هل يجوز أن أضع زكاة مالي في مسجد يبنيه أهل قريتي؟
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
ورد سؤال إلى الدكتور عطيى لاشين أستاذ الفقة والشريعة بجامعة الأزهر يقول:"عندنا مسجد يبنيه أهل قريتي، فهل يجوز أن أضع فيه زكاة مالي؟"
هل يجوز أن أضع زكاة مالي في مسجد يبنيه أهل قريتي؟أجاب لاشين موضحًا أن الشريعة الإسلامية قد نظمت مسألة الإنفاق في سبيل الله، وخصصت موارد الزكاة لمصارف معينة جاءت محددة في قوله تعالى:
(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ) [التوبة: 60].
تفسير "وفي سبيل الله":
وتابع لاشين مًبينًا اختلاف العلماء في المراد بـ (وفي سبيل الله)، وأنه نتج عن هذا الخلاف عدة آراء:
الرأي الأول:
يرى جمهور العلماء أن المقصود بـ (وفي سبيل الله) هو الجهاد في سبيل الله فقط.
يقول الإمام الخرشي في شرحه على مختصر خليل: (وهذا هو الصنف السابع من الأصناف الثمانية، وهو المجاهد في سبيل الله).
يرى بعض العلماء أن (وفي سبيل الله) تشمل الحج أيضًا، وذلك وفق ما قاله محمد بن الحسن ورواية عن الإمام أحمد: (وعند محمد منقطع الحاج، وهم الفقراء منهم).
يرى فريق آخر أن (وفي سبيل الله) تشمل جميع أعمال البر والقربات، مثل بناء المساجد، والمستشفيات، وشق الترع، ومساعدة الأيتام، وغيرها.
وقد قال الإمام الكاساني في "بدائع الصنائع": (وفي سبيل الله عبارة عن جميع القرب، فيدخل فيه كل من سعى في طاعة الله وسبيل الخيرات إذا كان محتاجًا).
الرأي الراجح:
ووضح لاشين الرأي الراجح، أنه بعد دراسة هذه الآراء، يتبين أن الراجح هو أن (وفي سبيل الله) تعني الجهاد في سبيل الله.
لكن في ظل الظروف الحالية، حيث تتولى الدولة مسؤولية الإنفاق على الجهاد، لا مانع من قبول الزكاة من الأغنياء إذا أرادوا المساهمة في هذا الباب.
ومع ذلك، وبسبب الخلاف الفقهي، يمكن الأخذ برأي التوسع في المصارف، بحيث يُسمح بصرف جزء من الزكاة في مشاريع البر العامة مثل بناء المساجد.
ولكن ينبغي أن يكون ذلك جزءًا من الزكاة وليس كلها، بحيث يتم تخصيص باقي المبلغ للفقراء والمساكين وغيرهم من المصارف المحددة.
التوصية:
فيما يتعلق بالسائل، يمكنه تخصيص ربع مبلغ الزكاة لبناء المسجد، بشرط أن يتم صرف باقي الزكاة على المصارف الأساسية التي حددها القرآن الكريم.
فعلى سبيل المثال، إذا كانت زكاة ماله 4000 جنيه، يمكنه المساهمة بمبلغ 1000 جنيه لبناء المسجد، وتوزيع الباقي على المستحقين.
هذا الرأي يحقق التوازن بين الالتزام بالنصوص الشرعية ومراعاة مصالح المجتمع المسلم، خاصة في ظل قلة التبرعات التي قد تعطل مشاريع الخير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: زكاة مالي سبيل الله الرأي بناء المساجد موارد الزكاة الإنفاق في سبيل الله وفی سبیل الله فی سبیل الله
إقرأ أيضاً:
مكتب زكاة الحديدة.. حصاد زاخر في خدمة الفقراء والمحتاجين
يمانيون../
توج مكتب الهيئة العامة للزكاة بمحافظة الحديدة، أداءه خلال العام الماضي 2024م، بحصاد زاخر في خدمة الفقراء والمحتاجين عبر مشاريع إنسانية وتمكين اقتصادي، كان لها الأثر الكبير في تخفيف معاناتهم.
