تأخر توريد القصب لمصنع كوم أمبو.. والمزارعون: الري والتسميد سبب ضعف الإنتاج
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
بدأ اليوم في مصنع السكر بكوم أمبو توريد وشحن محصول قصب السكر بعد تأخر دام عدة أسابيع، حيث انطلق القطار المخصص لنقل المحصول من المزارع إلى المصنع، وفي الغد إنطلاق الجرارات أيضا لنقل المحصول .
وكان من المقرر أن يتم توريد المحصول في 25 ديسمبر الماضي، إلا أن تأخر الجدول الزمني للتوريد جعل من يوم 10 يناير 2025 بداية الموسم لهذا العام.
وتحرك القطار الأول المحمل بأطنان من قصب السكر من داخل المزارع المجاورة، حيث تم تصويره بواسطة “كاميرا الوفد” وهو يمر عبر بعض الأراضي الزراعية القريبة من شريط السكك الحديدية الخاصة بمصنع كوم أمبو، في رحلة تبدأ عملية إنتاج السكر من المحصول.
وفي تصريحات لأحد المزارعين في قرية الإسماعيلية بمركز كوم أمبو، أشار “حبيب ثابت" إلى أن هذا العام شهد تراجعًا في إنتاجية محصول قصب السكر مقارنة بالعام الماضي، حيث كان متوسط إنتاج الفدان في العام السابق يصل إلى 40 طنًا، بينما لم يتجاوز هذا العام 30 طنًا فقط، وسعر الطن 2500جنيه.
وأوضح المزارع، أن السبب الرئيسي لهذا التراجع هو أزمة المياه التي يعانون منها في الري، مشيرًا إلى أن جدول ري المياه في فصل الشتاء كان يتضمن 7 أيام من الري يتبعها 15 يومًا من الإغلاق، في حين كان الجدول في العام الماضي أكثر توازنًا حيث كانت مدة الإغلاق لا تتجاوز 10 أيام فقط.
وأضاف، أن الأراضي الزراعية في المنطقة، وخاصة الأراضي ذات التربة السوداء والصفراء، تحتاج إلى كمية أكبر من المياه، خاصة في فصل الصيف لضمان تحسين الإنتاج.
من جهة أخرى، أفاد المزارع محمد حسين من وادي النقرة، بأنه لاحظ وجود مشكلة أخرى تتعلق بنوعية السماد المستخدم هذا العام، فقد أشار إلى أن السماد الذي يتم توزيعه يحتوي على نسبة أقل من الأزوت مقارنة بما هو مفترض، حيث كانت النسبة التي يجب أن تحتويها السماد تصل إلى 46%، بينما كانت أقل من ذلك بشكل ملحوظ.
وأكد، أن هذا التلاعب في نسبة الأزوت يؤثر بشكل كبير على المحصول ويؤدي إلى ضعف الإنتاجية، مطالبًا الجهات الرقابية بضرورة مراقبة جودة السماد والتأكد من نسب مكوناته.
وفي نفس السياق، أضاف عيد متولي - مزارع من قرية العتمور، أن سببًا آخر في تدهور المحصول هو مشكلة الصرف الصحي في المنطقة، حيث تقوم عربة الصرف الصحي بصب المياه بالقرب من المصرف المستخدم للري، مما يؤدي إلى اختلاط مياه الصرف الصحي مع مياه الري، مما يتسبب في تلف المحصول بشكل كبير، موضحًا أن الكثير من الأراضي الزراعية قد تضررت بالكامل نتيجة لهذه المشكلة.
وأعرب المزارعون في منطقة كوم أمبو، عن أملهم في أن تحل المشاكل المتعلقة بالمياه والتسميد والصرف الصحي في الموسم المقبل، مطالبين الجهات المعنية بالتحرك الفوري لتوفير الحلول اللازمة لتحسين ظروف الزراعة وضمان استدامة إنتاج قصب السكر الذي يعد من المحاصيل الاستراتيجية في المنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصرف الصحی هذا العام قصب السکر کوم أمبو
إقرأ أيضاً:
قانون الأراضي في جنوب إفريقيا يستهدف انقساما صارخا
تضم بلدة فاتنج تسي نتشو نحو سبعة آلاف من أبناء جنوب أفريقيا السود وتحيط بها من جميع الجوانب مساحات شاسعة من الأراضي العشبية الفارغة التي يملكها مزارعون بيض مزدهرون.
