نهاية الحروب اللبنانية مع إسرائيل
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
بعد دمشق، ها هي بيروتُ تحتفل بعهدٍ جديد بانتخاب رئيس الجمهورية الذي حال حزبُ الله دونَه وترك المنصبَ شاغراً منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022.
المرحلة الجديدة في لبنان تختتم تاريخَ خمسين سنةً من الاستخدام الإقليمي لهذا البلدِ الصغير، ثاني أصغر الدولِ العربية مساحة.لعقودٍ صار لبنان مركزاً للصراع الإقليمي النَّاصري والصَّدامي والأسدي والإيراني.
وفُرضَ عليه أن يكونَ الجبهة الوحيدة مع إسرائيلَ بعد إغلاق الجبهات المصرية والأردنية والسورية.
يعود الوضع للتوازن بعد أن تمَّ إنهاء نفوذ إيران، والتخلص من نظام الأسد. بذلك تكون المطالبُ الدولية أخيراً قد تحقَّقت، والطريق مفتوحةً للتعاملات السياسية والتجارية مع بيروت. ستتبقَى المعارك المحلية بين القوى اللبنانية، وما دامت من دون رصاص، ليست من شأن الدول الأخرى، وتترك للتسويات داخل أطرِ الحكم المعقدة هناك.
بعد أن تمَّ حسم منصب رئيسِ الجمهورية بنجاح، نتوقَّع جملة تغييرات مقبلة. فقد جرى انتخاب جوزيف عون رئيساً بعملية قيصريةٍ ناجحة، أسهمت فيها قوى عربيةٌ ودولية. الأميركيون لوَّحوا بوقف أي دعم اقتصادي من أي كان، والإسرائيليون لم تتوقَّف طائراتهم المسيرة عن الدوران في الأفق، مستفيدين من اتفاق الحرب والفراغ. وخلال المداولات كانت حقائبُ السفارة الإيرانية تُفتَّش في مطار بيروت وتصادر محتوياتها الممنوعة، وتنشر فضائحُها على الملأ. وعلى الحدود البرية كانَ الأمن اللبناني يسلّم نظامَ دمشق الجديد عشرات الضباط السوريين المطلوبين. وتحت قبة البرلمان لم يعد ممكناً ولا مسموحاً إجبار النواب على التصويت رغماً عنهم، كما كانَ يفعل الحزب ونظام الأسد في السابق.
على أي حال، إيران أصبحت من الماضي وإن بقيَ حزب الله موجوداً، وستستمرّ جهود نزع معظمِ سلاحه ضمن اتفاقِ وقف إطلاق النار. والحرب الأخيرة ستكون آخرَ الحروب مع إسرائيل عبر لبنان.
في الظروف المستجدة سنرى مزيداً من التطورات وتُفتح آمالٌ كبيرة. نشاط لبنان التجاري الذي عطلته حرب سوريا وقيّدته عمليات تهريب المخدرات من حزب الله، ونظام الأسد، سيجد الأسواقَ مفتوحة أمامه. وسيصبح بمقدوره تفعيل اتفاق الإنتاج النفطي في المياه المشتركة مع إسرائيل. وكذلك وضع نهاية لما تبقَّى من خلاف حدودي افتعله نظام الأسد بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب عام 2000، لتبرير "المقاومة الإيرانية السورية" بدعوى تحرير "مزارع شبعا المحتلة".
الدول ذاتُ السيادة الكاملة في المنطقة اقتنعت بأنَّها تخدم أمنها القومي بإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل. وقَّع السادات اتفاق كامب ديفيد وأغلق الجبهة المصرية، وكذلك الملك حسين باتفاق وادي عربة. وحتى حافظ الأسد سبقهم جميعاً ووقَّع اتّفاق فكّ الاشتباك عام 1974 الذي أصبح عملياً اتفاقَ سلام دام خمسين عاماً.
