WP: ترامب يكره العولمة ولكنه يبدو محبا للإمبريالية
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
تناول تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية٬ مفارقات الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب٬ الذي يكره العولمة ولكنه يحب الإمبريالية.
وأعلن ترامب على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2019 أن "المستقبل لا ينتمي إلى العولميين".
وقال التقرير، إن جمهور كبار الشخصيات في نيويورك ومعظم المحللين معتادون بالفعل على الركائز الأساسية للخطاب الانتخابي لترامب، والذي يمثل مجموعة من النخب العالمية التي لا ولاء لها لأراضي ميلادها، والتي تتحالف مع التكنوقراط الليبراليين.
وقبل ولايته الثانية، لم يتخلّ ترامب المتجرئ عن ازدرائه لـ"العولميين". ولكن في الأسابيع الأخيرة، طغت على شعبويته أشياء أخرى: إمبريالية القرن الحادي والعشرين الجديدة. وفق الصحيفة.
ولدهشة حلفاء الولايات المتحدة، صاغ ترامب رؤية للتوسع في نصف الكرة الأرضية. لقد دعا إلى استحواذ الولايات المتحدة على غرينلاند، وهي منطقة دنماركية مستقلة. كما اقترح مرارا وتكرارا أن تصبح كندا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة.
كما أثار مسألة استعادة السيطرة على قناة بنما بالقوة، متذمرا من رسوم المرور والنفوذ الصيني على الممر المائي الاستراتيجي. وفي استفزاز ربما كان الأكثر اعتدالا، قال إن خليج المكسيك يجب أن يُعاد تسميته بخليج أمريكا.
وقد قوبلت ترهيبات ترامب بالرفض الفوري، ففي مؤتمر صحفي، أشارت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم إلى خريطة من القرن السابع عشر للعالم الجديد، حيث تم تسمية الجزء الأكبر من كتلة اليابسة في أمريكا الشمالية باسم "أمريكا المكسيكية".
وقد أطلق رسامو الخرائط على خليج المكسيك هذا الاسم قبل فترة طويلة من فوز الولايات المتحدة باستقلالها.
وفي حين وصف الرئيس المنتخب الحدود الشمالية لبلاده بأنها "خط مصطنع" يمكن محوه لإنشاء قوة عظمى قارية، فإن قِلة من الناس في كندا يوافقون على هذه "النكتة". تقول الصحيفة.
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لشبكة CNN يوم الخميس "لن يحدث هذا"، مضيفا أن حجر الزاوية في الهوية الكندية هو أنهم ليسوا أمريكيين.
وأشار إلى أن ترامب كان يحاول صرف الانتباه عن المحادثة حول الضرر الذي قد تسببه التعريفات الجمركية المقترحة على الصادرات الكندية للمستهلكين الأمريكيين.
ورد خوسيه راؤول مولينو، رئيس بنما، بأن "كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المجاورة لها ملك لبنما وستظل كذلك". وشدد الدبلوماسيون على أنه لا يوجد أي حقيقة في مزاعم ترامب ورفاقه بأن القوات الصينية تسيطر على الممر المائي المحوري.
وقالت الدنمارك مرارا وتكرارا إن غرينلاند ليست للبيع للولايات المتحدة. عقدت رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن اجتماعا لقادة الأحزاب الدنماركية يوم أمس الخميس لبحث كيفية الرد على تهديدات ترامب. وقالت بيبالوك لينغ، وهي مشرعة من غرينلاند، لبوليتيكو إن الولايات المتحدة يجب أن تأخذ في الاعتبار تاريخها الخاص في إساءة معاملة الشعوب الأصلية في القطب الشمالي قبل المطالبة بأراضي الآخرين.
وأضافت لينغ: "نحن نعلم كيف يعاملون الإنويت في ألاسكا. اجعلوا ذلك عظيما قبل محاولة غزونا".
