أكد الدكتور شفيق التلولي، الكاتب والسياسي الفلسطيني، أن إسرائيل تسعى جاهدة للالتفاف على المطالب الفلسطينية من خلال فرض شروط جديدة تستهدف إضعاف المقاومة، في وقت يستخدم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأزمة لتحقيق مكاسب داخلية، وسط تصاعد الضغوط السياسية والعسكرية.

إسرائيل تلتف على المطالب الفلسطينية لفرض أجندتها السياسية والعسكرية 

وأوضح التلولي في تصريحات خاصة لجريدة "الوفد" أن إسرائيل تستغل مفاوضات الهدنة وصفقة تبادل الأسرى كأداة لفرض شروط تعجيزية على المقاومة الفلسطينية، مع استمرار تصعيدها العسكري في شمال قطاع غزة.

واعتبر أن هذا النهج يعكس استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية وعسكرية، مع تعزيز موقع نتنياهو داخليًا وخارجيًا

التصعيد والمفاوضات.. أدوات نتنياهو لتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى

وأشار التلولي إلى أن إسرائيل تسعى إلى استغلال الوقت من خلال الجمع بين التصعيد العسكري المكثف في شمال قطاع غزة والمفاوضات الجارية، والتي حققت تقدمًا محدودًا.

مؤكدا علي أن تصريحات ترامب دائما تُظهر ميله لإيجاد حل يُرضي إسرائيل دون اعتبار للحقوق الفلسطينية وهو ما يُضعف أي آمال فلسطينية في تحقيق تغيير جذري في الموقف الأمريكي.


وأشار التلولي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بارع في استغلال عامل الوقت للتلاعب بمسار المفاوضات، وخلق أزمات جديدة تُعيق أي تقدم ملموس، بهدف ترسيخ مشروع "إسرائيل الكبرى"، مستندًا إلى الدعم الأمريكي غير المشروط، الذي بات أكثر وضوحًا مع تصريحات إدارة ترامب الداعمة لإسرائيل بشكل صارخ

الوحدة الفلسطينية والعربية ضرورة لمواجهة المخططات الإسرائيلية

وعن الوضع الداخلي الإسرائيلي، أكد التلولي أن نتنياهو يستخدم الأزمة الحالية لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، مستغلًا حالة الغليان الداخلي والضغوط الدولية.

 مؤكدا أنه يسعى لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى"، مستغلًا الدعم الأمريكي غير المشروط فهو  يستغل كل الفرص لتعزيز موقفه داخليًا وخارجيًا، خاصة عبر اللعب على عامل الزمن، والتسويق داخليًا بأنه المدافع الأول عن "أمن إسرائيل"

وحذر التلولي من أن إسرائيل تعمل، بالتعاون مع حلفائها الإقليميين والدوليين، على إعادة تشكيل الخريطة السياسية فهم  يعملون على إعادة تشكيل الواقع الجيوسياسي بما يخدم مصالحهم، للشرق الأوسط ويُضعف أي جهود فلسطينية لاستعادة حقوقهم الوطنية.

دعم ترامب لإسرائيل يُضعف آمال الفلسطينيين في تحقيق العدالة

وشدد الدكتور التلولي على ضرورة توحيد الجهود الفلسطينية والعربية لمواجهة هذه المخططات الإسرائيلية، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية لا تزال في صلب الصراع الإقليمي والدولي، وأن أي حلول متجزأة  لن تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور.

المبادرة المصرية خطوة مهمة.. لكن الانقسامات تعيق الوحدة الفلسطينية

وقال السياسي الفلسطيني أن المبادرة المصرية لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي خطوة لمعالجة الوضع في غزة بعد الحرب لافتا الي أن حماس حاولت استثمار هذه اللجنة لاستعادة حضورها السياسي، بينما أبدت السلطة تحفظاتها خشية أن تكون بديلاً عن شرعية منظمة التحرير.

وعن العلاقات بين الفصائل الفلسطينية، أكد التلولي أن استمرار حماس في اتخاذ قرارات منفردة بشأن غزة يعيق استعادة الوحدة الوطنية. ودعا إلى ضرورة أن تتراجع حماس عن سياساتها السابقة وتفسح المجال للسلطة الفلسطينية لتولي إدارة القطاع، مشدداً على أهمية التزام الحركة بقرارات منظمة التحرير الفلسطينية.

التحديات المستقبلية والدبلوماسية الفلسطينية

وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي، دعا التلولي إلى توحيد الصف الفلسطيني، مشددًا على أن استمرار انفراد حماس بقرارات تخص قطاع غزة يُعيق تحقيق الوحدة الوطنية، كما أكد على أهمية تسليم إدارة القطاع للسلطة الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد، لضمان نجاح جهود إعادة الإعمار ورفع الهيمنة الإسرائيلية.

وختم التلولي حديثه بالإشادة بالجهود الدبلوماسية الفلسطينية التي نجحت في تحقيق تقدم على الساحة الدولية، داعيًا إلى استمرار التحالفات الإقليمية وتكثيف الدعم العربي والدولي لإحياء مسار حل الدولتين كحل عادل وشامل للصراع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فلسطين الوفد حوار خاص بوابة الوفد أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

صحيفة صينية: تصريحات نتنياهو بشأن الدولة الفلسطينية تثير ردود فعل حادة عربيا وعالميا

رصدت صحيفة تشاينا ديلي الصينية انتقادات الدول العربية والغربية لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن السعوديين يستطيعون إقامة دولة فلسطينية في السعودية ووصفتها بأنها غير مسؤولة، في حين أكد خبراء أن الحل الوحيد للمضي قدما هو حل الدولتين.

وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته اليوم الثلاثاء أن الدول العربية، وكذلك جامعة الدول العربية، دافعت عن الرياض، حيث قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيان إن اقتراح نتنياهو أظهر انفصالا تاما عن الواقع.

واستشهدت الصحيفة ببيان وزارة الخارجية المصرية التي أعلنت أن القاهرة من المقرر أن تستضيف قمة عربية طارئة في 27 فبراير لمعالجة آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وقطاع غزة، وأشارت تشاينا ديلي إلى أن هذا الإعلان يأتي في أعقاب التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي اقترح فيها نقل الفلسطينيين من غزة إلى الدول المجاورة.

وأضافت الصحيفة أنه في السعودية، أكدت وزارة الخارجية -في بيان لها- رفضها القاطع للبيان الإسرائيلي الذي يهدف إلى صرف الانتباه عن الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك التطهير العرقي الذي يتعرضون له.

من جانبها.. قالت وزارة الخارجية القطرية إن مثل هذه التصريحات "تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وانتهاكا لميثاق الأمم المتحدة، كما أعربت عن تضامنها مع المملكة العربية السعودية ورفضها التهجير القسري للشعب الفلسطيني.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الإمارات أكدت وزارة الخارجية موقفها الثابت ضد كل التهديدات لأمن واستقرار وسيادة المملكة العربية السعودية، قائلة إنها تعتبر سيادة الرياض "خطا أحمرا لا يجوز لأي دولة المساس به أو انتهاكه.

ومضت الصحيفة الصينية تقول إن تصريحات ترامب لم تثر احتجاجات عربية فحسب، وإنما أثارت احتجاجات عالمية أيضا إذ أعربت العديد من الدول عن رفضها لتهجير الفلسطينيين من وطنهم، معربة عن دعمها لحل الدولتين.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله أمس الأول الأحد إن لا أحد لديه القدرة على تهجير الفلسطينيين من وطنهم.

أما عن المستشار الألماني أولاف شولتز.. فقد انتقد خطة ترامب لنقل الفلسطينيين خلال مناظرة تلفزيونية يوم الأحد، واصفا إياها بأنها "فضيحة.

وتعليقا على ذلك قال جاسم حسين، المحلل الخليجي وعضو سابق في البرلمان البحريني، -لصحيفة تشاينا ديلي- إن "تعليقات نتنياهو غير الواقعية ليست مفيدة على الإطلاق.

وأضاف حسين: "لا جدوى من نقل التحدي إلى دول وأماكن أخرى. السبيل الوحيد للمضي قدما هو حل الدولتين".

وبدوره.. قال مصطفى يتيم، الأستاذ المشارك في قسم العلاقات الدولية بجامعة إسكي شهير عثمان غازي في تركيا -لصحيفة تشاينا ديلي- إن شراكة ترامب ونتنياهو "أوضحت تماما أنهما يعتزمان تحقيق أهدافهما في الشرق الأوسط من خلال القوة فقط، متجاهلين أي انتقادات أو معارضة من الجهات الفاعلة الإقليمية.

وأضاف: في هذا السياق، تستند استراتيجيتهم الإقليمية الجديدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل أساسي إلى تحويل الواقع الفلسطيني إلى مجتمع مجزأ وبلا جنسية ومستعمر ونازح.

اقرأ أيضاًنواب في الكنيست يقاطعون كلمة نتنياهو ويتهمونه بعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

لبنان يدين تصريحات نتنياهو الداعية لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية

خبير: نتنياهو أُصيب بالجنون واليأس من صمود الموقف المصري

مقالات مشابهة

  • صحيفة صينية: تصريحات نتنياهو بشأن الدولة الفلسطينية تثير ردود فعل حادة عربيا وعالميا
  • خبير عسكري: إسرائيل تسعى لتحقيق حلم «النيل إلى الفرات» لكنها لن تخاطر باتفاقية السلام مع مصر
  • وسط تصعيد عسكري حصار مشدد: العدو يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميها
  • تطبيق قواعد الحوكمة لتحقيق أفضل أداء.. "تطوير مصر" تطلق استراتيجية 2025
  • لبنان يدين تصريحات نتنياهو الداعية لإقامة دولة فلسطينيّة على الأراضي السعودية
  • الخارجية: ندين تصريحات نتنياهو الداعية إلى إقامة دولة فلسطينيّة على الأراضي السعودية
  • مصر القومي: بيان الخارجية المصرية بشأن تصريحات إسرائيل ضد السعودية يؤكد التضامن العربي
  • خبير عسكري فلسطيني: تصريحات نتنياهو تهدد الأمن القومي العربي
  • عسكري سعودي: إجماع عربي للرد على تصريحات نتنياهو
  • السعودية ترفض تصريحات نتنياهو: الاحتلال لا يدرك قيمة الأرض الفلسطينية