تحتفل سلطنة عمان اليوم - السبت - بيوم تولى السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم فى البلاد الذى يوافق الـ11 من يناير سنويا وقد حققت نهضة عمان المتجددة منجزات فى مختلف المجالات خط مسارها السلطان هيثم بن طارق وجاء موائمًا ومنسجمًا مع متطلبات تنفيذ رؤية «عمان 2040» من خلال الجوانب الإدارية والمالية والتجارية والاستثمارية وتحديث منظومة التشريعات والقوانين والحوكمة والنزاهة والمساءلة والمحاسبة.


وعمل السلطان هيثم بن طارق، خلال السنوات الخمس الماضية على إعادة هيكلة الجهاز الإدارى للدولة وتحديث منظومة التشريعات والقوانين حيث شهدت سلطنة عمان تطورًا ملحوظًا فى هذا الحقل المهم مما أسهم بشكل مباشر فى تعزيز مختلف مجالات التنمية وبلغ عدد المراسيم السلطانية السامية خلال هذه السنوات 470 مرسومًا.
وأكد عدد من الخبراء فى المجالين التشريعى والقانونى أن الرؤية السامية للسلطان هيثم جاءت متسقة مع رؤية «عمان 2040» ومواكبة لما يشهده العالم من تطور ومتغيرات فى مختلف المجالات.
وقال المستشار جمال بن سالم النبهانى المتحدث الرسمي لوزارة العدل والشئون القانونية إن إصدار القوانين والتشريعات الحديثة منذ تولى السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم فى البلاد أظهر تطورات فى شتى مناحى الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى سلطنة عمان.
أوضح النبهانى أن أول مرسوم سلطانى صدر فى عهد النهضة المتجددة كان رقم ٢/٢٠٢٠ بتعديل الملحق رقم (٣) المرفق بقانون علم الدولة وشعارها ونشيدها الوطنى، وقد اتبعه العديد من المراسيم السلطانية التى تضمنت إصدار وتحديث عدد كبير من القوانين والتشريعات بما ينسجم مع النهضة المتجددة، وعلى رأسها المرسوم السلطانى رقم ٦/٢٠٢١ بإصدار النظام الأساسى للدولة والذى رسم الطريق لمرحلة جديدة من مراحل بناء دولة القانون والمؤسسات فى سلطنة عمان.
وأكد أن القوانين المنظمة للأنشطة الاقتصادية فى سلطنة عمان حظيت بقدر من العناية والاهتمام فى تحديثها بما يتوافق مع ما تمر به الدولة من تطور متسارع منها إصدار قانون الأوراق المالية وقانون العمل وقانون الدين العام وقانون حماية الودائع المصرفية وقانون نزع الملكية للمنفعة العامة، علاوة على إعادة هيكلة الجهات القائمة على تنظيم الأنشطة الاقتصادية مثل مجلس محافظى البنك المركزى، ووزارة الاقتصاد، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وهيئة الخدمات المالية.
وفيما يتعلق فى شأن التشريعات المنظمة للأنشطة الاجتماعية فى الدولة، أكد أنها مرت بمرحلة تحديث متكامل، حيث يأتى المرسوم السلطانى رقم ٥٠/٢٠٢٣ بإصدار نظام صندوق الحماية الاجتماعية، والمرسوم السلطانى رقم ٥٢/٢٠٢٣ بإصدار قانون الحماية الاجتماعية، ليكونا بمثابة الشريعة العامة الحاكمة للخدمات والرعاية التى تقدمها الدولة للأفراد فى سلطنة عمان، حيث تم بموجب المرسوم السلطانى رقم 50/2023 إعادة هيكلة كل وحدات الجهاز الإدارى للدولة ذات الصلة بالتقاعد والحماية الاجتماعية فى جهاز واحد وهو جهاز الحماية الاجتماعية، كما تم بموجب قانون الحماية الاجتماعية توحيد التشريعات المتصلة بالحماية الاجتماعية بعد أن كانت متفرقة فى عدد كبير من قوانين التقاعد علاوة على قانون الضمان الاجتماعى.

