جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-14@04:59:37 GMT

11 يناير.. إشراقة العهد الجديد

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

11 يناير.. إشراقة العهد الجديد

 

بدر البلوشي

 

في مسيرة الأوطان أيامٌ ليست كغيرها، ومواقف تختزل في جوهرها روح التحوّل والتجدّد، ويوم 11 يناير في سلطنة عُمان، هو أحد تلك الأيام التي انبثق فيها عهدٌ جديد، حمل في طيّاته الأمل، واستنهض العزائم، وأعلن بداية مرحلةٍ تمضي على خطى الحكمة، وترتكز على البصيرة، وتتطلع إلى غدٍ أكثر إشراقًا.

ومنذ أن تشرف العُمانيون بانطلاقة هذا العهد، تحوّل العمل إلى وقودٍ لا ينفد، والمشاريع إلى جسورٍ تعبر بنا نحو المُستقبل ورحاب التقدّم، والمسؤولية إلى تكليفٍ لا يعرف التهاون.

إنّ القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- رسمت معالم النهضة المتجددة بحكمةٍ تستوعب التحديات، وعزيمةٍ لا تخشى العقبات، ورؤيةٍ تستهدف بناء حاضرٍ متينٍ، ومستقبلٍ زاهر.

لم يكن التحوّل الذي شهدته عُمان وليد الصدفة؛ بل هو ثمرة تخطيطٍ واعٍ، وعملٍ دؤوبٍ يُعيد ترتيب الأولويات وفق معاييرٍ أكثر صرامةً، وأهدافٍ أعمق أثرًا. فتوالت الإصلاحات الاقتصادية لتؤسّس بيئةً أكثر استدامةً، وتضع الاقتصاد الوطني على مسارٍ يحصّنه من التقلبات العالمية، ويمنحه مناعةً تعزز استقراره. ومثّلت رؤية "عُمان 2040" حجر الأساس لهذه الانطلاقة؛ حيث سعت إلى تنويع مصادر الدخل، وتعزيز الاستثمار في القطاعات الواعدة كالصناعة، والسياحة، والتكنولوجيا المتقدمة، وفتح الآفاق أمام ريادة الأعمال لتكون جزءًا لا يتجزأ من نسيج الاقتصاد الوطني.

وفي ظلّ هذا النهج، تواصلت المشاريع الكبرى في البنية التحتية، فشهدنا استكمال شبكات النقل الحديثة، وتطوير الموانئ والمطارات، وإطلاق مشاريع الطاقة المتجددة، بما يضمن لعُمان موطئ قدمٍ راسخٍة في خارطة التنافسية العالمية.

ولم يكن النهج الاقتصادي وحده هو ما تميّز به العهد الجديد؛ بل كان للجانب الاجتماعي نصيبٌ وافرٌ من الاهتمام، حيث ظلّ المواطن العُماني هو جوهر كلّ رؤيةٍ، ومحور كلّ إصلاح. فمنظومة الحماية الاجتماعية تعزّزت، والسياسات التعليمية والتدريبية أعيد تشكيلها لتواكب تحديات المستقبل، وفرص العمل اتسعت، بدعمٍ من وزارة العمل التي سخّرت إمكانياتها لتوفير بيئةٍ أكثر تمكينًا للشباب، وأكثر مرونةً للباحثين عن فرصٍ تلائم مهاراتهم وتطلعاتهم.

أما في قطاع الابتكار والمعرفة، فقد اتخذت السلطنة خطواتٍ حثيثةً نحو ترسيخ ثقافة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز دور التكنولوجيا في مختلف القطاعات، مما يسهم في بناء جيلٍ يواكب متطلبات العصر، وينخرط في سوق العمل المسلح بالمهارات التي تفرضها التحولات العالمية.

إنّ يوم الحادي عشر من يناير ليس ذكرى عابرة؛ بل هو نبراسٌ يضيء طريق المستقبل، وعهدٌ يتجدّد مع كلّ منجز، وكلّ فكرةٍ تترجم إلى واقع، وكلّ جهدٍ يبذل لترسيخ مكانة عُمان بين الأمم. لقد أرست هذه المناسبة الوطنية قواعد العمل الجاد، واشتدّ ساعد التنمية، وتجلّت ملامح المستقبل بوضوحٍ لا يقبل التردد.

وفيما تمضي عُمان بثقةٍ نحو أفقٍ أكثر رحابةً، يبقى العهد الذي قطعه القائد لشعبه هو النبراس الذي يهتدي به الجميع، والمبدأ الذي لا يحيد عنه المخلصون. عهدٌ لا يشيخ، ونهضةٌ لا تتوقف، ومسيرةٌ تزداد رسوخًا في كلّ خطوة.

كل عامٍ، ومولاي السُّلطان المُعظم في تقدمٍ ونماء، والشعب العُماني في عزٍّ ورخاء، وعُمان سامقةٌ لا يُطال مجدها، ولا ينطفئ ضياؤها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزيرة الشؤون: تمكين المرأة في التكنولوجيا استثمار لمستقبل أكثر شمولاً وازدهاراً

أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د ..أمثال الحويلة أن تمكين المرأة في مجالات التكنولوجيا والابتكار يمثل استثمارا جوهريا لمستقبل أكثر شمولا وازدهارا.
جاء ذلك في كلمة ألقتها الوزير الحويلة خلال حدث جانبي نظمته جامعة الدول العربية ووزارة التنمية الاجتماعية في سلطنة عمان تحت عنوان “المرأة العربية نحو الإبداع والابتكار في عصر الثورة الصناعية” وذلك على هامش أعمال الدورة الـ69 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة.
وأوضحت د.الحويلة أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة أصبحت تؤدي دورا محوريا في تشكيل أسواق العمل ما يفتح آفاقا جديدة أمام المرأة للمشاركة في الاقتصاد الرقمي وتعزيز دورها في الإبداع التكنولوجي، مشيرة إلى أن المرأة لم تعد مجرد مستخدمة للتكنولوجيا بل أصبحت عنصرا أساسيا في صناعتها وتطويرها.
وفي هذا السياق أكدت د.الحويلة أن الكويت تعد داعما رئيسيا لتمكين المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) من خلال سياسات واستراتيجيات وطنية تعزز مشاركتها في هذه القطاعات الحيوية.
ولفتت إلى أن الإحصائيات الوطنية تعكس نجاح المرأة الكويتية في المجال الأكاديمي والمهني إذ بلغت نسبة إكمال النساء للتعليم الابتدائي 99% فيما تشكل الطالبات والباحثات أكثر من 70% من الملتحقين بمجالات (STEM) مما يعكس إسهام المرأة الكويتية في التنمية والتقدم التكنولوجي.
وسلطت الحويلة الضوء على الإنجازات التي حققتها المرأة الكويتية في مجالات التكنولوجيا والعلوم إذ حصلت د.ريم الشمري على لقب “سيدة الأمن السيبراني العربي 2024” من مؤتمر جيسيك جلوبال، فيما نالت م.جنان شهاب وسام الاتحاد الأوروبي للابتكار عن اختراعها في نقل الطاقة اللاسلكي.
وأضافت أن المرأة الكويتية استطاعت أن تتبوأ مناصب قيادية بارزة في الشركات العالمية إذ تولت م.شيماء التركيت منصب مدير مكتب “غوغل” في الكويت، بينما حصلت م.سارة بورجيب على جائزة الويبو العالمية للابتكار عن اختراعها للكشف المبكر عن إصابات الدماغ باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي المجال الأكاديمي أشارت د.الحويلة إلى أن الطالبة مريم الرفاعي حصدت جائزة أفضل عشرة طلاب هندسة على مستوى العالم من الجمعية الاميركية للمهندسين مما يعكس تفوق المرأة الكويتية عالميا في المجالات العلمية والهندسية.
وأفادت بأن المرأة الكويتية حققت نجاحات كبيرة في قطاع الأعمال إذ تم اختيار ست سيدات كويتيات ضمن قائمة “100 أقوى سيدات أعمال” وفق تصنيف فوربس مما يعكس دورهن الريادي في الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال.
وأكدت د.الحويلة أن الكويت تحرص على توفير البيئة المناسبة لتمكين المرأة في المجالات العلمية والتكنولوجية ما انعكس في تقلدها مناصب قيادية بارزة مثل منصب مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ورئاسة الجمعية الكويتية للمخترعين والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات والمركز الوطني للأمن السيبراني ومنظمة التعاون الرقمي لتعزيز الاقتصاد الرقمي المستدام.
وأشارت إلى أن القيادة السياسية تولي اهتماما كبيرا بتمكين المرأة ودعمها في البحث العلمي والابتكار وهو ما تجلى في تكريم الفائزات بجائزة جابر الأحمد للباحثين الشباب لعامي 2022 و2023 برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه.
وأضافت د.الحويلة: ان هذا التكريم يعكس حرص القيادة السياسية على دعم المرأة الكويتية في البحث العلمي إذ حظيت كل من د.فاطمة الراشد ود.أمل الصالح بالتكريم نظير مساهماتهما المتميزة في تطوير العلوم والابتكار.
ونوهت بأن المرأة تؤدي دورا حيويا في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي والمشاركة في تطوير التقنيات الحديثة وتعزيز التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن الكويت تواصل دعم المبادرات التي تعزز دورها في الابتكار والتكنولوجيا وتمكينها من الوصول إلى الفرص الاقتصادية في العصر الرقمي.

مقالات مشابهة

  • جامعة الإمارات تناقش تطوير المناهج لوظائف المستقبل
  • خطة جديدة لتنظيم تجارة الذهب في تركيا.. ما الذي سيتغير؟
  • جامعة الإمارات تناقش مواءمة المناهج مع وظائف المستقبل
  • وزيرة الشؤون: تمكين المرأة في التكنولوجيا استثمار لمستقبل أكثر شمولاً وازدهاراً
  • مدبولي: تحسن بنسبة 30% في مؤشرات الاقتصاد خلال يناير 2025
  • جون ويندهام.. رائد الخيال العلمي الذي تنبأ بكوارث المستقبل
  • رئيس اتحاد عمال مصر: قانون العمل الجديد يسعى لترسيخ استقرار الدولة ودعم الاقتصاد
  • شباب ليبيا يناقشون التحديات التي تواجه الاقتصاد
  • تعرف على قطار TGV المستقبل الذي طلبه المغرب من فرنسا (صور)
  • لبنان لم يعد يحتمل.. القوات لطارق متري: تضع عصيًّا في دواليب العهد الجديد