محللون سياسيون: إسرائيل ستواصل ضرب الحوثيين حتى بعد وقف حرب غزة
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
يرى محللون سياسيون أن ضرب اليمن جاء بتنسيق وتوزيع أدوار بين إسرائيل وشريكتيها (الولايات المتحدة وبريطانيا) واعتبروا أن العملية "اختبار وتدريب على ما سيجري لاحقا".
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن أكثر من 20 غارة استهدفت العاصمة صنعاء والحديدة في هجوم كبير ضد أهداف لجماعة الحوثيين نُفّذ بالتنسيق بين إسرائيل والتحالف الدولي.
وأوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن إسرائيل اليوم في قيادة المنطقة الوسطى بعدما كانت تابعة للقيادة الأوروبية. وبالتالي، فإن أي تحرك تقوم به اتجاه اليمن يتم بالتنسيق عسكريا مع حلفائها، وأشار إلى أن إسرائيل تقصف البنى التحتية بينما الحلفاء وخاصة بريطانيا يقصفون الأهداف العسكرية البحتة.
واعتبر العميد حنا أن الشيء الجديد والمهم في عملية الاستهداف الأخيرة هو أن "استخدام 20 طائرة و50 قنبلة يدخل ضمن التمرين والاستعداد لمرحلة قادمة".
وربط المحللون السياسيون -الذين تحدثوا ضمن الوقفة التحليلية "مسار الأحداث"- بين الضربات التي تستهدف الحوثيين وما يتم التحضير له من قبل إسرائيل وحلفائها لإيران، خاصة بعد مجيء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي هذا السياق، يؤكد الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي أن الحوثيين أصبحوا عدوا مشتركا لجميع الأطراف، وأن استهدافهم من قبل إسرائيل وحلفائها "عملية اختبار وتدريب على ما سيجري لاحقا" مرجحا أن تكون إيران هي المستهدفة أولا.
إعلان
وقال الدكتور مكي إن الحوثيين يعلمون أنهم باتوا في دائرة الاستهداف، وهم ينتظرون الأسوأ، وهي حرب أهلية في اليمن بدعم غربي لإزالتهم من الحكم.
ملف مركزيومن وجهة نظر الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، فإن ملف الحوثيين سيكون مركزيا بالنسبة لإسرائيل عام 2025، ولن تربطه بحرب غزة، بمعنى أنه إذا انتهت الحرب على غزة ستواصل إسرائيل ضرب مواقع الحوثيين في اليمن.
وأشار الدكتور مصطفى إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعول على ترامب ليعطيه الضوء الأخضر للاستمرار في ضرب الحوثيين، وضرب المشروع النووي الإيراني الذي يعد هدفا إستراتيجيا لإسرائيل.
يُشار إلى أن جماعة الحوثي باشرت منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، وتقول إن هذا يأتي تضامنا مع قطاع غزة الذي يواجه إبادة جماعية من قبل الاحتلال.
ويطمح الإسرائيليون اليوم -بحسب الدكتور مصطفى- إلى توجيه ضربة "عميقة وشاملة" لإيران -بمشاركة الولايات المتحدة- قد تؤدي إلى إسقاط النظام في طهران.
وفي نفس النقطة، يقول مكي إن إيران من جهتها لن تنتظر ما تعده لها إسرائيل والولايات المتحدة، ورجح أن تقوم باختلاق "فوضى" في سوريا، باعتبارها مركز ثقلها في المنطقة، خاصة بعد أن خسرت مشروعها في لبنان، كما يقول نفس المتحدث.
أما العميد حنا فيقول إن إيران لن تنتظر ما سيأتيها من ترامب وإسرائيل، ولفت إلى أن تغيير النظام يحتاج إلى مقومات، وما يريده الأميركيون اليوم هو ضبط المشروع النووي الإيراني وليس تغيير النظام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
مركز أبحاث يمني: سياسة ترامب تجاه الحوثيين قد تضعف نفوذهم ولكن بـ”مخاطر إنسانية”
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
أصدر مركز المخا للدراسات الاستراتيجية (مركز أبحاث يمني) تقدير موقف جديد حول تأثير سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مسارات الصراع في اليمن.
وأشار التقرير إلى أن قرار إدراج جماعة الحوثي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية يندرج ضمن استراتيجية أمريكية أوسع تهدف إلى تضييق الخناق الاقتصادي والسياسي على الحوثيين.
وأشار التقرير إلى أن القرار، الذي بدأ تنفيذه في 5 مارس 2025، يعد جزءًا من استراتيجية أمريكية واسعة تهدف إلى تضييق الخناق على الحوثيين، من خلال استهداف مصادر تمويلهم، بما في ذلك المؤسسات المصرفية والتجارية.
كما تم فرض عقوبات على سبعة من القيادات الحوثية المتهمين بالضلوع في تهريب الأسلحة والتعاون مع روسيا، مما يعكس تصعيدًا أمريكيًا ملحوظًا تجاه الجماعة.
وأكد التقرير أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تمثل تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية تجاه اليمن، مع توقعات باتباع نهج أكثر صرامة، بما في ذلك تعزيز التنسيق مع حلفاء إقليميين مثل السعودية والإمارات، بهدف مواجهة التهديدات الحوثية.
وأوضح التقرير أن هذه السياسات قد تساهم في إضعاف النفوذ الحوثي ماليًا وعسكريًا، خاصة من خلال فرض قيود على التعاملات المالية في ميناء الحديدة، مما يحد من قدرة الحوثيين على تنفيذ عملياتهم العسكرية.
كما أن الولايات المتحدة تسعى إلى الحد من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، التي تهدد الملاحة الدولية، عبر تنسيق سياسات أكثر تشددًا مع حلفائها، بما في ذلك السعودية وإسرائيل.
ورجح التقرير أن هذه الضغوط الأمريكية قد تعزز عزل الحوثيين سياسيًا، وتقلل من الدعم الذي يتلقونه من دول مثل سلطنة عمان والعراق، ما قد يفتح المجال أمام السعودية للقيام بخيارات أوسع في التعامل مع الملف اليمني، بما يشمل استئناف العمليات العسكرية ضد الحوثيين إذا لزم الأمر.
ورغم هذه التوقعات، حذر المركز من التداعيات الإنسانية المترتبة على هذه السياسات، مشيرًا إلى أن العقوبات قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتراجع تدفق المساعدات الإنسانية، مما يزيد معاناة اليمنيين. وأكد أن هذه المخاطر تتطلب تحركًا حذرًا من جميع الأطراف المعنية.
في ختام التقرير، أوصى المركز الحكومة اليمنية الشرعية بوضع استراتيجيات واضحة للتعامل مع هذه التحولات، وضمان استمرارية تدفق المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى استغلال الدعم الدولي لتعزيز موقفها السياسي والعسكري في المرحلة المقبلة.