إيران تكشف عن قاعدة صاروخية تحت الأرض هاجمت منها إسرائيل
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
عرض التلفزيون الرسمي الإيراني مشاهد نادرة تظهر قائد الحرس الثوري حسين سلامي يزور قاعدة صاروخية تحت الأرض استخدمت بحسب القناة في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 لمهاجمة إسرائيل.
وذكر التلفزيون أن هذه القاعدة "الموجودة في الجبال" تضم عشرات الصواريخ، وقد استخدمت في الآونة الأخيرة لشن هجوم على إسرائيل في إطار "عملية الوعد الصادق 2"، من دون أن يوضح المكان المحدد للقاعدة.
وقالت طهران يومها إن هذه الضربات أتت رداً على اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران في يوليو (تموز) 2024، وعلى مقتل جنرال إيراني في ضربة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في الـ27 من سبتمبر (أيلول) 2024 أودت أيضاً بالأمين العام السابق لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصرالله.
وأعلنت إسرائيل نهاية أكتوبر 2024 أنها شنت ضربات على مواقع عسكرية في إيران، رداً على هجوم طهران.
وعرض التلفزيون الإيراني مشاهد القاعدة العسكرية بعد بضع ساعات من عرض عسكري في طهران شارك فيه آلاف من عناصر الحرس الثوري مع معدات عسكرية وأسلحة ثقيلة.
ويأتي تركيز الإعلام الإيراني على العرض وزيارة القاعدة العسكرية مع اقتراب موعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الجاري.
وقال المسؤول في الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد رضا نقدي في خطاب خلال العرض العسكري إن الولايات المتحدة "هي المسؤولة عن كل مصائب العالم الإسلامي".
وأضاف "إذا تمكنا من تدمير النظام الصهيوني وسحب القواعد الأميركية من المنطقة، فإن إحدى مشكلاتنا الكبرى ستُحل"، في إشارة إلى إسرائيل العدو اللدود لطهران
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
ما علاقة تدشين أول حاملة مسيرات في إيران بعودة الضغوط الأميركية عليها؟
طهران- بعد عامين ونصف، تمكنت إيران من تعديل مهام سفينة "الشهيد بهشتي" التجارية إلى حاملة مسيرات وضمها، الخميس الماضي، إلى بحرية الحرس الثوري لتصبح منصة بحرية متحركة قادرة على تنفيذ عمليات جوية متنوعة في أعالي البحار.
ومع ارتفاع التوتر مع الولايات المتحدة منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والتهديدات الإسرائيلية المتكررة بشن هجوم على منشآتها النووية، تأتي خطوة طهران بضم حاملة المسيرات -التي غيرت اسمها إلى "الشهيد بهمن باقري"- لتعزيز قدراتها الدفاعية والردعية، في وقت تشهد فيه الطائرات المسيرة دورا متناميا في الصراعات الحديثة.
وخلال مراسم تدشين أول حاملة مسيرات إيرانية، قال قائد القوة البحرية في الحرس الثوري، العميد علي رضا تنكسيري، إن "هذه البارجة متعددة الأغراض، وتعدّ أحد أضخم المشاريع العسكرية البحرية منذ انتصار الثورة الإيرانية وقيام الجمهورية الإسلامية".
حاملة المسيرات الإيرانية تتكون من طابقين وتتسع لحمل 60 مسيرة و30 قطعة قاذفة للصواريخ (أسوشيتد برس) مواصفات ومميزاتتتمتع حاملة المسيرات البالغ طولها 240 مترا وارتفاعها 21 مترا، بقدرات تشغيلية على مدى عام كامل في أعالي البحار بعيدا عن السواحل الإقليمية ودون الحاجة إلى التزود بالوقود، كما تتميز بقدرتها على تشغيل أسراب كبيرة من الطائرات المسيرة المتطورة وطائرات مروحية، ولها قدرة إطلاق صواريخ بعيدة المدى، بالإضافة إلى تجهيزها للحرب الإلكترونية، وفق العميد تنكسيري.
وعشية الاحتفال بالذكرى الـ46 لانتصار الثورة الإيرانية -التي أطاحت بالنظام البهلوي في العاشر من فبراير/شباط 1979- وصف رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، حاملة المسيرات المحلية والقادرة على إطلاق واستعادة الزوارق القتالية السريعة والخفيفة، بأنها "قاعدة متنقلة يمكنها العمل باكتفاء ذاتي في أنحاء مياه العالم".
من جانبها، كشفت وكالة أنباء "تسنيم"، المقربة من الحرس الثوري، أن السفينة المكونة من طابقين وتتسع لحمل 60 مسيرة و30 قطعة قاذفة للصواريخ، تضم كذلك مضادات جوية قصيرة ومتوسطة المدى، ومدفعيات بعيدة المدى، وأجهزة مخابراتية ومراقبة جوية، وصواريخ كروز أرض-أرض بعيدة المدى.
