ضربات إسرائيلية أمريكية بريطانية على اليمن.. وأنصار الله تتوعد بالرد
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
صنعاء، غزة "وكالات": توعدت حركة أنصار الله في اليمن اليوم، بالرد على القصف الأمريكي البريطاني الإسرائيلي الذي استهدف عددا من المواقع في صنعاء والحديدة وعمران.
وقالت الحركة في بيان "أي عدوان على بلدنا لن يمر دون عقاب وقواتنا المسلحة قادرة على الدفاع عن اليمن"، وأشار البيان إلى أن مناطق محيطة بميدان السبعين ومحطة حزيز الكهربائية في محافظة صنعاء تعرضت لعدد من الغارات الجوية.
وأضاف "شن الإسرائيليون والأمريكيون والبريطانيون هجوما مشتركا على بلدنا أثناء التوافد المليوني إلى ميدان السبعين لمساندة غزة"، وتابع "العدوان لم يثن المشاركين في ميدان السبعين عن مواصلة تواجدهم وسط تفاعل شعبي منقطع النظير"، وأكد البيان أن "اليمن لن يتوانى عن نصرة الحق والعدل مهما بلغت التضحيات".
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي، بالتنسيق لأول مرة مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، نفذ هجوما ضد أهداف تابعة لأنصار الله في اليمن.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي وقوات بريطانية وأمريكية نفذت 20 هجوما استهدف مواقع بنية تحتية عسكرية في صنعاء، بالإضافة إلى استهداف مينائي الحديدة ورأس عيسى ومنصة صواريخ أرض أرض.
من جانبه أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، "بأن ميناء الحديدة مشلول وميناء رأس عيسى يحترق"، وتوعد بملاحقة قادة أنصار الله".
وذكرت وسائل إعلام يمنية، أن ثماني غارات جوية استهدفت محطة كهرباء حزيز المركزية في مديرية سنحان بصنعاء، ما أسفر عن إصابة عامل في المحطة وتضرر عدد من المنازل.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري في وقت سابق اليوم إن الغارات الجوية على ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر استهدفت منشآت تخزين نفط بالقرب من أرصفة الشحن، لكن لم ترد تقارير عن أضرار لحقت بسفن تجارية.
وذكرت قناة المسيرة أن غارات جوية استهدفت رأس عيسى وأن ست ضربات أخرى استهدفت ميناء الحديدة الرئيسي، كما تعرضت مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران لضربات جوية أيضا.
وقال المتحدث العسكري باسم أنصار الله يحيى سريع إن الجماعة أطلقت خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية ثلاث طائرات مسيرة على تل أبيب وطائرات مسيرة أخرى وصواريخ على حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان في البحر الأحمر.
يشار إلى أن جماعة أنصار الله باشرت منذ نوفمبر 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات تضامنا مع قطاع غزة الذي يواجه إبادة جماعية من قبل الاحتلال.
وردا على هذه الهجمات بدأت واشنطن ولندن منذ مطلع عام 2024 شن غارات جوية وهجمات صاروخية على مواقع لأنصار الله في اليمن، مما أسفر عن قتلى وجرحى ودمار في منشآت بنى تحتية.
وقابلت الجماعة ذلك بإعلان أنها باتت تعتبر السفن الأميركية والبريطانية كافة ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تصله أسلحتها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أنصار الله
إقرأ أيضاً:
11 فبراير 2015.. الهروب المذل للأمريكيين من اليمن
ويقول بعض المجاورين للسفارة الأمريكية بصنعاء إنهم شاهدوا في العاشر من فبراير 2015، أي قبل يوم من رحيلهم ألسنة الدخان تتصاعد من داخل السفارة، معتقدين أن السفارة قد تعرضت للحريق، في حين أن الدخان المتصاعد كانت نتيجة لقيام الأمريكيين بعملية إتلاف الوثائق والملفات الأرشيفية الخَاصَّة بمخطّطاتها الإجرامية والتي تتضمن أسماء عملاء وخونة كبار كانت تستخدمهم السفارة لتنفيذ تلك المخطّطات.
