مكانة عقد الزواج وخطورته في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
عقد الزواج في الشريعة الإسلامية.. قالت دار الإفتاء المصرية، برئاسة الدكتور نظير عياد، مفتي الديار، إن الشريعة الإسلامية حرصت على إبراز مكانة عقد الزواج وأهميته، فغلَّفته ببريق من المعاني الطيبة التي تتألف بها القلوب وتحرص عليها الأنفس، وأحاطته بسياج من الأوامر والنواهي التي تضمن بها نجاحه واستمراره وإثمار أهدافه.
وأوضحت الإفتاء أن الزواج في الإسلام ليس فقط شراكة اجتماعية وجسدية وفكرية بين رجل وامرأة؛ بل هو لبنة أساسية في بنيان المجتمع كله فلا ينصلح إلا بصلاحها ولا يفسد إلا بفسادها.
وأضافت الإفتاء أن الشريعة الإسلامية أكدت على أن الصلة الزوجية هي صلة الجزء بكله، والكل بجزئه، فالأصل أن يَحْمِلَ كلٌّ منهما الآخر ويُكَمِّله ويسكن إليه؛ لقوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ [الروم: 21].
مكانة عقد الزواج في الشريعة الإسلامية
كما أنها جعلت الأساس الذي تبنى عليه العلاقة الزوجية هو المودة والرحمة؛ إرساء لما في هذين المعنيين من معاني الإنسانية البحتة الخالية من النظرة المصلحية أو الجفوة العاطفية؛ فقال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].
قال الإمام الواحدي في "التفسير الوسيط" (3/ 431، ط. دار الكتب العلمية): [جعل بين الزوجين المودة والرحمة، فهما يتوادان ويتراحمان، وما من شيء أحب إلى أحدهما من الآخر من غير رحم بينهما] اهـ.
عقد الزواج بالإسلام
وضمانًا لتطبيق واستمرارية هذه المعاني، أكَّد الشَّرعُ الشريف على إحسانِ العِشْرة بين الزوجين حالَ تحمُّلِ كلِّ منهما لحقوقه وواجباته؛ فقال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228].
وتشديدًا على ما لهذا العقد من قدسية ومكانة، وتقدير واحترام، وصفه الشرع الشريف بأنه ميثاق غليظ؛ فقال تعالى: ﴿وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 21]، لكي ينبِّه الزوجين إلى أن هذا العقد مستمر ومقاوم للعواصف الأسرية والأزمات الحياتية والصعاب المختلفة، ومحفزًا لهما على أن يأخذا على أنفسهما العهد والميثاق بأن يُحسِنَا العشرة فيما بينهما؛ مصداقًا وتطبيقًا لقوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 19].
عالم أزهري يحذر الفتيات من الزواج العرفي ويكشف أضراره
قال الشيخ إبراهيم رضا، أحد علماء الأزهر الشريف، عن الزواج العرفي وتأثيره على المجتمع، قائلا:"عقد الزواج من أشهر العقود على وجه الأرض، لأنه يجمع بين الرجل والمرأة على كلمة الله وهدى سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم، وله أركان، فمتى استوفى هذه الأركان فيعد عقد شرعى صحيح، كالمهر والإيجاب والقبول والشهود العدول والإعلام".
وأضاف إبراهيم رضا، فى مداخلة لقناة إكسترا نيوز، أن الدولة أصبحت طرف منذ أن تم توثيق العقود، وهذا من باب صيانة الحقوق، لكن من المؤسف أنه فى القرى يتم غير هذا، ونجد عدم انتظار بعض الأسر وعدم احترامهم للقوانين الملزمة لسن 18 سنة وهنا يبدأ أول مصدر لـ الزواج العرفي.
وأكد إبراهيم رضا نحن الآن فى ظل دولة مدنية وعلينا أن نحترم القوانين ولذلك يجب أن نعلم الناس أن القاعدة الشرعية الرصينة تقول لا ضرر ولا ضرار.
وأوضح إبراهيم رضا أن من تتزوج عرفى لا تتمكن من أن تثبت النفقة عند الطلاق ولا نفقة متعة ولا نفقة عدة ولا تحصل على مؤخر، ولا يُعتد بهذا الأمر، ولكن للأسف نجد المجتمع الريفى يتعامل مع الفتاة على أنها عبء يجب التخلص منه عند أول عريس يتقدم لها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عقد الزواج الزواج فی الشریعة الإسلامیة إبراهیم رضا على أن
إقرأ أيضاً:
ما حكم صيام النصف من شعبان منفردًا.. الإفتاء توضح
يقترب يوم النصف من شعبان، أحد الأيام المباركة التي تحظى بمكانة خاصة لدى المسلمين، إذ يحرص الكثيرون على اغتنامه بالصيام والعبادة والدعاء، بينما يتساءل البعض عن حكم صيام هذا اليوم منفردًا، خاصة إذا وافق يوم الجمعة، وما إذا كان ذلك جائزًا وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.
