لم تمض الأربع والعشرون ساعة أولى على انتخاب الرئيس العماد جوزف عون وشروعه في نشاطه الرسمي في قصر بعبدا حتى "انبرت" له أولى تحديات العهد المتمثلة في معالم مواجهة سياسية عاجلة حول تكليف الشخصية التي ستشكل الحكومة الجديدة. 
وينتظر ان تتبلور حتى صباح الاثنين صورة اتجاهات الكتل النيابية من مسالة التكليف في ظل الاتصالات والمشاورات التي بدأت لإنجاز هذا الاستحقاق .


وكتبت" الاخبار": ظهرت ملامِح انقسام حول الشخصية التي ستتولى الحكومة في المرحلة المقبلة، علماً أن الاتفاق على رئيس لها سيكون أول اختبار للعهد الجديد، وكيفية تعامل القوى السياسية معه ومع المرحلة الجديدة التي قال رئيس الجمهورية إنها «بدأت الآن».

في الساعات الماضية، لم يكُن ثمة ما يوحي بوجود اتصالات مكثفة بين الكتل النيابية للتشاور على الاسم. وبدا أن المحركات بطيئة إلى حدّ ما وكأن البعض لا يزال في مرحلة «الاحتفال». وفيما تشي معطيات عدّة بأن «قطوع» تسمية رئيس الحكومة العتيد سيمرّ بسلاسة توفرها الضغوط الخارجية، كما حصل في موضوع الرئاسة، تقاطعت أوساط سياسية عند سيناريو يقود الى تثبيت الرئيس ميقاتي لتولّي المهمة حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة في أيار عام 2026. وأفادت المعطيات بأن «الفكرة هي جزء من الصفقة التي وصلت بالعماد عون الى بعبدا، وكانت واحدة من الأفكار التي نوقِشت مع ثنائي حزب الله وحركة أمل الذي يميل الى بقاء ميقاتي في الحكومة في المرحلة الحالية».
اضافت «الأخبار» أن تيار «المردة» والحزب الاشتراكي وتكتّل الاعتدال يؤيدون بقاء ميقاتي، بينما يرفض كل من التيار الوطني الحر و»القوات اللبنانية» وحزب الكتائب والنواب التغييريين تسميته. وقد انطلقت المشاورات داخل الكتل بشأن اسم مرشحها لرئاسة الحكومة.

وأشيعت معلومات أمس تفيد بأن قائد «القوات» سمير جعجع «دفع النائب أشرف ريفي إلى إعلان نفسه مرشحاً لرئاسة الحكومة»، علماً أن النائب فؤاد مخزومي هو من الخيارات التي يضعها جعجع على الطاولة، لكنه يميل الى ريفي الذي «وقف إلى جانبه في كل المحطات». وفيما يتقدّم مخزومي على ريفي عند باقي قوى المعارضة، باستثناء البعض الذي لم يحسم أمره، مثل النواب: أسامة سعد وحليمة قعقور وسينتيا زرازير، يُمكن القول إنه يضمن حوالي 33 صوتاً، وقد يحصل على عدد أكبر في حال تدخّل السعودية لدعمه.
وكشفت مصادر مطلعة أن «مخزومي يحاول إقناع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بصفقة حكومية مقابل تسميته، لكن الأخير لم يقرر بعد، علماً أن باسيل لا يدعم مطلقاً بقاء ميقاتي، وهو سبق له أن فكر بمخزومي خلال ولاية الرئيس السابق ميشال عون. وسيكون موقف باسيل مرتبطاً بموقف التيار من التعامل مع العهد الجديد، حيث يسود مناخ داخل التيار بالعمل من موقع المعارضة.
وكانَ بارزاً غياب أسماء طرحت سابقاً كخيارات مواجهة؛ من بينها القاضي نواف سلام، أو الرئيس فؤاد السنيورة الذي تداولت به بعض الجهات الخارجية باسمهما قبل الاتفاق الرئاسي، وخصوصاً عندما كانت هذه الدول تتعامل مع لبنان كبلد من دون حزب الله. ثم ما لبثَ هذا الموقف أن تراجع، وسطَ معلومات تحدثت عن توجه لدى «لجنة الدول الخماسية»، ولا سيما الأميركيين بعدم الذهاب بعيداً في المعركة، وما هو انعكس كلاماً على لسان دبلوماسيين ومسؤولين غربيين وعرب بالتنبه لهذه الفكرة وضرورة الاقتناع بعدم قدرة أحد على حكم البلد بمعزل عن الثنائي الشيعي.

