هل يمكن أن تلتقي إيران مع إسرائيل ضد تركيا في سوريا؟
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
عندما أطاح الثوّار في سوريا بنظام الأسد، نسفوا بذلك هيكلاً عمل الإيرانيون على بنائه منذ ما يقارب النصف قرن، وأتاح لهم إختراق العالم العربي وبث الطائفية والفرقة والخلاف والاقتتال والدمار في المنطقة، حيث تحوّلت سوريا الى منصّة إنطلاق لمشروعهم التوسّعي تحت شعار مقاومة إسرائيل وإخراج الأمريكيين من المنطقة.
وعليه، ليس هناك مبالغة في القول إنّ إيران كانت أكبر الخاسرين في سوريا بعد أن كانت سياساتها قد ادّت الى تدمير البلاد بشكل كامل، وقتل قرابة مليون سوري، وتشريد أكثر من نصف سكّان البلاد، حوالي 12 مليون في كل أنحاء الأرض. لكن، وبدلاً من أن يعترفوا بالهزيمة، ويعيدوا التفكير في سياساتهم، ويتصالحوا مع الشعب السوري، ويعتذروا عن مجازرهم ويعوّضوا السوريين، بدؤوا بالبحث سريعاً عن طرق لتخريب المرحلة الانتقالية في سوريا ودفعها الى مزيد من الخراب.
المشكلة أنّهم لم يخفوا ذلك كما ناقشتُ في المقال السابق في عربي 21، لكن الجديد انّهم يريدون أن يكون التخريب مشتركاً بالتعاون مع الولايات المتّحدة ومع إسرائيل بالتعبيّة كي يعيد ترميم العلاقة ويحمي نظامهم بعد أن إنهارت استراتيجية الدفاع المتقدّم التي كانوا يتّبعونها. ويقترح الإيرانيون حالياً أن يتم دعم الأقليات في سوريا مع تحديد المكّون الكردي المسلّح كهدف لأنّه يرتبط بكل من أمريكا وإسرائيل وباستطاعة مثل هذا الدعم للميليشيات الكردية الإرهابية أن يؤمّن كذلك أجندة مشتركة لإيران مع الولايات المتّحدة ضد تركيا.
إنّ إيران كانت أكبر الخاسرين في سوريا بعد أن كانت سياساتها قد ادّت الى تدمير البلاد بشكل كامل، وقتل قرابة مليون سوري، وتشريد أكثر من نصف سكّان البلاد، حوالي 12 مليون في كل أنحاء الأرض.ولكن وكما هو معلوم، فقد شدّد ترامب خلال دورته السابقة على ضرورة إنسحاب القوات الامريكية من سوريا، وهو يرى أنّ دعم هذه الميليشيات الكردية الانفصالية أمر غير صائب وغير مجدي ويقوّض المصالح المشتركة مع دولة قوية في المنطقة كتركيا. ولأنّ التوقعات تشير الى انّ ترامب لا يزال متمسكاً بموقفه وأنّه سيسير في هذا الإتجاه ما أن يستلم السلطة في هذه الدورة، عملت ميليشيات "واي بي جي" الكردية حثيثاً للبحث عن كفيل آخر، وقد تقاطع ذلك مع جهود إسرائيل وإيران لتقويض موقع ودور تركيا.
ولذلك، فقد تواصلت إسرائيل مع المليشيات الكردية منذ العام 2019 على الأقل وذلك وفقاً لتصريح نائب وزير الخارجية الإسرائيلية آنذاك تزيبي هاتوفلي متزامنة مع تعهد من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدعم الميليشيات الكردية في وجه ما اسماه الغزو التركي. وبخصوص إيران، كشف وزير الدفاع التركي يشار جولّير في مقابلة مع صحيفة ملييت التركية في مايو 2024، عن أنّ بلاده كانت تزود إيران بأماكن تواجد عناصر حزب العمّال الكردستاني عند تنفيذهم عمليات في تركيا وعبورهم الى الجانب الإيراني وذلك من أجل إستهدافهم، لكنّ طهران كانت تمتنع عن الإستهداف متذرّعة بأنّه لا يوجد مقاتلين على أراضيها في الأماكن التي تم تحديدها، الى أن فاجأهم الجانب التركي بصور جوّية لاحقاً تثبت بطلان الإدعاءات الإيرانية.