يوضح التناقض الفجوة في عدم المساواة في الأراضي التي لا تزال مستمرة بعد أكثر من ثلاثة عقود من نهاية حكم الأقلية البيضاء - والتي يسعى قانون المصادرة، الذي وقعه الرئيس سيريل رامافوسا الشهر الماضي جزئيا إلى تصحيحه.
وأعاد هذا القانون، الذي يسمح للحكومة بمصادرة الأراضي - في حالات نادرة دون تعويض - إشعال التوترات العرقية التي عصفت بأقصى جنوب إفريقيا منذ أن بدأ المستوطنون الأوروبيون في الوصول قبل نحو أربعة قرون.
بالنسبة للمالكين العصبيين ، يعد هذا اعتداء على حقوق الملكية ، وهي وجهة نظر يشاركها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي صرح الأسبوع الماضي خطأ أن الأراضي قد تم الاستيلاء عليها بالفعل بموجبها عندما هدد بقطع المساعدات عن جنوب إفريقيا، يوم السبت ، ذهب البيت الأبيض إلى حد عرض إعادة التوطين للمزارعين البيض في الولايات المتحدة و "الإغاثة الإنسانية".
لكن مساحات الأراضي المملوكة للبيض في مقاطعة فري ستيت ، التي تنتشر فيها مستوطنات سوداء صغيرة مثل فاتنغ ، توضح لماذا يعتبر المؤيدون أن الفعل ضروري.
يقضي عضو المجلس المحلي لفاتنغ ، ماليفيتساني موكوينا ، 51 عاما ، أيامه في التوسط في النزاعات بين ملاك الأراضي وسكان الريف السود الذين يعيشون بينهم، طويل القامة وسلكي ، وعادة ما يرتدي الزي الأحمر لحزبه، مقاتلو الحرية الاقتصادية، الذي يريد تأميم مناجم الذهب والبلاتين في البلاد والاستيلاء على الأراضي من المزارعين البيض.
وقال لرويترز في مكتب البلدية المكون من ثلاث غرف في البلدة "في بعض الأحيان لا يثق بي المزارعون البيض". "لكن عندما نجلس ونتفاوض ، يمكننا حل الأمور."
أكد أحد المزارعين البيض الذين قابلتهم رويترز ، داني بروير ، أنه وموكوينا على علاقة جيدة.
إذا سرق المزارع خروفا، تجد "موكوينا" اللص لاستعادته، احتجاز راعي أسود أبقاره بتهمة التعدي على الأراضي المملوكة للبيض، تتفاوض "موكوينا" على إطلاق سراحهم.
وكما هو الحال مع المزارع ال 15 الأخرى في عبء قضاياه ، إذا واجه ما يسميه موكوينا "سكان المزارع" - واضعو اليد ، من الناحية القانونية - الإخلاء أو القيود المفروضة على حقوقهم في رعي ، فإنه يجدهم تمثيلا قانونيا.
"هذا هو منزلنا"المزارع المملوكة في الغالب للبيض هنا هي من بين ما يقرب من 26 مليون هكتار - حوالي ثلاثة أرباع الأراضي المملوكة للقطاع الخاص - لا تزال في أيدي البيض، الذين يشكلون 8٪ من السكان. 4٪ فقط من الأراضي المملوكة للقطاع الخاص مملوكة للسود الذين يشكلون ما يقرب من 80٪ من سكان جنوب إفريقيا البالغ عددهم 60 مليون نسمة.
في إحدى المزارع المملوكة للبيض ، مايرسكوب ، قام الراعي شادراك ماسيكو البالغ من العمر 57 عاما بمسح مساحة من المراعي الجبلية الممتدة تقريبا إلى الأفق.
واشتكى من كيفية تسييجها قبل عقد من الزمان من قبل مالك أبيض جديد لمنع الماشية المملوكة للسود في جنوب إفريقيا من الرعي عليها.