بعد رفض ترامب استبعاد استخدام القوة الاقتصادية أو العسكرية لتحقيق أهدافه في غرينلاند، أصدر عدد من الزعماء الأوروبيين بياناتهم الخاصة التي تعبر عن القلق. قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن هناك "بعض عدم الفهم" حول تصريحات ترامب. وأوضح: "إن مبدأ حرمة الحدود ينطبق على كل دولة بغض النظر عما إذا كانت في الشرق أو الغرب"، في إشارة إلى المعارضة الغربية للاستيلاء الروسي على الأراضي في أوكرانيا.
إذن ما الذي يلعبه ترامب؟ تتساءل الصحيفة في تقريرها، وزعمت هيئة التحرير المحافظة في صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب، في حالة كندا، "يتصرف بشكل استفزازي".
لكن تصاميمه بشأن غرينلاند قد تكون أكثر جوهرية، وتستغل افتتان الولايات المتحدة القديم بغرينلاند، والذي كان المسؤولون الأمريكيون يراقبونه أيضا في الوقت الذي اشتروا فيه ألاسكا في منتصف القرن التاسع عشر. وقالت إن مواردها المعدنية وموقعها الاستراتيجي في القطب الشمالي تجعلها أكثر أهمية من الناحية الجيوسياسية في القرن الحادي والعشرين.
الأربعاء الماضي، اصطحب نجل ترامب، دونالد ترامب جونيور، حاشية في زيارة خاصة للجزيرة، مليئة بالتقاط الصور مع سكان غرينلاند الذين يرتدون قبعات حمراء على غرار قبعات MAGA.
بالنسبة لترامب، فإن الحديث عن الضم والتوسع هو جزء من أسلوبه الشعبوي. قال تشارلي كيرك، وهو مؤثر من أقصى اليمين رافق دونالد ترامب جونيور في رحلته إلى غرينلاند، في بودكاست حديث: "إنه يجعل أمريكا تحلم مرة أخرى، بأننا لسنا مجرد هذا الذكر الحزين منخفض التستوستيرون، الضعيف، الجالس على كرسي، مما يسمح للعالم أن يدهسنا.. إنه إحياء للطاقة الأمريكية الذكورية. إنه عودة القدر الواضح"، [القدر الواضح مصطلح استخدمه الأمريكيون في القرن الثامن عشر لتبرير تمددهم غربا].
قدم بعض المحللين تفسيرا أقل مجازيا لتحركات ترامب الأخيرة. قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب والذي تحول إلى منتقد صريح له، لوكالة أسوشيتد برس إن استراتيجية ترامب "معاملاتية، ومرتجلة، ومتقطعة، ويُنظر إليها حقا من منظور كيف تساعد دونالد ترامب". لطالما تأمل المحللون في فعالية نهج ترامب "المجنون" في الشؤون الخارجية، وتهديده للحلفاء واستخدامه المتكرر للتهديدات. لكن ليس من الواضح ما الذي قد يكسبه من هذه الحلقة الأخيرة.
قال بولتون: "عندما تفعل أشياء تقلل من احتمالية تحقيقك للأهداف، فهذا ليس مساومة متقنة، هذا جنون".
يمكن القول إنه لا يوجد تناقض بين عدوانية ترامب الإمبريالية الجديدة وأمريكا أولا، الشعبوية المناهضة للعولمة التي عبر عنها طوال معظم حياته السياسية. في نهاية المطاف، كانت المذهبية التجارية في القرن التاسع عشر ــ السلف للنظرة الاقتصادية العالمية التي يبدو أنها تسيطر على ترامب وأنصار التعريفات الجمركية وغيرها من التدابير الحمائية في معسكره ــ عنصرا أساسيا في الإمبريالية في القرن التاسع عشر. ويبدو أن مطالب الرئيس المنتخب الأخيرة تشير إلى أنه بدأ يكشر عن أنيابه.
كتب ستيفن والت في مجلة فورين بوليسي: "يبدو أن ترامب وإيلون ماسك وأتباعهما مقتنعون بأنهم قادرون على ترهيب العالم بأسره. ويتجاوز هذا النهج إلى حد كبير المعاملات التجارية القائمة على المقايضة؛ إنه محاولة صارخة لابتزاز الآخرين وترهيبهم وإجبارهم على تقديم تنازلات استباقية، استنادا إلى خوفهم مما قد يفعله ترامب لإيذائهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب كندا بنما المكسيك امريكا كندا بنما المكسيك ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة دونالد ترامب فی القرن
إقرأ أيضاً:
الحرب التجارية بين أكبر قوتين.. ماذا يحدث بين الولايات المتحدة والصين؟
الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.. هل تؤدي لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي في العالم؟
أستاذ اقتصاد: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب تضع العالم بين خططه والحرب التجارية وحرب العملات.
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن فرض رسوم جمركية على الصين وكندا والمكسيك، الهلع بين دول العالم، على الرغم من أنه أرجأ تطبيقها على آخر دولتين، لكنه تمسك بفرضها على الصين.
هذا الأمر الذي يشير لاشتعال الحرب بين الولايات المتحدة والصين، أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، خاصة بعدما فرضت الصين رسومًا جمركية مماثلة على واردات من الولايات المتحدة، ردًا على الرسوم الأمريكية على السلع الصينية.
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور إبراهيم فضلون، أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد، أن للحرب التجارية آثارها التي تفوق كل الحروب كونها تضع العالم بين الحرب التجارية وحرب العملات وخطط ترامب.
وقال «فضلون» في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»: «الاقتصاد العالمي أمام صدام تجاري لا محالة وقائم بين أمريكا والصين، التي لا تزال تحتفظ بخيار نووي وهو خفض سعر اليوان لخفض كلفة صادراتها».
وأضاف: لا ننسى أنه خلال الأشهر الستة المنتهية في يونيو 2018، انخفضت الأسهم الأمريكية بنسبة 4% وتراجعت نظيرتها الصينية بنسبة 13%، وخسرت السندات الأمريكية ما بين 2% و5%، وانخفض اليوان بنسبة 3% مقارنة بالدولار.
وأكد أن الحرب التجارية الحالية، تأخذ طابعًا أكثر تعقيدًا، خاصًة وأنها تمتزج بالأزمات الجيوسياسية والتنافس التكنولوجى، وقرارات ترامب الشعبوية 2025، بفرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك بنسبة 25 ٪ والصين بنسبة 10 ٪ واتهام ترامب الصين بأنها لا تفعل ما يكفي للحد من تدفق عقار الفنتانيل القاتل ومشتقاته داخل الولايات المتحدة.
وتابع: ترد الصين بفرض رسوم جمركية تصعيدية على واردات الغاز الطبيعي والفحم والنفط الخام ومعدات المزارع القادمة من الولايات المتحدة بل وإقامة دعوى قضائية ضد شركة «جوجل» تتهمها بممارسات احتكارية، وفرض تعريفات جمركية على بعض صادرات السيارات القادمة من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى 10٪ على واردات الطاقة من كندا، في خطوة قد تشمل لاحقاً دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية.
وأشار إلى أن العجز مع الصين وحدها قد بلغ 279.4 مليار دولار، والمكسيك 152.4 مليار دولار، وكندا 67.9 مليار دولار، موضحًا أن هذه الدول تسهم أيضاً في 40 ٪ من إجمالي الواردات الأميركية، التي بلغت قيمتها نحو 3.1 تريليون دولار العام الماضي.
هل تؤدي سياسة «ترامب» لإعادة التوازن في الميزان التجاري الأمريكي؟وشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن سياسة ترامب الحمائية لن تجدي نفعًا لإعادة التوازن في الميزان التجاري الأمريكي، طالما سياساته الخارجية لاسيما فتح عدوات جديدة حتى مع جيرانه، فهو مقاول وعديم الإنسانية بالبشر مهما كانوا والدليل تهجيره لأهل غزة وبسلطوية تمهيداً لطريق الحزام والحرير، والتي قضى عليها رئيس بنما اليوم بالخروج من المبادرة.
وقال: «إن الحرب العالمية التجارية بدأت بين ثلاث من أكبر الدول التي تسهم في 65 ٪ من العجز التجاري للولايات المتحدة البالغ 773.4 مليار دولار في عام 2023، ليتراجع ترامب أمام وقفة الدول التي لا تقبل الإملاءات من أقوى رئيس دولة، بالاتصال بهم وإرجاء تطبيق الرسوم التي فرضها على المكسيك وكندا لمدة شهر، حيثُ تستورد الولايات المتحدة نحو 4 ملايين برميل يومياً من النفط الكندي، 70 في المائة، كما تستورد أكثر من 450 ألف برميل يومياً من النفط المكسيكي»، لافتاً إلى أن المكسيك لا تملك شركات وطنية لإنتاج السيارات، ولكن 80 ٪ من السيارات التي يتم تجميعها في هذا البلد مخصصة للتصدير، الجزء الأكبر منها إلى الولايات المتحدة، ومن ثم كندا.
وأكد «فضلون» أن تلك الحرب ستسهم في خسارة الجميع، مشيرا إلى أن أوروبا ستخسر 1.6% من الناتج القومي، والولايات المتحدة والصين 1.4%، وكندا 2.6%، والمكسيك 3%من الناتج القومي.
وأوضح أنه مع ارتفاع التضخم في أمريكا بنسبة 0.7%، وكذلك أسعار الفائدة بما يهدد النشاط الاقتصادي، وإضعاف سوق العمل على المدى الطويل، سيدفع المكسيك وكندا ودول الاتحاد الأوروبي إلى أحضان الصين
وعلى الجانب المحلي، أشار «فضلون»، إلى أن مصر قد يكون لديها فرصة كبيرة للاستفادة من الحرب التجارية الأمريكية الصينية الراهنة عبر جذب استثمارات صينية ضخمة وتحويل نفسها إلى مركز صناعي عالمي، لتصبح واحدة من أهم مراكز الإنتاج الصينية خارج الصين، ما يحقق فوائد اقتصادية طويلة الأمد.
وأوضح أن قطاع السجاد اليدوي والمشغولات اليدوية له فرصة كبيرة في السوق الأمريكي دون جمارك، من خلال اتفاقيتيّ الكويز والنظام المعمم للمزايا، وكذلك بدعم قطاع الحرف اليدوية، وخصوصا مشغولات الفضة والنحاس لفرصهما الواعدة في السوق الأمريكي وتميزه عن منافسه الصيني، مما يؤهله للاستحواذ على حصة كبيرة من السوقين الأوروبي والأمريكي.
وأضاف: ستؤدي الجمارك إلى تباطؤ الطلب الصيني على وارداتها من الجلود المدبوغة من مصر، لتراجع الطلب على منتجاتها من المنتجات الجلدية والأحذية في أمريكا، لترتفع أسعار أحذية الأطفال من 10 دولارات إلى 15 دولاراً، أما الأحذية المخصصة لرياضة السلة، فسترتفع من 130 دولاراً إلى 179 دولاراً، وبالنسبة لأحذية الصيد ستصل إلى 249 دولاراً بدلاً من 190 دولاراً، بواقع 169 دولاراً خسارة سنوية لأمريكا، لافتاً إلى أن ذلك ينطبق ذلك على كافة المنتجات الأخرى، وبالتالي فمصر لا تستغل جميع الأبواب المفتوحة أمامها لرفع حجم وقيمة صادراتها، خصوصا إذا كانت تستطيع النفاذ إلى دول كبرى ومنها أمريكا، دون جمارك من خلال النظام المعمم للمزايا.
وبدوره، قال الدكتور وليد جاد الله، الخبير الاقتصادي: «إن الأسواق العالمية تعيش حالة اضطراب شديدة منذ بداية كورونا وما ارتبط بها من اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية، وجاءت إجراءات الرئيس ترامب لتنذر بحرب تجارية جديدة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وستكون لتلك الإجراءات تأثيرات مباشرة ستنعكس على البلدين».
وأوضح أن هناك علاقات اقتصادية متشابكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وتقرير الولايات المتحدة الأمريكية للرسوم أو عقوبات، ورد الصين على ذلك سيكون له تأثيرات سلبية مباشرة على البلدين وسينعكس بصوره غير مباشرة على بقية دول العالم.
الرسوم الجمركية تضر بالمواطن الأمريكيوأشار الدكتور وليد جاد الله إلى أن فرض ترامب لتلك الرسوم سيترتب عليه إما أن تكون السلعة لها بديل في دولة أخرى، ويتم الحصول عليها من تلك الدولة ولكن هذا البديل سيكون أكثر تكلفة لأن المنتجات الصينية أقل تكلفة.
وأضاف «جاد الله»: في حالة لم يكن لها بديل، سيترتب عليه الحصول عليها من الصين وسداد الرسوم الجمركية، مما يترتب عليه ارتفاع في الأسعار ومزيد من التضخم للمواطن الأمريكي، لافتاً إلى أن الحكومة الأمريكية في تلك الحالة ستحصل على رسوم جمركيه تستهدف على المدى المتوسط نقل مراحل الإنتاج إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأن يتم التصنيع فيها، ولكن هذا الأمر سيقترن بارتفاع في الأسعار ومزيد من التضخم داخل أمريكا سيما في الصناعات التي لا تمتلك فيها أمريكا ميزه نسبية
وبين أن التأثير الإجمالي على الولايات المتحدة لا يمكن إجماله في عباره واحدة، حيث سيتفاوت التأثير من سلعة إلى أخرى ومن منتج إلى آخر، ومن عنصر من عناصر الإنتاج لآخر.
وقال الخبير الاقتصادي: إن الصين حتى الآن ترد على الإجراءات «الترامبية» بأسلوب متعقل، ولكنها جاهزة هي الأخرى لكي تأخذ إجراءات تجارية»، متوقعاً بأن الحوار بين البلدين سيتجه نحو التفاوض، خاصة وأن ترامب دائماً ما يتخذ تصريحات شديدة القسوة ثم يحدث التفاوض.
وأردف: ترامب يريد أن يدعم الصناعة الأمريكية ويدعم الاقتصاد الأمريكي، ويزيد من فرص العمل في السوق الأمريكية، بأن تعود كافة الصناعات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فهو غير مقتنع من الأصل بفكرة التعاون الدولي ويرغب في أن تمتلك أمريكا كل شيء.
وأوضح «جاد الله» أن سياسة ترامب لفرض الرسوم لا يمكن أن تنجح، لأن التشابكات الاقتصادية ما بين الولايات المتحدة والصين تشابكات عميقة، ولا توجد دولة في العالم تستطيع أن تصنع كل شيء، ولا بد من وجود تعاون، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب لا ترغب في وقف التعاون ولكنها ترغب في تعاون يصب في مصلحتها بصورة أكبر.
الحروب التجارية تُزيد نسب التضخم العالميةوعن تأثير تلك الحرب على الجانب المصري، فقال: «إن مصر مثلها مثل دول العالم ترغب في وجود استقرار وعمليات تعاون دولي عادل»، موضحاً أن أي إجراءات وأي حروب تجارية يترتب عليها ارتفاع في نسب التضخم العالمية تؤثر في كل دول العالم وبما فيها مصر تأثير غير مباشر.
وأنهى «جاد الله» حديثه، بأن مصر ستستفيد من توجهات الرئيس ترامب إيجاباً عندما يتحدث عن اتخاذه إجراءات بشأن خفض لأسعار الطاقة، الذي سيصب إيجاباً في الاقتصاد المصري، ولكن ما يقوم به من إجراءات تدفع نحو مزيد من التضخم ومزيد من ارتفاع الأسعار في العالم له تأثير سلبي على مصر، وعلى الإدارة الاقتصادية المصرية أن تستفيد بما هو إيجابي، وتتعامل مع ما هو سلبي للحد من آثاره السلبية.
اقرأ أيضاًرغم التحذيرات الدولية.. «ترامب»: لا حق للفلسطينيين بالعودة إلى غزة ضمن خطتنا فى إدارة القطاع
ترامب يشعل النار مجددا.. وقيادات حزبية: تصريحاته تكشف الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية الاستعمارية