10 يناير ذكري معركة غليوين بين مماليك العراق والقوات العثمانية
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تمر اليوم الجمعة الموافق ١٠:يناير ذكري معركة غليوين ، التى وقعت عام 1813بين قوات مماليك العراق، بقيادة الوزير عبد الله باشا التوتونجي ، وعاونه مجموعة من القبائل العربية واللاوند والكرد ،وبين قوات المنتفق بقيادة الشيخ حمود بن ثامر السعدون بالتعاون مع سعيد بن سليمان باشا، وكانت القوات العثمانية تفوق قوات المنتفق بالعدد والعتاد، ولكن عندما جرت المواجهة تسرب عدد كبير من جنود المماليك نحو سعيد بك ابن سيدهم سليمان باشا الكبير مما قلب موازين المعركة لصالح المنتفق.
بداية المعركة
في شهر أبريل عام 1812 ، في عهد السلطان العثماني محمود الثاني، حصل تنافر شديد بين الكهية طاهر آغا ،وهو نائب والي بغداد عبد الله باشا التوتونجي ،وبين محمد سعيد بك المعروف باسم «سعيد بك» ابن والي بغداد السابق سليمان باشا الكبير، وكان سعيد بك ابن الثمانية عشر عاما دؤوبا على المعارضة ومصرا عليها، وحجز طاهر آغا على أملاكه التي أعطاها إياه والده سليمان باشا، عندها غادر سعيد بك بغداد في جماد الأول ،مايو من نفس العام.
عندما علم الوالي بذلك أرسل من يحاول إقناعه بالعودة إلى بغداد وأعطاه الأمان، فعاد مصحوبا بالقنصل البريطاني ريتش في البصرة ،الذي كان انذاك في بغداد، وكان ريتش ذا حظوة عند التوتونجي، لذا فقد أخذ الأمان منه لسعيد.
استمر طاهر آغا في ابداء البغض والتهديد المبطن لسعيد بك، مما حدا به أن يكتب إلى الحكومة المركزية في الأستانة شكاوي ضد عبد الله باشا التوتونجي، وهذا تسبب في تأخر الفرمان السلطاني بتثبيت التوتونجي في منصب والي بغداد وكانت الفرمانات تصل في شهر شوال من كل عام، بالإضافة إلى أن اسطنبول تطالب التوتونجي بمبالغ متراكمة عليه وهو لا يسدد منها شيئًا. فاستشعر الوالي بأن سعيد بك يسبب له مشاكل كثيرة، مستغلا سمعة والده الحسنة عندما كان حاكم العراق المطلق، لذا بدأ بالتضييق عليه ومراقبته، بل وتدبير خطة للتخلص منه، لأنه وجده أخطر منافسيه.
لجوء سعيد بك إلى المنتفق
عندما ضاقت الحلقة على سعيد بك وكادت أن تقضي عليه وترسله إلى القبر، هرب إلى المنتفق ،في أغسطس عام 1812، ليحتمي بشيخها حمود بن ثامر السعدون الذي كان صديق لوالده.
وفسر الوالي هذا الهروب بأنه حالة خطيرة تحيط بمنصبه ،خوفا من أن يكاتب سعيد إسطنبول، وهو في حماية المنتفق ويطالب بإسناد الولاية إليه، بالإضافة إلى أن محطة الهارب كانت المنتفق التي يمقتها الوالي ويتحين الفرص للايقاع بها وبأميرها.
بالإضافه الي استقبال المنتفق لسعيد بك، فقد استقبل ضيفا آخر لا يقل شأنً عن سعيد، هو «جاسم بك بن محمد الشاوي» وكان يشغل منصب باب العرب، وكان حمود بن ثامر رغم فقده لبصره حسن التدبير وعاقل، حيث رحب بجاسم بك الشاوي وسعيد بك غاية الترحيب.
ازدادت المراسلات الدبلوماسية بين بغداد وسوق الشيوخ، وكتب طاهر آغا إلى الشيخ حمود معاتبا،و بالأخير اقناع الوزير بتجييش الجيش عليه لاستعادة الهاربين.
المعركة
في أكتوبر عام 1812 خرج جيش عبد الله التوتونجي من بغداد تجاه المنتفق عن طريق الحلة، حيث احتوى على أكراد وأعراب وترك وبلغ حجمه 3 آلاف راكب عدا المشاة وقوافل من البغال والجمال والمدافع وغيرها، كما انضمت إليه 8 مراكب وصلت من البصرة إلى سوق الشيوخ في أراضي المنتفق، حتى قيل أن حجم الجيش والعشائر المساندة له هي من أضخم الحملات العسكرية في ذلك الوقت، فوصل الجيش إلى سوق الشيوخ ، وعند وصوله أرض المنتفق عبر من غربي الفرات إلى الجزيرة، فانضم إليه «مشكور» شيخ ربيعة الذي أصبح قائد أول طليعة الجيش، فتصادم مع صالح بن ثامر وجرت بينهما معركة عنيفة أسفرت عن قتل مشكور وتفرق قومه، فأكمل الوزير زحفه حتى نزل بالعساكر قريبًا من عشائر المنتفق.
أما حمود والقسم الأعظم من قبيلته، واتباع سعيد بك الخاصون به وجمهرة من المغامرين، بالإضافة إلى وجود بعض العصاة المتمردون الذين لجئوا إلى الأهوار في أوقات مختلفة قد تجمعوا في مكان ما على بعد أميال من البصرة، فكان عددهم قليلا بالنسبة إلى القوة التي سارت إليهم، لذلك قام حمود الثامر وسعيد بك بحركة سياسية ناجحة، حينما كاتبوا قادة الجيش الحكومي، وذكروهم بفضل سليمان الكبير ورعايته لهم، كما وعدوهم بالمناصب والمكافآت الممتازة.
اندلاع المعركة
اندلعت المعركة المنتظرة يوم 10 يناير عام 1813 ، بجوارنهر صغير يقع بين سوق الشيوخ والناصرية، وظهرت أرجحية جيش الوالي في البداية بفضل كثافة النيران التي بحوزته ومدفعيته، مما فرق أغلبية جيش المنتفق، إلا أن صمود الشيخ حمود ومعه سعيد بك ومارافقه من استبسال قوات القلب المنتفقي بقيادة برغش بن حمود الثامر. لكن الأمور انقلبت رأسًا على عقب بعد ورود أنباء غير مؤكدة بصدور أمر من اسطنبول بتعيين سعيد بك وزيرًا على العراق، فتمرد الجنود على عبد الله التوتونجي ونهبوا أسلحة المعسكر والأموال وانضموا إلى سعيد بك وحاميه حمود الثامر، فكشف ذلك عن نتيجة المعركة، وذلك يوم 2 فبراير عام1813.
وبعدها وجد الوالي ،وكهيته مع بعض الأتباع أنفسهم مطوقين بخيالة المنتفق التي يقودها علي الثامر الذي تولى بنفسه قتل الشيخ المعين نجم العبد الله، مما اضطرهم إلى الاستسلام، فأخذوهم أسرى إلى سوق الشيوخ.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القنصل البريطاني محمد سعيد فرمانات سلیمان باشا سوق الشیوخ عبد الله
إقرأ أيضاً:
ترامب يعود والشرق الأوسط يتغيّر.. العراق إلى أين؟
8 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: العراق يواجه تحديات استراتيجية متزايدة وسط تحولات إقليمية متسارعة.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، أصبحت بغداد أمام مشهد معقد يتقاطع فيه النفوذ الإيراني والتركي والأميركي، بينما تتنامى الانقسامات الداخلية التي تزيد من هشاشة الوضع.
وذكر الكاتب إفغينيا شيفتشينكو أن العراق بات مهددًا بعد الإطاحة بالأسد، حيث أدى تراجع نفوذ روسيا إلى صعود لاعبين آخرين في المنطقة. وأضاف أن عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تعني تغييرات جوهرية في العراق، خصوصًا في ظل استراتيجيته الرامية إلى تقليص الوجود العسكري الأميركي هناك، مع تكثيف الضغط على إيران.
وشهدت المنطقة منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إعادة تشكيل لموازين القوى. إسرائيل دخلت لبنان وأضعفت حزب الله، ما يؤثر بشكل غير مباشر على المشهد العراقي.
كما أن العلاقات بين بغداد ودمشق قد تتعرض لاختبار صعب، إذ لم تنس الحكومة السورية الجديدة دعم الفصائل العراقية لنظام الأسد في السنوات الماضية.
ويرى محللون أن إيران قد تجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم استراتيجيتها الإقليمية، خصوصًا في ظل الضغوط الأميركية المحتملة. ويبدو أن بغداد تحاول لعب دور الوسيط بين الطرفين، وهو ما تجلى في إرسال مدير المخابرات الوطنية حميد الشطري إلى دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2024، إضافة إلى مشاركة وزير الخارجية فؤاد حسين في مؤتمر حول سوريا في السعودية مطلع العام الحالي.
وبالنسبة للملف الكردي، تواجه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيًا تحديات غير مسبوقة، خاصة مع تغيّر القيادة في دمشق. ويخشى الأكراد في العراق من أن تؤدي أي مواجهة عسكرية بين تركيا والقوات الكردية في سوريا إلى تفاقم الأزمة داخل إقليم كردستان، ما قد يجبره على إعادة النظر في تحالفاته الداخلية والخارجية.
وأكد أحد الخبراء العراقيين في الشأن الكردي أن أي محاولة لحل الخلافات بين الأكراد السوريين ودمشق قد تؤدي إلى استدراج كردستان العراق إلى صراع غير مرغوب فيه مع تركيا أو إيران، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في البلاد.
ويزيد هذا الوضع من قلق بغداد التي تجد نفسها في مواجهة تحديات متزايدة مع تصاعد النفوذ التركي في شمال البلاد.
وتسعى أنقرة إلى التوصل لاتفاق مع واشنطن بشأن انسحاب القوات الأميركية من سوريا، ما قد يفتح الباب أمام تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد الجماعات الكردية.
وفي ظل هذه الظروف، يبقى استقرار العراق على المحك، إذ يخشى أن تتحول أراضيه إلى ساحة للصراعات الإقليمية في حال تصاعد التوترات بين القوى المختلفة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts