11 يناير.. إشراقة العهد الجديد
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
بدر البلوشي
في مسيرة الأوطان أيامٌ ليست كغيرها، ومواقف تختزل في جوهرها روح التحوّل والتجدّد، ويوم 11 يناير في سلطنة عُمان، هو أحد تلك الأيام التي انبثق فيها عهدٌ جديد، حمل في طيّاته الأمل، واستنهض العزائم، وأعلن بداية مرحلةٍ تمضي على خطى الحكمة، وترتكز على البصيرة، وتتطلع إلى غدٍ أكثر إشراقًا.
ومنذ أن تشرف العُمانيون بانطلاقة هذا العهد، تحوّل العمل إلى وقودٍ لا ينفد، والمشاريع إلى جسورٍ تعبر بنا نحو المُستقبل ورحاب التقدّم، والمسؤولية إلى تكليفٍ لا يعرف التهاون.
لم يكن التحوّل الذي شهدته عُمان وليد الصدفة؛ بل هو ثمرة تخطيطٍ واعٍ، وعملٍ دؤوبٍ يُعيد ترتيب الأولويات وفق معاييرٍ أكثر صرامةً، وأهدافٍ أعمق أثرًا. فتوالت الإصلاحات الاقتصادية لتؤسّس بيئةً أكثر استدامةً، وتضع الاقتصاد الوطني على مسارٍ يحصّنه من التقلبات العالمية، ويمنحه مناعةً تعزز استقراره. ومثّلت رؤية "عُمان 2040" حجر الأساس لهذه الانطلاقة؛ حيث سعت إلى تنويع مصادر الدخل، وتعزيز الاستثمار في القطاعات الواعدة كالصناعة، والسياحة، والتكنولوجيا المتقدمة، وفتح الآفاق أمام ريادة الأعمال لتكون جزءًا لا يتجزأ من نسيج الاقتصاد الوطني.
وفي ظلّ هذا النهج، تواصلت المشاريع الكبرى في البنية التحتية، فشهدنا استكمال شبكات النقل الحديثة، وتطوير الموانئ والمطارات، وإطلاق مشاريع الطاقة المتجددة، بما يضمن لعُمان موطئ قدمٍ راسخٍة في خارطة التنافسية العالمية.
ولم يكن النهج الاقتصادي وحده هو ما تميّز به العهد الجديد؛ بل كان للجانب الاجتماعي نصيبٌ وافرٌ من الاهتمام، حيث ظلّ المواطن العُماني هو جوهر كلّ رؤيةٍ، ومحور كلّ إصلاح. فمنظومة الحماية الاجتماعية تعزّزت، والسياسات التعليمية والتدريبية أعيد تشكيلها لتواكب تحديات المستقبل، وفرص العمل اتسعت، بدعمٍ من وزارة العمل التي سخّرت إمكانياتها لتوفير بيئةٍ أكثر تمكينًا للشباب، وأكثر مرونةً للباحثين عن فرصٍ تلائم مهاراتهم وتطلعاتهم.
أما في قطاع الابتكار والمعرفة، فقد اتخذت السلطنة خطواتٍ حثيثةً نحو ترسيخ ثقافة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز دور التكنولوجيا في مختلف القطاعات، مما يسهم في بناء جيلٍ يواكب متطلبات العصر، وينخرط في سوق العمل المسلح بالمهارات التي تفرضها التحولات العالمية.
إنّ يوم الحادي عشر من يناير ليس ذكرى عابرة؛ بل هو نبراسٌ يضيء طريق المستقبل، وعهدٌ يتجدّد مع كلّ منجز، وكلّ فكرةٍ تترجم إلى واقع، وكلّ جهدٍ يبذل لترسيخ مكانة عُمان بين الأمم. لقد أرست هذه المناسبة الوطنية قواعد العمل الجاد، واشتدّ ساعد التنمية، وتجلّت ملامح المستقبل بوضوحٍ لا يقبل التردد.
وفيما تمضي عُمان بثقةٍ نحو أفقٍ أكثر رحابةً، يبقى العهد الذي قطعه القائد لشعبه هو النبراس الذي يهتدي به الجميع، والمبدأ الذي لا يحيد عنه المخلصون. عهدٌ لا يشيخ، ونهضةٌ لا تتوقف، ومسيرةٌ تزداد رسوخًا في كلّ خطوة.
كل عامٍ، ومولاي السُّلطان المُعظم في تقدمٍ ونماء، والشعب العُماني في عزٍّ ورخاء، وعُمان سامقةٌ لا يُطال مجدها، ولا ينطفئ ضياؤها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بالتواريخ.. ما أبرز «الظواهر الفلكية» التي سيشهدها العام الجديد 2025؟
تحدثت صحيفة “ذا صن”، عن ابرز الظواهر الفلكية التي سيشهدها العام الجديد 2025، مشيرة إلى أنها “ستكون فريدة وستتخللها “عروض” ستقدمها الكواكب والمجرات”.
وفيما يلي أبرز الظواهر التي عرضتها الصحيفة:
الموكب الكوكبي: في الثامن والعشرين من فبراير، ستصطف جميع الكواكب في النظام الشمسي في سماء الأرض، وهذا الحدث النادر يعرف باسم “الموكب الكوكبي”، عندما تصطف جميع الكواكب، عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون عبر الأفق، ولن تكون هذه الكواكب متراصة فعليًا، لكنها ستبدو كذلك من الأرض.
اختفاء حلقات زحل: بحلول مارس 2025، من المتوقع أن تختفي حلقات زحل تماما عن الأنظار، ومن المتوقع أن تظهر مرة أخرى بعد مارس، وفقا لموقع Earth Sky الفلكي، قبل أن تختفي مجددا في نوفمبر، وتحدث هذه الظاهرة كل 13 إلى 16 سنة، وآخر مرة اختفت فيها حلقات زحل عن الأنظار كانت في 2009، ويحدث ذلك لأن وجهة نظر الأرض لزحل وحلقاته تتغير مع مرور الوقت نتيجة لدوران الكوكب حول محوره.
الأضواء الشمالية المكثفة: شهد العام 2024 ظهور الأضواء الشمالية (الشفق القطبي) في مناطق لا تشهد عادة مثل هذه العروض السماوية الفريدة، ويتوقع العلماء أن هذا سيستمر في 2025، ويعود ذلك إلى بلوغ الشمس الحد الأقصى الشمسي الذي يحدث مرة كل 11 عاما تقريبا، وفي هذه الفترة، تزداد النشاطات الشمسية بشكل مكثف، ومن المتوقع حدوث ذروة شديدة للنشاط الشمسي في يوليو 2025.
ثلاثة أقمار عملاقة: من المنتظر أن يشهد عام 2025 ثلاث أقمار مكتملة عملاقة، وهي ظاهرة فلكية يبدو فيها البدر أكبر من المعتاد، وتحدث هذه الظاهرة بسبب المدار البيضاوي للقمر، ما يجعل بعض الأقمار الكاملة أقرب إلى الأرض من غيرها، وبالتالي تبدو أكبر حجما وأكثر سطوعا في السماء من أي بدر آخر، وستظهر الأقمار العملاقة في السماء في 7 أكتوبر، 5 نوفمبر، و4 ديسمبر، على أن يكون قمر نوفمبر هو الأكبر والألمع منذ عام 2019، وسيكون قمر نوفمبر، المعروف باسم “قمر القندس” أو “قمر الصقيع”، الأقرب إلى الأرض حيث يبعد 221965 ميلا.