وكتبت" النهار":تزامنت المؤشرات الأولية للمواجهة حول استحقاق التكليف مع اول اجراء مبكر أعلنته رئاسة الجمهورية بعد تسلم الرئيس عون مهماته بتحديد يوم الاثنين المقبل موعدا لجدول الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديد . وإذ بدأت تردد معالم تمسك الثنائي الشيعي بداية وربما اخرين بإعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل أولى حكومات العهد الجديد ارتفعت في المقابل أصداء اندفاع المعارضة السابقة والموالاة الحديثة التي شكلت الأكثرية التي انتخبت الرئيس جوزف عون بتغيير رئيس الحكومة وكان المبادر الأول الى ذلك رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي رشح مساء الخميس وبعد ساعات من انتخاب عون كلا من النائبين اللواء اشرف ريفي وفؤاد مخزومي لتولي للتكليف بتشكيل الحكومة . واستتبع ذلك باعلان النائب ريفي امس إنه مرشح لرئاسة الحكومة في المرحلة المقبلة، معتبرا أن الرئيس نجيب ميقاتي "جزء من المنظومة السابقة التي يرفضها الجميع". كما ان النائب ميشال دويهي اعتبر ان "عودة نجيب ميقاتي هي انقلاب على خطاب القسم من جهة وعلى أحلام اللبنانيين بغد افضل من جهة أخرى". وأعلن النائب ميشال ضاهر أنه يريد شخصا لرئاسة الحكومة يتفاهم مع رئيس الجمهورية جوزف عون، لافتا الى أنه "من يرتاح له الاخير بالتعاطي سيسميه". وقال ضاهر:"نحن بحاجة لشخص خارج الطبقة السياسية وجوزف عون قال لي لا اريد ان آتي مكبلاً على رئاسة الجمهورية واهنئه على ذلك".

وكتبت" نداء الوطن": بدأ "حزب الله" انقلاباً استباقياً، وجاء إعلان "البلاغ رقم واحد" عبر قناة "المنار" التلفزيونية التي نقلت أن اللقاء الذي جمع عون مع وفد "الثنائي الشيعي" في الفترة الفاصلة بين جلستَي الانتخابات الرئاسية الخميس الماضي، حصل خلاله "تثبيت" نقاط بينها: "لا علاقة للقرار 1701 بالقرار 1559. وحدود القرار 1701 هي جنوب الليطاني، وليس الشمال كما يتم الترويج. والتأكيد على دور محوري للثنائي في تشكيل الحكومة اللاحقة مهما كان شكلها، تكنوقراط أو غيره".
في موازاة ذلك، انطلقت قوى المعارضة وبعد إكمال إنجاز الرئاسة الأولى نحو إنجاز مماثل في الرئاسة الثالثة. ووفق معلومات "نداء الوطن" تتجه هذه القوى في يوم الاستشارات إلى طرح سلة خيارات لمن تراهم مؤهلين لتشكيل حكومة العهد الأولى لتكريس الواقع السيادي الذي آل إليه لبنان. وتضم هذه السلة مرشحَي المعارضة اللذين اقترحهما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وهما النائبان فؤاد مخزومي وأشرف ريفي. كذلك ارتفع منسوب الترجيحات ليشمل أسماء منها النائبة السابقة بهية الحريري ورئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام والدكتور صائب تمام سلام الوجه الجديد في هذا المضمار. ويأتي طرح اسم الأخير في إطار فاجأ والده الرئيس تمام سلام علماً أن نجله الشاب هو خارج لبنان حالياً.
الاتصالات السياسية تكثفت في الساعات الماضية بين قوى المعارضة من أجل توحيد الموقف في ما خص استحقاق رئاسة الحكومة، في وقت بدأ تكتل "الاعتدال الوطني" إجراء اتصالات مع عدد من الكتل الوسطية والمستقلين للاتفاق على اسم مرشح على أن يعلن هذا الاسم مساء الأحد وسيكون متوافقاً مع الزخم الذي انتجه انتخاب رئيس للجمهورية ومنسجماً مع روحية خطاب القسم.
وكتبت" الديار": تنطلق عجلة العمل الاثنين مع الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، وفي المعلومات، ان التكليف سيتم مساء الاثنين على ان تبدأ الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة الثلاثاء في ظل اصرار على التأليف بشكل سريع وخلال ايام. معركة رئاسة الحكومة فتحت، والصورة ستحسم الأحد رغم التسريبات عن ميل سعودي لعودة ميقاتي.
وفي المعلومات المتداولة، ان حكومة العهد الأولى ستكون متوازنة وتضم الجميع بما فيهم حزب الله، والبيان الوزاري سيرضي كل القوى، لكن الوزارات الأساسية التي تتعلق بالمال والطاقة والاتصالات والدفاع والخارجية والعدل ستكون بصمات رئيس الجمهورية واضحة عليها، بغض النظر عن طائفة الوزراء وما اذا كان وزير المال شيعيا، لكن بأسماء جديدة وخبرات وكفاءات غير ملوثة بالفساد، مع اتجاه لاستحداث وزارة التصميم والقيام بنفضة إدارية شاملة، وتطوير القوانين، وتفعيل مجلس الخدمة المدنية والمؤسسات الرقابية واعتماد مبدأ الكفاءة، وعلم ان الإنجاز الاول للعهد سيكون باجراء الانتخابات البلدية في ايار وتشكيل لجنة لاقرار قانون للانتخابات على قياس الوطن ويؤسس لحياة سياسية جديدة في لبنان.

