خيبة أمل إسرائيلية من الفشل بترجمة الإنجازات العسكرية لوقائع سياسية
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
رغم مزاعم الاحتلال بتحقيق نجاحات وإنجازات عسكرية تمثلت باستعادة قوته الردعية، وتوجيه الضربات للقوة والدول المحيطة، لكن تبين أن التكلفة السياسية والاجتماعية باهظة بشكل خاص من خلال الإضرار بصورتها الدولية، وتعميق التصدع الداخلي فيها، وإهدار فرص التغيير المنهجي في المنطقة.
المستشرق ايلي فودة، المحاضر بقسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بالجامعة العبرية، وعضو اللجنة التنفيذية للمعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية- ميتافيم، أكد أنه "مع نهاية العام 2024، يمكن الاستنتاج والإشارة أن إسرائيل حسّنت وضعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط، لكن على حساب زيادة الانقسام الداخلي فيها، وتدهور علاقاتها مع دول العالم، مما ألحق ضرراً جسيماً بصورتها الذاتية كدولة تسعى للسلام، وحماية حقوق الفرد".
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12" الإسرائيلية، وترجمته "عربي21"، أنه "بعد مرور أكثر من عام على هجوم حماس المفاجئ في السابع من أكتوبر، استعاد الاحتلال قوته الردعية، وتعرضت جميع أذرع محور المقاومة: إيران، حماس، حزب الله، الحوثيين، لضربات عسكرية قاسية، والقضاء على قياداتها، وأثبت الاحتلال تفوقه على أعدائه عسكريا وتكنولوجيا بعشر مرات، لكن هذا التحسّن الاستراتيجي جاء على حساب تدهور صورة الاحتلال".
وأشار إلى أن "الاحتلال فشل حتى الآن باستعادة المختطفين من غزة، مع أنه كان يفترض أن تشكل إنجازاته العسكرية ورقة مساومة رئيسية، لكن الإصرار على عدم إنهاء الحرب ينبع من اعتبارات حزبية، وليست عملياتية، وهذا فشل أخلاقي يتناقض مع القيم الإنسانية، من خلال المواقف المهينة لوزراء وأعضاء الكنيست من الائتلاف تجاه أهالي المختطفين، والمحاولات المتواصلة لمواصلة الانقلاب القانوني، والتلكؤ بإيجاد حل لمسألة تجنيد اليهود المتشددين، كلها مظاهر زادت من الانقسام في الدولة".
وأوضح أنه "بجانب تلك الإخفاقات، ظهرت أيضا زيادة في الانتقادات، بما فيها مظاهر الكراهية بين العديد من جماهير العالم ضد الاحتلال وسياسته تجاه الفلسطينيين، واتهامه بارتكاب جرائم حرب ضدهم في غزة، ويبدو أن إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرات اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب ليس سوى قمة جبل الجليد، مما أضرّ بشكل كبير بصورة الاحتلال في المجتمع الدولي".
وأكد أنه "طالما أن الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى، كما ذكر الاستراتيجي البروسي كارل فون كلاوزفيتز، فإن أحد أكبر إخفاقات الاحتلال هو الفشل بترجمة إنجازاته العسكرية إلى سياسية، وهكذا أضاع فرصة تاريخية للتغيير الإقليمي، لأن الساحة الفلسطينية بعيدة عن الاتفاق السياسي، وغم توفر خطط كثيرة لـ"اليوم التالي"، لكن حكومة نتنياهو ترفض مناقشتها، فيما تلقت قوات الجيش أوامر بفرض حصار شمال غزة، فيما تتحدث عناصر يمينية متطرفة في الحكومة عن فكرة العودة للاستيطان".
وأشار إلى أن "الجمود السياسي الحاصل على الجبهة الفلسطينية هو وصفة للفشل الإسرائيلي، خاصة وأن الإنجاز السياسي الرئيسي الذي لم يتم التوصل إليه بعد هو اتفاق التطبيع مع السعودية، ويبقى السؤال الأساسي عما ستطلبه المملكة مقابله، مع العلم أن حكومة تريد التطبيع معها ستضطر للدفع بالعملة الفلسطينية، حتى لو كان ثمنها غير واضح حالياً، ولكن يجب تقديم مرونة ما تخص القضية الفلسطينية".
وختم بالقول إن "حماس حين شنّت هجوم السابع من أكتوبر لم تعلم أنه سيؤدي لمثل هذه التغييرات بعيدة المدى في الشرق الأوسط، ورغم ما منيت به من انتكاسات عسكرية، لكنه يتم تقديمها كجهة نجحت بإعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية والإقليمية، رغم ما حلّ بالشعب الفلسطيني في غزة من معاناة، أما القيادة الإسرائيلية التي فشلت حتى الآن بترجمة نجاحاتها العسكرية لإنجازات سياسية، فإن عليها أن تترقب وقوع مأساة أخرى بعد مأساة السابع من أكتوبر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال حماس غزة الفلسطينيين فلسطين حماس غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الإنجازات العسكرية والأمنية اليمنية.. الأبعاد والدلالات
يمانيون/ تقارير بعد عام من العدوان الأمريكي البريطاني، يواصل اليمن تحقيق الإنجازات العسكرية والأمنية التي أربكت قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا، وأفشلت مخططاتها ومساعيها الهادفة إلى ثني الشعب اليمني عن مواقفه الداعمة والمناصرة لغزة والقضية الفلسطينية.
فعلى الصعيد العسكري تواصل القوات المسلحة في العام 2025م عملياتها العسكرية النوعية في مسار تصاعدي، والانتقال من المواجهة المباشرة إلى الحرب الاستباقية واستهداف حاملات الطائرات الأمريكية.
حيث نفذت القوات المسلحة أمس الأول عملية نوعية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” شمال البحر الأحمر، ما أدى إلى إفشال الهجوم الذي كانت تحضر له أمريكا لشن ضربات جوية كبيرة على اليمن.
هذه العملية العسكرية وما سبقها من عمليات استهداف لحاملات الطائرات الأمريكية أثناء تحضيرها لأنشطة عدائية ضد اليمن يمثل إنجازا عسكريا واستخباراتيا غير مسبوق.
وعلى الصعيد الأمني، فشلت الاستخبارات البريطانية والسعودية، بدعم أمريكي في تنفيذ أجندتها ومخططاتها العدوانية، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف أنشطة عدائية لجهازي المخابرات البريطاني والسعودي وإلقاء القبض على عناصر هذه الشبكة التجسسية.
النجاحات العسكرية والأمنية، لم تتحقق من فراغ وإنما نتيجة خبرات متراكمة لرجال مخلصين لوطنهم وشعبهم، وفي ذات الوقت تمثل رسالة لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل بأن اليمن لا يأبه بتهديداتها ولا بعدوانها، وسيواصل عمليات الإسناد لغزة وماض في ردع قوى الطغيان في أي مكان تصل إليه القوات المسلحة اليمنية.
العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية ضد أهداف حساسة للعدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك تثبيت معادلة العين بالعين والسن بالسن والأعيان المدنية بأعيان مدنية إسرائيلية، وهذه المعادلة ستكبد العدو الصهيوني خسائر فادحة وترغمه على إيقاف عدوانه على قطاع غزة.
ومع توسيع نطاق العمليات العسكرية في عمق الكيان الصهيوني فقدت واشنطن ولندن توازنهما في كيفية التعامل مع اليمن باعتراف صحيفة الـ “واشنطن بوست” الأمريكية التي أكدت أن قوات صنعاء أصبحت أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية والتقنية، وما فشل أحدث منظومات الدفاع الجوي الأمريكية في صد الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية التي استهدفت الكيان الصهيوني، إلا دليلًا على ذلك.
اليمن بموقفه التاريخي مع غزة والقضية الفلسطينية، برز كقوة فاعلة على الساحة الإقليمية والدولية، وأحدث تحولًا استراتيجيًا في المنطقة والعالم، وأصبح دولة محورية ذات ثقل سياسي وعسكري.
ما تحقق من نجاحات عسكرية وأمنية، يعود الفضل فيه بعد الله سبحانه وتعالى إلى حكمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وجهود واستبسال أبطال القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وتلاحم الشعب مع القيادة.
ملامح انتصار اليمن في مختلف جبهات الصمود تلوح في الأفق وبالرغم من استمرار مؤامرات الأعداء إلا أن استقلال القرار السيادي لليمن جعله يمضي قدَمًا لتحقيق معادلة ردع قوية والسعي لتحقيق تنمية مستدامة في مختلف المجالات.