أزمة النيجر.. خطر الحرب بالوكالة ينضم لسيناريوهات عدة
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
تزدحم العاصمة النيجرية نيامي، في الـ24 ساعة الأخيرة، بوفود إقليمية ودولية ما بين من يقدم للمجلس العسكري العون، ومن يقدم له الإنذار الأخير قبل إنهاء انقلابه بالقوة العسكرية.
ووفق تقديرات باحث في شؤون إفريقيا، فإن المتاح الآن سيناريوهان، قد ينتهي أحدهما بشن حرب بالوكالة في النيجر، إن فشل التدخل العسكري المباشر.
وأعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، الجمعة، أنها حددت في اجتماعها في أكرا، موعد يوم التدخل العسكري لإعادة السلطة للرئيس محمد بازوم، ولم تعلن الموعد.
وبدأت الأمم المتحدة، السبت، في التحرك دبلوماسيا لحلحلة الأزمة المستمرة في النيجر منذ 26 يوليو الماضي، وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة، ستيفان دوغاريك، توج الممثل الأممي لغرب إفريقيا والساحل، ليوناردو سانتوس سيماو، إلى النيجر للتفاوض.
ووصل وفد من إيكواس إلى نيامي، السبت، في محاولة للقيام بوساطة دبلوماسية جديدة مع الجيش، بحسب ما نقلته وكالة " فرانس برس".
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، السبت، وصول سفيرة واشنطن إلى نيامي كاثلين فيتزجيبون، لتسريع الوصول إلى حل سياسي، والحفاظ على النظام الدستوري.
في المقابل، شهد العاصمة النيجرية نيامي، وفق وسائل إعلام دولية، تحركات من دول الجوار وشعبية وعسكرية، دعما لقادة الانقلاب ورفضا للتدخل العسكري.
وتمثلت في اجتماع ضباط من قادة أركان من النيجر ومالي وبوركينا فاسو في نيامي لبحث التصدي للتدخل العسكري وتفعيل استراتيجية دفاع مشترك.
ويأتي هذا مع إعلان وزير دفاع بوركينا فاسو، قاسوم كوليبالي، استعداد بلاده لمواجهة التدخل العسكري المحتمل لمجموعة إيكواس في النيجر، كما أعلن استعداد واغادوغو للانسحاب من "إيكواس".
وبث التلفزيون الرسمي للنيجر صورا لطائرات حربية قال إنها طائرات من دولتي مالي وبوركينا فاسو تم نشرها في النيجر.
وغداة بدء انعقاد قمة إيكواس، الخميس، تظاهر الآلاف أمام القاعدة الفرنسية، رافعين شعارات ضد "إيكواس وفرنسا.
وأعلن المجلس العسكري تأجيل حملة تجنيد المتطوعين في البلاد وتسليحهم للأسبوع المقبل.
وعلق المحلل السياسي المقيم في السنغال، جيل يابي، المتخصص في شؤون غرب إفريقيا، على هذه الأحداث المتسارعة، بأن الموقف الحالي للأزمة في النيجر يطرح تساؤلات حول من يملك أوراق الضغط التي يمكن أن تغير من الوضع.
ويتوقع يابي فشل الجهود الأممية في حل الأزمة بعد إعلان المجلس العسكري تشكيل مجلس انتقالي وتغيرات حكومية وعسكرية في هيكل الدولة.
وعما تحمله الساعات القادمة يقول: نشوب تدخل عسكري من مجموعة "إيكواس" بدعم فرنسي، سيكون له تداعيات خطيرة تتعدى القارة، وخاصة في ظل مع رفض دول مثل روسيا والصين والهند لأي تدخل عسكري خارجي، مع قابلية انتقال هذا العمل العسكري نحو العديد من الدول المجاورة.
وأضاف أن السيناريو الثاني سيكون الاستمرار بالتلويح بالخيار العسكري، واتباع سياسة "الحرب بالوكالة" عبر تغذية الأطراف الرافضة لسيطرة المجلس العسكري بالأسلحة والأموال، وهو ما قد يخلق واقع فوضى واستنزاف.
وتابع "بالتزامن مع هذا السيناريو قد تفرض فرنسا ودول غربية حصارا اقتصاديا وتقطع المساعدات الاقتصادية، وهذا الخيار هو الأكثر ترجيحا".
وشهدت النيجر ظهور تحركات مناوئة للانقلاب، منه إعلان ريسا آغ بولا، الوزير والزعيم السابق للمتمردين الطوارق في النيجر، عن إنشاء "مجلس المقاومة من أجل الجمهورية"، بهدف استعادة النظام الدستوري.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: فی النیجر
إقرأ أيضاً:
الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: أزمة السودان أسوأ من أوكرانيا وغزة
قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إيان إيجلاند، إذا اتفقنا أن حياة الإنسان ذات قيمة متساوية في أي مكان بالعالم، إذن ستكون السودان على قمة قائمة الأمور المهمة الآن، وأوضح إيغلاند في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بعد زيارته لمنطقة دارفور بغرب السودان ومناطق أخرى، أن “حياة 24 مليون شخص على المحك في السودان”.
التغيير: وكالات
قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إيان إيغلاند، الأحد، إن الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعين.
وأوضح إيغلاند في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بعد زيارته لمنطقة دارفور بغرب السودان ومناطق أخرى، أن “حياة 24 مليون شخص على المحك في السودان”. وأضاف “نحن ننظر إلى عد تنازلي قوي نحو المجاعة واليأس وانهيار حضارة بأكملها”.
وأكد أن الصراعات مثل الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط يجب ألا تصرف الانتباه عن معاناة المواطنين في السودان.
وأضاف “إذا اتفقنا أن حياة الإنسان ذات قيمة متساوية في أي مكان بالعالم، إذن ستكون السودان على قمة قائمة الأمور المهمة الآن”. وأوضح إيجلاند أنه شهد تداعيات الصراع، المستمر منذ 600 يوم.
وقال إنه رأى في الكثير من المناطق، ومن بينها مناطق كان يعمل بها المجلس سابقا “دلالات واضحة للغاية على وقوع حرب مروعة. منزل بعد منزل ومنطقة بعد منطقة، تعرضت للحرق والدمار والنهب”.
وحذر إيجلاند من أن الوضع “على وشك الانفجار” مثلما حدث عام 2015، عندما عبر الملايين من اللاجئين من مناطق مزقتها الحرب، بما فيها سوريا، البحر المتوسط، ووصلوا إلى عتبات الدول الأوروبية.
وقال “لا أعتقد أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي والدول الاسكندنافية وفرنسا يرغبون في ذلك”.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في الخرطوم، وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.
ويعتبر اليوم السودان من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم بسبب تأثير الحرب والأزمات السياسية والاقتصادية التي تضاف إليها أزمات تاريخية أخرى.
الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسفرت عن مئات الآلاف من القتلى والجرحى، وتشريد الملايين داخليًا وخارجيًا، ما يجعل الوضع في السودان من أسوأ الأزمات الإنسانية الحالية.