قوانين تعكس خارطة الطريق لنهضة عمان المتجددة 
من جانب آخر، قالت سرية بنت خلفان الهادية عضو مجلس الدولة، عضو اللجنة القانونية بالمجلس، إن سلطنة عمان منذ تولى السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم فى البلاد، شهدت تحديثًا فى التشريعات القائمة وصدور قوانين جديدة تهدف إلى تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة ووضع الأطر القانونية اللازمة لتحقيق أهداف رؤية «عمان 2040».
وأضافت أن القوانين الجديدة التى صدرت والتحديثات على التشريعات القائمة، أسهمت جميعها فى تطوير العديد من القطاعات بما يتناسب مع أهداف الرؤية ونهضة عمان التى تعكس رؤية القيادة الحكيمة لمستقبل عمان، مبينة أنه صدرت مجموعة من القوانين التى تعكس خارطة الطريق لنهضة عمان المتجددة، وتدعم الهدف الاستراتيجى فى تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأمن والسلم المحلى والدولى، والرخاء والرفاه الاجتماعى للشعب العمانى والمقيمين على هذه الأرض الطيبة.
أوضحت عضو مجلس الدولة، أن هذه القوانين شملت قانون استثمار رأس المال الأجنبى، الذى يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز بيئة الأعمال فى سلطنة عمان وتبسيط إجراءات الاستثمار بما يتوافق مع خطط التنمية الاقتصادية. وقد جاء قانون الاستثمار متضمنًا المزيد من الحوافز للمستثمر الأجنبى، مثل الإعفاءات الضريبية فى المناطق الاقتصادية والمناطق الحرة، والحرية فى تحويل الأرباح، وتملك المستثمر الأجنبى كامل رأس المال فى الشركات التجارية بنسبة 100%، وتبسيط إجراءات الاستثمار والقضاء على البيروقراطية من خلال ابتكار برامج وطنية مثل «استثمر بسهولة» و«نزدهر».
وذكرت أنه تم تعديل قانون الشركات ليتوافق مع أحكام قانون الاستثمار الأجنبى، وأولويات رؤية عمان 2040 فى قطاع التجارة والاستثمار، فأعادت تنظيم بعض أنواع الشركات، وحددت الجهات التى يخضع لها القانون، وأطر استخدام التقانة فى مجال الاستثمار وأنشطة الشركات التجارية واجتماعات مجلس الإدارة والجمعيات العادية وغير العادية، لافتة إلى أن التشريعات الصادرة تستهدف تحسين بيئة الأعمال بشكل عام وتعزيز الاستثمارات بشكل خاص، وزيادة تدفق رؤوس الأموال إلى السوق المحلى لسلطنة عمان، ما يسهم فى إيجاد فرص عمل جديدة.
وأكدت سرية بنت خلفان الهادية عضو مجلس الدولة، أن إصدار قانون الإعلام الجديد هدف إلى تنظيم الأنشطة الإعلامية فى الدولة وحوكمة النشاط الإعلامى والأنشطة المتصلة به، ويعزز الشفافية والحوكمة فى مجال الإعلام، ما يعكس التزام سلطنة عمان بتعزيز القيم الديمقراطية وبناء مجتمع إعلامى مسئول.
وأوضحت أن القانون جاء مطبقًا لأحكام النظام الأساسى للدولة، ويجسد الالتزام بتعزيز حرية الإعلام وتنظيم النشاط الإعلامى بما يتماشى مع القيم الوطنية، فقد نص صراحة على أن حرية الإعلام مكفولة وفق النظام الأساسى للدولة، وعلى حرية الرأى والتعبير، وحق الأفراد فى ممارسة الأنشطة الإعلامية والحصول على المعلومات، وحق الإعلامى فى عدم الكشف عن مصادره.
وأشارت إلى أن القانون نظم حقوق والتزامات الإعلاميين بشكل عام، بما فى ذلك ضرورة تقديم المعلومات بموضوعية وحيادية، وإبراز التراث والثقافة العمانية، كما حظر نشر أى محتوى يتعارض مع الآداب العامة أو يهدف إلى تضليل الجمهور، ما يعكس التزام الدولة بحماية المجتمع. كما نظم ممارسة الأنشطة المتعلقة بالمطبوعات والمصنفات الفنية عبر تراخيص تصدر من الجهة المختصة، ما يضمن مراقبة المحتوى المتداول وعدم تعارضه مع الآداب العامة.
وبينت أن قانون الإعلام الجديد عزز من الشفافية فى ممارسة النشاط الإعلامى، وحوكم هذا النشاط من خلال عدة آليات، منها حق الحصول على المعلومات وتداولها بشكل مشروع، ما يعزز الشفافية ويتيح للجمهور الوصول إلى المعلومات الصحيحة، وهذا يعزز من حرية التعبير وقدرة الإعلاميين على نشر المعلومات بحرية بما أنها متوافقة مع أحكام القانون.
وأضافت أن القانون نظم نشاط المطبوعات والمصنفات الفنية، ونص على ضرورة الحصول على تراخيص لممارسة تلك الأنشطة، وأذِن باستيراد المطبوعات، ما يضمن مراقبة المحتوى المتداول وعدم مخالفته للآداب العامة فى سلطنة عمان، كما أن أحكامه جاءت معززة لقيم المواطنة، من خلال إبراز القيم والمبادئ العمانية.