بعد الإطاحة بنظام الأسد في شهر ديسمبر من العام الماضي، تسارعت وتيرة التصريحات الإسرائيلية الداعمة للميليشيات الكردية والمهاجمة لتركيا، وكان ذلك مؤشراً على أن الجانب الإسرائيلي سيتولى مهمة دعم الميليشيات الكردية في حال إنسحاب القوات الأمريكية، حتى أنّ اللوبي الإسرائيلي مارس نفوذه مؤخراً مما دفع اعضاءاً من الكونجرس باعداد مشروع قانون ينصل على سلسلة من العقوبات التي يمكن فرضها على تركيا في حال فكّرت في اغتنام الفرصة ومهاجمة الميليشيات الكردية.
وبموازاة ذلك، خرج مهدي خان علي زاده، وهو مسؤول إيراني يشغل منصب مدير موقع قناة "برس تي في" الحكومية ووسائل التواصل الاجتماعي التابعة له، والمستشار الأول للرئيس التنفيذي للقناة، ليقول أنّه "يجب على إيران أن تتعاون مع الولايات المتحدة في سوريا، تمامًا كما فعلت من قبل في العراق، وذلك من خلال دعم وحدات حماية الشعب الكردية ]ميليشيات "واي بي جي" الإرهابية[". سأله المذيع عندها: "ضدّ من؟"، فأجاب مهدي: "ضد تركيا".
مثل هذا المقترح هدفه اضاعف سوريا الجديدة ما بعد الأسد من خلال توظيف واستخدام ودعم الأقليات وتقويض دور ونفوذ تركيا الإقليمي. المسؤول الإيراني ليس لديه حرج في أن يقول ذلك بشكل علني، فبعد أن كانوا ولا يزالوا يدعمون الطائفية والمذهبية والعنصرية علناً من خلال بعض الأقليات المذهبية، يفعلون نفس الشيء الآن باستخدام الأقليات العرقيّة.
المقطع التلفزيوني الخاص بمهدي تمّ تداوله على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي العربية والتركية على وجه الخصوص ما دفع الإعلامي الإيراني علي علي زادة الى القول في تغريدة له أنّ هذا التصريح أعطى خصوم إيران دليلا إضافيا لاتهام إيران وقائدها بالنفاق، ودليلا إضافيا على أنّ إيران تتعاون مع أمريكا لضرب الحكومات الإقليمية في وقت يدعو قائدها الى الوحدة الإسلامية والى إخراج أمريكا من المنطقة، مشيراً الى أنّ هكذا تصريحات تحرق مصالح إيران وتجعلها دولة مكروهة بشكل أكبر في الإقليم، ناصحاً المسؤولين الإيرانيين أن يناقشوا مثل هذه الأمور خلف الأبواب المغلقة وفي مراكز الأبحاث والدوائر الخاصة وليس على التلفزيونات.
لكن في الأول من يناير 2025، تم بث مقابلة متلفزة أخرى مع محمد حسين عادلي، وهو سياسي إيراني و دبلوماسي سابق، وخبير اقتصادي، واستاذ جامعي، قال فيها أنّه" خلال الـ20 عاماً الماضية، كان لدينا ]إيران[ خلافات مع الولايات المتّحدة الأمريكية في المنطقة، لكن كان لدينا أيضاً مصالح مشتركة مثيرة للإهتمام مع الولايات المتّحدة الأمريكية، كاسقاط نظام طالبان في أفغانستان وصدّام في العراق، الأمر الذي أفضى الى نوع من التعاون. لذلك، نحن لدينا اليوم الكثير من المصالح المشتركة مع الولايات المتّحدة في المنطقة. يضيف عادلي "خذ في عين الإعتبار أنّ العلاقة بين إيران والولايات المتّحدة الامريكية قد تمّ اخذها كرهينة من قبل عدد من اللاعبين الإقليميين والدوليين، ويجب علينا ألاّ ندع هؤلاء اللاعبين يحدّدون شكل ودرجة العلاقة التي تربط بين إيران والولايات المتّحدة الأمريكية".
بعد الإطاحة بنظام الأسد في شهر ديسمبر من العام الماضي، تسارعت وتيرة التصريحات الإسرائيلية الداعمة للميليشيات الكردية والمهاجمة لتركيا، وكان ذلك مؤشراً على أن الجانب الإسرائيلي سيتولى مهمة دعم الميليشيات الكردية في حال إنسحاب القوات الأمريكيةفي 3 يناير، قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، إن وزير الخارجية، جدعون ساعر، أجرى محادثة هاتفية مستفيضة مع مسؤولة العلاقات الخارجية في القوات التي تقودها ميليشيات "واي بي جي" الكردية، إلهام أحمد. وخلال محادثاتهما، إدّعت إلهام أنّ هناك اعتقالات تعسفية بحق الأكراد وإعدام لمواطنين أكراد من قبل الحكومة السورية الجديدة ، على حد زعمها. وأشارت الصحيفة، إلى أن الحوار بين إسرائيل وهذه الميليشيات موجود منذ فترة، لكنه بات أقوى بعد سقوط نظام الأسد.