وقال لرويترز إن أجداد ماسيكو جاءوا إلى هنا في أوائل القرن العشرين بحثا عن عمل كعمال مزرعة، حسبما قال لرويترز خلال زيارة مع عضو مجلس الصندوق موكوينا.
وقال إن العائلة كانت هناك منذ ذلك الحين. ولد والده ، الذي توفي قبل عامين ، هنا ، وكذلك ماسيكو، قال: "هذا هو الوطن" ، ثم لتوضيح هذه النقطة: "حتى بعض أسلافنا مدفونون هنا، والمزرعة تغيرت بين المزارعين البيض عدة مرات منذ أن عاشت عائلة ماسيكو هناك ، وكان المشترون سعداء سابقا ببقائهم والعمل.
لكن في العقد الماضي كان هو و14 عائلة أخرى تعيش في مايرسكوب في نزاع مع أحدث المالكين البيض بشأن حقوق الرعي لأبقارهم البالغ عددها 30 أبقار ، وأكد تفاصيلها ستة سكان آخرين قابلتهم رويترز.
في عام 2019 ، سعى أصحاب المزارع Fonteintjie Trust والوصي Fourie Scheepers إلى إصدار أمر من المحكمة لإجبارهم على بيع معظم أبقارهم.
وقالت إن كانت تدهور الأرض بشدة ، وفقا لنسخة من الطلب اطلعت عليها رويترز.
قال ماسيكو إن شيبرز اقترح قطعة أرض أخرى - منطقة صغيرة تحيط بها حقول الذرة التي أشار إليها ماسيكو في جزء من المزرعة - بينما نقل الملاك الجدد أبقارهم إلى المساحة القديمة. قال ماسيكو إن الرقعة الجديدة كانت صغيرة جدا.
"لا تعليق" ، أجاب شيبرز عبر رسالة نصية عدة مرات ، عندما سئل عن القضية.
"بداية رحلة"بالنسبة للعديد من السود ، تعكس مثل هذه النزاعات إرثا من عدم المساواة خلفتها العصور الاستعمارية والفصل العنصري ، عندما تم تجريدهم من أراضيهم وحرمانهم من حقوق الملكية.
في عام 1913 ، أعطى قانون الأراضي الأصلية معظم الأراضي الزراعية للبيض ، ومعظمهم من الأفريكانيين من أصل هولندي ، ولم يتبق سوى 13٪ للسود. ثم في عام 1950 ، أصدر الحزب الوطني الأفريكاني قانونا يقضي بإزالة 3.5 مليون أسود من أراضي أجدادهم.
خلقت ثلاثون عاما من حكومة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي طبقة من رجال الأعمال السود الأثرياء ، لكنها لم تفعل الكثيرللأغلبية الفقيرة.
"الفكرة (وراء القانون) هي أن حريتنا لم تكتمل في عام 1994 لأن الوعد ... لم يتم تحقيق التحرر الاقتصادي" ، قال الخبير القانوني تيمبيكا نجوكايتوبي.
وأشار إلى أن القانون يتطلب 17 خطوة قبل مصادرة الأرض. لكن بالنسبة لكيلي كريل ، الرئيس التنفيذي لشركة Afriforum ، وهي مجموعة ضغط تمثل مصالح المجتمع الأفريكاني الأبيض ، فإن هذا لا يكفي كضمان.
"يخلق القانون خوفا مشروعا من أنه يفتح الطريق أمام ... الاستيلاء على الأراضي" ، مضيفا أن المزارعين قلقون من إمكانية إساءة استخدام إرشادات القانون.
بعض المزارعين البيض ، مثل داني بروير ، أكثر تفاؤلا:"إنه شيء عاطفي للمزارعين ... لكنها ليست سيئة للغاية. التعويض الصفري هو الملاذ الأخير" ، قال في مزرعته التي تبلغ مساحتها 1000 هكتار على بعد حوالي 30 كيلومترا (20 ميلا) من فاتنغ، و المشكلة الأكبر هي أنه بدون دعم أفضل للمزارعين الذين تضرروا بشدة من تغير المناخ وارتفاع التكاليف والفساد وسرقة المخزون قد لا يحقق القانون الكثير.