إعلانكما كشفت الوكالة أن السفينة مزودة بمرافق طبية منها غرفة عمليات، ووحدة عناية مكثفة وعيادة أسنان، فضلا عن صالة رياضية متعددة الأغراض، وملعب لكرة القدم مجهز بعشب صناعي.
إدارة المعارك
ويعتبر الخبير العسكري والعقيد المتقاعد في الحرس الثوري، محمد رضا محمدي، حاملة المسيرات الإيرانية إنجازا سيرفع قدرات البلاد الردعية والهجومية بشكل متزامن كونها وحدة قتالية متكاملة تأخذ على عاتقها مهمة حماية المصالح الوطنية في المياه البعيدة، وذلك عبر الرصد وجمع المعطيات وتنفيذ عمليات هجومية.
وفي تصريح للجزيرة نت، يعتقد محمدي أن بلاده سوف تشغل حاملة مسيراتها كقاعدة عائمة في أعالي البحار لإدارة المعارك من عرض البحر، نظرا إلى قربها من ساحات الصراع، وعلى مدى عملياتي قد يبلغ 22 ألف ميل بحري، مما يزيد من العمق الإستراتيجي للجمهورية الإسلامية ويحوّلها إلى لاعب مؤثر بعيدا عن مياهها الإقليمية.
وقد تنضم مسيرات ومروحيات إلى حاملة المسيرات الإيرانية في أعالي البحار بين الفينة والأخرى وفقا لمسار التطورات، حسب محمدي.
وأكد المتحدث ذاته أن حاملة المسيرات صممت لمواجهة التهديدات بما فيها حضور القطع العسكرية المعادية والقرصنة البحرية وضمان أمن السفن التجارية.
وأوضح العقيد المتقاعد في الحرس الثوري أن المسيرات المحمولة على متن سفينة الشهيد باقري مزودة بمحركات نفاثة وأنظمة تخفي، وقادرة على التحليق المستمر لفترات تتجاوز أضعاف مدى مقاتلات الشبح الأميركية، وذلك لمواجهة تحديات ناقلات الطائرات الأميركية.
وكشف القيادي السابق في الحرس الثوري أن بلاده سبق واستخدمت مسيراتها المتطورة لتحديد مواقع الأنظمة الدفاعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قبيل تنفيذها عملية الوعد الصادق الثانية التي جاءت ردا على اغتيال تل أبيب عددا من قادة المقاومة في لبنان وغزة.
إعلان الضغوط القصوىمن ناحيته، يلمس القيادي السابق بالحرس الثوري، العميد المتقاعد حسين كنعاني مقدم، تعمدا إيرانيا في توقيت ضم حاملة المسيرات إلى القوة البحرية بالحرس الثوري تزامنا مع إعلان وزارة الخزانة الأميركية -يوم الخميس الماضي- فرض عقوبات على أفراد وناقلات بذريعة المساعدة في تصدير النفط الإيراني إلى الصين.
وفي حديثه للجزيرة نت، يتابع كنعاني مقدم أن تدشين سفينة الشهيد باقري يدل على خطط إيرانية مسبقة لمواجهة سياسة العقوبات، وعلی رأسها "أقصی الضغوط" التي تستهدف الاقتصاد الإيراني، مضيفا أن حاملة المسيرات هي الأولى من نوعها ضمن سلسلة مشاريع متكاملة تشمل تشغيل عدة حاملات مسيرات وحاملات طائرات وكذلك سفن تحمل صواريخ باليستية.
ورأى -المتحدث نفسه- في خطط الحرس الثوري الرامية إلى تعزيز حضوره في أعالي البحار والمضايق الإستراتيجية مؤشرا على عزمه "مواجهة القرصنة البحرية، لا سيما التحركات المنظمة المدعومة من الحكومات والأنظمة الرسمية، وتعزيز قدراته الردعية والهجومية لمواجهة التهديدات التي تستهدف المصالح الوطنية"، على حد تعبيره.
وبرأي العميد المتقاعد في الحرس الثوري، فإن طهران ستزيد من عمقها الإستراتيجي عبر تدشينها عددا آخر من حاملات المسيرات والطائرات خلال الفترة المقبلة، كما أنها ستقترب من حلفائها في محور المقاومة عبر أسطولها البحري.
وخلص كنعاني مقدم إلى أن تدشين المؤسسة العسكرية الإيرانية مزيدا من القطع البحرية والتسليحات الإستراتيجية ترجمة لموقف المرشد الإيراني الأعلى آية علي خامنئي الذي توعد الجمعة بأنه "إذا اعتدت الولايات المتحدة على أمن الشعب الإيراني فسنهاجم أمن بلادهم من دون تردد".