وبالتوازي مع التنسيق الإسرائيلي، نشرت تقارير إعلامية في 5 يناير خبر لقاء قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني مع المدعو مظلوم عبدي، قائد ميليشيات "واي بي جي" الكردية المنضوية تحت قسد والتي تعتبر فرعاً من حزب العمّال الكردستاني الإرهابي، وذلك في السليمانية في العراق.
تبع ذلك تعليق متلفز لنائب وزير خارجية إسرائيل في 7 ينابر 2025، قال المسؤول الإسرائيلي فيه أنّ على المجتمع الدولي ان يجعل مطلب حماية الأقليات في سوريا على رأس المطالب أثناء لقائهم مع قادة سوريا الجدد. وبالنسبة الى الأكراد، أشار الوزير الإسرائيلي الى أنّه يجب ان نأخذ بعين الاعتبار أنّ تركيا تحتل 15% من شمال سوريا وأنّ للأتراك ميليشياتهم وهم يهاجمون الأكراد واستقلاليتهم ويقتلونهم ويقصفونهم. على المجتمع الدولي أنّ يدعو تركيا الى وقف هذا العدوان والقتل.
ما يمكن استنتاجه من كل هذا هو أنّ إيران تأخذ خيار التعاون مع واشنطن في سوريا ضد تركيا بعين الإعتبار على غرار التعاون الذي أنشأته مع واشنطن في أفغانستان والعراق، وحقيقة إيران وإسرائيل تريدان أيضاً نفس الهدف لأسباب مختلفة يعني أنّ تقاطع المصالح بينهما قائم، والاجماع على دعم ميليشيات "وا بي جي" هو بمثابة عامل ميسّر لهذا التقاطع تماماً كما كان عليه الأمر في محاربة "الإرهاب". هل ستنجحان في ذلك؟ سؤال سيبقى مفتوحاً إلى حين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا الإيرانيون إسرائيل العلاقات إيران سوريا إسرائيل علاقات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة وای بی جی ضد ترکیا فی سوریا بعد أن من قبل
إقرأ أيضاً:
أحمد ياسر يكتب: هل تعود إيران إلى سوريا؟
مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية في الجغرافيا السياسية المعقدة للشرق الأوسط ما بعد الأسد
انهار نظام الأمن الإيراني على جناحها الغربي.
لقد تراجع حضور إيران في الشرق الأوسط بشكل كبير مع سقوط بشار الأسد… والسؤال الآن هو، في ظل الظروف الحالية، هل من الممكن أن تعود إيران إلى سوريا؟
لقد انتهى حكم بشار الأسد بعد أكثر من نصف قرن، وبدأ عصر جديد في سوريا، والأمر المهم بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو فقدان حليف قديم ومهم للغاية في العالم العربي.
لقد مدت حكومة البعث السورية يد الصداقة للحكومة الثورية الجديدة منذ بداية انتصار الثورة الإيرانية وكان العداء المشترك مع إسرائيل وإلى حد ما مع الولايات المتحدة، وعداء الجانبين لصدام حسين وحكومة البعث في العراق، من العوامل الرئيسية في الصداقة بين إيران وسوريا، والتي وصلت إلى مستوى التحالف الاستراتيجي.
في ثمانينيات القرن العشرين، سارعت سوريا إلى مساعدة النظام الثوري للجمهورية الإسلامية بقطع صادرات النفط العراقية عبر البحر الأبيض المتوسط وتزويد إيران بالأسلحة والذخيرة.
ورغم أن الحكومة البعثية في سوريا كانت عدوة للجماعات الإسلامية، فإن هذا لم يمنعها من الاتحاد مع إيران الإسلامية الشيعية، كما لم تكن الطبيعة العلوية لحكام سوريا البعثيين خالية من التأثير في التحالف مع إيران الشيعية. ومنذ ثمانينيات القرن العشرين، توصل البلدان إلى إطار للتعاون ضد إسرائيل في لبنان.
