سرايا - مع انتخاب جوزاف عون، رئيسا جديدا للبنان، تتركز الأنظار على المرحلة المقبلة التي تضعه أمام تحديات كبيرة، أبرزها تشكيل حكومة جديدة، وضمان انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب، وإعادة إعمار ما دمره خلال حربه الأخيرة، وفق خبيرين سياسيين.

وأضاف الخبيران أن التحديات التي تواجه عون تشمل كذلك وضع برنامج إصلاحي شامل للبلاد، وبناء مؤسسات الدولة، وتعزيز قدرات الجيش والأجهزة الأمنية، والعمل على استقلالية القضاء، والحفاظ على التوازنات السياسية في الداخل.



إضافة إلى تثبيت عملية ترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا، وإعادة لبنان إلى الانفتاح على المجتمعين العربي والدولي.

وبعد شغور دام أكثر من عامين جراء خلافات سياسية، انتخب البرلمان، الخميس، عون رئيسا للبلاد بأغلبية 99 نائبا من أصل 128.

وقبل انتخابه رئيسا، كان عون قائدا للجيش منذ 2017، وأصبح خامس قائد جيش في تاريخ لبنان يصل إلى رئاسة الجمهورية والرابع تواليا، والرئيس الـ14 للبلاد على العموم.

** تشكيل حكومة وترسيم الحدود

متحدثا عن التحديات التي تواجه الرئيس اللبناني الجديد، قال منير الربيع، رئيس تحرير جريدة "المدن" اللبنانية (خاصة) إن الرئيس جوزاف عون رسم في خطاب أداء القسم خارطة طريق شاملة للمرحلة المقبلة تهدف إلى إعادة لبنان إلى دائرة الانفتاح على المجتمعين العربي والدولي.

وأضاف الربيع، للأناضول، أن التحدي الأول يتمثل في تشكيل حكومة جديدة.

وأشار إلى أن شكل هذه الحكومة سيعكس رؤية الرئيس الجديد، مع احتمال أن تكون حكومة تكنوقراط تضم مستقلين عن الأحزاب السياسية لوضع برنامج إصلاحي شامل.

ومن المقرر أن يبدأ عون، اعتبارا من الاثنين المقبل، استشارات مع نواب البرلمان لاختيار رئيس مكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.

وبعد اختيار رئيس الحكومة، تبدأ مرحلة تشكيلها، التي قد تستغرق وقتا طويلا، نظرا للتعقيدات السياسية والطائفية في البلاد.

وأشار الربيع، إلى أن التحديات الأخرى أمام عون تشمل إعادة إعمار الجنوب اللبناني، والانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة، وتثبيت عملية ترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا.

ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.

ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.

وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.

وأكد الربيع، أن الحفاظ على التوازنات السياسية الداخلية يمثل تحديا بارزا في المرحلة المقبلة أيضا، خاصة أن عهد عون يُعد انتقالًا من مرحلة سابقة إلى أخرى جديدة.

وختم بالقول إن "العهد الجديد يحتاج إلى وضع اللبنات الأساسية لهذه المرحلة عبر الخطوات الأولى التي تحدد ملامح انطلاقته".

** الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار

من جهته، اعتبر غسان ريفي، رئيس تحرير جريدة "سفير الشمال"، أن الرئيس الجديد يواجه تحديات كبرى، أولها انتهاء مهلة الستين يوما وفق اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، في 27 يناير/كانون الثاني الحالي.

وأوضح ريفي، أن الاتفاق ينص على انسحاب إسرائيل من القرى التي احتلتها في جنوب لبنان، ما يتطلب من الرئيس عون التواصل مع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لضمان انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية والعودة إلى ما بعد الخط الأزرق.

وأشار إلى أن أي بقاء إسرائيلي بالأراضي التي احتلتها بالجنوب اللبناني مؤخرا بعد هذا التاريخ قد يؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار.

وأشار ريفي، إلى أن ملف إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل يمثل تحديا آخر، نظرا لأهميته وحساسيته، خاصة مع وجود مواطنين بلا مأوى.

وأكد أهمية التحرك العاجل للحصول على مساعدات دولية لإنجاز هذا الملف بسرعة.

كما تحدث ريفي، عن تحديات أمنية أمام عون، أبرزها بناء مؤسسات الدولة وتعزيز الجيش اللبناني الذي يتولى مهام الانتشار في الجنوب، إلى جانب دعم الأجهزة الأمنية وضمان استقلالية القضاء بعيدا عن التجاذبات السياسية.

وأوضح أن خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس عون أمام البرلمان الخميس يعكس رؤية نموذجية، لكنه يتطلب جهودا استثنائية لتطبيقه على أرض الواقع.

وختم ريفي، بالتشديد على أن "العبرة في التنفيذ"، مشيرا إلى أن الجميع يأمل في أن يتمكن الرئيس الجديد من قيادة لبنان نحو النهوض وإنقاذ البلاد، التي لم تعد تحتمل المزيد من الأزمات.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 876  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 11-01-2025 12:35 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
مسؤولة روسية بارزة تطعم الفيلة الفواكه! جريمة بشعة .. عذّب ابنته أكثر من 4 ساعات حتّى الموت! حاول إحراق مطعم .. فأشعل سرواله بالخطأ! موقف مُحرج لمذيعة أخبار .. إليكم ما قالته بعد انتخاب جوزاف عون أميركية تنفي انتقالها للعيش بكهف بالأردن بعد قصة حب ترجيح تطبيق الرسوم في ممر عمّان التنموي مطلع 2026 (أفقر رئيس في العالم) يرفض معالجته من مرض السرطان... سلطة وحكومة الجولاني في سوريا تفرض حذراً إقليمياُ... 3 أحداث عربية "مزلزلة" هي الأبرز عالميًا... خسائر حرائق لوس أنجلوس قد تصل لـ150 مليار دولارسويسرا تدعو لتحقيق كام لكشف ملابسات وفاة أحد...الصحة العالمية تطالب بسهولة الوصول لمستشفى العودة بغزةإهداء من ميسي إلى حافظ الأسد يثير الغضب في سوريا .....عون يؤكد إصرار لبنان على انسحاب الاحتلال بالكامل من...انقطاع تدريجي للاتصالات في غزة بسبب نفاد الوقودإعلام عبري يكشف عن التوصل لاتفاق مبدئي بشأن صفقة تبادلمسجد باريس الكبير يعتمد دعاء لفرنسا بعد خطبة الجمعةأمريكا تحذر الإدارة الجديدة في سوريا بالفيديو .. الفنان السوري مازن الناطور يشكر الأردن... هؤلاء المشاهير تعرضت منازلهم للتدمير بسبب حرائق لوس... زينب فياض ابنة هيفاء وهبي تكشف جنسية خطيبها الخليجي إياد نصار يكشف مفاجآت عن علاقته بوالده وعكة صحية غيبته فكرمه الوزير بالمنزل .. محمد منير:... تعيين وسيم البزور مديرا فنيا لفريق شباب الأردن إعلان قائمة النشامى لمعسكر عمان والدوحة جدل وغشٌّ وفضيحة .. أزمة برشلونة تحرّك السياسة الإسبانية هل سيجمع إنتر ميامي ميسي بنيمار؟ قبل مواجهة إبيدجان .. كولر يعلن أول الراحلين عن صفوف الأهلي تحطم طائرة أثناء هبوطها واشتعال النيران بها قتلى وجرحى في انهيار مبنى في مصر مسؤولة روسيّة بارزة تُطعم الفيلة الفواكه! ضباب دخاني كثيف يسبب شللًا بحركة الطيران في دلهي حاول إحراق مطعم .. فأشعل سرواله بالخطأ! جريمة تهزّ دولة عربية .. هذا ما فعلته بزوجها لزواجه من أخرى مرسوم غريب في بلدة إيطالية: "المرض ممنوع" بيان رسمي يكشف حقيقة بيع المتحف المصري الكبير شقيقة مبتكر تشات جي بي تي تفجر فضيحة: اغتصبني لسنوات لسرقة طفلة .. ألماني وزوجته يعترفان بجريمتهما "البشعة"

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد انتخاب الرئيس اللبناني الجديد؟.. خبراء يجيبون

اتفق خبراء ومحللون على أن انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية بعد شغور مقعد الرئيس لأكثر من عامين يمثل فرصة تاريخية لإعادة بناء الدولة، لكنها محفوفة بتحديات جسيمة تتطلب معالجة فورية.

وكان البرلمان اللبناني قد نجح في انتخاب عون رئيسا للجمهورية بعد شغور رئاسي استمر 26 شهرا، إذ نال 99 صوتا من أصل 128 نائبا في جلسة ثانية بعد حصوله على 71 صوتا في الجلسة الأولى.

وفي خطاب القسم الذي وصف بالأطول في تاريخ لبنان دعا الرئيس الجديد إلى إجراء استشارات نيابية سريعة لتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة تصريف الأعمال المستمرة منذ عامين ونصف.

كما أكد على ضرورة إعادة هيكلة المؤسسات العامة لمواجهة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة منذ 2019، والتي تضاعفت مع تكاليف إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة والمقدرة بنحو 5.1 مليارات دولار.

حكومة متحررة

وأكد المحلل السياسي يوسف دياب -خلال فقرة التحليل السياسي "مسار الأحداث"- أن الأولوية الأولى للرئيس الجديد تتمثل في تشكيل حكومة إنقاذ "متحررة من القيود السياسية والكتل النيابية"، مشيرا إلى ضرورة اختيار شخصية تشبه إلى حد كبير شخصية عون لرئاسة الحكومة.

في المقابل، رأى المحلل السياسي علي حيدر أنه "لا يمكن لأي حكومة أن تتشكل إلا بغطاء ودعم القوى السياسية"، مؤكدا أن "طبيعة التحديات التي يواجهها لبنان في الداخل وعلى المستوى الإقليمي" تتطلب حكومة سياسية.

إعلان

وبشأن التحديات الاقتصادية، أوضح الكاتب والمحلل السياسي أمين قمورية أن لبنان يحتاج إلى "علاج بالصدمات الإيجابية"، مشيرا إلى أن انتخاب الرئيس يمثل الصدمة الأولى، لكن يجب أن تتبعها خطوات جريئة في الإصلاح الاقتصادي.

وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، اتفق المحللون على أن لبنان يحتاج إلى إعادة ترتيب علاقاته العربية والإقليمية، مع التركيز على فتح صفحة جديدة مع سوريا.

ولفت دياب إلى ضرورة معالجة الملفات العالقة مع دمشق، خاصة قضايا ترسيم الحدود والنازحين السوريين والمفقودين اللبنانيين.

مكافحة الفساد

كما أشار الخبراء إلى أن نجاح الرئيس الجديد في مهامه مرتبط بقدرته على مكافحة الفساد وإعادة هيكلة المؤسسات العامة.

وأكد قمورية على أهمية استعادة ثقة المواطنين بالدولة ومؤسساتها، معتبرا أن هذه الخطوة ضرورية لتحقيق أي إصلاح حقيقي.

وفيما يتعلق بإعادة الإعمار، حذر المحللون من تكرار تجارب سابقة شابها الفساد وسوء الإدارة، وأكد دياب على ضرورة وجود حكومة "تؤتمن على الأموال التي تأتي من الدول العربية والصديقة"، مشيرا إلى أن لبنان "تحت المجهر العربي والدولي".

وبشأن الوضع الأمني، أشار المحللون إلى أهمية تنفيذ إستراتيجية دفاعية متكاملة تمكن الدولة من مواجهة التحديات الأمنية، مع التأكيد على حق الدولة في احتكار السلاح، لكن حيدر شدد على ضرورة بناء "دولة عادلة وقوية قادرة على مواجهة التهديدات الإسرائيلية".

وختم المحللون بالإشارة إلى وجود فرصة حقيقية للتغيير، لكنها تتطلب إرادة لبنانية موحدة وتوافقا على الخيارات الإستراتيجية الكبرى في مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية.

وأكد قمورية أن لبنان يمتلك "إمكانيات وقدرات هائلة" تمكنه من تجاوز أزماته إذا توفرت الإرادة السياسية الحقيقية للإصلاح.

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني يتمسك بانسحاب إسرائيل من كامل التراب الوطني
  • أبرز التحديات الاقتصادية أمام رئيس لبنان الجديد
  • ما أبرز التحديات الاقتصادية أمام رئيس لبنان الجديد؟
  • حزب الله والاقتصاد.. تحديات كبرى تواجه الرئيس اللبناني الجديد
  • الرئيس اللبناني الجديد يتعهد بتأكيد حق الدولة في احتكار السلاح
  • ماذا بعد انتخاب الرئيس اللبناني الجديد؟.. خبراء يجيبون
  • روان أبو العينين تكشف التحديات التي تواجه إدارة «ترامب»
  • السيسي يهنىء الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون
  • أول رسالة من أمريكا الي الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون