- تحقيق توازن بين الانفتاح الإيجابي على العالم والاعتزاز بالهوية الوطنية

- التركيز على دور الأسرة في تربية الأجيال وحمايتها من الأفكار الهدامة

- توعية الشباب بفلسفة العمل وثقافته السائدة على خوض مجال الأعمال الحرة

- بناء قيادات عمانية ممكنة في رسم السياسات لإدارة دفة الاقتصاد العماني

- مواكبة التقدم الرقمي لتحسين جودة الحياة في المجتمعات الإنسانية

- تعزيز الرقابة والمساءلة لتحقيق النزاهة والشفافية في أداء المؤسسات

- تبني سياسات مستدامة ترتكز على التغير المناخي والطاقة وحماية البيئة

تؤكد وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 على الرعاية المستمرة من جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- لتطلعات وأهداف الرؤية، حيث جاء في حديثه: "وإننا لن نتوانى عن بذل كل ما هو متاح لتحقيق ما رسمناه من أهداف وتطلعات رؤية عمان 2040".

ورصد تقرير لوحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 ملامح من الفكر السامي واهتمام جلالته بالأولويات الوطنية، حيث يعد التعليم في مقدمة الأولويات الوطنية، وتبرز التوجيهات السامية أهمية العلم والمعرفة كأساس للتطور والتنمية في مسيرة النهضة المتجددة، ولهذا جاء إصدار الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040.

وشدد جلالته على أهمية توفير بيئة تعليمية داعمة ومحفزة للابتكار والبحث العلمي والقدرات الوطنية، مع ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل والتشغيل، كما يؤكد جلالته على ضرورة تمكين الكفاءات الوطنية لتكون قادرة على قيادة مسارات التنمية وتحقيق الأهداف الاستراتيجية في "رؤية عمان 2040"، مع تعزيز ثقافة الابتكار باعتبارها وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة.

رؤية شاملة

وتتجلى رؤية جلالة السلطان في القطاع الصحي من خلال رؤية شاملة ومتوازنة تهدف إلى تعزيز صحة المواطن باعتبارها حجر الزاوية لجودة الحياة والتنمية المستدامة، ويحرص جلالته على ضرورة توفير خدمات صحية متطورة، مع التركيز على الوقاية من الأمراض وتأهيل الكوادر العمانية في المجالات الطبية والصحية، كما يدعو إلى الاستفادة من التطورات التكنولوجية لتحسين القطاع الصحي وتطوير خدماته.

وأولى جلالته اهتمامًا خاصًا بجائحة كورونا "كوفيد 19" ومتابعته الحثيثة للتطورات الناجمة عنها، حيث أمر بتشكيل اللجنة العليا لمواجهة الجائحة وتسخير كافة الإمكانيات البشرية والتقنية للمعالجة.

كما أن افتتاح جلالته لمستشفى المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية دلالة على التكاملية بين كل المؤسسات الصحية بجميع تفرعاتها العسكرية والأمنية وتعاضدها من أجل تحقيق الأمن الصحي.

وشدد جلالته على ضرورة التمسك بالمبادئ والقيم العمانية الأصيلة التي كانت وستظل ركائز تاريخنا المجيد، ويدعو جلالته إلى تحقيق توازن بين الانفتاح الإيجابي على العالم والاعتزاز بالهوية الوطنية، مع تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على «السمت» العماني، كما يولي جلالته اهتمامًا خاصًا بالأسرة باعتبارها الحصن الواقي للمجتمع، مع التركيز على دورها في تربية الأجيال وحمايتها من الأفكار الهدامة التي تتعارض مع القيم الوطنية والدينية.

توفير حياة كريمة لكل مواطن

يعكس الفكر السامي لجلالته الالتزام بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير حياة كريمة لكل مواطن عماني، من خلال إطلاق منظومة حماية اجتماعية شاملة تهدف إلى تأمين الاستقرار المالي لجميع فئات المجتمع، وضمان عدم تأثرهم بالإصلاحات الاقتصادية، ويؤكد جلالته على أهمية توجيه عوائد السياسات المالية لدعم الحماية الاجتماعية، بما يحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي.

كما أولى جلالته الشباب عناية سامية، وأكد أنهم حاضر الأمة ومستقبلها، مشيرًا إلى أهمية إيجاد المناخ الملائم لهم، وتوفير قنوات التواصل معهم، وتلمس احتياجاتهم للمواصلة في مسيرة البناء لرفعة عمان.

وعبر الفكر السامي عن الاهتمام بالمرأة العمانية من خلال الحرص على إشراكها في الحياة السياسية والاجتماعية، وفي صنع القرار، وتقليدها مناصب قيادية في العديد من الوزارات والسفارات حول العالم، ولم يغفل جلالته عن مؤسسات المجتمع المدني التي تؤدي دورًا محوريًا في منظومة التنمية واستراتيجيات البناء الشامل.

إدارة فعالة للتنمية

يؤكد جلالته على أهمية القيادة والإدارة المحلية في رسم السياسات المالية والنقدية والتجارية والاستثمارية مع الحرص على بناء قيادات عمانية ممكنة لديها القدرة على قيادة دفة الاقتصاد العماني.

ويركز الفكر السامي على تحقيق التوازن المالي من خلال إدارة الموارد المالية بكفاءة، حيث يظهر ذلك في الحرص على خفض المديونية العامة للدولة وضمان استدامة الموارد المالية وترشيد الإنفاق الحكومي من خلال وضع آليات لتقليل العجز المالي وترشيد استخدام الموارد بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن على المدى الطويل، ووجه جلالته بتقليل الاعتماد على النفط من خلال تطوير قطاعات اقتصادية متنوعة مثل الصناعة والسياحة والخدمات اللوجستية والثروة السمكية، إلى جانب العمل على وضع أسس متينة للمشروعات الاستراتيجية، والخطط التنموية، بما يحقق التطلعات المستقبلية.

مبادرات التوظيف

وأعطى جلالته ملف "تشغيل الباحثين عن عمل" عناية كبيرة باعتباره أولوية وطنية قصوى، وأعلى سلم أولويات عمل الحكومة، وبمباركته السامية، أطلق البرنامج الوطني للتشغيل وهو أحد البرامج الوطنية المنبثقة من أهداف "رؤية عمان 2040"، ودعا جلالته إلى تحسين بيئة العمل في القطاعين العام والخاص، وتطوير نظم التوظيف، وأكد على أهمية توعية الشباب بفلسفة العمل وثقافته السائدة على خوض مجال الأعمال الحرة إلى جانب تطوير البرامج التدريبية التي تؤهلهم لسوق العمل، وكذلك التأكيد على أهمية استجابة الشركات لاحتياجات السوق المحلي عبر توفير فرص العمل للعمانيين، كما وجه القطاع الخاص إلى استثمار طاقات الشباب وتوجيههم نحو مجالات العمل المناسبة.

تعزيز القطاع الاستثماري

وأكد الفكر السامي لجلالته على أهمية تعزيز دور القطاع الخاص كركيزة أساسية في تطوير الاقتصاد الوطني، من خلال دعم سياسة المحتوى المحلي التي تمكّن القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتهيئة بيئة استثمارية جاذبة تستفيد من مزايا سلطنة عمان الاستراتيجية، كالموقع الجغرافي والفرص الاستثمارية الواعدة، كما يؤكد جلالته على أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وقطاع ريادة الأعمال، خاصة المشروعات المبتكرة والتقنيات المتقدمة، في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، مع تهيئة بيئة داعمة للشباب للاستفادة من الفرص المتاحة.

ويعمل جلالته على تحسين التشريعات لتسهيل تدفق الاستثمارات الأجنبية وتعزيز تنافسية سلطنة عمان عالميًا، مع الانفتاح على الأسواق الدولية وإبرام الاتفاقيات الاقتصادية التي تدعم نمو الاقتصاد الوطني، وفي إطار الحرص على الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، يدعو جلالته إلى لقاءات مستمرة مع رجال الأعمال لبحث التحديات ومناقشة الحلول، بما يضمن بيئة ملائمة للاستثمار وتنمية الاقتصاد المحلي.

تمكين المحافظات

يشير الفكر السامي إلى أهمية تمكين المحافظات من قيادة خططها التنموية بما يتماشى مع أولوياتها المحلية، لضمان توزيع عادل للفرص وتحقيق التنمية الشاملة، والتأكيد على تنفيذ مشروعات البنية الأساسية التي تدعم النمو الاقتصادي وتراعي في الوقت نفسه المعايير البيئية والاجتماعية.

كما أن التأكيد على دور المجالس البلدية، وتفعيل المدن الذكية كمدينة السلطان هيثم، دليل على أن جلالة السلطان حريص على مواكبة التقدم التقني الرقمي لتحسين جودة الحياة في المجتمعات الإنسانية، ودعم تحولها من مجتمعات صناعية تقليدية إلى مجتمعات رقمية متقدمة، ويتجلى ذلك بزيارة المحافظات التي قام بها جلالة السلطان منذ توليه مقاليد الحكم حتى اليوم، كما أنه دلالة على الحرص السامي لجلالته من أجل تذليل كل الصعاب التي قد تعيق مسيرة العمل في تلك المحافظات وولايتها.

الشفافية والمساءلة

يؤكد جلالته على أهمية سيادة القانون وتحقيق العدالة باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للتنمية المستدامة وبناء دولة المؤسسات والقانون، ويظهر ذلك من خلال تحديث التشريعات وتعزيز استقلالية القضاء، إلى جانب تعزيز دور الرقابة والمساءلة لتحقيق النزاهة والشفافية في أداء المؤسسات الحكومية والخاصة، وتعزيز دور الأجهزة الرقابية والمساءلة لمكافحة الفساد.

إدارة المشروعات بكفاءة وفعالية

ويتجسد حرص جلالة السلطان على تعزيز كفاءة الجهاز الإداري للدولة من خلال تطوير الأداء المؤسسي وتطبيق مبادئ الحوكمة، ووجه جلالته بتفعيل المنصة الوطنية للمقترحات والشكاوى والبلاغات، وتسريع التحول الرقمي عبر البرنامج الوطني للتحول الرقمي، كما أكد على الانتقال من الحلول المؤقتة إلى حلول دائمة ومستدامة لتحقيق التنمية المستمرة.

ويدعو جلالته إلى تطوير إدارة المشروعات الحكومية وفق أفضل المعايير وتعزيز التكامل بين مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى تفعيل منظومة قياس الأداء الفردي "إجادة" للارتقاء بالأداء الحكومي.

بيئة مستدامة

تظهر رؤية جلالته التزامًا بالحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال تبني سياسات بيئية مستدامة ترتكز على التغير المناخي والطاقة وحماية البيئة العمانية بما يضمن استدامة هذه الموارد للأجيال القادمة، وحظي المناخ باهتمام جلالته، الذي أكد فيه على الاهتمام بالبحث عن مصادر الطاقة المتجددة النظيفة ووضع الأطر القانونية والسياسات اللازمة لنموه وتقديم الحوافز والتسهيلات، خاصة أن الحكومة تتجه إلى تحقيق الحياد الصفري الكربوني 2050، كما وجه جلالته بالإسراع في دعم وتطوير منظومة الإنذار المبكر.

ويولي جلالته اهتمامًا بالهيدروجين الأخضر، ويظهر ذلك جليًا بالتوجيه السامي بتسريع تنظيم هذا القطاع، ووضع الأطر القانونية والسياسات اللازمة لنمو وتخصيص المواقع وإعداد الدراسات اللازمة لذلك وإنشاء مديرية تعنى بالطاقة النظيفة والطاقة الهيدروجينية، كما أن الزيارات الخارجية السامية تؤكد على اهتمامه بهذا القطاع من خلال الاتفاقيات المبرمة في هذا الجانب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جلالته على أهمیة جلالة السلطان رؤیة عمان 2040 جلالته إلى الحرص على من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

وزير الاقتصاد: القيادة الحكيمة لجلالة السلطان تقود النمو الاقتصادي وتُسرِّع الخطى نحو "عُمان 2040"

 

◄ تحقيق نمو مُستدام خلال السنوات الماضية من "الخمسية العاشرة"

◄ نجحنا في تحقيق الاستقرار المالي مع طرح حزم دعم للقطاع الخاص ورواد الأعمال

◄ تعزيز كفاءة إدارة الموارد الوطنية من خلال إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة

◄ استمرار نمو الاقتصاد بفضل افتتاح مشاريع استراتيجية وتطوير التشريعات وإطلاق المُبادرات النوعية

◄ ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى 37.3 مليار ريال بنهاية 2023

◄ تدشين مشاريع استراتيجية بالشراكة مع المستثمرين المحليين والدوليين

◄ نمو ملحوظ في الصناعات الجديدة لتعزيز تنوع الاقتصاد وتوفير فرص العمل

◄ 26 مليار ريال القيمة التراكمية للاستثمارات الأجنبية المباشرة بالربع الثاني من 2024

◄ إدراج سلطنة عُمان لأول مرة ضمن قائمة أكثر 25 سوقًا ناشئة جاذبة للاستثمار

◄ دعم توجهات إرساء اقتصاد المعرفة وتشجيع الاقتصاد الرقمي

◄ استهداف مساهمة الاقتصاد الرقمي بـ10% في الناتج المحلي بحلول 2040

◄ إطلاق برامج ومبادرات لتعزيز جذب الاستثمارات وتوطين التقنيات

◄ ارتفاع ترتيب سلطنة عُمان 39 مركزا في مؤشر الحرية الاقتصادية

 

مسقط- الرؤية

أكد معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد، أنَّ الذكرى المجيدة للحادي عشر من يناير، يوم تولي جلالة السلطان مقاليد الحكم في البلاد، تأتي هذا العام وعُمان تُواصل إحراز تقدم ملحوظ في أولوياتها الوطنية، لافتًا إلى أنَّ القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وضعت أُسسًا قوية لمسار النمو المستدام في الاقتصاد العُماني، وفتحت آفاقًا واسعة لتحقيق الرؤية المُستقبلية للبلاد.

وأضاف- في تصريحات صحفية- أنَّ الإجراءات التي اتخذت في عام 2020 شكلت نقطة انطلاق محورية لتحقيق رؤية "عُمان 2040"؛ حيث أسهمت في ترسيخ ركائز أساسية مكنت سلطنة عُمان من تحقيق إنجازات بارزة على كافة الأصعدة، موضحاً أنَّ إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة ودمج الاستثمارات الحكومية تحت مظلة جهاز الاستثمار العُماني، ساهمت في تعزيز كفاءة إدارة الموارد الوطنية؛ مما أثمر عن قدرة البلاد على مواجهة التحديات الناتجة عن جائحة "كوفيد-19"؛ سواء على الصعيد الصحي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، مبينا أن الحكومة بادرت بتنفيذ خطة مالية متوسطة المدى تهدف إلى تحقيق الاستقرار المالي، وطرحت حزم دعم موجهة للقطاع الخاص ورواد الأعمال والفئات المتضررة من الجائحة، بما في ذلك التعامل مع تداعيات تراجع أسعار النفط؛ حيث أسهمت هذه الجهود في انتقال الاقتصاد العُماني من مرحلة التراجع في عام 2020 إلى مسار التعافي بدءا من عام 2021، مع تحقيق نمو مستدام خلال السنوات الماضية من الخطة الخمسية العاشرة.

مشاريع استراتيجية

وأكد معاليه أن الاقتصاد العُماني يواصل النمو والتوسع بفضل افتتاح مشاريع استراتيجية جديدة وتطوير مستمر للتشريعات والقوانين الاقتصادية، إضافة إلى إطلاق برامج ومبادرات نوعية تسهم في تعزيز جاذبية الاستثمار وتسريع وتيرة التنويع الاقتصادي، إذ تأتي هذه الجهود ضمن إطار خطة التنمية الخمسية العاشرة (2021-2025)، التي تعد المرحلة الأولى لتحقيق رؤية عُمان المستقبلية 2040، مما يعزز مكانة السلطنة على خارطة الاقتصاد العالمي.

وأوضح معاليه أن الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان واصل تحقيق معدلات نمو إيجابية خلال السنوات الماضية من الخطة الخمسية العاشرة، مدعوما بتوجهات التنويع الاقتصادي والابتكار والإنتاجية، فقد شهد الناتج المحلي الإجمالي مقوما بالأسعار الثابتة توسعا ملحوظا، حيث ارتفع من 34.7 مليار ريال عُماني في عام 2021 إلى 37.7 مليار ريال عُماني بنهاية عام 2023. وخلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2024، سجل الناتج المحلي الإجمالي نموا بنسبة 1.9% بالأسعار الثابتة مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، إذ جاء هذا الأداء نتيجة لنمو الأنشطة غير النفطية بنسبة 4.2%، على الرغم من تراجع الأنشطة النفطية بنسبة 2.8%.

وقد دعم هذا النمو المتواصل افتتاح وتشغيل عدد كبير من المشاريع الاستراتيجية التي نفذتها الحكومة وبالشراكة مع المستثمرين المحليين والدوليين، ومن أبرز هذه المشاريع: مصفاة الدقم وميناء الصيد البحري بالدقم، المحطة المتكاملة للكهرباء والمياه بالدقم، المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي الاستراتيجي "ربط"، محطة رأس مركز لتخزين النفط الخام ومحطة عبري للطاقة الشمسية، السوق المركزي للخضراوات والفواكه (سلال)، الذي يندرج ضمن مشاريع الأمن الغذائي.

كما تتضمن المشاريع الجارية: مشروع السكة الحديدية بين عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة الاقتصادية المتكاملة بمحافظة الظاهرة بالشراكة مع المملكة العربي السعودية، بالإضافة إلى مشاريع نوعية تعتمد على التقنيات المتقدمة مثل صناعات الحديد الأخضر ومركزات النحاس.

التنويع الاقتصادي

وتشهد عُمان نموًا في الصناعات الجديدة التي تتكامل مع قطاع البتروكيماويات وتساهم هذه المشاريع في تعزيز تنوع الاقتصاد وزيادة الإنتاجية، فضلا عن توفير فرص عمل للمواطنين، وزيادة الصادرات، وتنويع مصادر المالية العامة للدولة، بما يتماشى مع أهداف رؤية عُمان 2040.

وبيّن معاليه أن حكومة سلطنة عُمان واصلت خلال عام 2024 تنفيذ برامج ومبادرات جديدة تهدف إلى دعم التنويع الاقتصادي وزيادة جذب الاستثمارات، حيث تركز هذه المبادرات على توطين التقنيات، وتمكين القطاع الخاص، وتعزيز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى تشجيع الشركات الناشئة، مشيرا إلى أن هذه المبادرات تسهم في تحقيق أهداف الخطة الخمسية العاشرة، ومنها رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 10.6% من الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة مساهمة استثمارات القطاع الخاص إلى 60% من الناتج المحلي الإجمالي. وقد شهد الاستثمار الأجنبي المباشر نموا ملحوظا خلال السنوات الماضية من الخطة العاشرة، حيث بلغت القيمة التراكمية للاستثمارات الأجنبية المباشرة بنهاية الربع الثاني من عام 2024 نحو 26 مليار ريال عُماني، مع تدفقات جديدة بلغت حوالي 3.9 مليار ريال عُماني مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.

التمويل المُبتكر

وأشار معاليه إلى أنه خلال عام 2024، بدأ صندوق عُمان المستقبل عمله كمؤسسة تمويلية مبتكرة تهدف إلى جذب استثمارات جديدة ونوعية في القطاعات الواعدة، بما يدعم جهود التنويع الاقتصادي وتوفير فرص العمل، وقد حقق الصندوق نتائج إيجابية ملموسة من خلال إطلاق الدفعة الأولى من مشروعاته الاستثمارية، بالشراكة مع شركات محلية ومستثمرين دوليين، بقيمة إجمالية تتجاوز 832 مليون ريال عُماني، منها 609 ملايين ريال عُماني كاستثمارات أجنبية.

وأضاف أن تأسيس الصندوق والتقدم المحقق في تنفيذ توجهات التنويع الاقتصادي أسهما في إدراج سلطنة عُمان لأول مرة ضمن قائمة أكثر 25 سوقا ناشئة جاذبة للاستثمار، وفقًا لمؤشر "ثقة الاستثمار الأجنبي المباشر" لعام 2024 الصادر عن شركة "كيرني"، الذي يعكس توجهات الاستثمار الأجنبي خلال السنوات المقبلة، لافتا إلى أن تأسيس الصندوق يأتي في إطار برنامج توسعة المحافظ الإقراضية، الذي شهد زيادة التمويل المتاح للمشروعات الممولة من بنك التنمية، مع رفع رأسمال البنك إلى 500 مليون ريال عُماني؛ مما سيعزز دعم نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث يتكامل هذا البرنامج مع مبادرات البرنامج الوطني "استدامة"، الذي يستهدف تعزيز دور سوق رأس المال والقطاع المصرفي في دعم التنمية المستدامة، كما يهدف إلى توفير خيارات تمويل متعددة للقطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من خلال تسهيل الوصول إلى التمويل عبر سوق رأس المال.

وأكد معاليه أن تسهيل التمويل يعد أحد العوامل الرئيسية لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتعزيز مكانة عُمان التنافسية في المؤشرات المرتبطة بالاستثمار وممارسة الأعمال، ويسهم ذلك في تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040، التي تعتمد على تمكين القطاع الخاص ورواد الأعمال لقيادة الاقتصاد نحو النمو، وتوفير فرص عمل مستدامة في مختلف قطاعات التنويع الاقتصادي.

توطين التقانة

وقال معالي وزير الاقتصاد إن تعزيز جذب الاستثمارات النوعية يسهم بشكل مباشر في توطين التقنيات في مختلف الأنشطة الاقتصادية، ويدعم توجهات الخطة الخمسية العاشرة نحو إرساء اقتصاد المعرفة وتشجيع الاقتصاد الرقمي، حيث ينفذ البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي، الذي يستهدف رفع مساهمة الاقتصاد الرقمي إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2040.

وأشار معاليه إلى أن الشراكات الدولية لجهاز الاستثمار العُماني تقوم بدور محوري في رفد الاقتصاد باستثمارات نوعية وتقنية، وقد شهدت الفترة الماضية إطلاق العديد من المبادرات والبرامج لتعزيز جذب الاستثمارات وتوطين التقنيات، من أبرزها، إنشاء مركز الابتكار الصناعي، تأسيس برنامج الشركات الناشئة، تخصيص جزء من محفظة صندوق عُمان المستقبل لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، بدء تنفيذ برنامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة الذي تم إطلاقه في عام 2024.

وتابع الصقري أن الجهود تتركز على تعزيز الصناعات الخضراء وصناعات الهيدروجين الأخضر، إلى جانب التطوير الحضري الهادف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز استدامة المجتمعات. وفي إطار رؤية المدن المستقبلية والمستدامة، أكد معاليه أن الحكومة تمضي قدمًا في إنشاء مدينة السلطان هيثم باعتبارها أولى المدن المستقبلية في عُمان، فضلًا عن تطوير المدينة المُستدامة "يتي"؛ كنموذج متكامل للمدن المستدامة؛ مما يُجسد رؤية السلطنة في بناء مجتمعات حضرية متطورة ومستدامة.

وأضاف معاليه أن الجهود مستمرة لتعزيز الابتكار وتشجيع البحث العلمي، من خلال تطوير المناهج التعليمية وتنفيذ برامج تأهيل الكفاءات الوطنية التقنية، إلى جانب ترقية البنية الأساسية للتقنيات والاتصالات. هذه المبادرات تمثل أسسا قوية لتحقيق التنويع الاقتصادي ودعم التحول الرقمي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040".

تنافسية عُمان

وحول التقدم المحقق في إطار مستهدفات رؤية عُمان لتعزيز تنافسية السلطنة في المؤشرات الدولية، أشار معاليه إلى أن عام 2024 شهد تطورات ملموسة على صعيد تصنيف سلطنة عُمان في مؤشرات عالمية مهمة، ومن أبرز هذه التطورات، ارتفاع ترتيب السلطنة بمقدار 39 مركزا في مؤشر الحرية الاقتصادية الصادر عن مؤسسة هيريتدج فاونديشن، لتصل إلى المرتبة 56. كما قفزت 95 مركزا في مؤشر الأداء البيئي الصادر عن جامعتي ييل وكولومبيا، لتحتل المرتبة 54.

وفي مؤشر الحكومة الإلكترونية الصادر عن إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، حققت السلطنة تقدمًا بمقدار 9 مراتب، لتحل في المرتبة 41. بالإضافة إلى ذلك، سجلت تقدما في جميع مؤشرات الحوكمة العالمية الست الصادرة عن البنك الدولي.

وعلى صعيد التكنولوجيا، احتلت سلطنة عُمان المرتبة 50 في مؤشر جاهزية الشبكات الصادر عن مؤسسة بورتولانز لعام 2024، متقدمة بأربع مراتب مقارنة بعام 2023. كما تم إدراج السلطنة ضمن مؤشر كيرني لثقة الاستثمار.

ويعد هذا التحسن في المؤشرات الدولية إنجازا مهما يعكس الجهود المبذولة لتحقيق أهداف رؤية عُمان المستقبلية 2040، للوصول بالسلطنة إلى مكانة متقدمة بين الدول الرائدة عالميا.

وأكد معالي الدكتور وزير الاقتصاد أن أهمية مؤشرات التنافسية الدولية تكمن في كونها أداة تعكس مكانة الدول في ساحة عالمية تتسم بتنافسية شديدة على قيادة الابتكار، ومواكبة التقدم التقني، وجذب الاستثمارات، وتعزيز استدامة التنمية، لا سيما في مجالات تنمية الثروات البشرية، والاستدامة البيئية، ومواجهة التغيرات المناخية.