وكتبت" اللواء": الثابت ان التسمية تخضع لحسابات سياسية وتفاهمات، لا سيما وأن عجلة ولادة الحكومة ستكون سريعة، ولفترة زمنية لا تتجاوز سنة وثلاثة او اربعة اشهر لتزامن موعد اجراء الانتخابات النيابية.
ومن المتوقع ان تكون الاصوات متقاربة بين المرشحين المحتملين للرئاسة الثالثة.

وافادت مصادر مطلعة على اولويات الرئيس عون لـ «اللواء»: انه يركز على اولوية تشكيل الحكومة حتى ينطلق العمل الرسمي بصورة متكاملة لذلك سارع الى تحديد مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة بعد يوم واحد من انتخابه. ويأمل الرئيس ان يتم تشكيل الحكومة خلال فترة  قصيرة حتى تبدأ عجلة العمل الرسمي بصورة طبيعية وسلسة وبما يؤدي بعد تشكيل الحكومة الى انتظام عمل المؤسسات الدستورية.
اضافت المصادر: ان الاهتمام بتشكيل الحكومة سريعا لن يصرف اهتمام الرئيس عن متابعة الوضع في الجنوب بسبب استمرار الخروقات الاسرائيلية لإتفاق وقف اطلاق النار، وهو يتابع الانسحاب الاسرائيلي من القرى الحدودية وانتشار الجيش فيها ضمن المهلة المحددة بالاتفاق ضمن الستين يوماً لا اكثر.
وفي الإطار، أشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» إلى ان تشديد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام زواره على ثابتة  تحقيق الاستقرار في الجنوب لا ينفصل عن موقفه الأساسي والذي ورد في خطاب القسم في هذا المجال ولفتت إلى أن المحطة الثانية في مسار عودة عمل المؤسسات هو عملية التكليف ومن ثم  التشكيل كي ينطلق هذا المسار ما يخدم العهد الرئاسي الجديد. 
وتحدثت عن استئناف الاتصالات المكثفة قبيل الاستشارات النيابية الملزمة يوم الأثنين من أجل تمرير هذا اليوم بسلاسة وتكلقق شخصية تشكل حكومة تواكب خطاب القسم الذي أعلنه الرئيس عون.
وأوضحت ان انطلاقة العهد الرئاسي تنتظر التكليف والتشكيل وعقد الجلسات التي تحضر فيها ملفات هذا الخطاب بعناوينه المتكاملة.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: رئیس الجمهوریة لرئاسة الحکومة تشکیل الحکومة رئاسة الحکومة رئیس الحکومة خطاب القسم حزب الله

