هل يصبّ سقوط الأسد في مصلحة الصين؟
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
رأت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن انهيار النظام السوري فاجأ الصين، ولكن الأخيرة تستغل الفرصة لتصبح لاعباً رئيسياً في المنطقة، بدلاً من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت "معاريف" في تحليل تحت عنوان "بعد سقوط الأسد.. قوة على وشك تغيير وجه الشرق الأوسط"، أن الانهيار السريع لنظام بشار الأسد في سوريا تسبب بمفاجأة وإحراج كبيرين في قمة القيادة في بكين، بعد إنشاء "شراكة استراتيجية" مع الأسد في سبتمبر (أيلول) 2023،عقب ضم سوريا في عام 2022 إلى مبادرة الحزام والطريق، وهو ما يدل على أن بكين لم تقرأ الخريطة بشكل صحيح، وكان هناك سوء تقدير بشأن قدرة الحكومة في دمشق على النجاة من هجمات المعارضة.
ولكن على الرغم من الادعاء بأن هناك "ضربة قوية" تلقتها السياسة الصينية في المنطقة، فإن الأمر ليس كذلك من الناحية العملية، لأن انهيار نظام بشار الأسد يوفر للصين بالفعل مساحة جديدة من التحديات والمخاطر، إلى جانب عدد غير قليل من الفرص الاستراتيجية.
الأمن والعقوبات.. أولويات #سوريا بعد الأسدhttps://t.co/2SyKtxHTXq pic.twitter.com/pXWz3lSKDt
— 24.ae (@20fourMedia) January 10, 2025
إعادة حسابات
وأضافت أنه على مدار أكثر من عقد، انخرطت الصين في سوريا في مناورات اقتصادية ودبلوماسية محسوبة، مع مراعاة تجنب التورط المباشر في الصراعات السياسية أو العسكرية أو الطائفية المحلية. ورأت أن التغيرات الجذرية التي تجري هناك، إلى جانب الزخم الهائل الذي نشأ في المنطقة، والذي يعود جزئياً إلى انسحاب روسيا، وإضعاف المحور الإيراني، بالإضافة إلى التغيير المتوقع في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط مع وصول الرئيس دونالد ترامب، يلزمها بإعادة حساباتها، وإجراء تغيير نموذجي واعتماد نهج مرن إلى جانب سياسة شرق أوسطية استباقية وواقعية قادرة على التكيف بسرعة مع البيئة الاستراتيجية الناشئة حديثاً، إلى جانب المناورة بين العديد من اللاعبين والمصالح والتنافسات المختلفة، مما سيؤدي إلى ترسيخ موقعها الإقليمي وتعزيز أهدافها الإستراتيجية وموقعها على الجبهة الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.
مميزات سوريا
ومن وجهة نظر استراتيجية صينية، فإن موقع سوريا على ساحل البحر الأبيض المتوسط كجسر بين آسيا وإفريقيا وأوروبا يمنحها أهمية جيوستراتيجية كبيرة، وهو ما يتماشى مع مشروع "الحزام والطريق"، وبصرف النظر عن كونها تلعب دوراً مركزياً في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفي الصراع بين إسرائيل وإيران، فإن في سوريا تعد مصادر للطاقة، وتمر عبرها ممرات التجارة الإقليمية، مما يجعلها وجهة جذابة للغاية. وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من قبيل الصدفة أن دولاً مختلفة بينها روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل وكذلك الصين، جنباً إلى جنب مع مختلف الجهات الفاعلة التي تشمل القوات الكردية، ومختلف التنظيمات المسلحة مثل حزب الله، وتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، قد انجذبوا إليها، وعززوا وجودهم في البلاد منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011.
إسرائيل تعتزم إنشاء منطقة للسيطرة داخل سوريا https://t.co/NrOtl5mGfq
— 24.ae (@20fourMedia) January 10, 2025
المصالح الصينية
وقالت "معاريف"، في التحليل الذي أعدته الدكتورة عنات هوشبيرغ ماروم، إنه بنظرة فاحصة، يظهر أنه على الرغم من أن سوريا لم تعتبر عاملاً مهماً في السياسة الصينية بالشرق الأوسط حتى الآن، إلا أن الأزمة السورية تثير حالة من عدم اليقين والخوف الكبير في بكين من الفوضى الأمنية، وقد تمتد زعزعة الاستقرار إلى دول المنطقة ويلحق الضرر بالمصالح الصينية، وخصوصاً مشروع مبادرة الحزام والطريق وربط الصين بأوروبا عبر كازاخستان وأوزبكستان وإيران والعراق وسوريا.