وساهم المكتب بالعديد من التدخلات الإنسانية الطارئة في مساعدة آلاف المحتاجين والمعسرين من أبناء المحافظة، وترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي، في صورة عكست مستوى النجاح لمصارف الزكاة الشرعية والحرص على تخفيف معاناة الفقراء.
تجسد النجاح في تحسين منظومة أداء المكتب وفروعه، على المستويين الإداري والمالي والارتقاء بجوانب التدريب والتأهيل وبرامج وورش التوعية وتطوير قدرات ومهارات الكوادر والتي انعكس أثرها في كفاءة التحصيل، وتنفيذ المشاريع.
حصاد الخير:
بلغ عدد المشاريع التي تم تنفيذها خلال العام الماضي، 20 مشروعا في مجالات إنسانية وخيرية متعددة بقيمة ثلاثة مليارات و 98 مليوناً و932 ألف ريال، بينها مشاريع تمكين تساهم في مكافحة الفقر وتحويل المجتمع الفقير إلى منتج.
وتجلت يد الخير والرحمة، وضمن مصارف الزكاة الشرعية، في تنفيذ مصفوفة من المشاريع والتدخلات اللامركزية في إطار رؤية وسياسة الهيئة العامة للزكاة بمبلغ 580 مليوناً و962 ألف ريال.
ومن ضمن هذه المشاريع، مشروع الغارمين الذي يعد إحدى صور العطاء والتوجه الصادق للقيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وهيئة الزكاة لتفريج كربات المعسرين من السجناء والإفراج عنهم، بدفع ما عليهم من حقوق خاصة للغير بمبلغ 208 ملايين و600 ألف ريال.
مشاريع تكافل ومساعدات:
وتجسيداً لمبدأ التكافل الاجتماعي في ظل تعدد أساليب الحرب الناعمة، والحرص على تحصين الشباب، وفي إطار مشروع العرس الجماعي الرابع، تكللت الجهود بدعم 660 عريسا وعروساً بمبلغ 209 ملايين و600 ألف ريال.
كما قدم مكتب الهيئة العامة للزكاة مساعدات علاجية لفئات فقيرة بمبلغ 175 مليوناً و406 آلاف ريال، وكذا مساعدات زواج للعديد من الشباب المعدمين ممن حالت ظروفهم دون إكمال نصف دينهم، بمبلغ 197 مليوناً و55 ألف ريال.
ومثّل مشروع الاستجابة الطارئة بمبلغ 173 مليونا و491 ألف ريال، صورة زاخرة للعطاء الانساني، وشمل مساعدات مالية لمبادرات مجتمعية، ودعم مطابخ وأفران ووجبات خيرية، وتنفيذ مشروع العاجزين، ودعم المراكز العلمية، ومساعدات طبية مؤسسية، وهدايا للجرحى والمعاقين.
مشاريع تمكين وصور العطاء :
وسخرت الهيئة ومكتبها بالحديدة جزءاً من موارد الزكاة لدعم مشاريع التمكين الاقتصادي الزراعية والحيوانية والسمكية لتأهيل الأسر الفقيرة في المجالات المدرة للدخل عبر مشاريع صغيرة لتحسين أوضاعها المعيشية وتحويلها إلى فئات منتجة وفاعلة في سوق العمل.
وانطلاقا من هذه الرؤية أثمرت الجهود في دعم مشروع التمكين الاقتصادي السمكي بمبلغ 266 مليون ريال، وتربية المواشي بمبلغ 40 مليون ريال، وشراء وتوزيع 160 قارب صيد ومحركات ومستلزمات الاصطياد لعدد 480 أسرة بمديريات المنيرة والصليف واللحية.
وتعزيزاً للمسؤولية تجاه معاناة الفقراء، تم تنفيذ مشاريع الزكاة العينية بمبلغ 179 مليوناً و146 ألف ريال، والحوالات النقدية وزكاة الفطر بمبلغ 683 مليونا و740 ألف ريال، والسلال الغذائية بمبلغ 236 مليونا و642 ألف ريال، والأضاحي بمبلغ مليونين و966 ألف ريال.
كما تم تقديم مساعدات مالية طارئة بمبلغ 383 مليوناً و85 ألف ريال، ودعم مشروع توزيع الغاز بمبلغ 356 مليونا و710 آلاف ريال، ودعم مؤسسات إنسانية ونشاطات دينية بمبلغ 14 مليون ريال.
وفيما يتعلق بأضرار السيول التي هطلت على محافظة الحديدة، وتسببت بأضرار مادية كبيرة في ممتلكات ومنازل المواطنين، نفذ مكتب هيئة الزكاة، مشروع الاستجابة الطارئة لمساعدة المتضررين بمبلغ 66 مليوناً و255 ألف ريال، واستهدف ألفا و675 أسرة بمساعدات غذائية، وأربعة آلاف و300 أسرة بمساعدات إيوائية، و18 من أسر المتوفين بمساعدات نقدية.
ترجمة التوجه الصادق للقيادة :
وأوضح مدير مكتب الهيئة العامة للزكاة بالمحافظة، محمد هزاع، أن المشاريع التي تم تنفيذها خلال العام 2024م، نجحت في مساعدة آلاف المحتاجين، كثمرة لتوجيهات قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى للاهتمام بفقراء مناطق السهل التهامي.
وأكد أن هيئة الزكاة تسهم من خلال مشاريع التمكين الزراعية والحيوانية والسمكية في دعم وتمويل الأسر الفقيرة لمساعدتها على توفير مصادر للدخل تمكنها بصورة مباشرة وعبر مشاريع اقتصادية واعدة من تحسين أوضاعها المعيشية.
وعبر عن الاعتزاز بنجاح المشاريع الخيرية التي لامست معاناة الفقراء والمرضى والمعسرين وكذا ما تم تنفيذه من مشاريع تمكين في مجالات دعم الصيادين والمزارعين وتربية المواشي والنحل التي استفادت منها الأسر الفقيرة وتحولت من فئة مستقبلة للزكاة إلى فئة مبادرة لدفع الزكاة.
تحقيق أهداف المسيرة القرآنية :
ولفت مدير عام مكتب هيئة الزكاة، إلى أن مشاريع الزكاة تنطلق من مشروع المسيرة القرآنية لدعم الفقراء ومساعدتهم على الاعتماد على الذات في المجال الزراعي والصناعي، كتجسيد عملي لمشروع الشهيد الرئيس صالح الصماد “يد تحمي ويد تبني ” والعمل بموجهات قائد الثورة بهذا الخصوص.
وأكد أن مكتب الزكاة حرص خلال العام الماضي على الوصول إلى الكثير من الفقراء والمساكين والغارمين والمعسرين وتفريج كربهم، إلى جانب تنفيذ العديد من المشاريع التنموية والخدمية الأخرى ومنها العرس الجماعي الذي تحرص الهيئة على إقامته سنوياً.
ونوه هزاع، إلى ما تحقق من نجاح في مؤشرات تحصيل الزكاة خلال العام الماضي، وإعادة توزيع الزكاة العينية على الآلاف من الفقراء والمساكين خلال مواسم حصاد الأعوام الماضية.
وأشار إلى ما تم تنفيذه من دورات وأنشطة تدريبية لكوادر مكتب الزكاة وفروعه لتجسيد المسؤولية والأمانة تجاه هذه الفريضة، وإقامة سلسلة ورش لأمناء الزكاة في مختلف مديريات المحافظة بما يخدم الفقراء والمساكين في المجتمع.
السياسية – جميل القشم