وأوضح معاليه أن جهود الفرق الوطنية المعنية بملف التنافسية في المكتب الوطني للتنافسية بوزارة الاقتصاد أدّت دورًا محوريًا في تعزيز التعاون بين مختلف الجهات ذات الصلة، وتقديم الاستشارات والمبادرات التي تهدف إلى تحسين موقع سلطنة عُمان في منظومة المؤشرات الدولية. وقد شملت هذه الجهود التواصل مع الجهات الدولية لتحديث وتصحيح البيانات، ورفع جودتها، وتحديث الأطر العامة بما يتماشى مع التطورات والمعايير الجديدة التي تعتمدها المؤسسات المعنية بالتنافسية العالمية.

وبيّن معاليه أن هذه الفرق الوطنية تعمل على تنفيذ المبادرات التحسينية وتطوير مقترحات جديدة لعام 2025؛ لضمان استمرار تقدم سلطنة عُمان في المؤشرات الدولية. وذكر أن من أبرز التقارير والمؤشرات الدولية التي يتابعها المكتب الوطني للتنافسية: تقرير مستقبل النمو الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ومؤشر الابتكار العالمي الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، ومؤشرات الحوكمة العالمية الصادرة عن البنك الدولي، ومؤشر الأداء البيئي الصادر عن جامعتي ييل وكولومبيا، ومؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، إضافة إلى مؤشر جاهزية الشبكات الصادر عن معهد بورتلانز، ومؤشر الحرية الاقتصادية الصادر عن مؤسسة هيرتيدج فونديشن.

تطوير التشريعات والإجراءات

وأكد معالي الدكتور وزير الاقتصاد أن تطوير التشريعات كان من أهم العوامل الداعمة لمواكبة تطورات المرحلة؛ حيث تم إصدار وتعديل قوانين ولوائح أساسية، مثل قانون الدين العام، قانون العمل والحماية الاجتماعية، قانون السياحة، وقوانين التعليم العالي والمدرسي، إضافة إلى قانون الأوراق المالية وقانون حماية الودائع المصرفية، والقانون المصرفي، ونظام المحافظات الذي يعزز التوجه نحو اللامركزية والتنمية الشاملة.

وأوضح معاليه أنه خلال عام 2024، صدر قانون تنظيم الاتجار بالأحياء الفطرية، في خطوة تعكس التزام السلطنة بحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، يجري تنفيذ البرنامج الوطني للوصول إلى الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050؛ حيث تتبنى سلطنة عُمان نهجا متزايدا نحو الاقتصاد المستدام، ويشمل هذا النهج تقليل الانبعاثات في مختلف القطاعات، والتوسع في أنشطة إعادة التدوير، إضافة إلى إنشاء وتشغيل العديد من المشروعات لإنتاج الطاقة المتجددة والنظيفة.

وأضاف معاليه أن بيئة الأعمال شهدت تحسينات متواصلة ضمن الخطة الخمسية العاشرة، تمثلت في تبسيط إجراءات الاستثمار، خاصة عبر قانون استثمار رأس المال الأجنبي لعام 2019، وتطوير منصة "استثمر في عُمان"، وإطلاق منصات رقمية لخدمة المستثمرين. كما ساهمت برامج مثل "إقامة المستثمر" و"صالة استثمر في عُمان"، إضافة إلى نظام التناقص الإلكتروني، في تعزيز الشفافية وجذب الاستثمار.

مقالات مشابهة

  • الأرقام المذهلة التي أعلنتها عمان
  • وزير الاقتصاد: القيادة الحكيمة لجلالة السلطان تقود النمو الاقتصادي وتُسرِّع الخطى نحو "عُمان 2040"
  • «السيد القصير»: حزب الجبهة الوطنية سيعارض في الأمور التي لا تحقق صالح المواطن والدولة
  • تدشين قاطرتين خلال الربع الأول من العام الجاري بالبحر الأحمر
  • برعاية سامية.. إقامة المهرجان الطلابي "نهضة عمان المتجددة" السبت
  • برعاية سامية.. إقامة المهرجان الطلابي "نهضة عمان المتحددة" السبت
  • «الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم
  • جلالته نعمل لاستكمال بناء التشريعات وتسريع وتيرة الإنجازات
  • برعاية سامية.. تدشين الهوية الترويجية الموحّدة لسلطنة عمان