع