علي جمعة: التوكل على الله يبدأ بالثقة الكاملة والرضا بأمره
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، أن التوكل على الله يتطلب أولًا الثقة الكاملة به سبحانه وتعالى، لافتًا إلى أهمية أن تكون ثقتنا بالله أعظم من ثقتنا بما نملكه بأيدينا، وأضاف أن التوكل الصحيح يعني التسليم لأمر الله والرضا بقضائه، مما يمنح الإنسان راحة نفسية وسكينة داخلية تجعله يواجه العالم بقلبٍ مفتوح وابتسامة دائمة.
وأشار جمعة إلى أن الرضا بفعل الله يعكس حالة من التسليم التام، موضحًا أن مشايخنا الكبار -رضي الله عنهم- كانوا قدوة في هذا المجال. فقد كانوا يتعاملون مع الناس برفق ولطف، حتى مع من جاءهم معترفًا بذنوبه، فلم يكونوا يعنفونه أو يوبخونه، بل يوجهونه نحو طريق الهداية دون أن يفضحوا سره أو يخوضوا في عرضه.
وأضاف أن هؤلاء المشايخ كانوا يرون أنفسهم دائمًا في حاجة إلى الله، ويرفضون الحكم على الآخرين. وكان أحدهم يقول: "أنا لا أعرف مكانة أي إنسان عند الله؛ قد يكون من ارتكب المعصية قد تاب وأصبح من كبار الأولياء".
التعامل مع الخلق بوعي التوكلأكد جمعة أن مشايخنا علمونا أن "دع الخلق للخالق" هو أساس التعامل مع الآخرين، مشيرًا إلى أن الحكم على الناس أو التكبر عليهم بسبب الطاعة هو نوع من الفساد القلبي. واستشهد بحديث النبي ﷺ: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ».
التحذير من التكبر والانشغال بعيوب الآخرينأوضح جمعة أن التكبر على الناس ورؤية النفس أفضل منهم هو فساد قلبي خطير. وأشار إلى أن انشغال الإنسان بعيوب الآخرين بدلًا من عيوبه هو علامة على فقدان التوازن الروحي والنفسي، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «طوبَى لمن شغلَهُ عيبُهُ عن عيوبِ النَّاسِ».
اختتم الدكتور جمعة رسالته بالتأكيد على أهمية التوكل على الله، والثقة برحمته وعدله، والرضا بأمره. فبهذا التوكل والرضا تهدأ النفس، ويصبح الإنسان قادرًا على التعامل مع الآخرين برحمة وحب، مما يفتح أبواب الهداية والخير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة التوكل الله الدكتور علي جمعة الرضا
إقرأ أيضاً:
من لزم الصلاة على النبي في ثاني جمعة من رجب .. نال ما تمنى
يتساءل الكثير من المسلمين عن ثواب من لزم الصلاة على النبي، خاصة ونحن في يوم الجمعة الذي يتزامن مع ثاني جمعة من شهر رجب، فهل يتحقق له من الأمور أعظمها وتقضى عنه حاجته ويغفر له خطيئته ويرزقه الله من حيث لا يحتسب وغيرها من الأمور ما نستعرضه في التقرير التالي.
الصلاة على النبييوم الجمعة هو خير يومٍ طلعت عليه الشمس، يستحب فيه القيام بأعظم الأعمال وأجلها ففيه ساعة إجابة لا يوافقها مسلم إلا وحقق له ما أراد، ويُستحب في يوم الجمعة الإكثار من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «إن من أفضلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبضَ وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ».
ومن بشارات يوم الجمعة لـ من لزم الصلاة على النبي ما يلي:
1- الأجر والثواب: إنَّ الصلاة على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- خاصة في يوم الجمعة بأي صيغة من صيغها تعادل الثواب والأجر الذي نحصل عليه من حجة مقبولة، كما يُثاب الإنسان على ذلك لأنّ الحسنة بعشرة أمثالها، وكثرة الصلاة على النبي يوم الجمعة تتطلب كثرة ذكره على القلب مما يؤدي إلى زيادة إيمان المسلم بالله ورسوله، وزيادة حبه لهم وتمسكه بهديه وسنته.
2- استجابة الدعاء تعتبر ليلة الجمعة من أكثر الليالي استجابة للأدعية، لهذا حثَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- من الإكثار من الصلاة عليه خاصة يوم الجمعة لأنَّ فيها ساعة إجابة هي الساعة التي تسبق آذان المغرب في آخر ساعة في العصر كما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم-: «من أفضلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبضَ وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه».
3- نفي الفقر من أهم أسباب صلاة الله -عز وجل- على المصلي وصلاة الملائكة أيضًا عليه، وطيب المجلس، وتنفي عن العبد صفة البخل والشح كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم-: «البخيلُ من ذُكرتُ عندَهُ ثم لم يُصَلِّ عليَّ».
4- شفاعة الرسول: تعتبر الصلاة على الرسول - عليه الصلاة والسلام- وسيلة لكسب شفاعته، ونيل رحمة الله -عز وجل- ورضاه وغفرانه، وتثبيت الإنسان المسلم على الصراط المستقيم، وهي من أفضل أنواع الذكر وأسرع وسيلة لزيادة الورع والزهد والتقوى في نفوس المسلمين.
من لزم الصلاة على النبيفضل الصلاة على النبي عن عمر قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشرًا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة» [رواه مسلم]. قال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى عليّ حين يصبح عشرًا وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي». وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرًا» [رواه مسلم وأحمد والثلاثة].
وعن عبدالرحمن بن عوف قال: أتيت النبي وهو ساجد فأطال السجود قال: «أتاني جبريل وقال: من صلّى عليك صليت عليه ومن سلّم عليك سلمت عليه فسجدت شكرًا لله» [رواه الحاكم وأحمد والجهضمي وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه.
وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتاني آت من ربي فقال: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشرًا» فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك! قال: «إن شئت» قال: ألا أجعل ثلث دعائي!. قال: {إن شئت}. قال: ألا أجعل دعائي كله قال: {إذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة» رواه الجهضمي.
ويقول الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ،: قَالَ لَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ : " إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَأَحْسِنُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ . قُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَعَلِّمْنَا . قَالَ: فقُولُوا: اللهُمَّ اجْعَلْ صَلاتِكَ وَرَحْمَتَكَ وبركاتك عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ، اللهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى -سيدنا- مُحَمَّدٍ وَعلى آلِ -سيدنا- مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى -سيدنا- إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ -سيدنا- إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، وبارك على -سيدنا- محمد وعلى آل -سيدنا- محمد كما باركت على -سيدنا- إبراهيم وآل -سيدنا- إبراهيم إنك حميد مجيد ".
عجائب الصلاة على النبيومن عجائب الصلاة على النبي أنه ورد حديث يؤكد أنفضل الصلاة على النبي يفك الكروب ويزيل الهم، فعن أبي بن كعب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثان؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تكفى همك ويغفر لك ذنبك". رواه الترمذي وقال: حسن صحيح ـ وأحمد، وحسنه ابن حجر، و"الهم": ما يقصده الإنسان من أمر الدنيا والآخرة ـ ويقصد بالحديث كما ذكر العلماء أنه إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة عليَّ كفيت ما يهمك من أمور دنياك وآخرتك، أي أعطيت مرام الدنيا والآخرة.
يقول الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إنه إذا أردنا الصلاة على سيدنا النبي ﷺ بالصيغة الإبراهيمية أو غيرها فينبغي علينا أن نضع قبل اسمه الشريف لفظة (سيدنا) أو (سيدي)، فقد أجمع المسلمون على ثبوت السيادة له ﷺ، وعلى علميته في السيادة.
وأضاف جمعة، خلال منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الشرقاوي قال: فلفظ (سيدنا) علم عليه ﷺ، وذلك لما ثبت من إطلاقه على نفسه ﷺ، وعلى حفيده الحسن رضي الله عنه ومن إطلاق بعض أصحابه عليه في حضرته ولم ينكره، فمنه قوله : (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر) [رواه مسلم] وقوله عن الحسن رضي الله عنه : (إن ابني هذا سيد) [رواه البخاري].
كما ورد عن عن سهل بن حنيف قال : مر بنا سيل، فذهبنا نغتسل فيه، فخرجت محمومًا، فنمي ذلك إلى رسول الله ﷺ قال : (مروا أبا ثابت يتعوذ. فقلت : يا سيدي والرقى صالحة. قال : لا رقي إلا من ثلاث : من الحمى، والنفس، واللدغة) [أبودواد في سننه، والنسائي في سننه، والحاكم في المستدرك]
وأوضح أن الفقهاء استحبوا الإتيان بلفظة سيدنا أو سيدي قبل اسمه الشريف حتى في الصلاة والأذان، قال الرملي : (الأفضل الإتيان بلفظ السيادة، كما قاله ابن ظهيرة، وصرح به جمع، وبه أفتى الشارح؛ لأن فيه الإتيان بما أمرنا به وزيادة الإخبار بالواقع الذي هو أدب، فهو أفضل من تركه) [تحفة المحتاج]
وأشار الى أنه لا ينبغي للمسلم أن يعرض عن الصلاة على النبي ﷺ ويتركها فإن في تركها الشر الكثير؛ حيث إن تركها علامة على البخل والشح، قال النبي ﷺ : (كفى به شحًا أن أذكر عنده ثم لا يصلي علي) [ابن أبي شيبة في مصنفه] وقال صلى الله عليه وسلم : (البخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي) [أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه].
فضل الصلاة على النبيكما تزيد أهمية وضرورة معرفةفضل الصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم- حيث إنهيفك الكروب ويزيل الهم، كما أنها تحقق أمور يصعب حصرها وكيف يحصرها إنسان وهي أمور تتعلق بسيد البشر وفيه نزل الأمر بالصلاة في القرآن الكريم، ومن بعض الفضائل التي تتحقق بالصلاة على النبي:
1- يؤجر المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلّم- بعشر حسنات.
2-يرفع المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر درجات.
3-يغفر للمصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- عشر سيئات.
4-سبب في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له يوم القيامة.
5-يكفي الله العبد المصلي على رسول الله ما أهمّه.
6-تصلي الملائكة على العبد إذا صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
7-الصلاة على النبي تعتبر امتثالًا لأوامر الله تعالى.
8-سبب من أسباب استجابة الدعاء إذا اختتمت واستفتحت به.
9-تنقذ المسلم من صفة البخل.
10-سبب من أسباب طرح البركة.
11-سبب لتثبيت قدم العبد المصلي على الصراط المستقيم يوم القيامة.
12-التقرّب إلى الله تعالى.
13-نيل المراد في الدنيا والآخرة.
14- سبب في فتح أبواب الرحمة.
15-دليل صادق وقطعيّ على محبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-.
16-سببٌ لدفع الفقر.
17-تشريف المسلم بعرض اسمه على النبي- صلى الله عليه وسلّم-.
18- سببٌ لإحياء قلب المسلم.التاسع عشر:التقرّب من الرسول - صلى الله عليه وسلم- منزلةً.
20-لا يقتصر فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، على هذه الفوائد فقط بل تتعدى لتصل إلى مئات الأفضال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة.