بوابة الوفد:
2025-01-10@22:05:07 GMT

لبنان العائد للحاضنة العربية

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

أخيراً حدث ما بدا مستحيلاً خلال أكثر من عامين من شغور موقع رئيس الجمهورية اللبنانية، بسبب عجز الأحزاب والمكونات الطائفية وممثليها من الكتل النيابية فى البرلمان اللبنانى عن التوافق على مرشح رئاسى. أخيرا أصبح قائد الجيش «جوزيف عون «رئيسا للبنان. وسواء حدث ذلك بضغوط خليجية وأمريكية كما يروج من ينتمون إلى محور المقاومة ووفق ما تنشر وسائل الإعلام الأمريكية، أو فرضته التغيرات التى طرأت على المنطقة بحرب إسرائيل الوحشية على غزة وعلى لبنان وجنوبه، وسقوط نظام بشار الأسد فى سوريا، أو الاثنين معا، فإن انتخاب العميد جوزيف عون (60 عاما) ليصبح الرئيس الرابع عشر،هو لحظة إيجابية فارقة فى تاريخ لبنان المعاصر، بالنظر للطبيعة المعقدة والتقسيم المحاصصى، التى انطوى عليها هذا الموقع فى النظام السياسى منذ استقلال لبنان عام 1943.


مهدت الخطوة التى اتخذها «سليمان فرنجية «مرشح محور المقاومة بسحب ترشيحه لموقع الرئاسة، الطريق لتفاهمات أفضت إلى انتخاب عون. وفى الجلسة الأولى لمجلس النواب اللبنانى أمس الأول، لم يحصل جوزيف عون على أكثرية الثلثين، التى تشكل النصاب القانونى المطلوب ويبلغ 86 صوتا لتحقيق الفوز، وحصل على 71 صوتا فقط من بين 128 صوتا هم أعضاء البرلمان. ولعل ممثلى حزب الله وحركة أمل وبعض داعميهم فى محور المقاومة من أعضاء البرلمان، قد أردوا بعث رسالة للداخل والخارج،أن المرشح المدعوم إقليميا ودوليا، ليس بوسعه الفوز بدون أصواتهم. وحين حصل العميد جوزيف عون فى الجولة الثانية من التصويت على أغلبية كبيرة من الأصوات بلغت 99 صوتا، بات من المؤكد أن تفاهمات وترضيات وصفقات قد تمت،مع الثنائى الشيعى، لكى يمنح ممثلوه أصواتهم له.
وفى مشهد لا يوجد سوى فى لبنان وحده، أظهرت الفضائيات العميد جوزيف عون وهو يدلف وحيدا دون حشود نيابية ترافقه إلى مقر البرلمان بعد إعلان فوزه، مصحوبا فقط بحارسين، بينما «نبيه برى» رئيس مجلس النواب كان يجلس فى مقعده داخل مبنى البرلمان، بعد أن أدار العملية الانتخابية بحذق وبراعة، فى انتظاره لكى يلقى القسم الجمهورى. وهو مشهد رمزى معبر، وعميق الدلالة فى شكله العام، يؤكد علو سلطة التشريع والمراقبة وارتفاع شأنها، فوق رموز كل السلطات التنفيذية أيا كانت مراتبها.
وبانتخاب رئيس جمهورية جديد فى لبنان، هل بات هناك خاسرون ورابحون؟ نعم. خسرت كل الأطراف الداخلية والخارجية التى راهنت على شل مؤسسات الدولة الوطنية، ورهن مصير اللبنانيين بخيارات لم يستفتوا بشأن قبولها، بل أجبروا عليها، بقوة السلاح وفرط قوة الاستقواء بالخارج الإيرانى،وتبين عجز ذلك الخيار عن حماية حدود البلاد من التمدد الإسرائيلى داخل الحدود اللبنانية، وتصعيد نيتنياهو حروبه التى تحصد أرواح المدنيين، وتقفز على القانون الدولى، وتدوس عليه بالأقدام. خسرت قوى النهب والفساد التى هيأ لها ضعف مؤسسات الدولة فرصا لمواصلة نهب أموال الشعب اللبنانى والمتاجرة بأزماته، التى عملت تلك القوى على إدامتها، وتعهد رئيس الجمهورية المنتخب بملاحقتها ورد الحقوق لإصحابها، وحصر السلاح فى يد الدولة وجيشها الوطنى.
أما الرابح المؤكد فهو الشعب اللبنانى الحبيب،الذى ارتفع صوته بالتهليل عندما حصل الرئيس عون على 86 صوتا بما يؤكد فوزه، حتى قبل الإعلان النهائى عن حصولة على غالبية أصوات مجلس النواب. فالتوافق الذى جرى لانتخاب الرئيس، يشى بإمكانية استمراره فى إدارة شئون البلاد، ويعد لبنان وشعبه باستقرار وتنمية مستدامة وإعادة الإعمار، بما يعيده، كما تجلى فى الخطاب البديع للرئيس عون إلى الحاضنة العربية، وإلى أدواره الحضارية فى المنطقة العربية. وهو أمل يصبو إليه كل عربى وكل محب للبنان ولشعبه الجسور، ولعله لم يعد عصيا على التحقق والاكتمال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش البرلمان اللبناني المقاومة رئيس جمهورية جديد الشعب اللبناني جوزیف عون

