الأولى بعمر 41 عاما.. نجاح تكتب قصة تفوق ملهمة في الثانوية العامة بالأردن
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
كتبت الأردنية نجاح محمد عبد الله بني خالد قصة تفوقٍ مميزةً، ولم تكتف بالعودة لمقاعد الدراسة الثانوية بعد انقطاع 23 عاما، بل نجحت في الحصول على المرتبة الأولى في امتحانات الثانوية العامة بمعدل 99.85% في الفرع الأدبي، مسجلة المعدل الأعلى على الإطلاق على سائر الفروع لهذا العام.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الإنجاز الذي يعكس إصرار نجاح (41 عاما) وقدرتها على تحقيق التفوق العلمي، رغم أنها زوجة وأم لثلاثة أولاد وانقطعت عن الدراسة منذ عام 2000.
تقول الأم المتفوقة، في حديث للجزيرة نت، إن القصة بدأت بملاحظة زوجها مؤيد طوالبة (أبو الليث) قدرتها على حفظ المعلومات وتقديم الإجابات الصحيحة عن الأسئلة خلال مراجعتها المواد مع ابنها الأكبر العام الماضي لدى استعداده لخوض امتحانات الثانوية العامة، فشجعها على خوض التجربة هذا العام مع ابنها الأوسط.
وتحدث الزوج مؤيد طوالبة (46 عاما) بفخر عن نجاح زوجته، وقال "إنه إنجاز رائع وعظيم مستحق لزوجتي الحبيبة". وعن دوره المساند لزوجته أضاف "كنت داعما معنويا لها، وأحاول رفع معنوياتها، وأحاول توفير جو دراسي من دون إحباطات، وأحث أولادي على مساعدة أمهم أيضا، والحمد لله أدهشتنا بتفوقها".
ويعمل أبو الليث بصالون حلاقة للرجال، حيث يحصل على الدخل الوحيد للأسرة التي يطمح كل أفرادها لإكمال دراساتهم الجامعية.
وقال طوالبة إنه تم إبلاغهم بحصول زوجته نجاح على المركز الأول في المملكة قبيل المؤتمر الصحفي لإعلان أسماء أوائل الثانوية، وهي النتيجة التي لم تكن متوقعة حتى من نجاح نفسها، التي أعلنت أنها كانت تتوقع المعدل العالي دون أن يخطر ببالها المركز الأول على الأردن.
وتبيّن نجاح التي تسكن وعائلتها في قرية سحم الكفارات بمحافظة إربد شمالي الأردن، أنها تزوجت عام 2000 في عمر 18 عاما، وكانت وقتها في "التوجيهي" (الثانوية) لكنها لم تستطع التقدم للامتحان، وبعدها انشغلت بالأسرة والأبناء.
وتصف شعورها وقتها بقولها "تقاعست ولم أهتم كثيرا، شعور بسيط بالأسف لأنني وصلت لنهاية المرحلة الثانوية ولم أكمل. لكنني اقتنعت بالاكتفاء بالأسرة والاهتمام بها".
الزوجان مؤيد طوالبة ونجاح بني خالد (الجزيرة) حلم الدراسة الجامعيةوتطمح نجاح لأن تكمل وأولادها الدراسة الجامعية، متمنية تحقيق حلمها بدراسة الشريعة والتخصص في الدراسات الإسلامية لاحقا.
وكان ابنها الأول ليث (19 عاما) حصل العام الماضي على معدل 86.1% في الفرع العلمي، ويدرس فيزياء طبية وحيوية في جامعة اليرموك.
أما ابنها الأوسط أسامة (18 عاما)، شريكها في الدراسة هذا العام والذي حصل على معدل 87.55% في الفرع العلمي، فيأمل في متابعة دراسته الجامعية في مجال هندسة الحاسوب.
ويتابع الابن الثالث عبد الحي (12 عاما) دراسته في الصف السادس الابتدائي.
في بيتنا "توجيهي"نجحت نجاح في تنظيم يومها واستثماره كأم لطالب في "التوجيهي" وربة أسرة وما يتطلبه ذلك من واجبات منزلية واجتماعية، وتابعت الأم دراستها ضمن فئة "دراسة خاصة"، أي دراسة منزلية، ولم تتلق أي دروس خصوصية، ولم تذهب لمراكز تقوية.
وعن سر التنظيم، تقول نجاح "كنت أقسم الوقت بين الدراسة والمسؤوليات الأخرى، وأعتمد على مدى الإنجاز الذي أخطط له وليس على عدد الساعات، إذ لا يوجد عدد ساعات محدد للدراسة".
نجاح مع ابنها أسامة (وسط) شريكها في الثانوية العامة، وابنها عبد الحي (الجزيرة)وتؤكد أنها لم تواجه صعوبات في دراسة منهاج الثانوية الحالي بعد انقطاع 23 عاما، لافتة إلى أن الذي ساعدها في ذلك هو "متابعتي لتدريس أبنائي حتى في المراحل الدراسية المتقدمة، وأيضا لمشاركتي ابني التوجيهي، فكانت الصعوبة في البداية لفترة قصيرة جدا.. ثم ألِفتها. فقد درست المواد المشتركة بين العلمي والأدبي مع ابني، أما المواد العلمية كالرياضيات والحاسوب فقد درستها عبر الإنترنت، واستفدت من المواد المتوفرة على يوتيوب كثيرا".