وتابعت: "من الواضح بالفعل أن انهيار نظام بشار الأسد، الحليف القوي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أدى إلى تعميق الفجوات الاستراتيجية بين بكين وموسكو، وانسحاب روسيا من سوريا يؤكد ضعفها الكبير، ويقوض الثقة بها وبسيد الكرملين، ويعمل بشكل كبير على توسيع الخلافات في المصالح الجيوسياسية لكل من القوتين. ومن المتوقع أن يتفاقم الاختلاف في نهج الصين وروسيا، سواء فيما يتعلق بالقضايا الأمنية في سوريا والشرق الأوسط أو فيما يتعلق بالقضية الأمنية في أوكرانيا وأوروبا، مع الدخول الوشيك للرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب الصين مبادرة الحزام والطريق فی سوریا إلى جانب
إقرأ أيضاً:
اتفاقية تعاون بين الجامعة المصرية الصينية وكلية جيانغسو للتكنولوجيا الصحية
وقعت الجامعة المصرية الصينية، اتفاقية تعاون مشترك مع كلية جيانغسو للتكنولوجيا الصحية بالصين، تحت رعاية الدكتورة كريمة عبد الكريم رئيس مجلس أمناء الجامعة المصرية الصينية، وبحضور حشد من الجانبين المصري والصيني.
قام بتوقيع الاتفاقية ممثلاً عن الجانب المصري الدكتورة رشا الخولي رئيسة الجامعة المصرية الصينية وممثلاً عن الجانب الصيني تشاو هيا رئيس كلية جيانغسو للتكنولوجيا الصحية.
ورحبت الدكتورة كريمة عبد الكريم رئيسة مجلس أمناء الجامعة المصرية الصينية، في كلمتها خلال الاحتفالية - بالحضور، معربة عن امتنانها للمجهود الذي بذلته كلية جيانغسو في إعداد وتشغيل المعمل الافتراضي، الذي يعد المعمل الافتراضي الفريد في المنطقة والشرق الأوسط، وما له من أثر عميق على إعداد وتأهيل طلاب كلية العلاج الطبيعي بالجامعة وكونه منارة للطب الصيني التقليدي بمصر والشرق الأوسط وأفريقيا.
ورحبت الدكتورة رشا الخولي رئيس الجامعة المصرية الصينية بوفد كلية جيانغسو، مؤكدة امتنانها الشديد للتعاون بين الجانبين، كذلك الجهد المبذول في إعداد وتشغيل المعمل الافتراضي بكلية العلاج الطبيعي.
وأشارت الخولي إلى إنه على الرغم من أن الجامعة المصرية الصينية جامعة وليدة نشأت منذ عام 2017 إلا أنها استطاعت حتى الآن أن يكون لديها 9 كليات تتنوع بين القطاع الصحي و الهندسي والتكنولوجي وإدارة الأعمال إلى جانب اللغات والإعلام والقانون والعلوم الإنسانية.
وتابعت الخولي أن الجامعة المصرية الصينية بدأت ب 50 طالبا وطالبة فقط واليوم لديها ما يقرب من 12 ألف طالب جميعهم يدرسون اللغة الصينية، فالجامعة المصرية الصينية هي منارة للتعاون المشترك بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربية ليس داخلياً فقط، بل على المستوى العربي والأفريقي والشرق الأوسط.
وأعرب تشاو هيا رئيس كلية جيانغسو للتكنولوجيا الصحية عن شكره وتقديره للاستقبال الحافل من الجانب المصري، موضحا أن العلاقات المصرية الصينية شهدت العديد من التعاون بين الجانبين والمشاركة في العديد من المنتديات والمؤتمرات وأنه يتطلع للمزيد من التعاون البحثي والأكاديمي من خلال الاتفاقية الموقعة.
وأكد الدكتور سامي ناصف عميد كلية العلاج الطبيعي، أن كلية العلاج الطبيعي بالجامعة المصرية الصينية هي الكلية الوحيدة التي تدمج الأدوية الصينية التقليدية (TCM) في مناهج العلاج الطبيعي، وهيئة التدريس الوحيدة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجميع أنحاء العالم التي تدرس الطب الصيني التقليدي بالإضافة إلى العلاج الطبيعي.
ولفت إلى أن الكلية تتعاون مع العديد من الجامعات الصينية والأكاديميات البحثية وعلى رأسها جامعة Hebei للطب الصيني وجامعة Wenzhou الطبية وجامعة Jiao Tong في شنغهاي.
وتابع قائلا ، إن التعاون يشمل تبادل الخبرات للطلاب عن طريق التدريب وورش العمل، موضحا أن الكلية لديها عضوية في الاتحاد العالمي للطب الصيني، كذلك التعاون يشمل الحياة الجامعية والأنشطة الطلابية والخدمات المجتمعية.