هناك لبنانيون يتحدّثون عن الحاجة إلى ما هو أبعد من اتفاق هدنة، إلى اتفاق دائم يكون مضموناً دولياً لمنع عودة الحروب باسم المقاومة. والرئيس الجديد لمَّح في خطاب القسم: "سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية". قد لا يكون لبنان بعدُ قد تعافى ليجرؤ على هذه الخطوة، وإنهاء استخدام أراضيه جبهة حرب لسوريا أو منظمات فلسطينية أو إيران. لبنان يمكنه أن يؤسّس على اتفاق رأس الناقورة الذي وقعه مع إسرائيل عام 1949. بناء عليه، اعترف البلدان، لبنان وإسرائيل، بحدود بعضهما، ووقَّعا على الامتناع عن العمل العسكري من "القوات النظامية وغير النظامية".
في الحقيقة، اتفاقيات السلام تحمي الدول العربية وليس إسرائيل، التي هي دائماً متفوقة عليها عسكرياً. كما تضمنُ هذه الاتفاقيات حقوق الدول العربية في أراضيها ومواردها من تبدلات الصّراع مع إسرائيل ودول المنطقة.
هذه مسألة تترك للبنانيين وللوقت الأنسب، والأرجح أنَّ الحرب الأخيرة أقنعت آخر الفئات، حاضنة «حزب الله» نفسها التي دفعت الثمن الأكبر، بأنَّ إنهاء الحروب في صالحها.
ما الذي يريده الآخرون من لبنان؟ ما ورد في خطاب القسم للرئيس عون، أنَّ لبنان لن يستقوى بالخارج، ولن يصدر إلا أفضل صناعاته وينشغل باقتصاده.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان مع إسرائیل
إقرأ أيضاً:
3 نقاط تريدها إسرائيل داخل لبنان .. ما هي؟
سرايا - تريد إسرائيل البقاء ضمن 3 نقاط في جنوب لبنان وضمن منطقة تمتد 15 كيلومترا داخل سوريا.
ويشير الخبراء إلى أن هذه النقاط اللبنانية تقابل مستوطنات إسرائيلية وترغب تل أبيب في ألا يكون لحزب الله تواجداً فيها حتى لا تشكل تهديدا مباشرا لها.
وبحسب التقرير، تحتفظ إسرائيل بنطاق السيطرة في سوريا لإبقاء مسافة آمنة من الصواريخ التي قد تطلقها الفصائل إذ لا تضمن أي سياسة ستتخذها الإدارة الجديدة التي لا تعرف إن كان بمقدورها السيطرة على الفصائل المسلحة أيضاً.
التقرير ذكر أنَّ انتخاب الرئيس اللبناني، جوزيف عون، يظل خطوة في اتجاه الضغط على إسرائيل لتنفيذ كامل اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وهو ما يؤكده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بقوله إن مرحلة جديدة تبدأ، وستعمل فيها بيروت على نزع السلاح في جنوب لبنان وخاصة منطقة جنوب نهر الليطاني، لترسيخ وجودها في شتى أنحاء البلاد.
التقرير طرح تساؤلاً أساسياً وهو على النحو التالي: "لماذا تبقي إسرائيل على هذه المناطق؟ وكيف تخرج؟".
إسرائيل في 3 مواقع لبنانية
نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، لا يريدون الانسحاب الكامل لقواتهم في جنوب لبنان، بل إبقائها في 3 مواقع رئيسية في جنوب لبنان، وأن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تعارض ذلك بشدة، لكنهم يأملون أن توافق إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.
هذه المواقع الـ3، بحسب ما تشير وسائل إعلام لبنانية محلية هي:
- حرج اللبونة مقابل مستوطنات الجليل الغربي.
- جبل بلاط مقابل مستوطنات زرعيت وشتولا.
- تلة الحمامص مقابل مستعمرة المطلة.