كانت سوريا الطريق الرئيسي للمساعدات الإيرانية لحزب الله في لبنان، وكان انتصار حزب الله في طرد القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000 ثم إيقاف الجيش الإسرائيلي في حرب الـ 33 يومًا في عام 2006 أمرًا لا يمكن تصوره دون المساعدة السورية، وعندما تورط نظام الأسد في حرب أهلية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وما بعده، سارعت إيران إلى مساعدته وتمكنت من إنقاذ الأسد من الإطاحة به لمدة 14 عامًا على الأقل.
ولولا المساعدات الاقتصادية والعسكرية الإيرانية، وخاصة نشر قوات الدفاع عن الحرم الشريف، وبالطبع، لولا الدعم الروسي منذ عام 2015، لكان استمرار حكم الأسد مستحيلًا. ولكن الآن سقط نظام الأسد وحزب البعث في سوريا، وخسر العلويون مكانتهم السياسية والأمنية في البلاد.
ولم تخسر إيران حليفًا مهمًا فحسب، بل شهدت أيضًا صعود تيارات سياسية وعسكرية معادية بشدة للجمهورية الإسلامية، وهي معادية بشدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، سواء في النسخة القومية (مثل الجيش السوري الحر) أو النسخة الإسلامية (من تحرير الشام والجماعات الجهادية الأجنبية التابعة لها إلى جماعات الإخوان المسلمين مثل فيلق الشام). كما أصبحت سوريا الآن ملاذًا لبعض الحركات السنية المسلحة في إيران التي كانت قريبة إيديولوجيًا أو عملياتيًا من الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة.
وعلاوة على ذلك، انهار نظام الأمن الإيراني على جناحها الغربي…مع خسارة سوريا، خسرت إيران العديد من الفرص والقدرات الجيوسياسية:
أولًا، مسار مساعدة إيران لحزب الله؛ إن حزب الله، الذي شهد تدمير قدراته البشرية والعتادية بعد عام من الحرب المستمرة مع إسرائيل، سيواجه الآن مسارًا أكثر صعوبة لإعادة بناء قدراته البشرية والعسكرية.
ثانيًا، لقد فقدت إيران أيضًا وجودها العسكري والاستخباراتي في سوريا، والذي منحها ميزة في المواجهة مع إسرائيل وحتى الولايات المتحدة، لم تعد إيران قادرة على الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط وباتت أقل قدرة على المنافسة مع تركيا.. جزء من محور المقاومة، الذي نظر إلى سوريا كمنصة لتسليح الضفة الغربية، يرى الآن خسارة قدرة مهمة.
كان محور المقاومة ينوي تسليح الضفة الغربية ضد الاحتلال الإسرائيلي من خلال طريق سوريا والأردن، ولكن الآن فقدت هذه القدرة، التي كانت مصدر قلق كبير لإسرائيل.، بالإضافة إلى ذلك، لم تعد جبهة مرتفعات الجولان، التي كان من الممكن أن تكثف الضغوط على إسرائيل إلى جانب جنوب لبنان، موجودة اليوم. ثالثًا، قد تشعر إيران بالقلق بشأن الجبهة العراقية.
ورغم أنه من المبكر القول إن التطورات في سوريا تشكل تهديدًا للعراق، إلا أن العراق يضم أقلية سنية، بعضها كان من بين من أطلقوا فتنة داعش، ومن الممكن أن ترغب الحركات الجهادية في سوريا في التدفق إلى العراق، لكن هذا التهديد قد يؤثر على العراق، وبالتالي على إيران.
ورغم قوة الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، إلا أن الحقيقة هي أنهما سيواجهان مشاكل كثيرة إذا ما شنت موجات من الهجمات من قبل الميليشيات الجهادية، خاصة وأن الولايات المتحدة أعلنت انسحابها من العراق. ومن الواضح أن الانسحاب الأميركي من العراق سيشجع ويشجع الجهاديين السنة، ولا تستطيع الحكومة العراقية أن تعتمد على الدعم الأمريكي في منع "داعش رقم 2". ومن الممكن بشكل خاص أن يقرر الجولاني نفسه والقوات الحاكمة الحالية في سوريا إرسالهم إلى المسلخ العراقي للتخلص من القوى المتطرفة.
ويجب أن نتذكر أيضًا أنه إذا رافقت الهجمات التي تشنها القوات الجهادية من سوريا على العراق هجمات إسرائيلية على العراق، فإن فرص النجاح ستكون أكبر.
في مثل هذا الوضع، هل من الممكن أن تعود إيران إلى سوريا؟ هناك بعض التكهنات بأن إيران قد تعيد بناء وجودها ونفوذها في سوريا… أحد الخيارات بالنسبة لإيران هو الأكراد.
وللحديث بقية….