الاستدامة الاقتصادية تتوافق مع محاور رؤية عمان 2040
من جانبه قال الدكتور أحمد بن على السعدى عضو مجلس الشورى، رئيس اللجنة التشريعية والقانونية بالمجلس، إن التشريعات الاقتصادية الجديدة قامت بدور محورى فى تحسين بيئة الأعمال فى سلطنة عمان، من خلال تقديم حوافز للاستثمارات الأجنبية والمحلية، ما أسهم فى تعزيز فرص النمو الاقتصادى وتنويع مصادر الدخل، وشملت هذه الجهود دعم قطاعات حيوية غير نفطية، مثل السياحة، والخدمات اللوجستية، والصناعات التحويلية.
وأضاف أن التشريعات أسهمت فى تحقيق أهداف الاستدامة الاقتصادية عبر تشجيع الابتكار، وتطوير التعليم، وتعزيز دور الرقابة لضمان الاستخدام الأمثل للثروات والموارد الوطنية، كما عكست التشريعات الاجتماعية التزام سلطنة عمان بتعزيز حقوق المواطنين، ودعم التوازن الاجتماعى، وتمكين الفئات المستحقة من خلال برامج الضمان الاجتماعى. كما وفرت إطارًا قانونيًا يعزز الشفافية والمساواة، ما يدعم اللحمة الوطنية ويحقق التكافل الاجتماعى.
وأكد أن القوانين الجديدة اتسمت بتوافقها مع محاور رؤية «عمان 2040»، التى تركز على التنمية المستدامة، والتعليم، والحوكمة. حيث تعد التنمية المستدامة، على وجه الخصوص، ركيزة أساسية لضمان استدامة الموارد والبيئة للأجيال القادمة، مبينًا أن رؤية «عمان 2040» تمثل خارطة طريق طموحة تهدف إلى بناء مجتمع متقدم واقتصاد مزدهر.
ولفت إلى أن القوانين والتشريعات أسهمت فى ترسيخ مكانة سلطنة عمان وجهة مستقرة وجاذبة على المستويين الإقليمى والدولى. وتعكس هذه الجهود التشريعية رؤية حكيمة وطموحًا، تسعى إلى بناء مستقبل مزدهر ومستدام لسلطنة عمان فى ظل نهضتها المتجددة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سلطنة عمان السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان نهضة عمان المتجددة رؤية عمان 2040 وزارة الاقتصاد وزارة التجارة والصناعة الحمایة الاجتماعیة فى سلطنة عمان أن القوانین عضو مجلس من خلال عمان 2040 عمان ا

إقرأ أيضاً:

إشهار مكتب الهوية الترويجية لسلطنة عمان وإطلاق استراتيجيتها

أُعلن مساء اليوم عن إطلاق استراتيجية الهوية الترويجية ومكتب إدارتها ومجموعة من أدواتها التنفيذية وبرنامج بناء القدرات المُصاحب لها، بعد أن حظي المشروع بالمباركة السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- والذي يهدف إلى ترسيخ الصور الذهنية الإيجابية عن سلطنة عُمان على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

جاء التدشين تحت رعاية معالي سلطان بن سالم الحبسي، وزير المالية، رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الوزراء الموقر المشرفة على مشروع تطوير الهوية الترويجية من خلال البرنامج الوطني لتنمية القطاع الخاصّ والتجارة الخارجية (نزدهر) المُنفذ لمشروع الهوية، وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة والمعنيين بقطاع الهوية الترويجية.

محطة محورية

وأكد معالي سلطان بن سالم الحبسي، وزير المالية، رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الوزراء الموقر على أن إطلاق استراتيجية الهوية الترويجية يمثل محطة محورية في مسيرة تعزيز مكانة سلطنة عُمان على الساحة الاقتصادية العالمية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستساهم في تعزيز المزايا التنافسية لسلطنة عمان عن باقي دول المنطقة ودعم النمو الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تسليط الضوء على مزاياها كمكانٍ جاذبٍ للاستثمار والزيارة والإقامة.

وأشار معاليه إلى أن الهوية الترويجية حظيت بالاهتمام السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-؛ لما تشكله من أهمية لضمان التكامل والاتساق بين الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالترويج لسلطنة عمان وبما يضمن تحقيق الأهداف المنشودة لها.

مرحلة جديدة

من جانبه، أوضح معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، المشرف العام على برنامج (نزدهر) أن المشروع الذي استغرق تطويره أكثر من عام شهد مشاركة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى الاستعانة بخبرات عالمية ومحلية متخصصة، كما أُشركت مختلف شرائح المجتمع في عملية بلورة الهوية، وكان التصويت المجتمعي لاختيار الهوية البصرية إحدى أبرز المحطات، حيث حظي بمشاركة واسعة من العُمانيين والمقيمين، قبل أن يُتوج المشروع بمباركة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لتدشينه.

وأضاف معاليه أن إطلاق الاستراتيجية وبرنامج بناء القدرات يمثل بداية مرحلة جديدة في ترسيخ مكانة سلطنة عمان عالميا، حيث ستقوم الجهات الحكومية والخاصة بالتنسيق المشترك لضمان التنفيذ الفعّال للاستراتيجية وتحقيق مستهدفاتها المستقبلية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية قيام الجهات الحكومية والخاصة باستخدام شعار الهوية جنبا إلى جنب مع شعاراتها، وذلك في حملات الترويج المختلفة حيث إن هذا مشروع وطني والجميع شريك وله دور في الترويج لسلطنة عمان.

كما أكدت المهندسة عائشة بنت محمد السيفية، رئيسة مكتب إدارة الهوية الترويجية والذي سيكون تحت إشراف اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الوزراء، أن الاستراتيجية ستكون بوصلة الأنشطة والرسائل الاتصالية التي ستُعزز من التصورات الإيجابية عن السلطنة عالميا، وأشارت إلى أن إطلاق برنامج بناء القدرات يُعَد أولى خطوات تحويل الاستراتيجية إلى واقع؛ حيث يستهدف أكثر من 600 مشارك من مختلف الجهات المعنية عبر ورش ميدانية وجلسات إلكترونية بغرض تعزيز مهارات تنفيذ الهوية بشكل فعال ومستدام منهم 80 مشاركًا من مختلف الجهات سيبدأون البرنامج الأسبوع الجاري، كما أنه سيتم تنفيذ أكثر من 60 مبادرة ضمن مشروع الهوية الترويجية خلال السنوات الخمس المقبلة؛ مما سيسهم في توحيد الرسائل الاتصالية، وزيادة المحتوى الرقمي عن السلطنة، والترويج لها بأفضل الأدوات والممارسات العالمية.

ذكاء اصطناعي

وفي إطار تنفيذ استراتيجية الهوية الترويجية دُشنت المنصة الإلكترونية لـ"صندوق أدوات الهوية الترويجية لسلطنة عمان"، والتي ستوفر لكافة الجهات المعنية إمكانية الوصول إلى دليل الهوية الترويجية، والمحتوى البصري، والأدوات الداعمة، بالإضافة إلى دليل ذكاء اصطناعي مُطوّر خصيصًا للمساعدة على ضمان توافق الأنشطة الترويجية مع الهوية. كما أطلِق الموقع الإلكتروني للهوية الترويجية الذي سيُخاطب الجمهور الدولي بسرديات ومواد بصرية تُساهم في تعزيز مكانة السلطنة عالميا. ولمتابعة تأثير الاستراتيجية وتعزيز تكامل الجهود، تم تطوير نظام "مؤشرات الهوية الترويجية لسلطنة عُمان" وهو أداة تحليل رقمية تساعد في قياس الأداء وتقييم مدى نجاح الجهود الترويجية في الأسواق الدولية. وسيُرصد تطور الهوية عبر ثلاث مراحل رئيسية: التأسيس، النمو، والترسيخ.