إقرأ أيضاً:

بعد 6 سنوات من الفراغ الرئاسي.. البرلمان اللبناني ينتخب قائد الجيش جوزيف عون رئيسًا للجمهورية

تقرير: العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية بعد 6 سنوات من الفراغ الرئاسي

بيروت – بعد فراغ رئاسي استمر 6 سنوات، انتخب البرلمان اللبناني، اليوم، العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني، رئيسًا جديدًا للجمهورية، في خطوة تعكس توافقاً نادراً بين الأطراف السياسية المتصارعة في لبنان. جاء هذا الانتخاب وسط أوضاع داخلية معقدة، حيث يواجه لبنان أزمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة في تاريخه الحديث.

من هو العماد جوزيف عون؟

العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني منذ مارس 2017، يُعد شخصية بارزة في الحياة العسكرية والسياسية اللبنانية. وُلد في بلدة العيشية بقضاء جزين عام 1964، وانضم إلى المؤسسة العسكرية عام 1983. تدرج في المناصب داخل الجيش اللبناني، متقلداً العديد من المسؤوليات القيادية قبل أن يتم تعيينه قائداً للجيش في ظل أوضاع داخلية وإقليمية مضطربة.

خلال فترة قيادته للجيش، عُرف العماد جوزيف عون بحنكته في الحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية وسط التجاذبات السياسية، مع إبقاء الجيش خارج دائرة الاستقطاب الحاد بين القوى المتصارعة. وقد برز دوره بشكل خاص في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت منذ عام 2019، حيث حرص على تأمين المظاهرات السلمية مع الحفاظ على النظام العام.

كما يُعرف العماد عون بمواقفه الوطنية الرافضة للتدخلات الخارجية في شؤون الجيش، مما أكسبه ثقة العديد من اللبنانيين الذين يرون فيه قائداً حيادياً وقادراً على جمع الأطراف المختلفة تحت مظلة واحدة.

6 سنوات من الفراغ الرئاسي: أزمة تعصف بلبنان

انتهت ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2016، ومنذ ذلك الحين، عجزت القوى السياسية اللبنانية عن التوافق على رئيس جديد بسبب الانقسامات الحادة فيما بينها. هذا الفراغ الرئاسي الطويل تزامن مع انهيار اقتصادي كارثي جعل لبنان من بين الدول التي تعاني أكبر الأزمات الاقتصادية في العالم.

خلال هذه الفترة، فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها، وانهارت الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والرعاية الصحية. كما تفاقمت البطالة والفقر، مما دفع آلاف اللبنانيين إلى الهجرة بحثًا عن حياة أفضل. إضافة إلى ذلك، تسبب الفراغ الرئاسي في تعطيل العديد من مؤسسات الدولة، مما أدى إلى حالة من الشلل السياسي والإداري.