وأشارت "أم الليث" إلى أن أصعب ما واجهها خلال دراستها هو وفاة والدة زوجها، مما تسبب في انقطاعها شهرا متواصلا عن الدراسة.
وعن توقعات الأسرة والمجتمع المحلي أثناء الدراسة وبعد حصولها على النتيجة المبهرة، تقول "في المحيط الواسع يوجد كثير من المشجعين وبعض المحبطين، ولأن نواة الأسرة متماسكة ومشجعة لهذه الخطوة، لم نلتفت للمحبطين. وكانت الرغبة عندي وعند زوجي وأولادي أكبر من أي إحباط".
نصائح مهمةووجهت نجاح رسالة خاصة للأمهات والنساء اللواتي لم يكملن تعليمهن -لأي سبب كان- بمواصلة الدراسة لمن تجد عندها الرغبة والتشجيع، "فلا يوجد مانع لتحقيق هدفك، والوقت لم يتأخر قط".
كما وجهت نصيحتها لكل شابة مقبلة على الزواج وهي على مقاعد الدراسة، بقولها "أنت قادرة على التوفيق بينهما، أي الزواج والدراسة".
ومن خلال تجربتها، تقول للأزواج "التعاون والتفاهم قادر على تحقيق طموحات كل منكما، وذلك من خلال المحبة والمودة والاحترام المتبادل والعمل التشاركي الذي يحقق النجاح للطرفين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الثانویة العامة
إقرأ أيضاً:
تعداد للسكان في العراق للمرة الأولى منذ 37 عاما.. كم كلّفت؟
انطلقت اليوم الأربعاء إجراءات التعداد العام للسكان في العراق، الذي سوف يستغرق يومين، من أجل أن يغطّي البلاد بأكملها، وذلك لأول مرة منذ 37 عاما.
وقال مدير تعداد كركوك في وزارة التخطيط العراقية، مصطفى أكرم، إن: "التعداد بدأ في عموم محافظة كركوك كما في عموم العراق".
وأضاف أكرم، في حديثه لوكالة "الأناضول": "أنهم بدأوا في تلقّي المعلومات العائلية منذ حوالي 4 أيام"، فيما أبرز في الوقت نفسه، أنهم: "يقومون بزيارة المنازل منذ اليوم، وفحص المعلومات التي حصلوا عليها سابقا".
وذكر أكرم أنه: "تم تكليف 5600 موظف لزيارة المنازل التي سوف تستمر لمدة يومين في محافظة كركوك". مردفا أنهم: "يقدرون عدد سكان كركوك بنحو مليون و800 ألف نسمة؛ وأن عدد سكان المدينة الحالي سوف يتضح بنهاية هذا التعداد".
أما فيما يتعلّق بالكلفة المالية للتعداد العام للسكان في العراق، كان الخبير الاقتصادي، نبيل المرسومي، قد كشف عن ارتفاعها، بالقول إن: "كلفة المشروع تبلغ 459 مليار دينار أي ما يعادل 348 مليون دولار، بزيادة تبلغ 53 في المئة عن التخصيصات المالية للتعداد في موازنة 2024 والبالغة 300 مليار دينار".
وكانت الجبهة التركمانية العراقية، قد قالت في وقت سابق، إنها رصدت ما وصفتها بـ"انتهاكات"، قبل بدء التعداد السكاني الذي انطلق الأربعاء في البلاد، ويستمر غدا الخميس.
وتمثّلت الانتهاكات التي تحدّثت عنها الجبهة، في: "إحضار أعداد كبيرة من العائلات من محافظات إقليم كردستان العراق، إلى محافظة كركوك، لكي يتم تسجيلها بسجلات كركوك".
إلى ذلك، فرضت السلطات العراقية، منذ منتصف ليلة أمس، حظرا للتجول في البلاد، لمدة يومين، من أجل تسهيل إجراء التعداد العام للسكان الذي سيستمر اليوم وغدا.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، مقداد ميري، إن: "فرض حظر التجوال يومي 20 و21 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 هو لتقييد حركة المواطنين والسيارات والقطارات بين المدن والأقضية والريف باستثناء الحالات الإنسانية والضرورية لتسهيل حركة المكلفين بإجراء التعداد".
وأضاف أنّ: "الحركة الجوية وحركة التبادل التجاري مفتوحة وغير مشمولة بالحظر، وأن هناك توجيها من الأجهزة الأمنية لمساعدة الحالات الإنسانية".
كذلك، قرّرت الحكومة العراقية، عدم إدراج أي أسئلة تتعلق بالانتماء العرقي والطائفي في التعداد السكاني المرتقب، وذلك من أجل "تجنب حدوث أي انقسام داخل المجتمع المكوّن من مكونات مختلفة".
تجدر الإشارة إلى أن آخر تعداد سكاني قد أجراه العراق كان في عام 1997 خلال حكم نظام صدام حسين، غير أنه لم يكتمل، بسبب عدم شمول مناطق كردستان التي كانت تتمتع آنذاك، بسلطة شبه مستقلة عن الحكومة في بغداد.