سمعة إيجابية

وأكد صاحب السمو السيد الدكتور فارس بن تركي آل سعيد، عضو الفريق الفني لمشروع الهوية الترويجية لسلطنة عمان على أهمية الحوكمة في هذا المشروع، حيث تم استلهام أفضل الممارسات العالمية وتكييفها مع النهج العماني، بما ينسجم مع سياسات الحكومة والقطاع الخاص كشريك رئيسي.

وأوضح سموه أنه تم إجراء أبحاث على المستويين المحلي والدولي، شملت 5500 عينة من خارج سلطنة عمان ضمّت سياحًا ورجال أعمال وأصحاب مواهب، كما تم تحليل 3.5 مليون كلمة مفتاحية رقمية باللغتين العربية والإنجليزية لفهم العالم كيف يرى سلطنة عمان، كما تم جمع آراء مختلف فئات المجتمع، من صنّاع قرار وطلاب ومواطنين، عبر مجموعات تركيز ومقابلات واستطلاعات ميدانية ورقمية.

وأكد صاحب السمو أن الدراسات أظهرت أن سلطنة عمان تحظى بسمعة إيجابية في دبلوماسيتها السياسية والاقتصادية، مجالات السياحة والاستثمار، واستقطاب المواهب، والمرحلة المقبلة تستدعي توسيع نطاق الترويج الإيجابي لجذب الاستثمارات والسياح والمواهب.

وأوضح أن 25% من قرارات السفر والاستثمار تعتمد على التصورات الذهنية، والتي تتشكل إلى حد كبير عبر العالم الرقمي والعلاقات الاجتماعية والإعلام. لذا، تم التركيز على تعزيز هوية سلطنة عمان عالميا عبر استراتيجيات متكاملة. وتم تحديد الأسواق المستهدفة بناءً على التوجهات الاقتصادية، مشيرا إلى ضرورة استثمار جهود سلطنة عمان في حفظ السلام عبر تنظيم مؤتمرات دولية، إلى جانب إبراز التراث والفنون والثقافة من خلال مشاركات عالمية.

وأكد صاحب السمو أن الإعلام سيكون شريكا أساسيا في المشروع، حيث سيتم العمل على توحيد الرسائل الإعلامية لتعكس صورة متسقة عن سلطنة عمان، لافتا إلى أن تعزيز الوجود الرقمي العماني خارج سلطنة عمان يمثل تحديًا كبيرًا، وستتم معالجته عبر استراتيجيات جديدة للوصول إلى الأسواق المستهدفة.

وأكد أن بناء القدرات سيكون عنصرا محوريا لضمان استدامة الهوية الترويجية، كما سيتم تطوير منصة رقمية تضم جميع المعلومات المتعلقة بالهوية الترويجية، إلى جانب إنشاء نظام ذكاء اصطناعي مخصص لسلطنة عمان، يحتوي على كافة البيانات الرسمية والتقارير والبحوث؛ لتوفير المعلومات للمؤسسات الحكومية والخاصة بسهولة.

وأشار إلى أنه سيتم قياس أداء الهوية الترويجية بانتظام عبر لوحات متابعة رقمية (Dashboard)، حيث سيتم إجراء دراسات سنوية لمتابعة تطور صورة عمان عالميا، ومدى تأثير الاستثمار في الهوية على تحسين المؤشرات الدولية.

هويات الدول

كما شهد الحفل افتتاح المعرض المتنقل للهوية الترويجية لسلطنة عُمان، وإطلاق الفيديو الترويجي للهوية وإطلاق الموقع الإلكتروني للهوية وصندوق أدوات الهوية الترويجية، كما تضمن الحفل استعراض استراتيجية الهوية الترويجية لسلطنة عُمان، وصاحب الحفل حوار مع خبير بناء العلامات الوطنية تحت عنوان "لماذا تصنع الهويات الترويجية فرقا مع عرض تجارب العالم".

من جانبه أشاد جوزيه فيليب توريس، الرئيس التنفيذي لشركة بلوم للاستشارات -الاستشاري العالمي للمشروع، وهي مؤسسة عالمية متخصصة في تطوير هويات الدُول والمُدن- بتجربة سلطنة عُمان في بناء هويتها الترويجية التي ستبرز فرادة مُقوّمات هذا البلد وإنسانه للعالم؛ قائلًا إن الجهود الكبيرة والاحترافية العالية التي قدمها كُل من عمل على مشروع الهوية على مدى عام كامل أثمرت مع المُباركة السامية لصاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- للمشروع، إطلاق الاستراتيجية وأدواتها التنفيذية.

الترابط

وتتكئ الهوية الترويجية لسلطنة عُمان وسرديتها على "الترابط" كفكرة مركزية لها، مرتكزة على ثلاثة محاور، هي: المراعاة، التواصل، والذكاء الاجتماعي، لتعكس قيم السلطنة وهويتها في مختلف المجالات. وقد تم التوصل لهذه الفكرة المركزية بعد بحث معمق واستطلاعات رأي محلية وعالمية. وهي فكرة تعكس رؤية السلطنة في بناء علاقات متينة ومستدامة؛ حيث يُجسد محور "المراعاة" الكرم وروح الضيافة العُمانية الأصيلة، بينما يعكس محور "التواصل" عُمق القيّم المجتمعية في نسج العلاقات المتينة بين الناس، ويشير محور "الذكاء الاجتماعي" إلى فرادة العُمانيين في تفاعلاتهم المدروسة والذكية حتى في المعاملات التجارية مما يخلق بيئة عمل متماسكة وفعالة. وهذه الفكرة المركزية هي بوصلة تنطلق منها الرسائل الاتصالية، حيث قد لا تظهر هذه الكلمة ككلمة مكتوبة في تلك الرسائل، لكن يتم التعبير عنها من خلال المشاريع، والمبادرات، وحتى وسائط التواصل لتوصل تلك المعاني للمتلقي.

وخلصت بحوث الهوية الترويجية للعديد من الخلاصات؛ إحداها أن من يزور عمان، أو يحتك بمن زارها، أو يتعرّف عليها عن قرب من خلال البرامج الإعلامية، أو الحملات الاتصالية يكن لها الكثير من الاحترام ويعزز التصور الإيجابي عنها، وهي ميزة سيتم البناء عليها حيث إن التصورات الإيجابية تؤدي دورا مهما في صناعة القرارات الإيجابية.

كما تستفيد الهوية الترويجية من المُقومات التي تملكها سلطنة عمان في تعزيز سرديتها الوطنية وترسيخ مكانتها عالميا كما أوضحت العديد من البحوث المنهجية التي توصل إليها هذا المشروع، مثل دورة سلطنة عمان في التفاعل مع القضايا العالمية، وتقديم نماذج في البيئة الحضرية والريفية، ومستويات الأمن والسلامة، وموروثاتها الثقافية والتراثية والفنية، إلى جانب تمتعها بتنوع المناظر الطبيعية، وتطور بيئة الاقتصاد والأعمال فيها، ونموذجها في العلاقات والشؤون الخارجية.

كما بحث المشروع وحلل العديد من القصص الملهمة التي يستحضرها المجتمع العماني في حواراته اليومية، ولها امتدادات عميقة في الإرث، ولكنها في الوقت نفسه تمضي بنسخ حديثة للمستقبل، ويمكن لهذه القصص أن تقدم استعارات تقدم رسائل اتصالية تميز سلطنة عمان في العالم، وتعكس فكرة الترابط وأبرز الممارسات المجتمعية التي تعكس روح التواصل والتناغم مع الممارسات العالمية في الضيافة وتعزيز بيئة الأعمال، ومن أمثلتها في معجم اللهجات العُمانية: السبلة، والعزوة، والهبطة، والهبة، وشابك، وسهالات، والمعازم، والبشارة.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي للإنترنت الآمن
  • مدارس “تعليم الجوف” تحتفل بيوم التأسيس
  • «مكتبة حكايات» تحتفل بيوم التراث الإماراتي
  • بحضور نهيان بن ذياب.. مكتبة "حكايات" تحتفل بيوم التراث الإماراتي
  • جدل في عُمان بسبب تعديلات على قانون الجنسية.. تسقط بهذه الحالات
  • إشهار مكتب الهوية الترويجية لسلطنة عمان وإطلاق استراتيجيتها
  • «التجارة والصناعة» توقع 3 مذكرات تفاهم احتفالا بيوم الصناعة العمانية
  • إطلاق "واحة الصاروج" بمدينة السلطان هيثم.. و82 ألف ريال أعلى سعر لـ"فلل عهد"
  • وادي الدواسر.. مدرسة بنات تحتفل بيوم التأسيس بفعاليات تاريخية مُبتكرة
  • تجارب ترفيهية وثقافية استثنائية ضمن "موسم مدينة السلطان هيثم"