سودانايل:
2025-01-11@09:56:26 GMT

الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

من روائع القصص
الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، خاتم الأنبياء والرسل، ورسول الله إلى البشرية بالدين الإسلامي الحنيف ليُخرجهم من الظلمات إلى النور. معجزته الكبرى القرآن الكريم، وعن أقواله وأفعاله وصفاته أُخِذَت عنه السنة النبوية.

ميلاده ونشأته
وُلد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في 12 ربيع الأول من عام الفيل (ما يوافق حوالي عام 571 من السنة الميلادية) في مكة في شُعب أبي طالب.



والده عبد الله بن عبد المطلب من قبيلة قريش، توفي قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أما أمه فهي آمنة بنت وهب، توفيت وعمره ست سنوات.

أرضعته حليمة السعدية مدة حولين كاملين، ويروى أنه في فترة رضاعته أصبحت بادية بن سعد مخضرة وأغنامها ممتلئة الضرع، وحلت بها بركة لم تشهدها من قبل.

عند وفاة آمنة، تكفل بمحمد جده عبد المطلب ثم بعد وفاته تكفله عمه أبو طالب.

شبابه
اشتغل محمد صلى الله عليه وسلم كراع للغنم لمساعدة عمه ثم بعد ذلك بالتجارة. وعُرف بين أهل قريش بأمانته فكانوا يلقبونه بالأمين.
روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يسجد لصنم قط كما أنه لم يكن صاحب لهو ولعب.
تزوج خديجة بنت خويلد وسنه خمس وعشرون سنة بينما كانت تبلغ من العمر أربعين سنة. وكانت خديجة رضي الله عنها ذات تجارة ومال، وهي من عرض على محمد الزواج لما رأت منه من أمانة.
كانت خديجة أول من تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج بغيرها حتى ماتت ومكث معها خمسًا وعشرين سنة، وهي أول من أسلم.

الدعوة ونزول الوحي
كان محمد صلى الله عليه وسلم قد اعتاد أن يخرج إلى غار حراء للتعبد، فيأخذ معه الطعام والشراب ويمكث هنالك لمدة. وحين بلغ من العمر أربعين سنة، جاءه جبريل عليه السلام وهو بغار حراء، وهناك جاء نزول الوحي لأول مرة، وأول ما نزل بداية سورة العلق: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. واستمر الوحي بعد ذلك في النزول مدة ثلاثة وعشرين عامًا.

بدأت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام سرًا خوفًا من قريش وبطشهم بالمسلمين، وبعد مرور ثلاث سنوات نزل الوحي يأمر بالجهر بالدعوة.
بدأ الإسلام بالانتشار شيئًا فشيئًا في مكة، وبدأ مع ذلك النزاع بين قريش والمسلمين، واشتدوا عليهم لسنوات مما جعل محمدًا يخرج بالمسلمين إلى يثرب بعد أربعة عشر عامًا من الدعوة. وهكذا جاءت الهجرة النبوية عام 622 من الميلاد، واستقبله مسلمو المدينة بفرح شديد وسُموا بالأنصار لنُصرتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وسُميت يثرب بالمدينة (مدينة الرسول) أو المدينة المنورة.
ومِن المدينة تأسست الدولة الإسلامية واستمر نشر الإسلام وفُتحت مكة وأسلمت معظم قبائل العرب.
دامت الدعوة إلى الإسلام حوالي ثلاثة وعشرين عامًا، نزل فيها القرآن الكريم هاديًا ومشرعًا للمسلمين حتى نزلت آخر آية في حجة الوداع: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً}.

وفاته صلى الله عليه وسلم
توفي الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فترة وجيزة من حجة الوداع بعد أن ألم به المرض. وكان ذلك يوم إثنين من ربيع الأول سنة 11 هـ، الموافق 8 يونيو من سنة 632م، مات الرسول صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاثة وستون عامًا على حجر زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهو يقول: "بل الرفيق الأعلى".

فخاف أبوبكر أن تقوم الفتنة بين المسلمين فخرج إليهم قائلًا: «ألا مَن كان يعبد محمدًا، فإنّ محمدًا قد مات، ومَن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت»، وقرأ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}. وهو من تولى الخلافة من بعد الرسول الكريم.

د. ميرفت إبراهيم
MervatQa@
mervat_ibrhaim

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الرسول صلى الله علیه وسلم محمد صلى الله علیه وسلم محمد ا

إقرأ أيضاً:

الحكمة والموعظة الحسنة

سبيلنا فى الدعوة إلى الله عز وجل هو ما أرشدنا إليه الحق سبحانه، حيث يقول فى كتابه العزيز: «أدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ»، ويقول سبحانه: «قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»، ويقول سبحانه: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ»، ويقول سبحانه: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ»، ويقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ فى شَىءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شَىءٍ إلَّا شانَهُ»، فالداعية للمدعو كالأب الحانى على أبنائه، ليس بفظ ولا غليظ، مدرك أن رسالته هى النصح والبيان وليس التأنيب ولا العقاب، وقد اشترطوا لإزالة المنكر ألا يكون بمنكر مثله أو أشد منه.
وقد ضرب لنا نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أعظم المثل فى الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن ذلك ما كان منه (صلى الله عليه وسلم) مع سيدنا معاوية بن الحكم السلمى (رضى الله عنه)، إذ يقول ذلكم الصحابى الجليل: «بَيْنَما أَنَا أُصَلِّى مَعَ رَسُولِ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ الله, فَرَمَانِى الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ؛ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟! فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِى، لَكِنِّى سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَبِأَبِى هُوَ وَأُمِّي؛ مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ؛ فوالله: مَا كَهَرَنِى، وَلَا ضَرَبَنِى، وَلَا شَتَمَنِى، قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» (صحيح مسلم).
وعَنْ أَنَسٍ بن مالك (رضى الله عنه) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ: وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى مَعَ رَسُولِ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّى أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ الله، قَالَ: «هَلْ حَضَرْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «قَدْ غُفِرَ لَكَ»، وفى رواية قال: «فَإِنَّ الله قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ، أَوْ قَالَ: «ذَنْبَكَ» (صحيح مسلم).
وفى مدرسته صلى الله عليه وسلم تعلم سبطاه الحسن والحسين رضى الله عنهما أدب الدعوة إلى الله، وعرفا طريقها الصحيح من الحكمة والموعظة الحسنة، إذ تذكر بعض المصادر أنهما رضى الله عنهما وجدا رجلا لا يحسن الوضوء فأرادا تعليمه، ولكنهما كانا حريصين على عدم إحراجه، فاتفقا على حيلة، فقال أحدهما: يا عماه، اختلفت أنا وأخى أينا يحسن الوضوء أفضل من أخيه ونريدك حكمًا بيننا، فتوضأ الحسن فأحسن الوضوء، وتوضأ الحسين فأحسن الوضوء، فقال الرجل كلاكما يحسن الوضوء وأنا الذى لا أحسنه.
رسالتنا أن نيسر على الناس ولا نشق عليهم بما ينفرهم منا أو من دين الله عز وجل، يقول نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّما بُعِثْتُم مُيَسِّرينَ ولَمْ تُبْعَثوا مُعَسِّريْنَ» (مسند أحمد).
فمهمة العلماء هى البلاغ والبيان والتعليم، لا التأنيب ولا التعنيف، أو السخرية من السائل أو المدعو، والحرص الشديد على عدم إحراج السائل أو المستفتى، وحفظ سره وأمانته، وعدم فضحه بسؤاله أو طلبه التوبة، فما دفعه للسؤال إلا خوفه من الله عز وجل، ولنتعلم من سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندما لمز أحد الناس المرأة الغامدية التى كان يقام عليها حد الزنا، فقال صلى الله عليه وسلم: «قَدْ تَابَتْ تَوْبةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْن سبْعِينَ مِنْ أَهْلِ المدِينَةِ لوسعتهُمْ، وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنفْسهَا للَّهِ»؟ (صحيح مسلم).

مقالات مشابهة

  • دعاء يونس عليه السلام .. كلمات من القرآن تفرج الهموم
  • 13 رجب.. ذكرى  مولد “يعسوب الدين ” الإمام علي بن أبي طالب  عليه السلام
  • الأدعية المستحبة عند حدوث الزلازل "للَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ"
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: ما جهر قوم بالمحرمات إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله.. ومحبة الله مشروطة بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم
  • داعية إسلامي: النبي محمد كان متواضعًا ويهتم بمشاعر من حوله
  • الحكمة والموعظة الحسنة
  • الإفتاء: أكدت السنة النبوية حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين
  • مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه
  • مكتب الأشغال بالأمانة ينظم فعالية خطابية بذكرى عيد جمعة رجب