حكم صيام النصف من شعبان منفردًاأكدت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز شرعًا صيام يوم النصف من شعبان منفردًا، حتى وإن صادف يوم الجمعة، مشيرةً إلى أن الأصل في صيام يوم الجمعة منفردًا هو الكراهة، إلا في حالات معينة، مثل أن يكون ضمن عادة الصائم، كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو إذا وافق أحد الأيام المستحب صيامها، مثل يوم عرفة أو عاشوراء أو النصف من شعبان، أو كان الصوم بنية قضاء يوم من رمضان.
كما أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصيام في النصف الثاني من شعبان جائز ولا حرج فيه، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: «لا تقدَّموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلَّا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصمه»، مما يدل على أن من اعتاد الصيام خلال شعبان، كمن يصوم الإثنين والخميس، فلا بأس أن يستمر في صيامه حتى نهاية الشهر.
وأشار العلماء إلى أن الإكثار من الصيام في شهر شعبان من السنن المستحبة، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «ما رأيت النبي ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان» (متفق عليه).
فضل ليلة النصف من شعبانتعتبر ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي يُستحب فيها الإكثار من العبادة والدعاء، فقد ورد في الحديث الشريف أن النبي ﷺ قال: «يطّلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» (رواه ابن ماجه).
وقد بيّن العلماء أن هذا الحديث يشير إلى فضل هذه الليلة، حيث يغفر الله فيها الذنوب لعباده، إلا من كان في قلبه شرك أو كان متخاصمًا مع غيره دون محاولة للإصلاح. لذلك يُستحب في هذه الليلة أن يجدد المسلم توبته، ويصلح علاقته مع الآخرين، ويكثر من الطاعات، كالاستغفار، وقيام الليل، وتلاوة القرآن، والدعاء.
أفضل الأدعية المستحبة في ليلة النصف من شعبانيمكن للمسلم أن يكثر من الدعاء في هذه الليلة المباركة، ومن الأدعية المستحب ترديدها:
اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، يا رحمن يا رحيم، اغفر لي ذنوبي كلها، دقها وجلها، أولها وآخرها، سرها وعلانيتها، ما علمت منها وما لم أعلم، إنك أنت الغفور الرحيم.اللهم اجعلني في هذه الليلة من المقبولين، واغفر لي ذنوبي، واكتبني من عتقائك من النار، وبلغني رمضان وأنا في أحسن حال.اللهم ارزقني في هذه الليلة قلوبًا صافية، ونفوسًا راضية، وأعمالًا مقبولة، وأرزاقًا واسعة، وأعمارًا مديدة في طاعتك.اللهم ارفع عني الهم والغم، واغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين، وأصلح شأني كله، واهدني لأحسن الأعمال والأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت.اللهم كما أحييتني لهذه الليلة المباركة، فاحيني على طاعتك، وأمتني على الإيمان، واجعلني من عبادك الصالحين.أعمال مستحبة في ليلة النصف من شعبانإضافةً إلى الصيام، يمكن للمسلم أن يستثمر هذه الليلة المباركة في العديد من العبادات، ومنها:
قيام الليل: فقد كان النبي ﷺ يحرص على قيام الليل، وقال: «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم» (رواه الترمذي).الإكثار من الاستغفار: فهو سبب في مغفرة الذنوب وتفريج الهموم.قراءة القرآن: فالقرآن نورٌ للقلوب، ومن أعظم الأعمال التي تُقرب العبد إلى الله.التصدق على المحتاجين: فالصدقة تطفئ غضب الرب وتزيد البركة في الرزق.صلة الأرحام: فهي من أسباب رضا الله وزيادة العمر والرزق.صيام يوم النصف من شعبان جائز شرعًا، وهو من الأعمال المستحبة، لما ورد من فضائل كثيرة لهذا اليوم، كما أن ليلة النصف من شعبان فرصة عظيمة للمسلم ليجدد توبته، ويكثر من الطاعات والدعاء. لذا، يجب على كل مسلم أن يستغل هذه الليلة المباركة في التقرب إلى الله، طلبًا لمغفرته ورضوانه، واستعدادًا لشهر رمضان الكريم.