تحديات الرئيس الجديد 1. إعادة بناء الثقة السياسية

يُتوقع من الرئيس الجديد العمل على كسر حالة الجمود السياسي من خلال بناء جسور التواصل بين الأطراف المتنازعة، وخاصة أن لبنان يعاني من انقسامات طائفية وسياسية عميقة. وسيكون توحيد الموقف الداخلي شرطاً أساسياً لتحقيق أي تقدم.

2. إنقاذ الاقتصاد اللبناني

يواجه العماد جوزيف عون واحدة من أصعب التحديات الاقتصادية في تاريخ البلاد. تتطلب المرحلة المقبلة إطلاق إصلاحات جذرية لإعادة بناء الاقتصاد الوطني، واستعادة الثقة بالمؤسسات المالية اللبنانية التي تواجه تدهوراً حاداً. ومن بين أولويات الرئيس الجديد:

إعادة هيكلة النظام المصرفي. مكافحة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة. التفاوض مع المجتمع الدولي للحصول على مساعدات مالية. 3. معالجة ملف النازحين السوريين

يُعد ملف النازحين السوريين واحداً من القضايا الحساسة التي تحتاج إلى حلول عاجلة. فلبنان يستضيف أكثر من مليون نازح سوري، ما يشكل عبئاً اقتصادياً واجتماعياً ضخماً.

4. تعزيز سيادة الدولة

يواجه لبنان تحديات كبيرة تتعلق بوجود مجموعات مسلحة خارج إطار الدولة. الرئيس الجديد سيكون مطالباً بتفعيل مؤسسات الدولة الأمنية والسياسية لضمان بسط سيادتها على كامل التراب الوطني.

رؤية العماد جوزيف عون

في كلماته السابقة كقائد للجيش، أكد العماد جوزيف عون التزامه بتحقيق الأمن والاستقرار في لبنان. يرى مراقبون أن عون يحمل رؤية وطنية تقوم على التوازن بين تحقيق سيادة الدولة واحترام التنوع الطائفي والسياسي الذي يميز لبنان.

ويتوقع أن يعمل الرئيس الجديد على استعادة دور لبنان كمنصة للحوار الإقليمي والدولي، مستفيداً من علاقاته الجيدة مع العديد من القوى الدولية والإقليمية.

فرصة تاريخية أم تحدٍ كبير؟

مع انتخاب العماد جوزيف عون، يعلق اللبنانيون آمالهم على حقبة جديدة تُنهي حالة الفوضى والانقسام وتعيد بناء الدولة. لكن التحديات كبيرة والظروف معقدة، مما يجعل نجاح الرئيس الجديد مرهوناً بقدرته على حشد الدعم الداخلي والخارجي لتنفيذ خطط الإصلاح والإنقاذ.

متابعات المرصد – خاص

مقالات مشابهة

  • رئيس إيران مهنئا جوزيف عون: مستعدون لتعزيز التعاون مع لبنان
  • عاجل- بعد انتخابه رئيسًا للبلاد بالأغلبية.. جوزيف عون يؤدي اليمين الدستورية رئيسًا لـ لبنان
  • من هو جوزيف عون رئيس لبنان الجديد؟
  • بعد 6 سنوات من الفراغ الرئاسي.. البرلمان اللبناني ينتخب قائد الجيش جوزيف عون رئيسًا للجمهورية
  • جوزيف عون يؤدي اليمين الدستورية رئيسًا لـ لبنان
  • إنتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان
  • لبنان.. رفع جلسة البرلمان لساعتين بعد فشل انتخاب جوزيف عون رئيسًا
  • البرلمان اللبناني يفشل في انتخاب جوزيف عون رئيسا للبلاد
  • «جوزيف عون» يقترب من تأييد ثلثي البرلمان قبل جلسة انتخاب رئيس لبنان غدا