موقع 24:
2025-01-11@06:48:11 GMT

انتخاب رئيس للبنان مسمار جديد في نعش المحور الإيراني

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

انتخاب رئيس للبنان مسمار جديد في نعش المحور الإيراني

لم تخفِ الدلالات السياسية لخطاب الرئيس اللبناني الجديد العماد جوزيف عون، والتي حددت في سياقها، موقع اصطفاف لبنان الجديد على خارطة الشرق الأوسط، خارطة مازالت ترتسم بخطوط الدم والنار والركام، خاصة بعد اندفاع ارتدادات السابع من أكتوبر/تشرين الأول سريعًا بعناوين تتضمن حقائق ثابتة بدأت بانهيار المحور الإيراني برمته، وانتصار مدوٍ لإسرائيل يمين بنيامين نتانياهو؛ التي أصبحت اليوم من نطاق سياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي يريد ترسيخها في الشرق الأوسط من خلال التهديد بحرقه تارةً والعزف على وتر إحلال السلام تارةً أخرى، في كناية على أن القرارات المصيرية في المنطقة تُتخذ على الصعيد الدولي بعيدًا عن جعجعة محور نظام طهران المنهزم.


الحقيقة أن دوامة الصراع ابتلعت رأس المحور الإيراني، الذي انساق وراء عنجهية الخطاب السياسي العدائي المرتفع لأذرعه، فعجز عن إيجاد قراءة مسبقة للواقع قبل السابع من أكتوبر، واستمر فشله في إيجاد صيغ سياسية تنقذ ما بناه خلال السنوات الماضية، صيغ تحافظ على ما تفاخرت به طهران بالسيطرة والنفوذ على أربع عواصم عربية.
عجز الإيراني وفشله لم يتوقف أمام هذه فحسب، بل أيضًا كان جزء كبير منه إخفاقه في إيجاد مقاربة سياسية مع أهم لاعب في الشرق الأوسط وبوابته، وهو المملكة العربية السعودية، فدخل في تنافس واحتدام وهمي أقنع النظام به شعبه بأن الأوضاع الاقتصادية المزرية التي تعيشها البلاد ستكون نهايتها “زعامة إقليمية” تنعكس عليهم بالأمن والاستقرار والازدهار، فأصبح النظام نفسه في دائرة الخطر المحقق أمام طموحات بنيامين نتنياهو الذاهبة لهدم ملالي العاصمة التي تعاني من أزمات اقتصادية ومعيشية؛ أهمها البطالة وارتفاع نسب الفقر وعدم توفر الكهرباء.


انهيار إيران وسقوطها المدوي، تتابعاً بدءا من فرضية مقتل رئيسها السابق إبراهيم رئيسي، والذي حاول النظام في طهران طمس معالمها للخروج من دائرة اتهامات بالاختراق والفشل الاستخباراتي، وقل الإمكانيات اللوجيستية التكنولوجية، ليأتي اغتيال إسماعيل هنية، ويؤكد أن طهران مسرح واسع لعملاء أجهزة دولية تسرح وتخطط وتنفذ عمليات استخباراتية دقيقة بعيدًا عن أعين نظامها وعناصره الأمنيين. ليتضح فيما بعد ليس فقط رأس المحور بل جسده وأذرعه مخترقون بأكملهم، فتوالت الضربات على الحرس الثوري في دمشق وحزب الله في بيروت، لتصيب قياداتهما بشكل عمودي وأفقي، وتخرجهما من دائرة الصراع، فكان ذلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
انهزام حزب الله الفعلي لم يكن بمسار الحرب أو في قصف الضاحية الجنوبية؛ بل كان باغتيال أمينه العام وخليفته في استكمال وتتويج لما سُمّي بعملية البيجر، والتي أظهرت عمق التغلغل الإسرائيلي في بنية الحزب التنظيمية والأمنية، والتي أيضًا كانت السبب الرئيسي في التأثير سلبًا على تماسك نظام بشار الأسد في دمشق، كما ألقت بظلالها على قرار تحييد الميليشيات الطائفية الموالية لطهران على جبهة العراق، فانهار توازن إيران ومحورها في المنطقة.
انعدام هامش المناورة الإيرانية على الصعيدين العسكري والسياسي زاد من شهية منظومة اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتانياهو لضرب العمق الإيراني، وجعل المجتمع الغربي بقيادة الولايات المتحدة يبحث عن خيارات تقصي الإيراني تمامًا عن المنطقة، فكان سقوط نظام الأسد الذي لم يكن لولا رضا أمريكي سمح لتركيا بتعبئة الفراغ في سوريا، وهي فرصة قرأتها بذكاء وحكمة المملكة العربية السعودية التي ألقت بثقلها الدبلوماسي لإنتاج مقاربات سياسية تسهم في بناء ثقة مع قيادة سوريا الجديدة، وتحرك المياه الراكدة بالحالة اللبنانية، ما أفضى إلى انتخاب رئيس للبنان بعد عامين ونيف من الفراغ الرئاسي بسبب مقامرات حزب الله.
بالعودة إلى بداية المقال، والقراءة الأولية في دلالات خطاب رئيس لبنان العماد جوزيف عون، تؤكد أن عهدًا جديدًا ساعيًا لاسترجاع الدولة وقوتها ومؤسساتها، وهو نقيض المشروع الإيراني وأجنداته الباحثة عن الفوضى تحت عنوان بارز؛ ميليشيات لها دول في المنطقة، ومجددًا عهد لم يكن يتحقق لولا الثقل الدبلوماسي والسياسي السعودي الهادف إلى خلق الاستقرار في الشرق الأوسط، سواء في سوريا بدعم متوازن لأحمد الشرع وقيادته، أو في فلسطين من خلال إنشاء تحالف داعم لتنفيذ حل الدولتين، أو ما تجلى مؤخرا بانتخاب رئيس للبنان بفضل المقاربة التي قادتها الرياض، وكلها مسامير دقت وتدق في نعش المحور الإيراني المتهالك.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان المحور الإیرانی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني يعلق على انتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان

هنأ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الجمعة نظيره اللبناني الجديد جوزاف عون على انتخابه مؤكدا أن الوحدة "ستغلب" إسرائيل على ما جاء في بيان نشرته وكالة "إرنا" الرسمية.

وقال بزشكيان في الرسالة الموجهة إلى جوزاف عون الذي انتخبه البرلمان اللبناني رئيسا للجمهورية الخميس "لا شك في أن تعزيز الاستقرار والوحدة، سيؤدي إلى التغلب على جشع العدو الصهيوني بأرض لبنان".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية اسماعيل بقائي قد قدم الخميس التهاني بانتخاب عون رئيسا جديدا للبنان مهنئا عون ولبنان حكومة وشعبا وجميع المجموعات والاحزاب النشطة في الساحة السياسية للبلاد بذلك.

واعتبر بقائي ان هذا الانتخاب الذي جاء كحصيلة وئام وتوافق اغلبية المجموعات والاحزاب اللبنانية، يشكل نجاحا للبنان ككل معربا عن تمنياته بان يسهم انتخاب رئيس للبلاد في تعزيز الوحدة والانسجام الداخلي في لبنان وييسر مسار التقدم والانماء لهذا البلد والتغلب على التحديات والمشاكل بما في ذلك في المجال الاقتصادي واعادة بناء الدمار الناجم عن العدوان الوحشي للكيان الصهيوني على لبنان وحماية السيادة الوطنية ووحدة اراضي البلاد امام تهديدات واطماع الكيان المحتل.


واشار الى العلاقات التاريخية بين إيران ولبنان مبديا استعداد حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية لتوسيع العلاقات مع الحكومة اللبنانية في جميع المجالات متنميا التوفيق والنجاح للرئيس الجديد.

وشهدت لبنان محطة مفصلية بانتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيسا جديدا للجمهورية اللبنانية، بعد أكثر من عامين وشهرين من الفراغ الرئاسي وفشل البرلمان في حسم الاستحقاق الرئاسي خلال 12 جلسة سابقة، ليحقق اللبنانيون أخيرا بعضا من تطلعاتهم نحو استقرار طال انتظاره.

وعملية الانتخاب لم تكن سهلة، حيث لم يتمكن العماد عون من حسم الرئاسة في الدورة الأولى، إذ حصل على 71 صوتا من أصل 128، بينما سجلت 37 ورقة بيضاء و20 ورقة ملغاة، هذا الوضع دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تعليق الجلسة لمدة ساعتين للتشاور، قبل أن تنطلق دورة ثانية شهدت تحولا في النتائج، وحصوله على 99 صوتا، بينما تراجعت الأوراق البيضاء إلى 9، مع وجود 18 ورقة ملغاة، ليعلن رئيسا للجمهورية لمدة 6 سنوات.

مقالات مشابهة

  • مشاهد لقاعدة الحرس الثوري الإيراني التي هاجمت الاحتلال.. عشرات الصواريخ
  • الرئيس الإيراني يعلق على انتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان
  • بعد انتخاب رئيسًا للبنان.. مقتدى الصدر: المنطقة تحتاج إلى موقف موحد
  • هل تراجع حزب الله سياسياً بعد انتخاب رئيس جديد للبنان؟
  • هل تراجع حزب الله سياسياً بعد انتخاب رئيس جديد للبنان؟ - عاجل
  • مسعود بارزاني يبحث مع القنصل الإيراني الجديد في أربيل أوضاع الشرق الأوسط
  • عاصفة ثلجية قارسة على الأبواب.. تحذيرات من موجة برد قاسية تضرب الشرق الأوسط
  • رئيس قبرص: الوضع في الشرق الأوسط يتسم بالكثير من التحديات
  • إيران ترد على كلام «ماكرون» بشأن دورها في الشرق الأوسط