في هذا السياق، يرجع أحمد عادل الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية، محاولة إسرائيل للاحتفاظ بالمناطق الـ3 في حديثه إلى بلينكس للأسباب الآتية:
- عدم استطاعة الجيش اللبناني تحقيق متطلبات التقدم واستلام هذه المناطق، وربما يعود ذلك لضعف الإمكانيات وعدد القوات.
- هذه الأماكن التي تريد إسرائيل الاحتفاظ بها هي الأقرب للمستوطنات الإسرائيلية وتاليا يحاول ضمان ألا يكون حزب الله في هذه المناطق لكي لا تشكل تهديدا مباشرا لها.
أسباب وحلول سياسية في لبنان
على المستوى السياسي والاستراتيجي يرى الدكتور سامي نادر، أستاذ العلاقات الدولية، أن إسرائيل تعتبر هذه النقاط استراتيجية للحيلولة دون استعادة حزب الله تمدده أو تمركزه في المنطقة الحدودية، وكذلك قطع الإمدادات العسكرية ومنع تمكين حزب الله عسكريا.
أما الهدف السياسي، بحسب ما قال نادر في حديثه لبلينكس، هو إعادة سكان الجليل، شمال إسرائيل، إذ تحاول أن تفرض معادلة عسكرية جديدة لتثبيت الأمر.
وفي ما يخص الأزمة في لبنان، يشير نادر إلى أن الحل يكمن في تولي الجانب اللبناني تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بشكل نهائي، معتبرا أن انتخاب الرئيس خطوة في هذا الاتجاه، إذ أنه سيمكن أصدقاء لبنان لا سيما الولايات المتحدة، لكي تقول لإسرائيل إن الاتفاق ينفذ وتاليا "ليس عليكِ أن تضعي بنفسك الضمانات".
ويضيف: "كلما أسرع لبنان في تنفيذ ما هو موكل به في تنفيذ بنود الاتفاق كلما استطاع أن يمكن الطرف الأميركي من الضغط على إسرائيل".
وتابع: "كلما قام لبنان بتنفيذ المطلوب منه باستلام سلاح حزب الله وتفكيك بناه العسكرية وبسط سلطاته على الحدود، ساعد ذلك في استقرار المنطقة وتنفيذ كامل الاتفاق".
نطاق سيطرة إسرائيلي في سوريا
على صعيد آخر، قال مسؤولون إسرائيليون كبار، الخميس، إن إسرائيل ستحافظ على منطقة عمليات تمتد لمسافة 15 كيلومترا داخل الأراضي السورية، زاعمين أن هذا الوجود هو لضمان عدم قدرة حلفاء النظام الجديد في سوريا على إطلاق صواريخ نحو مرتفعات الجولان المحتل، بحسب ما نقلت يديعوت أحرونوت.
وأشاروا إلى ضرورة وجود "دائرة نفوذ" تمتد لمسافة 60 كيلومترا داخل سوريا، تحت سيطرة المخابرات الإسرائيلية، لمراقبة ومنع "تطور التهديدات المحتملة".
وكان المسؤولون الإسرائيليون قد أعربوا عن دهشتهم مما وصفوه بـ"عمى الغرب" تجاه نظام سوريا الجديد بقيادة أبو محمد الجولاني.
واتهم مسؤول إسرائيلي الغرب بأنه "يختار أن يكون أعمى"، ويتعامل مع "بعض أخطر الناس في العالم"، وأضاف: "من المدهش كيف وقع العالم في هذا الفخ مرة أخرى".
وفي هذا السياق، يشير أحمد عادل إلى أن الأسباب ربما تتشابه إلى حد كبير، فحتى الآن إسرائيل لا تضمن أن النظام الجديد في سوريا ليس معاديا، وإن كان غير معاديا فهي لا تضمن سيطرته كامل الأراضي لا سيما مع عدم انضمام فصائل درعا والسويداء حتى الآن.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1874
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 10-01-2025 09:14 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...