تحذير من الأبحاث الجيولوجية في السودان من نشاط تكتوني بسدي الروصيرص والنهضة
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
كشفت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية في السودان إن عمليات الرصد الزلزالي في المنطقة المحيطة بسد الروصيرص في السودان وسد النهضة بإثيوبيا أظهرت وجود نشاط تكتوني في المنطقة رغم الإدعاء السابق بأنها غير نشطة تكتونيا.
الخرطوم ــ التغيير
وخلال خلال 10 دقائق ضرب إثيوبيا زلزالان عنيفان لزلزال الأول بقوة 4.
وتوقعت هيئة الأبحاث الجيولوجية في بيان نقلته وكالة السودان للأنباء “سونا”، الجمعة، بأن يكون للنشاط التكتوني بمنطقة سدي النهضة والروصيرص انعكاسات على المنطقة حال حدوث هزات متوسطة أو قوية وذلك للعدد الكثيف للهزات الأرضية المسجلة في بحيرة السد خلال فترة الرصد.
ويبعد سد النهضة الإثيوبي أكثر من 20 كيلومتر من الحدود السودانية وحوالي 100 كيلومتر من سد الروصيرص داخل السودان.
ويمر الفالق الأفريقي بشرق إثيوبيا على بُعد 500 كيلومتر شرقي أديس أبابا، وعلى بُعد أكثر من 1000 كيلومتر شرق سد النهضة.
وأوضحت هيئة الأبحاث الجيولوجية السودانية في بيانها أن وجود النشاط الزلزالي ببحيرة سد الروصيرص يتماشى مع فرضية السلوك التكتوني الزلزالي للمنطقة وهو مايعرف بالزلزال الناتج عن الخزانات ( Induced Reservoir Seismicity_IRC ) إذ تؤدي البحيرات الصناعية إلى تغييرات في البيئة التكتونية، ونظم الفوالق في المنطقة، كما تساعد في تغيير الضغط داخل المياه الجوفية.
وتوجد كبيرة مخاوف من تضرر سد النهضة الذي يحجز خلفه بحيرة عملاقة تمتد على 1800 كيلومتر بسعة 74 مليار متر مكعب.
وأكدت هيئة الأبحاث الجيولوجية حدوث هزة أرضية منتصف ليلة الثلاثاء الماضية حول سد الروصيرص من دون أن تحدد قوتها بشكل دقيق، و أكدت أنه شعر بالهزة سكان مدينتي الروصيرص والدمازين في إقليم النيل الأزرق، جنوب شرق البلاد.
ونوهت الهيئة إلى أن قوات الدعم السريع دمرت مركز الشبكة السودانية لرصد الزلازل بالخرطوم ونهبت عددا من محطات الرصد بالولايات.
الوسومزلزال سد الروصيرص سد النهضة نشاط تكتونيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: زلزال سد الروصيرص سد النهضة
إقرأ أيضاً:
«تخيّل بابل».. مدينة الشرق القديمة و200 عام من الأبحاث
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتُعَدُّ مدينة بابل من أبرز مدن العالم القديم، حيث ارتبط اسمها بالأساطير والقصص، التي جسّدتها كرمز للحضارة والغموض. في كتابه «تخيّل بابل: مدينة الشرق القديمة وحصيلة مئتي عام من الأبحاث»، يقدّم المؤرخ الإيطالي ماريو ليفراني رؤية تحليلية عميقة لهذه المدينة الأسطورية، مستنداً إلى قرنين من الأبحاث الأثرية والتاريخية.
صدر الكتاب بترجمة عربية أنجزها الباحث التونسي عزالدين عناية، ضمن إصدارات مشروع «كلمة» للترجمة التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، وكان الكتاب قد حاز جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الترجمة لعام 2014.
يستعرض الكتاب مسيرة التنقيبات الأثرية في بابل، التي بدأت كمحاولات لاستكشاف الكنوز والقطع الأثرية، لكنها تطورت لاحقاً إلى دراسات علمية أكثر دقة.
ومع تقدم العلوم والتكنولوجيا، تطوَّرت أساليب دراسة المواقع الأثرية. والكتاب يُبرِز كيف أن استخدام التقنيات الحديثة، مثل النمذجة الرقمية، أسهم في إعادة تصور بابل بشكل أكثر دقة، ما أتاح للباحثين والجمهور فهماً أعمق لتاريخ المدينة وتطورها.
يحلّل ليفراني النظريات المتعلقة بتطور المجتمعات البشرية، مشيراً إلى دور بابل كمثال على التحول من المجتمعات الزراعية إلى المدن الحضرية. يستعرض الكتاب مفاهيم مثل «الثورة الحضرية»، وظهور الكتابة والتخصّصات الحرفية، ما يعكس تعقيد البنية الاجتماعية والاقتصادية في بابل.
ويتناول الكتاب أيضاً كيفية استخدام تاريخ بابل لأغراض سياسية وثقافية، حيث تم توظيفها في بعض الفترات لتعزيز الهوية الوطنية أو تحقيق مكاسب سياسية. ويشير ليفراني إلى إعادة ترميم أجزاء من المدينة خلال حكم صدام حسين، باعتبارها محاولة لاستعادة مجد بابل كرمز قومي، وهو ما أثار جدلاً بين العلماء حول الأساليب المستخدمة ومدى دقَّتها التاريخية. كما يتناول دور بابل الحديث في مجال السياحة الأثرية، حيث أصبحت مَعلَماً بارزاً يجذب الباحثين والزوار على حدٍّ سواء.
بأسلوبه العلمي الرصين، يقدّم ماريو ليفراني في «تخيُّل بابل» دراسة شاملة تعيد بناء صورة بابل بعيداً عن الأساطير، معتمداً على أبحاث أثرية وتاريخية موثقة. هذا الكتاب يُعتبر مرجعاً أساسياً لكل مهتمٍّ بتاريخ الشرق القديم، حيث يوفِّر فهمًا مُعمَّقاً لإحدى أبرز الحضارات التي أثَّرَت في مسار التاريخ البشري.
ويُلقي المؤلف، من خلال هذا العمل، الضوء على أهمية بابل كمركز حضاري وثقافي في الشرق القديم، ويبرز دورها في تشكيل الهوية الثقافية للمنطقة وتأثيرها على الحضارات اللاحقة. ويُظهر الكتاب كيف أن دراسة بابل ليست مجرد استكشاف لماضٍ بعيد، بل هي أيضاً فهم لجذور العديد من المفاهيم والتطورات التي شكَّلَت عالمنا الحديث.