إقرأ أيضاً:

عون يستهل نشاطه الرئاسي باجتماع مع رئيس الحكومة.. ميقاتي: المرحلة المقبلة لتطبيق القرارات الدولية

أنهى انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون عامين وشهرين وتسعة أيام من الشغور الرئاسي . وحمل خطاب القسم، عناوين عدة للمرحلة فقال: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحَكَم عادل بين المؤسسات». أضاف: «إذا أردنا أن نبني وطناً فإن علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون والقضاء». وأكد أن «التدخل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال». ولفت عون الى ان «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لاختيار رئيس حكومة يكون شريكاً وليس خصماً»، معلناً «سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، كما سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح». أضاف: «اننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب ويطبق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان».

قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من المجلس النيابي الحكومة قامت بجهد كبير خلال السىنتين الفائتتين ونجحت على الأقل في الحفاظ على هيكلية الدولة. وعما إذا كان سيتولى رئاسة الحكومة المقبلة قال: هناك استشارات نيابية في القصر الجمهوري الأسبوع المقبل، وفي ضوئها تتحدد الأمور. وعما إذا كان مستعداً لتولي المسؤولية مجدداً قال: أنا بحاجة الى فترة راحة، ولكن إذا كانت هناك أي ضرورة فأنا دائماً في خدمة البلد في أي موقع أكون فيه.

وقال: لم يتم التوصل الى» ديل كامل»، ولكن الأكيد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة الاحترام الكامل للدستور، تطبيق القوانين كاملة وتطبيق القرارات الدولية. هذا هو الاتفاق الحاصل. أما موضوع الأسماء وشكل الحكومات وتركيبتها. فهذا أمر سابق لأوانه.

ومن المقرر ان يبدأ  رئيس الجمهورية نشاطه اليوم باجتماع مع الرئيس ميقاتي على أن يكون الأسبوع المقبل محطة أساسية له لإجراء استشارات نيابية لتسمية رئيس الحكومة الذي سيكلف  تشكيل الحكومة الجديدة.

دوليا، من المقرر ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «لبنان قريبا جدا»، بعد اتصال هاتفي جمعه مع الرئيس عون وتمنّى فيه الرئيس الفرنسي «كل النجاح» لنظيره اللبناني. وفق ما اعلن بيان صادر عن قصر الاليزيه.

وذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس ماكرون «أبلغ الرئيس عون بأنّ فرنسا ستواصل جهودها الرامية للتوصل سريعاً إلى تشكيل حكومة قادرة على جمع اللبنانيين وتلبية تطلعاتهم واحتياجاتهم وإجراء الإصلاحات اللازمة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار والاستقرار والأمن وسيادة لبنان». المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • ميقاتي الى سوريا اليوم بدعوة من الشرع واستشارات تسمية رئيس الحكومة الاثنين
  • الرئيس اللبناني يجري مشاورات لاختيار رئيس الحكومة بهذا الموعد
  • الرئيس اللبناني يجري مشاروات لاختيار رئيس الحكومة بهذا الموعد
  • لبنان .. عون يباشر الاثنين باستشارات اختيار رئيس الحكومة الجديدة
  • الرئيس اللبناني الجديد سيجري الإثنين المقبل الاستشارات النيابية لتسمية المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة
  • الاستشارات النيابية يوم الإثنين.. وهذه مواعيد اللقاءات
  • ميقاتي: حكومة تصريف الأعمال اللبنانية مستمرة لحين تشكيل الحكومة الجديدة
  • عون يستهل نشاطه الرئاسي باجتماع مع رئيس الحكومة.. ميقاتي: المرحلة المقبلة لتطبيق القرارات الدولية
  • تعلن عنها الحكومة قريبًا.. ما الذي تتضمنه حزمة الحماية الاجتماعية الجديدة؟