وفي تلك الأحداث التاريخية نقلت وسائل إعلامية عن مصادر سياسية وأمنية أمريكية وثيقة الاطلاع، أن وكالة الاستخبارات المركزية الـ (سي آي أيه) نقلت محطتها الإقليمية في جنوب الجزيرة العربية من اليمن إلى سلطنة عمان؛ بسَببِ ما وصفته بالظروف الأمنية غير الملائمة في صنعاء، وكانت الوكالة قد أنشأت محطتها في صنعاء في أواخر عهد الخائن علي عبدالله صالح، وفقاً لاعتراف صالح نفسه في مقابلة قالها قبيل اندلاع ثورة 2011م.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية نقلاً عن مسؤولين أمنيين أمريكيين حاليين وسابقين: إن الـ “سي آي أيه” أجلت العشرات من عناصرها في اليمن، من ضمن حوالي 200 عنصر مدني وعسكري، كانوا يعملون في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء قبيل إغلاق السفارة، مؤكّـدة أن الأمريكيين غادروا السفارة الأمريكية على متن 30 سيارة مصفحة تحمل عدداً من الرجال والنساء، حَيثُ انطلقت من السفارة الأمريكية باتّجاه مطار صنعاء الدولي، وغادرت في طائرة قيل وقتها إنها عُمانية باتّجاه غير معلوم، وكان المحمولون على المصفحات جنوداً وعناصر استخبارات وموظفين أمنيين.
وتوضح المصادر الأمنية أن السلطات الثورية التي كانت موجودة في مطار صنعاء طلبت من الأمريكيين الخضوع للتفتيش قبل المغادرة في حادثة غير مألوفة لهم، ما جعلتهم يسخطون ويقيمون بتكسير أسلحتهم التي منعت منهم أثناء الرحيل.
وبعد يوم واحد من مغادرة الأمريكيين صنعاء، قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أيه” وصفوا خروجهم من صنعاء “بالانتكاسة الكبيرة”، مشيرين إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية سحبت عشرات من العملاء والمحللين والعاملين الآخرين من اليمن كجزء من عملية إخراج أكبر لحوالي 200 أمريكي كانوا متواجدين في صنعاء، ومن بين من تم إخراجهم ضباط رفيعو المستوى عملوا عن كثب مع المخابرات والأجهزة الأمنية اليمنية لاستهداف أعداء أمريكا في المنطقة.
وأقر المسؤولون الأمريكيون بأن الترتيبات الاستخباراتية الأَسَاسية والعلاقات التي تمت إقامتها تضررت بإغلاق السفارة ومغادرة عناصر رئيسية من الـ “سي آي أيه”.
أمريكا المسؤول الرسمي لإدارة البلد
وصفُ الصحف الأمريكية إغلاق السفارة الأمريكية ومغادرة المارينز “بالانتكاسة”، بالإضافة إلى تصريح السفير الأمريكي بأنه لم تعد أية مهمة للأمريكيين في اليمن يؤكّـد مصداقية ما تطرق إليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة العيد السادس لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، والذي أكّـد تدخل السفير الأمريكي قبل ثورة 21 سبتمبر في كافة شؤون اليمن بما يخدم السياسات الأمريكية الاستعمارية.
وذكر أن الأمريكيين دفعوا اليمنَ نحو الانهيار التام، وأوشك اليمن على الوصول إلى الهاوية لولا ثورة 21 سبتمبر، لافتاً إلى أن النظام السابق لم يدرك أن الشعب اليمني مؤهل للصمود أمام الاستهداف الأمريكي والحفاظ على حريته واستقلاله.
وقال قائد الثورة الشعبيّة السيد عبدالملك الحوثي إن “السفير الأمريكي في صنعاء بشكل رسمي وبقرار من مجلس الأمن، المسؤول الأول في الوصاية على شعبنا وسلمت له السلطة في ذلك الحين، وكان يوجِّه الوزراء والمسؤولين بشكل مباشر”، مُشيراً إلى أن حرص الأمريكيين على نزع كُـلّ عناصر القوة من البلد، حَيثُ تدخلوا في السياسة التعليمية تدخلاً خطيراً يقوض المبادئ التي تجعل الشعب متماسكاً أمام التدخل الخارجي، وكذا سعيهم وعملاءهم لتغذية كُـلّ عوامل الانقسام الداخلي، فبرزت إثارة النعرات العنصرية والطائفية والمناطقية.
وبين قائد الثورة أن المسار الأمريكي كان يهدف إلى بعثرة الشعب اليمني، وتفكيك كيانه؛ كي لا يبقى رابطٌ يجمع أبناء البلد ويحميهم من الانقسام.
نهاية الوصاية
وبالتوازي مع مرور ثماني سنوات من خروج الأمريكيين من صنعاء يقول الناشط السياسي ماجد المطري: “إن قيام الأمريكيين بإتلاف كافة المراسلات والمحتويات داخل سفارتهم في صنعاء قبيل وصول اللجان الشعبيّة ما هو إلا محاولة أمريكية يائسة لإخفاء ما بات مكشوفاً من مؤامراتها التي كانت تحيكها في اليمن عبر مندوبها السامي “السفير الأمريكي” انطلاقاً من وكر المؤامرات في شيراتون”.
ويضيف: “وحتى لا تنفضح مسؤوليتها عن إدارة عملية الاغتيالات وإشعال النعرات بين اليمنيين وكذلك لكي لا تتضح خبايا طبيعة العلاقة المشبوهة بين أمريكا وأنظمة العمالة التي كانت تحكم اليمن تحت المظلة الأمريكية خُصُوصاً من الفترة التي أعقبت اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وما تلاها من انقلابات”، مؤكّـداً أن أمريكا مارست لسنوات مديدة سياسة المد والجزر في اللعب بمقدرات الشعب اليمني والتفريط بسيادته.
ويشير إلى أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 أنهت مخطّطات الأمريكان، ووضعت حداً للوصاية الأمريكية على اليمن، وأنهت دور سفيرها كمندوب سامي كان الحاكم الفعلي لليمن.
ويضيف المطري بالقول: ومن يراجع تحَرّكات السفارة الأمريكية وسفرائها في تلك الفترات سيدرك بما لا يدع مجالاً للشك بأن كُـلّ مشاكل اليمن والفساد الذي كان متأصلاً في هيكل الدولة من قمة الهرم إلى أسفله كان برعاية أمريكية مباشرة.
بدوره يوضح الأمين المساعد لحزب شباب التنمية الشيخ صالح السهمي أن إحراق الملفات من السفارة الأمريكية يكشف مخطّطات الأمريكيين التي كانت على درجة عالية من الخبث والخطورة لدرجة أنهم كان يخشون أن تقع هذه الأجندة في أيادٍ وطنية تفضح مؤامراتهم، وتستعرضها على الرأي العام ليكون على اطلاع بحقيقة ما يعمله الأمريكي وأدواته المجندة من المرتزِقة والعملاء والخونة الذين كانوا على رأس السلطة وحكموا هذا الشعب الكريم.
ويشير إلى أن الولايات المتحدة علمت بأن هناك وعيا شعبيا يتصاعد تجاه مخطّطات الأمريكيين وأنه ليس من السهل احتواؤه كما هو حال الأدوات المجندة التي كانت تحضرها لمرحلة قادمة.
ويلفت إلى أن توسع المشروع القرآني شكّل قلقاً بالغاً على أمريكا ودفعها إلى الرحيل من الميدان المحلي والبحث عن طرق أُخرى لتركيع الشعب اليمني والعودة من بوابة الخونة مرة ثانية، مردفاً القول: كان العدوان على اليمن الذي أعلن من واشنطن أحد الرهانات الفاشلة التي منيت بها أمريكا وأدواتها بفضل تنامي الوعي الشعبي وحنكة القيادة العظيمة.
ويرى السهمي أن الولايات المتحدة عندما تشعر بفقدان أدواتها أَو عدم وجود البيئة المناسبة لتنفيذ مخطّطاتها الإجرامية، فَـإنَّها تشعر بقلق كبير وتبدأ بالبحث عن وسائل للهروب والبحث عن مشاريع أُخرى قد تسهم في تحقيق أهدافها، بحسب وجهة نظرها.
المسيرة